الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا فاسدون ومفسدون - الجزء الاول

بولس رمزي

2010 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


علي الرغم من أن التقارير الدوليه التي تشير الي ان الشعب المصري الاكثر تدينا في العالم الا ان نفس هذه التقارير تشير الي ان الشعب المصري في المراكز المتقدمه من بين الشعوب الفاسده فمن الظلم القاء مسئولية الفساد علي كاهل النظام الحاكم وحده بل المسئوليه تقع علي كاهلنا جميعا فالمسئوليه تتحملها العديد من المؤسسات التي ساهمت بشكل ايجابي في تفشي ظاهرة الفساد وسوف اكتفي في هذا المقال في القاء الضوء علي دور المؤسسات الدينيه في افساد المجتمع ولن نتجاهل العوامل الاخري التي سوف نطرحها في مقالات تاليه


ان مصر في طريق توجهها الي الدوله المدنيه الليبراليه ينبغي ان ينتهي دور الزعيم المعلم والزعيم الملهم الذي يعطي توجيهاته التي تتدخل في ادق تفاصيل الحياة الشخصيه للمواطن المصري وفرضها عليه بشكلا اجباريا لكي تكون منهاج لحياته سواء قبل ذلك او ابي فلا مناص من قبولها !! هذا الدور انتهي تماما بوفاة الزعيم جمال عبد الناصر واصبح رئيس الدوله نموذجا آخرا مختلفا عن ذلك النموذج الذي رسمه لنا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واصبح هناك مؤسسات اخري هي التي تتحكم في سلوك الفرد وتوجهه وليس رئيس الدوله وفيما يلي نستعرض دور اهم مؤسسه تمتلك الوسائل التي تمكنها من تكوين الشخصيه السويه للمواطن المصري وهي المؤسسه الدينيه

دور المؤسسات الدينيه

وهنا اخص بالذكر اكبر مؤسستين دينيتين في مصر والمنطقه العربيه وهما مؤسستي الازهر والكنيسه ودورهما في محاربة الفساد والافساد كدورا رئيسيا لاستقامة الحياة الاجتماعيه في المجتمع المصري :

اولا – مؤسسة الكنيسه

لقد نجحت الكنيسه فيما لم تنجح به مؤسسة الازهر , فقد نجحت الكنيسه في كسب الولاء المطلق من الاقباط اليها ففي الوقت الذي اتهمت فيه مؤسسة ازهر بولائها للنظام الحاكم , فقد استطاعت الكنيسه بالرغم من ولاؤها المطلق ايضا لنظام الحكم بدرجه تفوق ولاء مؤسسة الازهر
لقد استغلت الكنيسه اي احداثا طائفيه تقع بين المسلمين والمسيحيين مهما بلغ من تفاهه فهناك من اقباط المهجر من سوف يلقي عليه الاضواء ويعظمه ويجعل منه حدثا جللا الامر الذي يفرح الكنيسه لي من اجل الاستقواء بالخارج بل من اجل جمع بعضا من الخراف الضاله اليها الي ان يكون جميع اقباط مصر تحت سيطرة الكنيسه , وهنا انا اختلف مع البعض الذين يرون ان الكنيسه تستقوي بالخارج , فانا اري ان الكنيسه ليست في حاجه الي الاستقواء بالخارج فهي تستقوي باقباط الداخل انفسهم فهناك الملايين قد تحولوا بالفعل الي قطع شطرنج في ايدي الكهنه وقيادات الكنيسه
فقد تحولت الكنيسه الي مجتمعا متكاملا فتجد فيه كل هواياتك تجد ملاعب كرة القدم ودوري الكنائس بديلا للنوادي المصريه التي كان لها دورا كبيرا في هذا فقد رفضت الانديه المصريه المواهب القبطيه وطردتهم وتلقفتهم الكنيسه وعوضتهم بدوري الكنائس ,

عندما فشلت المواهب الفنيه من المسيحيين في الحصول علي فرصه فنيه في المسارح المصريه وقد ساهم هذا في ظهور مسرح الكنيسه . وساهم هذا ايضا في ظهور سينما الكنيسه والافلام الدينيه المسيحيه اصبحت بديلا للسينما المصريه بالرغم من ان السينما المسيحيه قدمت للسينما المصريه العديد من النجوم المحبوبون امثال الفنان هاني رمزي والفنان لطفي لبيب والفنان شريف كدوان فنجدهم ابتعدوا عن سينما الكنيسه بمجرد ان اخذوا فرصتهم في السينما المصريه ولم يقدم ايا منهم عملا واحدا للسينما المسيحيه بعد ان اصبحوا نجوما في السينما المصريه الامر الذي يدلل علي ان الكنيسه وفرت للشباب القبطي البديل عن الدوله ونجحت في اخذ زمام مبادرة السيطره علي الشباب القبطي من الدوله

قدمت الكنيسه القبطيه الارثوذوكسيه جميع الخدمات ووسائل الترفيه للشباب القبطي من رحلات مصايف الي رحلات خارجيه وسمحت فيما لم تكن تسمح به من قبل فقد كانت الكنيسه ترفض بشده مبدأ الاختلاط لكنها سمحت الان للشباب بالاختلاط في الاجتماعات والخدمات الرعويه والرحلات الدينيه والترفيهيه والانشطه الكنسيه والاجتماعيه والرياضيه والمسرحيه

نجحت الكنيسه في تبني الاصوات المتميزه للشباب والفتيات الاقباط وتقديمهم كمرنمون وكونت فرق الكورال التي ظهر من خلالها الكثير من مشاهير الترانيم في مصر والمنطقه العربيه واصبحوا نجوما وعوضتهم الكنيسه عن نجومية الغناء والطرب التي يسيطر عليها نجوما ومشاهيرا كبارا من المسلمين لايمكن لاحد مزاحمتهم

لقد نجحت الكنيسه في كل هذا نجاحا باهرا وقد ساهم الفكر الثقافي الذي يسيطر علي العقل المصري هذا الفكر الطائفي الذي يحارب بشتي الوسائل نبوغ اي قبطيا في مجالا بعينه هو الذي اعطي للكنيسه الفرصه في ان تكون هي الدوله البديله والراعيه للاقباط

وبالرغم من النجاح الباهر الذي حققته الكنيسه في جميع المجالات السابق ايضاحها الا انها فشلت في ان تقدم لنا جيلا سويا فقد قدمت لنا الكنيسه جيلا خانعا متقوقعا بين جدران الكنيسه , جيلا متطرفا لاقصي درجه , جيلا يستخدم النص لخدمة مصالحه الشخصيه ويختفي النص عندما يصطدم بمصالح الاخرين , جيلا تكفيريا يكفر كل من يختلف معه فكريا , لم تقدم لنا الكنيسه جيلا صادقا مع نفسه بل قدمت لنا مرضي يعيشون بيننا بشخصيتين احداهما شخصيه مظهريه مثاليه تعلمنا الصدق الحب والتسامح والعطاء , والاخري شخصيه تكفيريه متطرفه غير صادقه وغير محبه ولا متسامحه او معطاءه ,

لقد ساهمت الكنيسه مساهمه فعاله في فساد المجتمع فقد نجحت في تقسيمه ولم تنجح في القضاء علي الفساد بداخلها هناك الكثير والكثير من حالات الفساد التي ظهرت من بعضا من قياداتها الذين من المفترض ان يكونوا قدوه لهذا الشباب فاعطوا قدوة غير صالحه ولا يفوتنا ازمة الانبا تكلا اسقف دشنا المعزول والذي حددت اقامته باحد الاديره بسبب اتهامه ببيع اراضي ايبراشيته والمضاربه بقيمتها في بورصة لندن لحسابه وخسارتها , مظاهر البذخ الاستفزازيه التي يظهر عليها الساده الاساقفه والسيارات الفارهه التي يستقلونها في تنقلاتهم , فبالرغم من انهم رهبان والرهبنه تعني التقشف والابتعاد عن الرفاهيه الا انهم يقطنون القصور داخل ايبراشياتهم الامر الذي لم يعطي القدوه والمثل العليا للشباب القبطي وتسبب في خلق جيلا مصابا بالشيزوفرينيا , الامر الذي خلق جيلا من المفسدين في صور قديسين





ثانيا – مؤسسة الازهر

لقد نجح الاعلام المصري والعربي في تحييد دور مؤسسة الازهر واتهامها بانها تعمل علي خدمة مصالح النظام الحاكم واطلقوا علي مشايخ الازهر الاجلاء لقب مشايخ السلطه الحاكمة الامر الذي اعطي الضوء الاخضر الي بعضا من مشايخ الصف الثاني والثالث في القفز علي اسوار اعتي مؤسسه دينيه اسلاميه في العالم وسرقة الاضواء من كبار علماء الاسلام في مصر والعالم اجمع ليصبحوا هم نجوما في عالم الاعلام الديني وانزوي علماء واساتذة الازهر تاركين الساحه خاليه امام هؤلاء النجوم

لم يقدموا لنا هؤلاء النجوم الذين اكسبتهم وسائل الاعلام شعبيه طاغيه سوي فتاوي من شأنها بلبلة الافكار واثارة الجدل حول هذه الفتاوي التي ان صحت لن تفيد تقدم المجتمع وان لم تصح فلن تضر بشئ وبين الحين والاخر يطل علينا احدهم براسه مطلقا فتوي من شانها شغل الراي العام والاعلام بها شهورا
ماقدموه لنا كلها اشياء تخدم المظهر ولم تعالج الجوهر فقد دافعوا بشراسه عن الحجاب والنقاب الذان يعطيان مظهر اننا مجتمعا طاهرا عفيفا نقيا هذا من الناحيه الشكله عملا رائعا وجميلا بشرط ان يرتبط هذا المظهر بجوهرا يعادله فليس من المعقول ان اري فتاتا اختارت ان تتحجب وهي تعلم تماما انها اختارت هذا لكي تكون فتاة ملتزمه بتعاليم الدين فعليا وليس مظهريا وتظهر في الجامعات والميادين العامه والمقاهي بمظاهرا سلوكيه تتنافي مع هذا الزي الذي اختارته لنفسها طوعا فانا اعتقد ان في هذا اساءه بالغه للزي الذي اختارته التزاما وليس مظهرا .

وهنا انا اري ان نجوم الدعاة في الفضائيات القوا بكل ثقلهم علي المظهر ولم يركزوا علي الجوهر فانه كان ينبغي منهم قبل ان يصنعوا فتاتا ملتزمه مظهريا كان عليهم الاهتمام بتنمية القيم الحميده التي امرتنا بها جميع الديانات السماويه فصناعة وزع القيم الحميده في النشئ امرا حيويا للغايه سوف يؤدي الي تكوين شخصيه متميزه لجيلا خلوقا ملتزما جوهريا فمن المؤكد ان الاخلاق الحميده سوف تصنع من الانسان شخصا ملتزما في كل مناحي وسلوكيات الحياة بما في ذلك الالتزام المظهري وهنا سوف تتحقق المعادله الصعبه في الشخصيه المصريه ليكون المظهر والجوهر شخصيه واحده لا شخصيتان

لكن للاسف فقد فشل هؤلاء نجوم الاعلام الديني في الفضائيات في ان يقدموا لنا نموذجا ملتزما سلوكيا كما هو ملتزما مظهريا ففي الوقت الذي نجد فيه الرجال يحرصون علي مواقيت الصلاة ويحرصون اشد الحرص علي صلاة الجماعه بالمساجد نجدهم هم انفسهم يعودون الي مكاتبهم بدواوين الحكومه وشركاتهم ومتاجرهم ومنهم من يقبل الرشوه ومنهم من يغش في سلعته ومنهم من يكذب ومنهم ييسثمر هذا المظهر المتدين في الاحتيال

للاسف هذا هو الجيل الذي قدمه لنا شيوخ الفضائيات , فقد قدموا لنا جيلا يحرص علي النقيضين فهو يحرص علي الصلاه كحرصه علي الفساد بشتي صوره

اخيرا

الم يحن الوقت الذي تتبوء فيه كل من الكنيسه والازهر مكانتيهما العظيمه وان تساهمان بزرع القيم و الثوابت الدينيه التي من اهمها الصدق والامانه والحب والاخلاص والتفاني في العمل من اجل خلق جيلا سويا متوافقا مع نفسه ومع مجتمعه , جيلا متوحدا في مصريته متدينا داخل مسجده او كنيسته , جيلا مخلصا لنفسه واسرته ووطنه , جيلا ينبذ التكفير أو التهويذ أو التخوين , جيلا يؤمن بحرية كل انسان فيما يعتقد وان الثواب والعقاب عند الله وحده , هو الذي يكافئ وهو وحده الذي يجازي

جيلا غير طائفيا يؤمن من اعماقه بأن:

الدين لله والوطن للجميع


بولس رمزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مش ممكن
فهيم ابو عجين ( 2010 / 10 / 24 - 14:08 )
مش ممكن اى حد يتكلم فى اى حاجه وهو مش فاهم اى حاجه ...خلاص بقى اى واحد فيلسوف ومحلل ..ياناس البلد بتتسرق احنا مش ناقصين هم فوق هم .اللى يعرف يوقف سرقة البلد اهلا وسهلا ولكن الهبل وكتابة اى حاجه للهو واللغو فالافضل الصمت ارحموا الناس الغلابه


2 - فهيم كلامك عجين
كريم عمر ( 2010 / 10 / 24 - 18:40 )
الأخ فهيم ابو عجين فعلا كلامك عجين في عجين .. دور المثقف يا محترم هو القاء الضوء على مشكلات المجتمع وكشفها ام دور حل مشاكل المجتمع فيجب ان تشارك فيه انت وأشارك انا فيه وغيرنا . اما الشعوب التي أدمنت الشكوى وتريد أن يأتي مخلص مجهول ليحل لها مشاكلها فهي شعوب في طريقها للإنقراض


3 - شكرا بولس
سيف السيد ( 2010 / 10 / 25 - 18:14 )
امتاز مقالك بالشفافيه و سلط الضوء على الواقع تماما
لست مؤاهل للرد عليك بأكثر من ذلك كون ثقافتى محدوده
وعلى الرغم من كونى مسلم.إلا اننى ارى انك كتبت بموضوعيه
و حيده و نزاهه.و ذكرتنى بايام الوحده الوطنيه فى العصر البائد
وكانت رايتها.الدين لله و الوطن للجميع.

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال