الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور العوامل الخارجية والداخلية في حياة البشر

صاحب الربيعي

2010 / 11 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن الحيوات ليست ذا طبيعة واحدة، إنها تختلف باختلاف المجتمعات والبيئات والأزمنة فلا يصح اعتماد مناهج وأيديولوجيات معينة لرسم مسار المجتمعات المتباينة لأن العوامل الخارجية المتحكمة في مسيرة حياتها مختلفة. وللعوامل الداخلية تأثير لا يمكن إغفاله لأن طبيعة النشأة والتكوين للمجتمعات مختلف أيضاً، ومن ثم فإن رواسبها الكامنة متباينة فلا يمكن أن يؤثر عامل خارجي على الفرد من دون وجود مثيله من العوامل الداخلية الكامنة، فالعامل الخارجي يعدّ محرضاً للعامل الداخلي الكامن فيعكس سلوكاً وممارسة ما مرتبطة بالزمن.
وتأثير العامل الخارجي ليس بالفعالية ذاتها في كل الأزمنة على رواسب الفرد الكامنة، كذلك لا يمكن عدّ فعالية العوامل الكامنة بالدرجة ذاتها في كل الأزمنة. إن حياة البشر يمكن أن تتغير كلياً مع زيادة فعالية عامل خارجي ما، فيتغير سلوك المجتمع بالكامل وبفترة زمنية قياسية فمثلاً عند تعرض المجتمع للكوارث مثل المجاعة، والزلازل، والأمراض الفتاكة، والحروب... وغيرها فإن فعالية العامل الخارجي تكون عالية جداً على الرواسب الكامنة فيندفع المجتمع غريزياً للحفاظ على ذاته من الفناء ويتغير سلوكه على نحو كلي.
يقول (( بيخو باريخ )) : " إن العوامل الخارجية تؤثر في السياق العام للحياة وعمق مسارها، مع عدم إغفال تأثير العوامل الداخلية للبشر، الرواسب الكامنة ، حيث تعجز التفسيرات التقليدية عن تقديم وصف دقيق لحياة البشر وطبيعتهم من دونها ".
إن العوامل الخارجية في المحيط والعوامل الداخلية في الذات غير ثابتة، إنها مثل موج البحر متغير مع الزمن في حراكه ولا يمكن عدّها قائمة بذاتها ولذاتها وإنما مرتبطة بعوامل أخرى بدليل عدم ثبات مزاج الفرد وسلوكه في كل الاوقات لأنه متأثراً بعوامل الطبيعة غير الثابتة. وهذا لا يتناقض مع استقرار حياة المجتمعات لأن آليات النظام الاجتماعي، آليات الضبط والتحكم ، هي التي تخمد فعالية تأثير العوامل المختلفة على البشر فتضبط سلوكها وممارستها في الحياة بعدّها غير سائبة ومرتبطة بعوامل متباينة تؤثر سلباً أو ايجاباً في فعاليتها.
لا يقتصر تأثير العوامل الخارجية على العوامل الداخلية في الحياة على البشر وإنما على المحيط برمته، فطبيعة توزع ذرات المادة وحراكها تتغير من زمن إلى آخر بصورة غير محسوسة بتأثير العوامل المحيطة لأن طبيعة الكون ذاته غير ثابتة، فحين يتغير مكان الفرد أو المادة في الطبيعة أو بتأثير دوران الأرض يتغير تأثير المجال المغناطيس للطبيعة عليه وبذلك تتأثر عوامله الداخلية من دون أن يعي حجم التغيير الذي طرأ على طبيعته أو تفكيره أو سلوكه.
يعتقد (( جوزايا رويس )) " أنه لا يوجد تفكير منطقي في شؤون الحياة بعيد عن مسار العاطفة فكما أن ضوء الشمس يخترق الهواء من دون أن نحس به، كذلك التفكير المنطقي يشق طريقه عبر مسار العاطفة ".
بذلك فإن للعوامل الخارجية تأثير مباشر على العوامل الداخلية خلال تحريض الرواسب الكامنة أو تخميدها، وبتطور وعي الفرد تؤثر نسبياً عوامله الداخلية سلباً في العوامل الخارجية أو ايجاباً، فبزيادة وعي الفرد تزيد قدرته التحكم النسبي بالعوامل المختلفة. وكلما تطورت العلوم والمعرفة تطورت أساليب التأثير على العوامل الخارجية أو التحكم بها.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل قانون الجنسية الجديد في ألمانيا| الأخبار


.. صحيفة العرب: -المغرب، المسعف الصامت الذي يتحرك لمساعدة غزة ب




.. المغرب.. هل يمكن التنزه دون إشعال النار لطهو الطعام؟ • فرانس


.. ما طبيعة الأجسام الطائرة المجهولة التي تم رصدها في أجواء الي




.. فرنسا: مزدوجو جنسية يشغلون مناصب عليا في الدولة يردون على با