الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تنحسر مهمة العلماء في فتاوى التكفير ؟؟

شبلي شمايل

2010 / 11 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قامت مجموعة مسلحة بالاعتداء على كنيسة سيدة النجاة خلال الاحتفال بالقداس مساء الأحد 31/10/2010 في بغداد عشية عيد جميع القديسين. وأفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن 46 مؤمنا وسبعة من عناصر الأمن قتلوا وأصيب 60 آخرون بجروح مساء الأحد عندما تدخلت قوات الأمن العراقية لتحرير رهائن احتجزوا داخل الكاتدرائية التابعة للسريان الكاثوليك. وحسبما ذكر المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت) اليوم الأربعاء 3-11-2010
أكد تنظيم القاعدة في العراق أن المسيحيين أصبحوا "أهدافا مشروعة للمجاهدين" بعد انتهاء مهلته التي حددها للكنيسة القبطية في مصر لإطلاق سراح سيدتين. ولم أجد تكذيبا للخبر بعد على صفحات الأنترنيت. وبكل الأحوال فقد سمعت كما سمع الملايين أسامة بن لادن يهدد الرئيس الفرنسي ويطالب بإلغاء قانون حظر النقاب، فلا غرابة ضمن نفس المنطق، أن تطالب منظمته باستهداف المسيحيين العرب والشرقيين.
لا وجود لنظرية المؤامرة في العقل الجدلي النقدي، بل بالنسبة لنا "القاعدة" هي مجموعة هامشية وعابرة لو لم تنل الحاضن الإجتماعي والديني/وفي أوقات محددة السياسي/ الضروري لاستمرارها كالأميبيات في البيولوجيا والخوارج في التاريخ العربي، أي بصيغ مختلفة من شباب المجاهدين في الصومال الذين هدموا ما تبقى في هذا البلد المنكوب إلى مدرسة الزرقاوي وحثالة النتاج السعودي الإيديولوجي إلى الجماعات الإسلامية المسلحة المفخخة بالمخابرات العسكرية الجزائرية والتي تحولت بقدرة قادر لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الكبير.
وبعكس ما يظن بعض علماء الإجتماع الغربيين، نحن أمام حاضنة دعوية وتعبوية أكثر منه حاضنة عقلانية، حاضنة تستثمر ما يسود من جهل وتخلف وغيبيات وخنوع لتسميها بالجهاد واليقظة وقيام الأمة. مستندة على فكر سلفي انغلاقي وشكلي لا يعتمد فقط على قراءة حرفية ونصية للقرآن بل قراءة طائعة مستلبة وباثولوجية للمنصب شيخا للإسلام أحمد بن تيمية. وهو بشر كغيره نال التقديس من مؤسس التطرف الإسلامي الحديث محمد بن عبد الوهاب. ومجموعة من الدعاة المسترزقين من المال النفطي ورأس المال المتدين الكاره للشيوعية بالأمس الحاقد على الديمقراطية اليوم والسعيد بدولة الفساد والاستبداد في الرياض.
من حقنا التساؤل، أين علماء السعودية الذين يوقعون العرائض كلما طلب منهم ذلك لتكفير هذا أو ذاك، وتوجيه الأنظار لمعارك جانبية، أين هم من مطالبة القاعدة اعتبار المسيحيين أهدافا مشروعة للمجاهدين؟ أين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟ أين "الحملة العالمية لمناهضة العدوان" الغطاء الشرعي والسياسي للقاعدة في العراق التي حولت موقعها "قاوم" لموقع لبث الكراهية؟ أين أمينها العام الذي فاجئني على الأنترنيت أنه يرأس "مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان" في جنيف الشيخ عبد الرحمن النعيمي القطري من حق الحياة للمواطن المسيحي في العراق أم أن الإنسان الذي يدافع عنه هو السلفي فقط؟ أين محمد بن عبد الله الهبدان وعبد الرحمن بن رشيد الوهيبي والشيخ المشهور محمد العريفي؟ أين الشيخ سليمان بن حمد العوده وعبد الله بن حمود التويجري؟ أليس تلامذة هؤلاء من يقتل في بغداد اليوم؟ أم أنهم مشغولون بمواضيع أهم.
لقد عثر سلفيو السعودية أخيرا على منظر سلفي سوري يتكلم مثلهم ويتعيش من تمويلاتهم. يسمي نفسه الشيخ الدكتور المحامي مسلم محمد جودت اليوسف الذي لا يكتب إلا في العداء للنصارى والشيعة ويكرر بشكل ببغائي بعض فتاواهم، بل أنكد من ذلك، عندما تراجع عبد الله بن جبرين السعودي عن فتواه في حزب الله خرج السلفي السوري يزاود عليه فيقول: "إننا نحرم نصرة حزب الله اللبناني بعينيه ونحرم محبتهم والدعاء إليهم". ويمطرنا على موقع "قاوم" بمقالات من نوع: العالم الإسلامي بين مطرقة التنصير وسندان التشيع الصفوي، وحول مشروعية قتل الزنادقة والمرتدين ومعاقبة المبتدعين ومعاقبة مرتكبي المعاصي. مطلقا أقوال من تحرض على القتل من نمط: أجمع أهل العلم على أن الله تعالى أمر المسلمين بقتال الكفار وأن الأمر للوجوب (وما أدراك ما تعريف الكفار كل من خالفه الرأي من بني البشر؟) وكلما أراد دعما وجده عند ابن تيمية: "إن أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم وكثير من السيوف التي في الإسلام إنما كانت في جبهتم وبهم تسترت الزنادقة"...
العديد من أنصار إيديولوجية القاعدة يتمتعون بحماية دول الخليج ويتمولون من أغنياء الخليج والسعودية ويصدرون الموت للعراق. فلم لا يسألون عما يكتبون من تحريض على القتل لغير الفرقة الناجية في وضح النهار؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترمب يغازل المانحين اليهود بالورقة الفلسطينية ويطلق سلسلة من


.. حلمي النمنم: فكر الإخوان مثل -الكشري- | #حديث_العرب




.. 40-Ali-Imran


.. 41-Ali-Imran




.. 42-Ali-Imran