الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سينودس اسلامي لمسيحيي الشرق

مسعود محمد

2010 / 11 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ويتخوف الكثيرون على مصير المسيحيين في الشرق، فهم "مهمشين" سياسيا في لبنان، حيث غيب المسيحيين - عن التأثير السياسي في البلد، باتوا أقلية غير مسموعة، هجر قسم كبير منها بفعل التطورات السياسية والاقتصادية، مرة تحت شعار المساوات، والغاء الحالة الانعزالية ومرة تحت شعار المناصفة، والآن تحت شعار المثالثة. من بقي منهم، بقي بسبب عدم تيسر سبل رحيله، وقلة قليلة بقيت لتشبثها بأرضها، التي تتغير هوية مالكها بسرعة لا تخطر على البال. اصبح مسيحيي لبنان مضطهدين، وتحولوا الى أهل زمة يتوسلون الحماية، بسبب هجرتهم وتراجع أعدادهم بموجب اتفاقيات تفاهم لا تقدم ولا تأخر. سيدة النجاة اسم سيحفر بذاكرة مسيحيي لبنان والعراق، فهو رديف لجلجلة المسيح فيها ذبح مسيحيي لبنان والعراق. تحولوا الى "اهداف" للقتل، ليهربوا ويهاجروا وتتغير صورة المنطقة من صورة الربيع بتعدد ألوانه وزهوها، من صورة الانفتاح والتعدد والرقي، الى منطقة مقيتة يكسوها اللون الأصفر الخريفي الباهت، ذو عنصرية مقيتة سواء كانت صهيونية، أو اسلامية بشقيها الصفوي والتكفيري.
مستقبل مسيحيي فلسطين، ليس أفضل حالا فهم مرشحين أيضا للالتحاق بتلك الجلجلة بموجب مشروع يهودية الدولة، وهم ليسوا أفضل حالا من ناحية الحقوق، وانتهاك الأرض والمقدسات المسيحية عندما نذكرمسيحيي فلسطين فلسطينيي المهد يجب الكلام عن الأعداد فأعدادهم تتضائل يوما بعد يوم، من بين الـ 53 % من أهل بيت لحم والناصرة والقدس وكنائس المهدي والقيامة لم يبق منهم سوى 2% في القدس و10 % في فلسطين عامة.
عندما نتكلم عن أزمات المنطقة لا بد من الوقوف عند العراق حيث المأساة تركت بصماتها على كل ما هو حي وتاريخ ولم تترك قيمة إنسانية لكل حي وما أن نذكر نار العراق هذه حتى نتذكر ما نتج عن الاحتلال من مس بالأرض والتراث والمقدسات والتاريخ والإنسان وما جره على البلاد ومقدساتها من ويلات، وما أن نذكر البلاد والمقدسات حتى نتذكر ما يعانيه هذا الشعب من آلام ودماء مع فتنة أرادوها طائفية ومذهبية هي بلا شك. عندما نتكلم عن الطائفية والمذهبية وويلاتها لا بد من التوقف عند استهداف الكنائس وهجرة وتهجير المسيحيين الذين عاشوا في أمان لمدة قرون في العراق.
هناك هواجس وهناك أيضا مخاوف وهناك خطر على المسيحيين في مغادرتهم بلدان الشرق للذهاب إلى بلدان الغرب ومعلوم أنه قد ذهب الكثير منهم إلى بلدان الغرب حتى اليوم، ولذلك أصبح المسيحيون قلة قليلة بمعظم البلدان. هذا الواقع دفع الكنيسة لكي تعقد السينودوس من أجل لبنان ومن أجل المسيحيين في لبنان ليس من أجل لبنان فقط إنما من أجل المسيحية في بلدان الشرق الأوسط.
بقراءة احصائية لأعداد مسيحيي الشرق نجد ما يلي :
تركيا : لم يعد فيها سوى 80 ألف مسيحي (1%)من السكان بعد أن كان عددهم في حدود مليونين (15%) عام 1920.
إيران: تضاعف عدد سكانها تقريباً منذ الثورة الإسلامية عام 1979، هبطت أعداد المسيحيين فيها من حوالي 300 ألف نسمة إلى حوالي 100 ألف فقط.
المشرق العربي: في منتصف الخمسينات الماضية شكل المسيحيون نسبة تتراوح بين 15% و20% من جملة سكان دول عربية مشرقية عدة، وهم الآن لا يشكلون أكثر من 10% .
سورية : كانت نسبة المسيحيين تقارب ثلث عدد السكان في مطلع القرن العشرين، أما الآن فنسبتهم هي أقل من 10% .
لبنان: كان المسيحيون يشكلون في عام 1932 نسبة 55% من السكان، أما الآن فهم 30% .
القدس: لم يعد فيها سوى 2% من المسيحيين بعد أن كانت نسبتهم 53% عام 1922.
بيت لحم والناصرة: هما أكثر المدن ارتباطا بالمسيحية على الأرض، وتمتعتا بأغلبية سكانية مسيحية على مدى ألفي عام تقريبا، لم يعد الأمر كذلك فيها الآن. فبيت لحم لم يعد فيها سوى 12% من المسيحيين بعد أن كانت نسبتهم بها 85% عام 1948، وكان المسيحيون يشكلون إجمالا حوالي 20% من سكان فلسطين آنذاك، لكن نسبتهم الآن لا تتجاوز 10% أي نحو 65 ألف نسمة، يسكن أكثر من 51 ألفا منهم في الضفة، و10 آلاف في مدينة القدس المحتلة، بينما يعيش نحو 3500 مسيحي في قطاع غزة.
مصـر: وللمرة الأولى منذ خمسينات القرن العشرين، يغادر المسيحيون الأقبـاط بـلدهم بأعـداد كبيـرة، وهم لا يتجاوزون الآن وفقاً لتقديرات موثوقة نسبة 6% من السكان البالغ عددهم نحو 72 مليون نسمة بحسب تعداد 2006. وهذه النسبة تتدنى باستمرار.
الأردن: فيبلغ عدد المسيحيين نحو 160 ألفاً بنسبة 4% فقط من السكان البالغ عددهم حوالى 5.5 مليون نسمة.
العراق: طبقا لتعداد السكان الذي أجري عام 1977 كان عدد المسيحيين حوالي مليون و68 ألف نسمة هبط في إحصاء عام 1987 إلى مليون وربع المليون نسمة، بنسبة 5% من الشعب العراقي، وعشية الغزو الأميركي عام 2003 بلغ عدد المسيحيين العراقيين حوالي 700 ألف شخص، أي حوالي 3% من اجمالي عدد السكان البالغ عددهم حوالي 25 مليون نسمة. وبعد مرور نحو 5 سنوات على الاحتلال يقدر عدد المسيحيين العراقيين الذين غادروا البلاد بحوالي 350 ألف نسمة.
في حال استمرار التناقص بهذه المعدلات، فليس هناك شك في أنه خلال عقد أو عقدين من الزمن، سيفقد المسيحيون الشرق أوسطيون كل أهمية حيوية أو تأثير سياسي.
هذا التناقص الشديد يعزى في جانب أول إلى انخفاض معدل المواليد بين الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط، وفي الجانب الآخر الهجرة التي تفرض عليهم بسبب الضغوط الدينية والعنصرية والطائفية.
يشكل الشرق الأوسط، بيئة طاردة بسبب الصراعات والحروب التي شهدها على مدى نصف قرن تقريبا، خصوصا بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 التي كانت دافعا قويا في صعود تيار القومية العربية في الخمسينات والستينات الماضية الذي انخرط فيه المثقفين المسيحيين الا ان الجزىء الأكبر من المسيحيين العرب اعتبر أن خطابه السياسي أقرب إلى الإسلام، ثم صعود التيار الإسلامي نفسه عقب هزيمة 1967 وقيام الثورة الإيرانية عام 1979، واشتعال الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات، ثم الحصار الاقتصادي للعراق عقب غزوه للكويت عام 1990، وانتهاء بالدخول الأميركي الى أفغانستان أواخر عام 2001 والعراق عام 2003 في إطار ما تسميه واشنطن الحرب العالمية على الإرهاب عقب أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، تلك الحرب التي أججت العداء التاريخي بين الإسلام والغرب، وأطلقت موجة من التطرف والإرهاب ترك تداعياته على الأقليات المسيحية.
في ظل هذا الوضع الاسلام الليبرالي المعتدل مدعو للعب دوره بالدعوة الى سينودس اسلامي، لحفظ التنوع في المنطقة ورفض النماذج العنصرية من يهودية، وتكفيرية، وصفوية. الطوائف المسيحية موجودة في الشرق منذ ألفي عام. كانوا هنا قبل الإسلام. هذه الأرض ليست «أرض الإسلام» كما يقول بعض المتعصبين دينيا، إنها أرض التعددية الدينية. الطوائف المسيحية الأقلوية استمرت برغم كل الاجتياحات وتبدل الأنظمة في إحدى أكثر المناطق اضطرابا في العالم. لوقت طويل عاش المسيحيون بتفاهم جيد مع المسلمين. نظام صدام حسين، برغم فظاعته، كان يحترم وجودهم، بل أكثر من ذلك كان يحميهم. ولكن حيثما حل الغلو الإيماني الإسلامي مكان الوطنية كعنصر موحد للشعب كان الوجود المسيحي يجابه والمسيحيون يصبحون عرضة للاضطهاد، علينا أن نعمل على حفظ حق مسيحيي الشرق بالعيش فيه فهم أحق من اسرائيل بذلك، وعلينا أن لا نستحي بالدفاع عنهم فهم من صميم منطقتنا العربية، لا بديل عن حوار الأديان للوصول الى القواسم فهو السبيل للتعايش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معيارالانتماء والاخلاص للوطن يوحد الجميع
علي سهيل ( 2010 / 11 / 3 - 12:36 )
الانتماء والاخلاص للوطن يوحد جميع مكونات ومعتقدات الشعب، ولكن الفرز الديني يؤدي إلى اضطهاد الاغلبية للاقلية الدينية، التطرف الديني الاسلامي ادى في غالبية خطبه وفكره إلى تكفير المسلم للمسلم واباحة دم المسلم على يد اخيه المسلم، ومن خلال هذه المعادلة دفع الانسان العربي المسيحي الثمن غاليا من خلال القتل الشنيع والاجرامي القائم ضدهم الذي ادى إلى تهجيرهم رغم انتمائهم وعطائهم الامحدود للوطنهم، واصبح الفكر السائد لدى العامة بأن تهجيرهم هو انتصار لأمة الاسلام على الكفر واللحاد وتطهيرا لبلادهم، ورجال الدين والمثقفين يتحملون كامل المسؤلية لعدم توعية العامة بانهم من مكونات هذه الامة منذ القدم، يتناقص تعدادهم يوما بعد يوم حتى اصبحوا الان في فلسطين الضفة اقل من 3000 الف وفي قطاع غزة لا يزيد عددهم عن 1200 اي نسبة تعداد الفلسطينين المسيحين في الضفة وغزة اقل من الواحد بالمائة وهذا يعني خلو ارض المسيح من المسيحين وهذا يتطلب عمل جاد ومسؤول من الوزراء الحكومتين لدعم صمودهم وتخفيف المعاناة عنهم ويكون القاسم المشترك الانتماء والعطاء للوطن والتنوع الديني يحبط المخطط الصهيوني بالمطالبة بيهودية اسرائيل.


2 - المسيحيون رخاء اقتصادي وامن ورفاهة !
مثنى قاسم ( 2010 / 11 / 4 - 06:08 )
يعني قتل مسيحي هنا او حرق كنيسة هناك ليس بالقضية الكبيرة انت تعرف ان المسيحيين قتلوا بعض واغتالوا بعض وفجروا بعض وهجروا بعض واحرقوا كنائس بعض هذا لا يهم الجسم العام للمسلمين هو مع الاعتدال الى درجة التساهل الذي لا يقبله الاخر المسيحي ويرفضه ! هل الاخر المسيحي متسامح ارجو ان تلقي نظرة على مواقع المسيحيين سواء كانوا شاميين او مصريين وحتى عراقيين ! لن تجد المحبة ولا التسامح بل ستجد الحقد والعنصرية والبذاءة وقلة الحياء والادب مع الله والرسل والناس ان المسيحيين يعيشون في امن واستقرار ورخاء اقتصادي واجتماعي والدساتير الوطنية تجعل راسهم براس اي مسلم لا بل انهم يحصلون على معاملة تفضيلية وامتيازات لا حق لهم فيها ومحرومة منها الاغلبية المسلمة لا نريد ان ندخل في طائفية ولكن مقتضى الحال يوجب انصاف المسلمين .


3 - مثنى قاسم والمغالطات والكذب.
عماد يوحنا ( 2010 / 11 / 5 - 12:56 )
المثل العامي يقول اللسان ليس به عظم.
وغوبلز وزير اعلام هتلر قال اكذب واكذب واكذب حتى تصدق نفسك.
انت تدعي بان قتل المسيحيين وحرق كنائسهم ليس بالقضية الكبيرة؟؟!!؟
صحيح لانهم كلاب في دينك المتسامح ... معك حق.
لا وكل الحق في كلامك فهم يفجرون كنائس بعض وحرقوا كنائس بعض وهم عبارة عن حثالة ارهابية وحاقدة على كل الاديان الاخري واصلا يسيطرون على كل البلاد الاسلامية ولا ترى منهم الا الحقد والعنصرية والبذاءة وقلة الحياء والادب ...
صحيح اخي وفي نفس الوقت المسلمين مظلومين مهجرين مجبرين على ترك بلادهم والهجرة الى الخارج والمسيحيين الارهابيين يكفرونهم ويحرقون مساجدهم ويفجرون انفسهم في المدارس ووسط المدنيين العزل ويقطعون رؤوس المسلمين المساكين امام الكاميرات.
ورحم الله شرفك ونزاهتك وعقلك وضميرك الي انقرضوا.
شافاك الله من كل هذا الحقد والسموم والاكاذيب الي في داخلك.


4 - الإقتصاد أم الدين !!
فيصل البيطار ( 2010 / 11 / 5 - 14:44 )
بالأمس صرح الكاردينال مار عمانوئيل دلي، رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق قائلا : نحن جزء من الشعب العراقي الأصيل ونعيش مع جميع طوائفه متحابين ومتعاونين فيما بيننا، وإن الأعمال الإرهابية لن تنجح في إبعاد المسيحيين عن وطنهم ومن واجبنا العمل في وطننا والتمسك به والمساهمة في بناءه وإعماره جنبا إلى جنب مع بقية أبناء الشعب العراقي .
وهناك تصريح مشابه للناشط المسيحي العراقي رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان يدعو العراقيين للتمسك بأرضهم وعدم الهجرة .
هجرة مسيحيي المنطقة سبقت الهجمات التكفيرية، وقد صاحبها هجرة (إسلامية) أيضا والسبب (كان) البحث عن ظروف إقتصادية أفضل والخلاص من أنظمة القمع الديكتاتورية، 5 ملايين عراقي تركوا الوطن زمن صدام وملايين أخرى تركت أوطانها شمال إفريقيا وما زالت تبحث عن أسباب الحياة في دول أوروبا .. العامل الإقتصادي كان هو الغالب في الدفع نحو الهجرة وليس غيره .
أرجو تصحيح أعداد المسيحيين بين أعوام77 و87 مع التقدير .


5 - لا احسبك قد دلست او اضفت شيئا من عندك
رتعان صيتان شامخ ( 2010 / 11 / 6 - 18:47 )
لا احسبك قد دلست او اضفت شيئا من عندك فكل شي قد دونتة كتب...... وستظل .........تكذب إلى أن تتمكن من أعناق الذبائح، بعدها لن نجد منها غير السيوف المثقفة، تتطيح بالرقاب


6 - فيصل البيطار وغيره من الاسلاميين التكفيريين
عماد يوحنا ( 2010 / 11 / 7 - 06:47 )
حتى التاريخ تريدون تزويره.
والجرائم البربرية تحاولون تبريرها وبث الدعايات والسموم عن كل من ليس بمسلم وخاصة ضد المسيحيين.
شافاكم الله من هذا الحقد وانقذكم من انفسكم.
ومن ثمارهم تعرفونهم.

اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran