الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان.. -الديكتاتورية هى الحل-

شريف حافظ

2010 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الإخوان لا يؤمنون بالديمقراطية وقد أكدت مواقفهم فى أوقات كثيرة على هذا، سواء كانت مواقف "التقية" أو مواقف العلن. إنهم يحاولون إخفاء ما يريدون، ولكنهم مكشوفون لمن يطلع على أفكارهم. وإن الغرب الذى يتفاوضون معه خفية، ليل نهار، متصورين أنه سيعلنهم ملوكا على مصر، ليكشف ألاعيبهم وأكاذيبهم يوماً بعد يوم. إلا أن ما لدينا كاف لنكشف ما يفعلون، وإنك لترى أنهم ومن خلال تعليقاتهم، لا يردون على كلمة مما نكتب، كاشفين زيفهم، ولكنهم يتهموننا التهم المكررة بأننا ننتمى إلى النظام أو أننا نتلقى الأموال كما يتلقونها من أعوانهم فى الخارج أو أننا كفار! فتلك ثقافة الديكتاتورية التى لا تستطيع حتى لو أرادت، إلا أن تُهاجم الآخر وتعتدى عليه لأنهم غير قادرين على ثقافة الحوار!

إنك كمصرى مسلم أو مسيحى، وبنظرة مجردة إلى شعار الإخوان، لتصطدم "بسيفين"، وليس شعارات سلام حض عليها الإسلام. فلم يكن السيف شعار المسلمين، ولكن الشهادتين، ولكنهم يريدون تشويه الدين "بشعار"، يستثير الناس فى كافة أرجاء الأرض، حول نياتهم الحقيقية، فهل يمكن لمن يؤمن بالديمقراطية، أن يكون شعاره السيف؟! إن هذا لقمة الخداع، لأنهم وبينما يتكلمون عن الديمقراطية، يتشحون بالسيوف، ظاهرة أمام الجميع! إنهم لا يحاولون حتى أن يُخبئونها، لأنهم واضحين فى مظهرهم تماماً. إنهم بسيوفهم، يهدفون إلى ترويع المؤمنين، وليس بناء الدولة أو حتى إصلاحها، وإلا فما هو الهدف من السيفين فى دولة قالوا إنهم يؤمنون بمدنيتها! إن شعار السيوف، يصلح شعاراً لمؤسسة عسكرية وليس شعاراً لجماعة مدنية كانت أو دينية! إنهم يدعمون آلة البطش وبقوة، ليس ضد الخارج، الذين لن يستطيعوا مواجهته، كما يقولون، ولكن ضد الداخل بالأساس! إنهم يزيفون حتى شعار الإسلام فى بداياته، ويحرفون الكلم عن مواضعه! وهنا نسأل: أين الدين، وليس فقط، أين الديمقراطية؟!! واضح أن السيف، هو اشتقاق من الشعار الوهابى وليس شعار الدولة الإسلامية الأولى!.

إنهم لا يرضون إلا بأن تتفق معهم، وأن تبصم بكل أصابعك، بأنك توافق على كل ما يقولون، وإلا اعتبرت زنديقا وفقاً لمنهجهم ومارق وكافر. فإن كنت أقوى منهم، أبدوا رغبتهم فى التوافق معك، ليتسلقوا عليك، حتى إذا نالوا ما يريدون منك، شتموك وسبوك، واتهموك بكل ما تختلج نفوسهم من ألفاظ! فعلوا ذلك فى ظل النظام الملكى والنظام الجمهورى، ولن يتوقفوا، إلا فى حال اندثروا أو نالوا من الحكم (لقدر الله) أو تحولوا إلى النهج المدنى السليم. أما أن يتحاوروا؟ فهذا شأن مُستبعد! وها هم ينقلبون على المعارضين ممن اتفقوا معهم. ولكن ليتحمل المعارضين تبعات الاتفاق مع تلك الجماعة، التى تؤمن بالشعار الحقيقى لها: "الاستغلال هو الحل"!

إنهم حتى مختلفون عمن سواهم من الحركات الإسلامية، التى استخدمت العقل، فى رؤية تجدد المجتمعات، وطورت نظرتها الدينية لتواكب التطوير. لقد تم انتقادهم فى الخارج فى مؤتمر عُقد بلندن سنة 2007 ومثلهم فيه الدكتور سعد الكتاتنى، حول الإسلام والديمقراطية، وقد اعترض راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة الإسلامية فى تونس، على منطق الإخوان برفضهم ولاية غير المسلم أو المرأة، على سبيل المثال. بل وللمهزلة، اختلف معهم ممثل الإخوان المسلمين فى سوريا، على صدر الدين على صدر الدين البيانونى! هو ما يُظهر أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر بالذات، هى جماعة قمة فى الرجعية، حتى بالمقارنة مع غيرها ممن هم أعضاء بها فى الخارج!

إنهم يريدون لمصر أن تصبح غزة كبيرة محاصرة، ويريدون من المواطنين السمع والطاعة دون مراجعة، وكل حديثهم عن الديمقراطية، ما هو إلا خداع، للوصول على أكتاف الناس إلى الحكم وفقط، ولا يزال التاريخ شاهدا على ما فعلوه، لكل من تسلقوا على أكتافه، فاتعظوا يا أهل مصر. إنهم يريدون استغلالكم ليس أقل، برفع الشعارات، ليس إلا، من أجل الكرسى، ليس أكثر! فلا يُمكن لجماعة بقت ما يزيد عن الـ 80 سنة، ومرت عليها كل تلك العواصف والأعاصير، بينما لا تزال بيننا، إلا أن تكون مارست الحيلة والخداع وقذارة السياسة مرات ومرات، وعقدت الصفقات مرات ومرات أكثر، فقط من أجل الحُكم، ودون تطوير حتى للثقافة الإسلامية، بينما تدعى العلم بتلك الثقافة! إنهم لا يريدون إلا أن يكونوا أسوأ من كل ما سبق ولا يريدون إصلاحاً، ولكن تغييراً ديكتاتورياً رجعياً، لا يمت لنصوص ولكن لهواهم مدعين الصلاح! إنهم لا يريدون لنا أن نعبد الله فى سلام، وإنما يريدون تشويه تلك العلاقة، أيضاً، بإقحامنا فى مسائل لا طاقة لنا بها.

ولكل ما سبق علينا أن ننتبه، وأن نحافظ على بلادنا، وأن نمضى فى طريق الوعى، نحو الديمقراطية، التى سـيأتى آجلاً أم عاجلاً!

ومصر أولاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بــدأ الانــحــسـار
بشارة خليل ق ( 2010 / 10 / 23 - 07:11 )
لا تقلق فتراجعهم بدا وبوضوح والناس اصبحت اكثر وعيا فخساراتهم في الجزائر والسودان والخليج والاردن وحتى مصر ناهيك عن راي معظم اهل القطاع بهم الان اصبح حقيقة مما يدل على ان الناس بعد ذروة الموجة العاطفية بدأت بالانتقاد ليحق المثل القائل - تستطيع ان تكذب على بعض الناس كل الوقت وعلى كل الناس بعض الوقت لكنك لا تستطيع الكذب على كل الناس كل الوقت فمهما تجملوا ولبسوا اقنعة الصلاح والنزاهة فان العقل الجماعي يكشف الزيف
لكن التراجع الذى حصل للاسف هو ايضا واضح وحقيقي وكل الدراسات تشير الى انحسار الثقافة والفنون وازدياد العدائية والتعصب والطائفية وغياب التسامح والامانة وازدياد النفاق عن الفترة التى سبقت صعود تيار الاسلام السياسى


2 - لاديموقراطية لمن لايؤمن بها
حميد كركوكي ( 2010 / 10 / 23 - 11:37 )
نعم ، لا لديمقراطية لكل من يلعن الديمقراطية أمثال الأخوان و طالبان ، يجب سحب ورقة الأنفتاح والشراكة لهؤلاء الجهلة ، أنهم عامل التدهور والفوضى و القمع الفكري و الحكم السلفي المقيت ، أن بلاد النيل جميلة حرام بأن تتحول إلى صحراء نجد والحجاز. هذا وشكرا للمقال


3 - .نعم المدنيه هى الحصان الفائز فى
فتحى غريب أبوغريب ( 2010 / 10 / 23 - 14:19 )
دول لاتعرف للديمقراطيه طريق ,فى جريده اليوم السابع كنت أقف معضدداً لكم ولكنى هوجمت بطريقه أولاد الشوارع,وليس بألحوار ,تتحكم فى عقليه معظم الصحاف فكره جارهم مادمت فى داركم ,وهذا مبدأ لاأقبله وأعتبره أشد أنواع االنفاق الفكرى والاحتماعى .
البطرخانيه ملكوا عقل العامه ورقص كثير من أنصاف المثقفين على دفوفهم الظلاميه ..وللاسف تجاريهم حكومه نحكم ولو على أطلالها..


4 - مش بحاجه إلى دليل
جهاد علاونه ( 2010 / 10 / 23 - 16:16 )
أصلاً الاسلام ضد الحرية الشخصية لأنها بنظره كفر


5 - إلى أ.جهاد علاونة
د.شريف حافظ ( 2010 / 10 / 23 - 23:39 )
أرجو التفريق بين الإسلام ومن ينتمون إليه -الآن-، لأن من إنتموا إليه في الماضي، أثبتوا أن الإسلام به حرية، إلا في حال رؤيتك أن محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبو إسحق الحويني ومن على شاكلتهم، هم ممثلي الإسلام الوحيدين
أليس أحمد زويل مسلم؟ أليس نجيب محفوظ مسلم؟ أليس محمد شحرور مسلم؟ أليس نصر أبو زيد مسلم؟
هناك فرق بين الإسلام كدين وكيفية قراءته، وبين الإسلام ثملما يحب البعض رؤيته من خلال شيوخ يسيئون إليه
في النهاية، فان الحرية التي تسمح لك بتعاطي السم، يمكن أن يقال عنها أنها سيئة، لو أننا مضينا وفقاً لمنطقك
تحياتي


6 - علماني مغاربي
محمد بودواهي ( 2010 / 10 / 24 - 03:46 )
الإخوان المسلمون في مصر وسوريا وحركة النهضة التونسية برئاسة راشد الغنوشي الظلامي وحركة حماس وغيرما من قوى الإسلام السياسي على امتداد الوظن الإسلامي كلها نسخ طبق الأصل لا فرق بين هذه وتلك على مستوى التنظيم والبرامج السياسية والتكتيك والأهداف المرحلية والاستراتيجية
فالقنافد ليس فيها أملس كما يقول المثل . فهذه التنظيمات تنهل من نفس المعين وهو ما يجعلها تتفق على شعار - الإسلام هو الحل - وعلى أن المسلم في أي وطن كان أسبق من مواطن ليس بالمسلم في نفس الوطن كما عبر على ذلك العديد من القياديين المتأسلمين في العديد من الأقطار
فلماذا تحاول تجميل الوجه القبيح للحركات الإسلاموية الأخرى ؟ هل فقط لأنها ليست مصرية ؟؟


7 - التعصب العلماني والكنسي في صف الاستبداد
رشدي حسام ( 2010 / 10 / 24 - 18:39 )
جاءتك الردود المبغضة يا اخ شريف يجب ان لاتذكر الاسلام بخير وعليك ان تزدري الاسلام حتى يرضى عنك الكنسيون والملاحدة بهذا يضعونك على رؤسهم ويديروا بك في حواري الحوار المتمدن ؟! ناس شلق نعمل معاهم ايه ؟!
بالنهاية من يقف ضد الاخوان المسلمون يقف ضد التغيير ويجعل الاوضاع الحالية البائسة تستمر الى ما لا نهاية
التطرف العلماني والكنسي دائما في صف الاستبداد الشرقي نكاية في الاسلام والمسلمون خذها حكمة واكتبها بماء الذهب


8 - إلى محمد بودواهي
د. شريف حافظ ( 2010 / 10 / 25 - 13:18 )
لو أنك عُدت لما كتبت، لوجدت أنهم -أفضل- ولم اقل أنهم الأفض على الإطلاق. أنا أدين أي حركة تخلط بين الدين والسياسة، لأن المزج لا يصلح. كما أني علماني، رغم إسلامي، لأنه لا يوجد تناقض، وقد عشت أغلب عمري في ألمانيا، ولم أجد تناقضاً بين الدين وكوني علماني.. إلا أنه كوني علماني يعني بالأساس أنني ضد الحركات التي تخلط بين الدين والسياسة. يا ريت لو سمحت تقرأ جيداً، وليس معنى أنهم إستخدموا العقل في أن يكونوا أفضل من إخوان مصر، أنهم المثل الذي أرجوه، كما أسلفت هنا. ويا ريت نتوقف عن الحساسيات. أنا أعشق بلادي، ولكن لا يعني هذا أني أكره غيرها، لأن تلك نقطة في غاية السذاجة
شكراً


9 - إلى رشدي حسام
د. شريف حافظ ( 2010 / 10 / 25 - 13:28 )
إن إفتراضك أن الحياة تسير دون نقد لهو إفتراض غريب عن الإسلام كدين، ولكنه ليس غريب عن الإخوان المسلمين. لقد إنتقد إبليس الإنسان ووقف ضد مشيئة الله عز وجل وأنذره الله!!! ولكنك ترفض ما قبل به الله، فمن تكون؟؟؟ ألا يجوز للناس أن ينتقدوا الدين؟ إنها طبيعة الكون وفي النهاية، هناك من سيؤمن ومن لن يؤمن!! أليس الدين إختيار وفقا لله عز وجل؟ أليس الله من جعل للجميع شرعةً ومنهاجاً؟؟؟ إنك حقاً من الإخوةان المسلمين وهم يعملوتن ضد الله ورسوله في إستخدام الحيلة السياسية وفي النهاية يقولون عليها إسلاماً ليشوهنه ويقولون في النهاية: الإسلام هو الحل!! أليست تلك أسوأ ما يمكن أن يحدث من تحريف للدين؟ إنها قمة المهزلة ولكن ربك بالمرصاد

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا