الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة الحزن في الحياة

صاحب الربيعي

2010 / 11 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعدّ حالة الحزن شعوراً داخلياً ينم عن عدم الرضى على الذات لوجود منغصات في الحياة تثقل الذات بالآلم والحرمان فيعجز العقل الواعي على تغيير الواقع السيئ إلى واقع أفضل حيث إن منظومة الاحساس تتأثر بعوامل المحيط سلباً أو إيجاباً ليظهر على سلوك وتصرفات الفرد اليومية فحين تكون عوامل المحيط مفرحة يصبح الفرد أكثر سعادة وعلى خلافه حين تكون عوامل المحيط محزنة يصبح الفرد أكثر تعاسة.
إن الاحساسات الكامنة في الذات لا يمكن عزلها عن المحيط الاجتماعي، ويمكن عدّها مجسات غير مرئية مرتبطة بالأحداث اليومية فكلما تغير الواقع الاجتماعي سلباً أو ايجاباً تأثرت الاحاسيس الداخلية للفرد بها، فتظهر على سلوك وتصرف الفرد اليومي أو اللحظي في المجتمع.
تعتقد (( باترسيا هاي سميث )) " إذا كنت في حالة فرح أو حزن أو شرود أو تفكير فإنك تؤدي بدقة تفاصل كل حالة من الحالات ".
إن حالة الحزن تعدّ عقاباً يفرضه العقل اللاواعي على العقل الواعي لعجزه التكيف مع عوامل المحيط وحين تطول حالة الحزن يتضاعف العقاب من ذاته ليؤدي إلى الكآبة بعدّها حالة عدم انسجام بين العقل الواعي واللاواعي فينصاع الفرد إلى العقل اللاواعي بعدّه مخالفاً لعالم المحيط الاجتماعي الذي ترفضه الذات وتجد صعوبة الانسجام مع عوامل الحزن فتفرض حالة عزلة الفرد عن المحيط.
يعتقد (( أورهان باموق )) " أنك تبقى وحيداً وحزنياً على الرغم من خوفك من الوحدة والحزن ".
حين تبحث الذات في صدقية عقلانية المجتمع يعجز العقل الواعي الإجابة فتحدث الهوة بينها والمجتمع لعدم قدرة الذات القبول باشتراطات المجتمع العقلاني أو الانسجام معها فيرفضها المجتمع لتعيش عالمها الخاص المحتكم لعالم اللاوعي بمعزل عن المجتمع الذي يحكمه عالم الوعي. ومع الزمن يقضم الحزن الذات لتعيش حالة العزلة عن الواقع الاجتماعي بعدّها جزءاً من المجتمع وتعيش اللاواقع بعدّه خارجاً على المجتمع. وبذلك تحكم منظومة الفرد الداخلية مناخات نفسية متضادة بين الجسد والروح بعدّ الجسد كائن اجتماعي يعيش الواقع، والروح بعدّها منفصلة عنه تعيش اللاواقع وبذلك تصبح حالة الحزن ملازمة للذات لانقطاع المجسات اللامرئية للشعور بين الذات والمجتمع.
يقول (( فلوبير )) : " إنه شعر نفسه حزيناً بقدر بيت مهجور ".
إن الاختلال بين حالة الشعور بإشتراطات الواقع في العقل الواعي وحالة اللاشعور بإشتراطات اللاواقع في العقل اللاواعي تسبب حالة انفصام بين الذات والمجتمع فكلاهما يفرض اشتراطاته المضادة على الآخر للقبول به، وكلما اشتدت حالة الحزن شغلت المساحة الأكبر من الذات وكلما تقلصت مساحة الفرح في الذات زادت مساحة الحزن ومن ثم زادت الهوة بين الذات والمجتمع الذي تفرض عوامله المضادة سلبيتها على الذات.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو