الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربة الاقباط فى مصر

محمد عبد الفتاح السرورى

2010 / 11 / 3
المجتمع المدني


السؤال .... هل يشعر الاقباط فى مصر بالغربة والداعى الذى دعانى أن اسوق هذا التساؤل هو أن كثير من ملامح الحياة فى مصر جرى تديينها بشكل مبالغ فيه أو صبغته بصبغة دينية دون داع مما أدى فى النهاية الى أن إنقسم المجتمع المصرى وصار مجتمعين مجتمع للمسلمين وآخر للمسيحيين ... وبشئ من التفصيل نقول
الأقباط فى مصر يتحدثون اللغة العربية وهى اللغة الموصوفة دوما بأنها لغة القرآن الكريم ويعيشون فى دولة عاصمتها معرفة بانها مدينة الألف مأذنة ويتعاملون بأوراق نقدية مطبوع على كثير منها رسومات إسلامية مثل المساجد الشهيرة أى ان ملامح الحياة اليومية لأى مسيحى فى مصر مغلفة بطابع إسلامى واضح وغنى عن الذكر ان ذلك يمس الشعور القبطى وأن له تأثير سلبى ناهيكم بالطبع عن عشرات الخطب والأحاديث والملصقات التى تجافى الذوق العام قبل الشعور الدينى العام لديانة مختلفة عن الإسلام
هل يشعر الأقباط بالغربة فى مصر؟
بعد التهديد الأخير لتنظيم القاعدة والذى يستهدف الكنائس المصرية كان رد الفعل المصرى على المستوى الرسمى والشعبى اكثر من رائع فالكل إنبرى للدفاع عن مواطنيين مصريين أصلاء وعن دور عبادة يجب أن تظل آمنه (حتى لو كانت يهودية أو تنتسب لغير الديانات الإبراهيمية) ولكن ذلك لا يمنع من طرح السؤال
الى وقت قريب كان المجتمع المصرى مجتمعا طبيعيا صحيح أنه كان يعانى مثل غيره من المجتمعات من بعض المشاكل إلا أنه فى مجمله العام كان له مقومات المجتمع الطبيعى وكان التعصب والتطرف هو المتوارى حيث لم يكن المناخ ملائم لبروزه وحدث تغيرات كثيرة معروفة للمجتمع المصرى حتى أضحى زى مثل النقاب هو الزى الرسمى لكثير من فتيات صغار حتى وقت قريب كان أترابهن من نفس البيئة الإجتماعية والإقتصادية لا يجدن أى غضاضة فى إرتداء رداء البحر على سبيل المثال وليس هذا فحب بل إننى أستطيع أن أزعم - دون دليل مادى- على أن كثير من الأقباط فى مصر مرتبطين نفسيا بأصوات بعض المقرئين المصريين مثل الشيخ محمد رفعت لما فى صوته من مصريه أصيلة حتى قضية العرب الأساسية وهى قضية فلسطين جرى أسلمتها وتحويلها من قضية أرض محتلة الى قضية أرض إسلامية محتلة ومن قضية شعب ضائع الى قضية مسجد مفقود يجب إستعادته وغير ذلك من الأمثلة
هل يشعر الأقباط بالغربة فى مصر؟
أحيانا يداخلنى شعور قوى بأن الأقباط فى مصر يعانون من أزمة نفسية عنيفة سببها هو هذا التناقض الواضح بين حتمية شعورهم الدينى المخلص تجاه دينهم وبين الضغوط التى يتعرضون لها ليلا ونهارا دون إنقطاع وإذا كان كثير من المسلمين لا يحتملون التزمت الإسلامى ويخافون على أنفسهم منه فمابالنا بآخريين يقصيهم هذا التزمت إقصاءا تاما بل ويطعن فى وطنيتهم وإخلاصهم أحيانا .... الموضوع ذو شجون ويطول فيه الحديث ويحتاج الى إستنفار الهمم بلا كلل للوقوف ضد التطرف والتطرف المضاد ضد الفعل ورد الفعل ضد كل ما من شأنه ان يمس أمن مصر ومواطنيها الآمنيين ودور عبادتهم التى لم يؤثر عنها يوما أنها عملت ضد وطنها بالقول أو بالفعل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا للمشاعر ولكن الحقيقة شئ آخر
عدلي جندي ( 2010 / 11 / 3 - 15:13 )
بعد التهديد الأخير لتنظيم القاعدة والذى يستهدف الكنائس المصرية هذا قولك وهو الدليل علي صدق المسيحيين بمصر أنهم أغراب فتهديدات القاعدة إستندت إلي أن الغالبية العظمي من شعب مصر مؤمن وموحد باللات وسيساعدوهم علي ذبح الكفرة المثلثين _وغالبا الكفرة هم سبب المشاكل وأساس تخلف شعوب خير أمة ولذا القاعدة ومشتملاتها من مؤمني خير أمة تدافع عن نقاء وبقاء رفعة وتحضر وتقدم خير أمة_إذا لم يذعنوا لشرائع ومطالب خير أمة وإذا لم يصمتوا عن المطالبة بتفعيل الدولة المدنية ولولا تأكدهم من أخوانهم المؤمنيين وولاء المؤمن للمؤمن كالبنيان ....ودون إعتبار للوطن وقداسته بحسب صاحب الظزات الشهيرة في حق مصر واللي جاب وولد في مصر فالمؤمن الماليزي أو المؤمن البدوي أو حتي لو كان مؤمنا هنديا من الباكستان ولا يعرف لغة المصريين وعاداتهم وتقاليدهم هو اولي بقيادة القطيع وقطيعة بعيد عنك يا أخي في هكذا ثقافات إنتشرت كنار في هشيم أمخاخ شعب محروسة زمان


