الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عوالم الحياة المختلفة

صاحب الربيعي

2010 / 11 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الحياة مسيرة كفاح للبقاء والعيش أطول فترة ممكنة فيها للتمتع بملذاتها ومواجهة منغصاتها، لذلك يمكن عدّها بعالمين افتراضاً حيث لا توجد حياة ممتعة من دون منغصات ولا حياة محزنة من دون متع على نحو عام. وإن اختصت افتراضاً بعالم واحد تصبح الحياة روتينة مملة لا يطاق العيش فيها، فالفرد الذي يعيش لذاته يفقد الاحساس بما يجري حوله.
إن كانت للحياة عالم واحد حتماً ستخوض صراعاً مع العالم الآخر بانتهاك حقوقه فتصبح غير مستقرة وآمنة، وقد يبدو مظهرها العام مستقراً وآمناً لكنه يساهم بعدم الاستقرار والآمان في العالم الآخر ويشطرها إلى عالمين افتراضيين : عالم الخير وعالم الشر.
يقول (( شوبنهور )) : " إن كانت الحياة صورة لعالم الشر وجوهرها مأساة فإنها تقتل قناعة الفرد بما يملك فيسعى الاستيلاء على ملك غيره، حينها تفقد الحياة عدالتها وتغوص في محيط أمواجه عاتية، وعالمه مظلم لا يعرف الهدوء والسكينة فيصبح اتجاهها من دون هدف ".
إن الحياة عالم نقي، موحد، عادل.... ساهم الإنسان في تدميره، رحل كل رواسب عالمه الكامن إلى فضاء الحياة فأصبحت الحياة مليئة بالشر. فبعد أن كان الإنسان يقسر نفسسه على التواؤم مع الطبيعة في تهذيب سلوكه وممارسته اليومية، أصبح يقسر الطبيعة الانصياع إلى سلوكه وممارسته اليومية. وبذلك أصبحت الحياة ليست حاضنة للإنسان وإنما رهن رواسبه الكامنة فلا تبدو صورتها الظاهرة حياة واحدة، وإنما تعدّ حياةً سعيدة لمجموعة من البشر على حساب حياة تعسة لمجموعة أخرى.
بذلك اخضع الإنسان الحياة إلى مبدأ الثنائية في عوالمها : الخير والشر، والحب والكراهية، والغنى والفقر، والسعادة والتعاسة، والصدق والكذب.... حيث يسعى كل عالم إلى فرض قيمه على العالم الآخر في حالة أقرب إلى الصراع الخفي بين البشر، وغالباً ما ينتصر عالم الشر على عالم الخير في الحياة.
يعتقد (( شوبنهور )) " أننا نشعر دائماً بشيء من الكآبة في الحياة بسبب منغصاتها، لكن هذا الشعور السلبي ليس مرده فقداننا المتع وحسب، بل التعاطف مع أحزان الآخرين ".
شطر الإنسان الحياة إلى عالمين وهمين، الخير والشر، لأن عالمه الكامن مشطور إلى عالم الرواسب الشريرة الكامنة وعالم الرواسب الخيرة الكامنة حيث يحتدم الصراع بينهما داخل الكينونة وبإنتصار أحدهم على الآخر يعكس قيمه على سلوك الفرد وممارسته في المجتمع. وبذلك ينقسم المجتمع إلى كائنات خيرة وكائنات شريرة، وكلاهما يفرض سلوكياته وممارساته على المحيط الذي يعكسه على الحياة العامة لتصبح الحياة بدورها منقسمة إلى عالمين.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة