الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق تقرير المصير والأنفصال في الأسلام

ئارام باله ته ي

2010 / 11 / 3
القضية الكردية


أستكمالا لما طرحناه في مقالنا السابق ، بدعوة المؤتمرين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى تبني ( حق تقرير المصير ) في مؤتمره الثالث عشر ، كهدف قومي يناضل الحزب من أجله ، وحيث تلقيت بعض الردود من أناس شوفينيين أتهموني بالتعصب القومي ، ورأوا في دعواي تلك مخالفة للأسلام واضرارا بالمسلمين . فوجب الرد بهذا المقال المقتضب .
في الوقت الذي ندرك فيه جيدا أن حق تقرير المصير وأستقلال كوردستان لايتوقفان على قانون اسلامي ، ولايمكن أن يحول الأسلام دون ذلك ، لاسيما مع وجود أكثر من خمسين دولة ذات غالبية اسلامية في عالم اليوم . وصحيح أننا لانبحث في موضوع ( حق تقرير المصير ) من الناحية العقائدية الدينية ، أذ أن القضية قانونية سياسية بحتة . ولكن مراعاة للغالبية المسلمة في العراق لم أجد ضيرا من توضيح موقف الأسلام من هذه المسألة حتى لايختلط الأمر ، وردا على بعض القومجيين الذين يتسترون بعباءة الأسلام زورا وبهتانا لهضم حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره ويغضون الطرف عن وجود أكثر من عشرين دولة عربية كلها صنيعة الأستعمار الغربي . نقول لماذا أنسلختم عن الخلافة العثمانية الأسلامية وفقا لأجندة أجنبية ؟ . هذا في الوقت الذي رفضت فيه هذه القوى الأستعمارية منح الكورد حقهم في تقرير المصير وتجاهلوا مطالب سكان ولاية موصل ذات الأغلبية الكوردية وألحقت كوردستان الجنوبية قسرا بالعراق .
هناك من يذهب الى تفسير بعض الايات القرانية على أنها تدل على حق تقرير المصير مثل ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد...) (سورة الكافرون) (و ان كذبوك فقل لي عملي و لكم عملكم ) (سورة يونس :41) . و اذا كانت هذين الايتين مكييتين ، أي قبل مرحلة الدولة ، فأن ايات المرحلة المدنية أيضا فيها ما يفسر على حق تقرير المصير مثل ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) ( سورة البقرة :256 ) و الاية ( وما على الرسول الا البلاغ المبين ) (سورة النور :54 ) . واذا كان خطاب القران للكافرين يتسم بالأختيارية وتقرير المصير ، فالمسلمون أولى بذلك . ويذهب بعض المفسربن من ذوي الأتجاهات العصرية الى أن الاية ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ... ) ( سورة الحجرات :13 ) على أنها أقرار بالتعددية وتعبير عن الواقع الحالي للعالم الأسلامي بدوله المتعددة . و علاوة على ذلك فان بعض الباحثين يصفون سياسة النبي محمد (ص) مع الكيانات التي دخلت الاسلام . بأنها كانت على أساس حق تقرير المصير حيث أحتفظ هؤلاء برؤسائهم و شيوخهم و كياناتهم .
و ان تطرقنا الى التاريخ الأسلامي فان الأمر سيتوضح بجلاء أكثر. ففي أحداث الفتنة الكبرى حاول معاوية بن أبي سفيان الأموي فصل الشام عن الدولة الأسلامية ، بعد عدم الأنصياع لخلافة (علي بن ابي طالب) بحجة وجوب الأقتصاص من قتلة ابن عمه الخليفة (عثمان بن عفان ) . انها محاولة انفصالية عن سابق اصرار بدليل أن معاوية قد تحصن بالشام ورتب أموره فيها و أنتظر تحيين الفرصة للأنفصال . ان محاولة معاوية شبيهة بأنفصال أحد الأقاليم في الدولة الفدرالية من المركز . وعلى الرغم من ذلك تجد أهل السنة يوقرون معاوية و يضفون عليه الشرعية . مع أنه خرج على أتقى امام في تاريخ الأسلام . في الوقت الذي يكفر فيه هؤلاء مطالب الكورد بتقرير مصيرهم . اذا كان معاوية قد انفصل عن الدولة الأسلامية بحجة قتل ابن عمه ، فأن مئات الالاف من الكورد قد زهقت أرواحهم الطاهرة من قبل الأنظمة العربية المتعاقبة في العراق لأكثر من ثمانية عقود .
اذا كان مثال معاوية الانف الذكر مرتبطا بأرث عربي سني ، فأني حرصت كذلك على الأتيان بمثال شيعي فيه دلالة واضحة على الأنفصال .
لقد خرج الحسين بن علي (شهيد كربلاء) غلى الدولة الأموية ، و حاول اقامة كيان مستقل في الكوفة ، بحجة ظلم ال أمية و خروجهم من جادة الخلافة الراشدة . فأن أقليم الكوفة و شعب الكوفة ، فقط كانوا بحاجة الى سلطة سياسية لأقامة الدولة ، وهي نفس الشروط الواجب توفرها اليوم في القانون الدولي لأعلان دولة في حاضرنا ( الاقليم ، الشعب ، السلطة السياسية ) و كلها موجودة في كوردستان ، الا أننا بحاجة الى اعتراف دولي .
كذلك فان التاريخ الأسلامي شهد بوضوح وجود عدة دول اسلامية في زمن واحد ، كدولة الأدارسة و الأغالبة و الدولة الرستمية في المغرب العربي ، و هناك أمثلة أخرى لم نتطرق اليها تجنبا للأطالة .
اذا كان الفقه السني و الشيعي و تاريخهما التطبيقي يشهدان على محاولات انفصالية صريحة ،
ويقبل أبن خلدون و ابن تيمية بأنقسام الأمة الى دول منفصلة تحت قيادة حكام مختلفين ، على حد وصف أحد الباحثين الأسلاميين . فلماذا لا يستسيغ هؤلاء العروبيون وجود كيان كوردي ويتخفون وراء الأسلام لبث أحقادهم القومجية المتعفنة ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام هى الوحدة بين البشر
عبد السلام يحيى ( 2010 / 11 / 3 - 14:23 )
أخونا الكريم لا تحاول ان تعطى الانفصال والتمزق صبغة اسلامية او دينية فهذا ليس من الاسلام فى شئ وما اوردته من آيات لا تتعلق بذلك الموضوع مطلقا بل الفرآن وكل الاديان تحس على الوحدة الانسانية وان الناس امة واحد لاب واحد وام واحدة والايات كثيرة يمكن الرجوع الها فى تعليقاتى على هذا الموقع الكريم وموقع أهل القرآن
ولكن هذا لا يمنع ان معكم انتم الاكراد وكل الافليات فى العالم الاسلامى بالذات بالمطالبة بدولة لكم حتى لو كانت الاقلية عائلة واحدة طالما ارتضى من يسمون انفسهم مسلمين بتقسيم الامة الاسلامية بل العالم كله الى هذه السجون المسماة دولا وطنية واكبر صنم وطاغوت تعبده البشرية جميعا من دون الله اومعه على الاقل وهو السبب الرئيسى للحروب والدمار واحتكار الثروات الطبيعية لارض الله والتى جعلها الله سواء للسائلين فى اطار من حرية الانتقال والاقامة والعمل فى اى مكان يناسب الانسان دون عوائق التأشيرات والاقامات والكفيل ..الخ من اختراع هذه الطاغوت بالضافة للجمارك للسيطرة واحتكار الثروة فرجاءا طالب بدوبة مثلك مثل باقى البشر دون اقحام الدين فى ذلك
http://tawheedmessage.blogspot.com/للمزيد


2 - كوردستان العراق
عبدالله الشامى ( 2010 / 11 / 5 - 23:41 )
مجهود تشكر عليه ايها الاخ الحبيب د/ ارام. ولكن لى بعض الملاحظات؛
اولا: لانلوى عنق الايات لتوصيل فكرة نؤمن بهافالايات المذكورة مناسبتها غير تقرير المصير البته. فالكفار كانو يطلبون من الرسول صاى الله عليه وسلم نعبد الهك يوما وتعبد الهنا يوما فنزلت الايات (قل ياايها الكافرون. ....)
ثانيا:من حق الشعب فى كوردستان ان يقرر انه دولة مستقلة وفى رايى الشخصى انه سيفيد ولن يضر طالما ان الاسلام يجمعنا ولايفرقنا.
ثالثا؛العنوان حق تقرير المصير والانفصال فى الاسلام وفى المقال كتبت ان القضية سياسية قانونية بحتة؟ كيف؟
رابعا: كل الامثلة المذكورة تحتاج مناقشة ومراجعة
واخيرا اقول لك هى محاولة جيدة والله الموفق .

اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع