الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقطة عراقية وائدو البنات

عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)

2010 / 11 / 1
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


يحكى والعهد على الحكَاء ،صديق المجتمع العراقي ، الذي سرد أحداثه بموضوعية ، ونقدية ، وتفكر ، الراحل صديقكم وصديقي الدكتور علي الوردي ، ( لاشك في الصداقة أليس كذلك ؟) .
أنه قام أحدهم بالذهاب إلى أحد وجهاء مدينته ( عراقية طبعا ) وقال له قمت بتسجيل ابني في المدرسة ، فقال له الوجيه ماذا فعلت ، لقد قمت بعمل غير صحيح ، ( لان المدرسة رجس من عمل الشيطان بحسب قناعة الوجيه ) ولا ينتمي إلى الأخلاق بصلة ، اذهب وأخرج أبنك من المدرسة واستغفر ربك إلى نهاية عمرك وأدفع كفارة عن هذا الذنب العظيم ، ومرت الأيام بحلوها ومرها حتى قام الوجيه بتسجيل ابنه فالمدرسة ، فقام صديقنا الرجل بإدخال ابنته المدرسة فذهب إلى الوجيه وقال له لقد أدخلت ابنتي المدرسة ، فأجابه نفس الجواب ، لقد قمت بعمل شنيع إلى آخره من هذه الشعارات ، فأجابه الرجل لقد سمعتك في الأولى وخسرت ابني وربحت أنت ابنك، لكني سوف أعطيك الإذن الصماء هذه المرة ، القصة هذه تعود إلى الفترات الأولى التي كان فيها المجتمع العراقي يحبو من أجل أن يشكل صورة واضحة لملامحه الغائمة التي أخفتها تجاعيد دولة الرجل المريض ( الفترة العثمانية ) .
قد يقول قائل لقد ولى زمان هكذا خزعبلات واليوم الإنسان العراقي في نمو وتطور وتقدم وهو اليوم ينتمي إلى جميع مناطق الوعي التي تسعى إلى جعل الفرد العراقي فردا يحمل صفة التقدم والتنوير ، قد يكون هذا هو واقع موجود شبه واضح ، لكن ماذا يحدث في الجانب الآخر خلف جدران البيوت ، التي لا زالت تعاني من ترسبات ( دولة الرجل المريض ) حيث إن " فايروسات " ذلك المرض الذي تشكل داخل مناطق العراق من جراء صراع الشرق والغرب على أرضه ولا زالت تبحث عن حواضن لها ، نعم ونحن في العام 2010 نعاني من تلك الترسبات ، ولا ننكر إننا تجاوزنا بعضها لكن هنالك بعض من التعقيدات ماضية إلى النمو والتطور والتكاثر الانشطاري .
نعم هنالك من بحاجة إلى الدخول في مصحة نفسية كي يعالج مركز عقله المقيد بعادة تنتمي إلى الجاهلية الأولى التي حاربها رجل الإنسانية الأول النبي الرسول محمد (ص) وآله .
لقد قضى الرسول المعظم على كل أمراض الجاهلية الأولى وأولها وأد البنات حيث كان فعل القضاء على هذه الظاهرة أول إنصاف إلى حق المرأة وكيف إنها تستحق الحياة وبكل احترام عال، المرأة التي خصها الله بمنزلة عظيمة حيث إن الأنهار تجري من تحتها إن كانت أما صالحة ،
لكن ونحن في العام 2010 نواجه ظاهرة الوأد التي تُمارس ضد البنات ، لا تستغربوا ، نعم أنه الوأد ولكن بلغة عصرية حديثة تجعل من البنت في قيد مستمر وأغلال وظلام ترافقها طوال حياتها ، نعم إنهم وئدوا البنات ، لقد تفاقمت ترسبات الأمراض الاجتماعية وصولا إلى عدم تسجيل البنات الصغيرات في المدارس بحجة الخوف عليهن من الاختلاط مع الآخر ، وكأن الآخر غولا كبيرا سوف يلتهم البنت ويرميها عظما في الشارع ، وكأن الآخر هو الوحش الكاسر الذي سوف يقض المضاجع ويسبي العيال .
لا أعرف هل يعقل هذا تحت حجج واهية لا تنمي إلى الخلق الإنساني بصلة ما ؟
أمر يجب أن يتنبه إليه العقلاء من سادة المجتمع العراقي ، هي دعوة إلى إجراء إحصائية وقاعدة بيانات يُحصى من خلالها عدد البنات الصغيرات غير المسجلات في المدارس ، أين حق التعليم ؟ أين التعليم الإلزامي ؟ وكأن محمد بحر العلوم ينادي من جديد " أين حقي " ، إنهم يظلمون البنات ، ويسعون إلى جعلها جهالة وظلال ، يجعلون من البنت غير متصلة بالعالم ، تعيش بمعزل عن الحياة .

• نيجاتيف اللقطة
البنات سر من أسرار الحياة
البنات قدح ماء الوجود
البنات لوحة الإنسانية الخالدة
البنت من ضلعك يا رجل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوأد النقسي ...جريمه العصر
sara ahmad ( 2010 / 11 / 1 - 21:08 )
نعم واد البنات مازال موجودا ولكن بصيغته العصريه .. الوأد النفسي

ولاتنسى ايها الكاتب مساله حجاب الفتيات الصغيرات !!!!

اي جريمه هذه !!!!!!!!!!

اخر الافلام

.. الصحفيات أكثر عرضة للانتهاكات والتحرش اللفظي أو الجسدي


.. مريم شمالي وهي ربة منزل من إحدى قرى سعدنايل




.. نعمت شفيق .. المرأة الحديدية تقمع مظاهرات الطلاب الرافضة لإس


.. حديث السوشال | علاقة -سرية- بزعيم عصابة تتسبب في قتل ملكة جم




.. المشاركة في المسيرة جنان الخطيب