2 - علي الدولة ان تحمي مواطنها لا ان تخدعه
محمد البدري ( 2010 / 11 / 4 - 00:45 )
علي الدولة ان تتبني موقفا حازما إذاء هذا النوع من التدين الابله والذي يعتبر ان المسلم العنيف هو مسلم صالح. من هذا النوع من التدين سيجد تنظيم القاعدة جنودا له واعضاءا في ذمته جاهزين لتنفيذ كل ما هو غير وطني وغير انساني مما يعتبر خيانة للوطن وخيانة للدولة المصرية. وعلي المواطن المصري ان ينتمي الي ارضه ووطنه ويطلب بحقوقه من السلطة فلن يشعر احد بمواطنته طالما لا يحصل علي حقه الطبيعي في وطنه وهو ذاته السبب الذي يدفع كثيرين الي اللجوؤ للدين اضافة لمن تم شرائهم باموال النفط وتعرفهم الدولة جيدا بل واعطتهم صلاحيات البث الفضائي لنشر ذلك النوع العنيف من الارهاب. وعلي الدولة في المقابل الا تخدر الناس بالدين تصبيرا لهم بينما الفساد يستشري ، فما تعتقد بانه مخدر للشعب اصبح سما لمصر كلها. شكرا وتقدير واحترام للفاضل الاستاذ السروري علي نزاهته وامانته ووضوح افكاره .


3 - تعقيب
محمد عبد الفتاح السرورى ( 2010 / 11 / 4 - 07:21 )
لا أنسى ولا أعتقد أننى سوف أنسى يوما العشر سنوات التى قضيتها كمسؤل عن المكتبة الإستعارية فى مركز الجزويت الثقافى التابع لدير الآباء اليسوعيين فى الأسكندرية(التى كانت يوما مدينة كوزموبوليتانيه) عملت فى ذلك المركز عشر سنوات كانت من أثرى وأجل سنوات عمرى تعرفت فى هذا المركز على أفاضل الناس لن أنسى الآب فايز رحمه الله لن انسى مكان له على من الفضل وأكن له من العرفان الكثير ولا زلت أحلم مع الحالمين أن تصبح مصر دولة حرة مستقلة بمصريتها وأن تعود لروحها التى أفتقدناها (أقباطا ومسلمين) تلك الروح التى نحتاجها الآن أشد الأحتياج
وبإختصار أقول ومن تجربتى فى الحياة أن التقارب يحدث بين أصحاب الأنساق المتفقة حتى ولو كانوا مختلفين فى الديانه ومن تعامل مع مختلف الجنسيات يعلم ذلك جيدا

اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين