الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين السماوي طقوس و فروض على الأرض

عهد صوفان

2010 / 10 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين السماوي طقوس و فروض على الأرض

البحث عن الحقيقة طبيعة بشرية نمارسها جميعاً. كلّنا يجتهد ويفكّر طويلاً علّه يصل إلى اليقين في كل خطواته . و كلّنا ينظر ويلمس الأشياء ليتأكد مها.. نحن بشر اعتدنا أن نلمس بأيدينا ونرى بعيوننا ونشعر بكلّ حواسنا بما هو حولنا.. تعلّمنا أن نصل إلى اليقين بالاستدلال والاستنتاج.
وأبدعنا في علوم المنطق والعلوم التي تفسّر الظواهر الطبيعية والاجتماعية والإنسانية. لأننا بطبعنا نحب أن نلمس الحقيقة ونكون قريبين منها.. وكلّنا يقول بكلامه وسلوكه أنه يعشق الحقيقة و يأخذ بها وأنّه علمي ومنطقي. والكلّ يقول أنا لا أؤمن بالسحر وكلام السحرة ولا بالكلام الإنشائي لأني واقعي وعملي والتجارب خير دليلٍ وبرهانٍ على صدق الوقائع. حتى أننا اخترعنا الأمثلة التي تدلّ على أن الواقعية هدف الجميع وهي وحدها تحمينا من الانجراف وراء الظنون والتخيلات...

ولكن حياتنا ليست كلّها ثوابت وحقائق ملموسة.بل بعضها خارج حدود النظر والآخر نراه دون أن نتمكن من لمسه واختباره ومعرفة جوهره.
وهنا تبدأ الأسئلة مع الذات. وتبدأ شطحات العقل الباحث عن حقيقة ما يرى وما بعده من مجهول..
من منّا لم يسأل نفسه وهو في حالة شرود وتأمّل ماذا يوجد في الكون البعيد؟؟..

ما هو شكل النجوم وما هي حقيقتها وماذا يوجد عليها وهل تصلح للحياة؟؟..
من خلق الكون ومن خلق خالق الكون؟؟..
لماذا خلق الإنسان والحيوان والنبات؟ هل لنعبد الخالق؟ هل لنعيش بضع سنين ونموت؟؟..
لماذا تنتصر جرثومة صغيرة علينا فتقتلنا؟ لماذا نعيش بعذاب وألم ومرض؟؟..
لماذا نحن غير قادرين على رؤية الكون كل الكون بعيوننا المجردة؟؟..
لماذا لا نطير ونخترق الكون نفتشه ونبحث فيه؟؟..

الأسئلة كثيرة وكبيرة وتصل إلى كتب ومجلدات وهي لا تنهي وصعبة جداً في آن.
واجهها الإنسان منذ وجد لأنّها كانت ألغازاً حقيقيةً عصية ً على الإجابة والفهم..هذه الأسئلة راودت الإنسان العادي الباحث عن لقمة يأكلها والإنسان الطامح بالسلطة والتسلّط على بني جنسه. والإجابات كانت ضرورة ملّحة للإنسان الباحث عن التسلّط. لأن الإجابات يمكن أن تحمل له الثروة والسلطة.. فتخيل آلهته ونسب لها خلق كلّ شيء. نسب لها المقدرة والمعرفة والكينونة الدائمة وأنطقها بما يرغب. ورسمها صورة عن رغباته ومشاعره..
ووضع نفسه الوسيط بينها وبين قومه وأنّه يتلقّى الأوامر منها. بل بعضهم قال عن نفسه أنّه ابن الإله أو هو الإله المتجسّد... وهذه الأفكار حتى تترجم إلى سلطة على أرض الواقع تحتاج سلوكاً مؤطّراً ومفروضاً. ولا يكفي أن يقول لهم أنّ الإله الخالق كلّمه وتحدّث إليه لأنه أحبّ البشر وخلقهم من طين. بل كان ضرورياً وضع أسس للعبادة تميز بين من يؤمن ويخضع لممثّل الإله ومن لا يؤمن ويرفض هذا الغيب..هذه الأسس كانت طقوساً واجبة التنفيذ. تجمع المؤمنين كما يجمع الراعي قطيعه حوله. فكتبوا الفروض والطقوس وربطوها برضى الآلهة. فالآلهة لا ترضى إن لم نصلّي لها يومياً. ولا ترضى إن لم نصوم ونجوع ونقدّم لها القرابين والذبائح. ولا ترضى إن لم نبني لها دور العبادة نصلّي فيها ونتقرّب منها هناك ونتضرّع لها طالبين عونها ومساعدتها.. حددت لنا كل المناسبات الواجب أن نحتفل بها ونتذكرها وندعوها بها. وحددت لنا كيف نتكلّم بذكرها ونأكل بذكرها وكيف ننام ونلبس بذكرها وكيف نمشي ونعمل ونحن نذكرها ونطلب المغفرة منها.. لأن آلهتنا لديها مؤسسات عقاب كبيرة. وعقابها لن ينتهي بأفران التعذيب الملتهبة...

الطقوس الدينية أنزلت الدين من السماء إلى الأرض وحولته من نداء إلهي سماوي للبشر إلى سلوك وطقوس وعبادات تُؤدى بغطاء من القداسة والخشوع. تسلب المؤمن قدرة التفكير والتحليل ليكون حاضراً وجاهزاً لقبول التعليمات الإلهية.
نشأت الطقوس منذ نشأة الأديان وتشرّعت معها.بوعود بالثواب وتهديد بالعقاب. حتى تزرع الخوف فينا وتضمن خضوعنا لها. فالخضوع ينتهي بحياة أبدية خالدة وأنهار من العسل والخمر والغلمان وحور العين ونعيم لا ينتهي ومتع تدوم تحاكي رغباتنا النفسية والجسدية. أما رفضها فينتهي بعذاب أبدي دائم وشيٍّ ورعب ونار لا تنطفئ!!.

أغرونا إن أطعنا ونفذّنا الطقوس وهددونا إن رفضنا بالموت..
فتحولت حياة البشر إلى طقوس وعادات وسلوكيات دينية انتشرت في البيوت وفي العمل وفي الشارع. حتى غدت شكلاً من أشكال الإدمان اللا إرادي الذي تملك عقولنا واستقرّ فيها وكأنّها جينات وراثية تولد مع الشخص وتتكون في نواته الأولى..
وكما يورّث الآباء أبناءهم صفاتهم البيولوجية صاروا يورثونهم هذه المعتقدات والطقوس. فالدين وراثي والتوريث إجباري. قبلت الجينات أم لم تقبل...
هذه الطقوس الدينية مثّلت الشرنقة الحقيقية التي وضعت فيها العقول. بل التصقت بها حتى صار المؤمن لا يقبل أن تناقشه في أمور الدين والمعتقدات والطقوس وهو غير قادر على تصور وجود عقيدة أخرى غير عقيدته..هو مؤمن بالغيب الوراثي. لا يقرأ. لا يعلم شيء. ولا يريد أن يقرأ ويتعلّم بنفسه أو أن يبحث ويتأكّد..
هو يطلب الخلود ويحب الحياة التي وعده الإله بها وأعطاه ثواباً على ذلك متعاً كثيرة فلما لا يقبل؟؟؟..

علماً أنّ الفكر المقابل الرافض للإيمان يقول له: أنت هنا في رحلة قصيرة تنتهي بالموت ولا خلود ولا بعث جديد. سوف تنتهي إلى تراب وغبار تذريه الريح وتجرفه الأمطار. سوف تموت إلى غير رجعة...
هو يحاول أن يصدّق الأديان لأنها قدمت له رجاءً وأملاً بحياة أخرى فيها السعادة والخلود. فيها الفرح الدائم. لا مرض ولا حزن ولا ألم ولا وجع... وفي بعض الأديان يصبح كملائكة السماء.. إنه مميّز عند الإله ومحبوب منه...

كل هذه النعم والمميزات مشروطة بتنفيذ الفروض والطقوس. وهذا ما دفع المؤمن لأن ينفّذ هذه الطقوس ويسمع أقوالها ويتّحد معها روحياً وجسدياً بعلاقة قوية وثابتة يخاف أن يزعزعها أحد. حتى وإن ثبت له أنّ الحقائق العلمية تخالف ما يعتقد. لأنه تبرمج وبنى كلّ أحلامه عليها وجهد وعمل لأجلها. لذلك من الصعب تدمير كلّ هذه الأحلام التي رسخت واستوطنت عقله. وهو لا يريد أن يصدّق أن أسس أحلامه وهماً زائفاً وغيباً مطلقاً...
كلّ الأديان قدّمت مشروعها بمجموعة من الطقوس والعبادات والفروض. ولم تقدّم منظومة قيم باستثناء المسيحية التي شذّت قليلاّ عن القاعدة لظروف تخصّ نشأتها لها بحث آخر...

فعند السومريين الذين أرّقهم الوصول إلى الخلود. كان توقهم إليه كبيراً وظاهراً في الملاحم التي كتبوها. في أرض دلمون أرض الخلود.المكان الطاهر حيث يعيش الإله انكي.. بنوا الهياكل والتماثيل للآلهة السومرية وقدّم كهنتهم الصلاة والعبادات للآلهة خوفاً من غضب الطبيعة القاسية.وشرّعوا الأعياد الدينية المقدّسة ( عيد الزكمك الأول )حيث زواج ممثلة الآلهة نانا وممثل الإله دموزي... وقدموا القرابين لآلهتهم وكانوا أول من قال العين بالعين والسن بالسن..ونظموا طقوسهم الدينية ونشروها حتى صارت جزءاَ من كل كتاباتهم الفكرية والأدبية..

انتقلت هذه الطقوس إلى البابليين فتغيرت الأسماء وتبدلت المواقع وتطورت. لكنها كانت في سياق واحد هو قوننة السلوك البشري بقوانين ( طقوس دينية ) تسهّل قيادة المؤمنين على الكهنة الذين احتكروا كافة الطقوس واحتكروا العلاقة مع الآلهة....فقد كانت تجري الطقوس البابلية لتقوي الآلهة في صراعها مع قوى الفوضى في الكون. وكانت تقام بمشاركة الملك وكلّ الكهنة حيث كان كبير الكهنة يتلو ملحمة الانيوماايليش البابلية أمام المؤمنين ليؤكد عظمة الإله الفائق القدرة مردوخ. وإسقاط عظمة الإله على الملك حمو رابي الذي كان أشهر ملوكهم .لأنّ ملحمة الانيومايليش كانت في عهده فامتص قوتها الدينية ووضعها بين يديه طقوساً وفروضا وعبادات جعلته الملك الأول في التاريخ البابلي..

أما في اليهودية فقد تم ربط كلّ سلوك إنساني بعقوبة إلهية وكفّارة تُقدّم حسب طقس خاص. أي كلّ تصرّف بشري يقابله طقسٌ ديني يبدأ بتقديم ذبيحة دموية خاصّة وشيّها ورشّ دمها وفقاً لطقسٍ ديني يشرف عليه الكاهن حامي الشريعة الإلهية.. هذه الطقوس لم تكف ليسير هذا القطيع خلف سلاطينه فتمّ إضافة التلمود وما به من طقوس وفروض جديدة تسدّ كلّ منافذ التمرّد والابتعاد عن عبادة يهوه.. لقد عرف مشرّعو الدين أن البشر يحتاجون إلى الأغلال الدينية الطقسية فأحكموا صناعتها ليفرضوا الخضوع العقلي لا اللساني فقط..

أما في المسيحية فقد رفض المسيح كلّ الطقوس مكتفياً بتقديم رسالة إنسانية صرفة.لم يطلب صوماً أو صلاةً بل خيّر أتباعه بقوله من أراد أن يصلّي ومن أراد أن يصوم ..
ولكن الكنيسة من بعده ولأنّها طالبة سلطة وسلطان لم تقبل أن يكون الدين هو محبة فقط. أو علاقة خاصة مع الخالق. لأن ذلك ينهي دورها وسلطانها. فبدأت الكنائس بتشريع الطقوس الدينية. طالبوا المؤمنين بالصوم الذي يستمر طوال أيام السنة وطالبوا بالصلاة والاجتماع في الكنائس لسماع الصلاة والعظات. واخترعوا الصلوات والترانيم حتى أنك لا تسمع أحدهم يقرأ الإنجيل.وحتى في الكنائس يقرؤون عشرات الصفحات واحدة منها من الإنجيل والباقي من اجتهاد الكنيسة..
ومع ذلك بقي حال المسيحيين أفضل لأن الكنيسة لم تستطع أن تلغي الإنجيل من حياة المسيحيين وبقي هو المرجع الأساس لهم....

أما في الإسلام فقد كبر طوق الفروض والطقوس ليشمل كل التصرفات والسلوكيات البشرية بموجب ما يعرف بالشريعة التي لم تكف أيضا لإحكام سيطرة النص الديني فتمّ دعمها بنصوص الأحاديث والسنة. بحيث صار المسلمون يعتبرون كتابهم كتاب دين ودنيا وصالح لكل زمان ومكان وأنه مكتوب بلوح محفوظ عند الله وقد أُنزل محمولاً عن طريق الملاك جبريل. فلا مجال لنقاشه والبحث فيه أو السؤال عنه..
الصلاة فرض والصوم فرض والحج فرض والحجاب والنقاب فروض واللباس والمظهر والطعام والختان والميراث كلّها محددة بفروض وحدود. كل السلوكيات أسقطت عليها التشريعات. فصارت الشريعة بالتوسع الحالي أشبه بسجن كبير يطوق المسلم من خلال الاجتهاد والفتوى والأحاديث والتفاسير الكثيرة..
تطبيق هذه الفروض يدخل المسلم جنات النعيم ويغفر خطاياه. ويجعله من الفرقة الناجية من العذاب..

كلّ الأديان توعدت غير المؤمنين بأشدّ العقوبات وبالعذاب الأبدي. لأنهم لم يقدموا الفروض المطلوبة للإله وكلّها أيضاً وعدت التائبين العائدين إلى الإيمان بالمغفرة وأخذ نصيبهم من متع الجنة. وكلّها زرعت الخوف والرعب في النفوس. حتى ينصاع الجميع ويقبل بالنصوص ويخضع للطقوس...
هكذا صارت الأديان السماوية مجرد طقوس تؤدى خوفا من غضب الإله السماوي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا لا تصدق الافعال مع الاقوال؟
محمد البدري ( 2010 / 10 / 25 - 20:06 )
انها اديان، كلها بلا استثناء، تسعي للعداوة مع البشر وبينهم. ثم يدعوا انها من مصدر واحد رؤوف رحيم. فاين المصداقية بين الاقوال والافعال بل وبين النص الواحد قبل المقارنة بين النصوص المتتالية تاريخيا. التحيه والتقدير للصديق صوفان ونزاهة قلمه وشجاعته.


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 10 / 26 - 01:56 )
أخي عهد الكاتب المحترم ، تحية لك وشكراً على هذه المادة الجميلة ، لي ملاحظة واحدة فقط وهي الفارق الجوهري بين ديانات الشرق القديم ، والديانات الفضائية هذا الفرق هو تعددية الألهة . بين الألهة المتعددة وبين الإله الواحد المركزي . في الحضارة البابلية لكل إمرئ الحق في عبادة من يريد حتى الحداد كان له إله خاص به . كذلك بقية الألهة الأقل شأناً نفذت أول إضراب في التاريخ على الألهة الكبيرة المركزية . ما يعنيني هنا هي فكرة الإضراب بحد ذاتها كونها تعبير عن نضال مطلبي. عموماً كافة الأديان إستخدمت سلطة اللغة والبيان الخطابي من رموز وغموض في سبيل فرض تصورات وسلطة الكاهن . أخي عهد تحية لك


3 - المبدع عهد
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 26 - 02:24 )
تحية ايها المبدع عهد، ما يدهشني يا عهد في كتاباتك هو قدرتك الفذة في تمرير هذا الكم الهائل والكثيف من المعلومات وقدرتك على الربط بين المعلومات التاريخية والدينية والسياسية بسلاسة لتظهر مقالاتك كتحف فنية متكاملة ومع إضافتك لها مشاعرك ولأحاسيسك والمرهفة تصبح كتاباتك كخوارزمية رائعة تبهر العقول. الطقوس ايها المبدع هي رموز تعبر عن رغباتنا الدفينة الطفولية التي لم نستطع التعبير عنها باللغة المحكية بل عبرنا عنها بلغة إيحائية.
تأمل الطقس التالي: كأسي نبيذ فرنسي، ضوء خافت لشمعتين، اغنية لخوليو، حبيبتك جالسة بابهى صورة امامك، المناسبة الاحتفال بعيد ارتباطكما. اذا هذه المناسبة تطلبت ممارسة الطقوس الرومنسية وليستحضر العقل المشاعر المطلوبة في هذا الموقف.
وقس على ذلك جميع الطقوس التي نستحضرها لممارسة فعل معين. دمت بخير يا عهد الابداع والحب


4 - لعلهم يبصرون
على سالم ( 2010 / 10 / 26 - 02:51 )
الاستاذ عهد صوفان ,انت رائع دائما فى كل مقالاتك ,لك شكرى ووافر احترامى


5 - إلى أخي محمد البدري
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 26 - 06:14 )
بالتأكيد عزيزي محمد صارت الأديان مشروع عداوة لأنها زرعت ثقافة مختلفة متخاصمة مع بعضها وكلها تدعي المصداقية المطلقة. هي جلبت الكره وفرضت الصراع بين ابناء المجتمع الواحد والخطير انها ورثت هذه الثقافة الكارهة للآخر وجذرتها بطقوس مقدسة صارت هي الدين السماوي الواجب اطاعته
خطورة الطقوس الكبيرة انها تزداد كرها وحقدا وضررا مع الزمن اي ان تطورها كان ضد منطق المحبة والتعايش بين البشر فهي تنمو بالكره والعنصرية. هي تؤجج الفتنة وتعيش بروحها
اشكرك يا صديقي


6 - إلى أخي سيمون خوري
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 26 - 06:27 )
اشكرك يا أخي الكبير على تعليقك وإضافتك القيمة فانا اوافقك الرأي ان الديانات الفضائية ألغت تعدد الآلهة الذي ظهر في كل الأديان القديمة وهذا طبيعي لأن تطور الدين يكون باتجاه نجاح مشروعه وقوة تأثير طقوسه وصراع الآلهة في الديانات القديمة كان يقسم المؤمنين ويخرجهم عن سلطة الكهنة أما بالتوحيد فيجتمع كل المؤمنين تحت سلطة الكاهن الذي كان ممثل الإله. وكما تعلم فقد بدأ التوحيد منذ العصر البابلي وإن يكن في مرحلة متأخرة. فالإله مردوخ صار الإله الأقوى كان سيد الآلهة بعد ان انتصر على الآلهة وبعد ان اجتاز اختبارات تمكنه من الخلق فصار كما يهوه العبراني او كما الله اليوم
تحية لك وسعيد بكلامك


7 - إلى أخي العزيز سامي
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 26 - 06:44 )
لكل عمل وجهان وجه جميل مفيد وآخر ضار وسيء وبالتأكيد هناك طقوس مفيدة ومفرحة تحاكي المحبة والتسامح والعطاء وهناك طقوس هدفها فرض السيطرة والتأثير. وكما تعلم فالطقوس الدينية فرضت الكره والحروب في القديم وما زالت تنفث سموم العنصرية البغيضة بين البشر بتقسيمهم الى فسطاط المؤمنين و فسطاط الكافرين. لم تستطع ان تكون رسالة حب حقيقي لأنها بالأساس كانت وسيلة سياسية للسيطرة على البشر وبناء هرمية قيادية يكون فيها الحاكم مطلق اليد والتصرف في منطقته وبين قومه لإرضاء الديناصور الداخلي الذي كان صفة بشرية كبرت في الدولة الدينية القائمة على هدف التسلط الموجه ضد المؤمنين
تحية لك ايها الصديق العزيز


8 - إلى أخي العزيز علي سالم
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 26 - 06:52 )
كلامك جميل وعقلك اجمل لك كل محبتي الصادقة وشكري الدائم
تجمعنا الكلمة المحبة والإنسانية التي وجدت قبل كل الأديان وقبل كل الطقوس والتي ما زالت تصارع هجوم السماء الغيبي الوهمي والذي تسلط بالرغم من هلاميته وارتباطه بالغيب ولكن لابد من ان ينتصر العقل الذي اثبت ان عصره قادم وبدأ فعلا بكشف كل الزيف وكل الهرطقات القادمة من عالم المجهول
تحية لك صديقا عزيزا


9 - مصدر التعصب
ستفان كلاس ( 2010 / 10 / 26 - 12:51 )
شكرآ أخي عهد لممقال المكثف ولاثارة التساؤل الذي نادرآ ما يتجرأ المتدينون بالوراثة بطرحه, و هذا يشمل جميع الاديان بلا استثناء, السؤال البسيط و حتى الساذج, و هو كيف نعتنق دينآ أو مذهبآ لم يكن لنا فيه أي رأي أو خيار و فوق هذا نقاتل و نحارب و نعادي الاخرين الذين هم بدورهم أيضآ لم يختاروا دينهم او مذهبهم و كيف لنا ان نستميت في الدفاع عن شيئ يستلبنا و يستعبدنا فقط لانه موروث..سؤال يستحق الطرح و التفكير من زاوية نفسية-بسيكولوجيه -تربويه و انتروبولجيه..هذه الظاهره تسمى الاستلاب الفكري و الذهني و عدم القدرة على التفكير الحر المستقل و انعدا الذهن النقدي و الخواء الثقافي و هذه برأي اكبر مشاكلنا و ربما أخطرها و هي مصدر التعصب الدين و المذهبي و الاثني و الطائفي و حتى السياسي و الايديولوجي..
مع التحيه و التقدير


10 - عزيزي وصديقي ستفان كلاس
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 26 - 18:20 )
اشكرك على المداخلة وعلى الاضافة الرائعة. أما عن تساؤلك حول كيف يتبع الناس أديانا لم يكن لهم رأي فيها فالسبب يعود الى عملية تشويه العقول منذ الولادة وغرس قيم الخضوع للنص الديني ومنع السؤال او البحث في شئوون الدين على مستوى الأسرة والمجتمع ككل بحيث تتحول الحياة كلها الى فروض قادمة من الماضي يمنع فيها ان نختار وعندما نتمرد نقتل ونجلد ونهان. واحيانا عندما نكتب نكتب بأسماء مستعارة او نهاجر حتى نتمكن من التعبير والتساؤل. ولكن الفضاء الالكتروني فتح امامنا آفاق جديدة قد نفتح من خلالها ثغرة في جدار الخضوع ونلقي بنور العقل والمعرفة داخل دهاليز الفكر الديني القادم من عصور بدائية الانسان
انت وانا وآخرون قد نصنع شيئا محبة بكل انسان يعيش معنا
تحية كبيرة لك ايها العزيز


11 - قرأت اليوم للكبير أدونيس
ليندا كبرييل ( 2010 / 10 / 26 - 18:22 )
في مقاله اليوم : الهواء منديل العشب , قال الكبير: تموت الأديان إما بقوة الجهل أو بقوة العلم , في الحالة الأولى عندما تتحول الأديان إلى مجرد شعائر وطقوس وإلى مجرد تحليل وتحريم , في الحالة الثانية عندما ترفض الأديان قبول الحقائق التي تكشف عنها المعرفة العلمية .
وهكذا ترى يا عزيزنا أن الأديان تحجرت بسبب الطقوس والشعائر والفروض , وكلما أغرقوا فيها كلما حكموا عليها بالإعدام , الأديان تعمل على التفريق والتناحر والاقتتال بين البشر ولا تلمهم على بعضهم كما يقولون , هذا قول لا أخلاقي لأن الدليل المادي بنبذ كل طرف للآخر أمام أعيننا, لم يعم السلام منذ وجدت الأديان , شكراً لك وأرجو أن تكون بأحسن صحة


12 - إلى أختي ليندا كبرييل
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 26 - 18:53 )
أختي الغالية ليندا كبرييل
أنا اعتقد أن الطقوس والفروض هي من أبقى الأديان على قيد الحياة وهي من سيحافظ عليها( معذرة من أستاذنا الكبير أدونيس ) لأن الطقوس التي تدخل جينات البشر وتصبح جزءا من برامج العقل الوراثية يصعب إزالتها بسهولة ويسر وإذا نظرنا إلى بعض الشعوب الافريقية التي تمارس طقوسا خارجة عن كل المألوف يتناول تشويه الأجساد المؤلم جدا دون ان يشعروا بهذا الألم. هم تماهوا مع الطقس وذابوا فيه فصاروا صورة الطقس الحقيقية
وحاليا وبالرغم من الثورة العلمية الهائلة التي قصمت ظهر النصوص الدينية لم يعترف المؤمنون بخواء نصوصهم بل ارتدوا على العلم ليقولوا بأن تأويل نصوصهم مطابق للعلم اي ان نصوصهم هي العلم بذاته واقتنع المؤمنون بذلك. الجهل يحارب بالعلم وامام العلم رحلة طويلة حتى يقرأ الفاتحة على هذه النصوص الدينية القديمة التي ما زالت تعيش بيننا وتحكمنا وتوجه حياتنا
كلام الكبير ادونيس قد ينطبق على النصوص المسيحية لأن طقوسها كانت من عمل الكنيسة وليست مدونة في الانجيل وهذا يعني ان ارضيتها الإيمانية ضعيفة والالتزام بها ضعيف وصمودها اضعف
تحية لك . صحتي جيدة اشكرك عزيزتي


13 - إسمح لى بإضافة رؤية أخرى عزيزى عهد
سامى لبيب ( 2010 / 10 / 26 - 23:32 )
تحياتى صديقى عهد صوفان
مقال رائع ولتسمح لى ّ أن أضيف هذه الرؤية .

هناك نقطتان بما يخص الطقوس
النقطة الأولى هى محاولة من الإنسان فى فهم وتجسيد الميافزيقا فى فعل مادى يستطيع به أن يمررها فى آليات عقله ..بمعنى ان العقل لا يفهم معنى اللا مادة والميتافزيقا لذلك هو يتعامل معها من خلال حركات ومجسدات أمامه كأن يلف حول صنمه أو الأيقونة أو الهيكل أو الكعبة .
إنه يخلق شكل من اشكال التواصل بينه وبين الميتافزيقا .

النقطة الثانية هى ترويض الإنسان على تمرير الإيمان والإنصياع له بعدم التفكير .
فعندما يمارس الإنسان فعلا ً ماديا ً من حركات دون أن يفكر لماذا يفعل ذلك وما معناه ومغزاه فحينها يكون من السهولة أن يتم تمرير كل المنظومة الغيبية ..فهو لم يتناقش فيما يفعله فمن باب أولى سيقبل بما يُسرد إليه بعد أن تحول إلى منظومة إستقبال وإنصياع .

خالص مودتى


14 - أخي العزيز سامي لبيب
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 27 - 12:38 )
تحية لك أخي سامي
الطقوس الدينية كانت ضرورةل لتثبيت اركان الدين بخلق علاقة اتصال بين الانسان المستهدف بالآستعباد والخضوع وبين الجهة الخفية وهي الخالق أي تحقيق الشروط مجتمعة وهوالخضوع بعلاقة رابطة ومتينة تشد الانسان حيث يريد مخترع الدين وهذه الرؤية نفسها قدمتها عندما بينت ان الدين تحول بل صار طقوسا على الأرض ولولا الطقوس لما كان هناك دين نهائيا. فالترجمة العملية للرسالة الدينية هي كتاب طقسي وفروض كاملة تميز بين المؤمن وبين غير المؤمن
لهذه الأسباب اجتهد الأنبياء وحددوا الشرائع ورسموا كل الضوابط وحمّلوها على قارب الطقوس. فوصلت رسالة الأديان فقط كطقوس وفروض فقط وهذا ما يفعله ويدركه كل المؤمنين. فهم يفهمون الدين حركات جسدية تؤدى ولا ينظرون او يفهمون الجوهر. لأن مشرع الدين لم يكن همه رسالة اخلاقية بل اخضاع المجموعة لسلطته واستثمارهم كمشروع حصري له
دمت بخير واشكرك وتحية لك

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب