الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وستظل ذكراك متقدة في ذاكرتنا ما حيينا...يا أبا شيار!!!

سلمان بارودو

2010 / 11 / 3
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


برحيل المناضل الأستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا " يكيتي " فقدت الأوساط السياسية والثقافية والاجتماعية أحد أبرز قادتها، وذلك أثر نوبة قلبية ألمت به صبيحة يوم الاثنين الموافق في 18 / 10 / 2010 عن عمر ناهز 63 عاماً، وقد ووري جثمانه الطاهر الثرى يوم الثلاثاء الموافق في 19 / 10 / 2010 في مسقط رأسه قرية ( قره قوي ) التابعة لناحية الدرباسية، محافظة الحسكة، وكان في توديع المناضل إسماعيل عمر أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية وفعاليات ثقافية واجتماعية وشخصيات دينية وحشد جماهيري كبير من كافة مكونات المجتمع السوري.
لقد تميز الأستاذ إسماعيل بالحنكة والدراية فقد أكسبته التجارب السياسية والثقافية والاجتماعية على مر السنوات خبرة في الكثير من الأمور، كان يرى في استلامه هرم القيادة واجباً وتكليفاً لا وجاهة وتشريفاً، لقد تجمعت في الراحل الكثير من الصفات والقدرات لا يمكن اختزالها في عنوان معين، فإن مآثره وبصماته على الساحة السياسية لا تعد ولا تحصى، فلم يبخل ولو لحظة واحدة عن تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين بكل الوسائل والطرق التي كانت بحوزته.
كان يتعامل مع أصدقائه ورفاقه بالود والحكمة والعقلانية ويحوز على رضى الجميع بكلماته الطيبة، وتواضعه الجم، وأدبه البالغ، يصغي إلى محدثيه بعناية فائقة، فهو الذي لم يعرف الكراهية أو الحقد سبيلاً إلى قلبه ووجدانه، وظل صاحب نخوة ملتزماً بثوابته متمسكاً وحريصاً على مصالح الشعب السوري بكل مكوناته والذي كان يتجلى في نضاله الدؤوب ضد الظلم والاضطهاد ومن أجل الديمقراطية وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية.
هناك بعض القادة لها كاريزما خاصة، لها جاذبيتها ، لها بريقها، لها تأثير يتجاوز الجماعة ليطال الجماهير، لكن في حقيقة الأمر أن مثل هذه القيادات قليلة جداً، لما فيها من علمية ومبدئية عالية ورؤية سليمة تستوجب التدقيق والدراسة من كافة أصحاب الشأن والمعنيين في هذا المجال.
لكن يبقى أبو شيار صاحبَ الشخصية الكاريزمية والرجل المعتدل الليبرالي والحاضر دائما في المشهد السياسي والثقافي والحراك الديمقراطي العام، وخاصة في المناسبات الوطنية والقومية بهندامه المتواضع حيثما حل وأينما رحل.
كان المناضل إسماعيل عمر بحق من دعاة الوحدة الوطنية قولاً وفعلاً، وسعى على الدوام إلى التقارب والتعاون بين الحركة الوطنية من عرب وكرد وآثور، إيماناً منه بوحدة المصير المشترك والمستقبل المنشود والتآخي الجمعي.
عندما تقف أمام هذا الرجل العظيم، تشعر بأنك تقف أمام رجلٍ يحمل الكثير من الأخلاق، ويتمتع بالطيبة والتواضع الممتزجة بحسن الظن بالآخرين، نظيف اليد والقلب اللسان، انه إنسان بكل معنى الكلمة، غيور على وطنه، متواضع، مؤمن بقضيته، يعتز بهويته الوطنية السورية مثلما كان يعتز ويتفاخر بقوميته الكردية، فقد جمعَ هذا الرجل في صفاته وروحه الوطنية وأخلاقه العالية جميع مواقف الرجال والمناضلين، وكانت مواقفه مشرفة في جميع المجالات والميادين، عمل بجد وإخلاص لخدمة شعبه الكردي ووطنه سوريا حتى يوم رحيله.
برحيل المناضل إسماعيل عمر خسرت الحركة السياسية الكردية خصوصاً والحركة الوطنية السورية عموماً، أحد قادتها البارزين لما كان يتمتع بها من مكانة لدى شعبه، وكان الراحل وجهاً ديمقراطياً منفتحاً على الجميع بدون استثناء، واستحق كل معاني التقدير والاحترام.




فألف رحمة على روحك الطاهرة يا أبا شيار، وستظل ذكراك متقدة في ذاكرتنا ما حيينا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل