الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع القرضاوي15: العلمانية والعقدية (تتمة)

عبد القادر أنيس

2010 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في المقال السابق (حوار مع القرضاوي15: العلمانية والعقدية) تناولت بالنقد رأي القرضاوي في العلمانية من خلال أمرين أساسيين، وقد توقفت عند الأمر الأول في قوله:
((ومن ناحية أخرى، نرى العلمانية ـ وإن قبلت عقيدة الإسلام نظريا أو كلاميا ـ ترفض ما تستلزمه العقيدة من معتنقيها، وما توجبه على أبنائها إيجابا حتما، بمقتضى الإيمان، وذلك بيّن واضح في أمرين أساسيين:
((أولهما: رفضها اتخاذ العقيدة أساسا للانتماء والولاء، فهي لا تقيم للرابطة الدينية وزنا، بل تقدم عليها رابطة الدم والعنصر، ورابطة التراب والطين، وأي رابطة أخرى..وهذا مناقض تماما لتوجيه القرآن، الذي يقيم الأخوة على أساس الإيمان والعقيدة، (إنما المؤمنون إخوة) (سورة الحجرات:10) (فأصبحتم بنعمته إخوانا) (سورة آل عمران:103).. ويجعل ولاء المؤمن ـ قبل كل شيء ـ لله ورسوله وجماعة المؤمنين (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا، الذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، وهم راكعون. ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا، فإن حزب الله هم الغالبون) (سورة المائدة:55،56).
وقد قدمت نقدا لهذا الموقف الخطير على بناء ووحدة مجتمعاتنا، في المقال السابق، وهو موقف أعتبره خطيرا فعلا عندما يحصر الولاء في الإيمان والعقيدة، أي العقيدة الإسلامية التي نراها في واقع المسلمين تتقلص لتنحصر في مذهب واحد وحيد (سُنّة) مثلا في بلد سني وشيعة في بلد شيعي وغير ذلك، وهؤلاء المُصْطَفُون هم حزب الله في نظر أنفسهم وما عداهم هم حزب الشيطان الذي يتشكل من الكفار وهم العلمانيون بمختلف توجهاتهم السياسية، كما ينطبق نعت الكفار على المؤمنين الآخرين باختلاف أديانهم ومذاهبهم. لا مكان لهؤلاء جميعا في أوطانهم إلا إذا تفضل المصطفون وتسامحوا معهم وتركوهم يعيشون بينهم كمواطنين من درجة دنيا كنوع من المَنّ عليهم.
ويواصل الشيخ تفصيل هذا الفرز البغيض فيقول:
((والأمر الثاني: أن العلمانية ترفض ما توجبه العقيدة الإسلامية على أبنائها، من النزول على حكم الله ورسوله، والتسليم لهما، دون تردد أو حرج.. وهذا هو موجب الإيمان، ومقتضى الالتزام بعقد الإسلام، وهو ما نطق به القرآن في بيان محكم صريح، لا لبس فيه ولا تشابه.. يقول الله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة، إذا قضى الله ورسوله أمرا، أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (سورة الأحزاب:36).
وبهذا فالعقيدة الإسلامية حسب القرضاوي (( تفرض على المسلم أن يكيف حياته، وفقا للأحكام التي تجسدها، وأن يتجلى أثرها في سلوكه وعلاقاته كلها، سواء كان حاكما أم محكوما)).
هنا لا بد لي من إبداء ملاحظتين:
الأولى حول كون هذا الكلام يقطر عنفا لأنه لا يقيم وزنا لحرية الناس بوصفهم مواطنين كاملي الأهلية وبوصفهم أفرادا لهم ذوات ومشاعر وقناعات تستحق الاعتراف بها واحترامها، بل إعلاؤها فوق أية هيمنة لأية جماعة بشرية ينتمون إليها. وهذا ما يجب أن يدعونا للتعبير بقوة عن رفضنا المطلق لهذا الكلام: ((فالعقيدة الإسلامية تفرض على المسلم أن يكيف حياته، وفقا للأحكام التي تجسدها، وأن يتجلى أثرها في سلوكه وعلاقاته كلها، سواء كان حاكما أم محكوما)).
طبعا من حق أي مسلم كفرد حر مقتنع بإسلامه أن ((يكيف حياته)) حسب قناعاته الدينية إذا أراد ذلك، لكن الخطر متأت من كون المسلم في عرف القرضاوي، كما بينا سابقا، لا يجب أن يشمل كل مواطن في بلد إسلامي حيث الإسلام سيد في داره حسب تعبيره. ذلك أن كلمة المواطن بالمفهوم الحديث قد توسعت فخرجت عن ذلك المفهوم المِلِّي القروسطي الذي كان يجعل من سكان البلد الواحد طوائف ومللا ونحلا تذوب فردية الفرد وحريته في جماعته، يحيا بحياتها ويموت بموتها، مثلما عبر عنها الشاعر العربي القديم:
وما أنا إلا من غزية إن غزت أغزو وإن ترشد غزية أرشد
أو كما قال حسب رواية أخرى:
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
الدولة الحديثة تختلف عن دولة القرضاوي الاستتباعية، أي تلك التي لا تتعامل مع مواطن حر مسؤول بصفة مباشرة أمام الدولة، بل تتعامل مع طائفته التي لها حق الوكالة عليه ومحاسبته جزاء وعقابا. وهذا نلمسه في تصرفات بعض الطوائف عندنا التي تخول لنفسها الحلول محل الدولة تجاه أتباعها خاصة في قضايا الولاء وفي قضايا الأحوال الشخصية والأسرية.
ويواصل القرضاوي الدفاع عن هذه العقيدة التي لا بد أن يؤدي فرضها اليوم على الناس إلى ازدواجية خطيرة في ولاء المواطن، فيقول: ((والعلمانية تريد من العقيدة أن تظل حبيسة الضمير، لا تخوض معترك الحياة، ولا تؤثر في أهدافها ومناهجها، فإن سمح لها بالظهور، فليكن بين جدران المسجد، لا تخرج عنها، على أن يكون المسجد نفسه تحت سلطانها.. وبهذا نرى المسلم الذي يعيش تحت سلطان العلمانية، يعاني من التناقض بين العقيدة، التي يؤمن بها، والواقع الذي يفرض عليه. فعقيدته تشرق، وواقعه يغرب، عقيدته تحرم، والعلمانية تبيح، عقيدته تلزم، والعلمانية تعارض، وهكذا، لا تعايش بين الإسلام الحقيقي والعلمانية الحقيقية، فهما كالضرتين، إذا أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى، أو ككفتي الميزان لا ترجح إحداهما إلا بمقدار ما تحت الأخرى.))
إن مثال الضرتين الذي قدمه القرضاوي خير شاهد على تخلف هذا الفكر. فعندما يتمسك إسلام القرضاوي بشريعة الضرات لابد أن يجد في العلمانية كل العداوة. فلا يمكن، بالفعل، أن تتعايش العلمانية مع شريعة تلزم المرأة بالخضوغ لمؤسسة زواج بهيمية تعطي للرجل الحق في جمع أربع نساء وما ملكت يمينه في بيت واحد، وعندما تتصارع الضرات، وهو أمر طبيعي، يتحولن إلى ناقصات عقل ودين ويشكلن الأغلبية من سكان جهنم.
المواطن عندنا يعيش فعلا انفصاما حقيقيا في الولاء من كل النواحي: السياسية، والاجتماعية والاقتصادية والإدارية وغيرها. يدفع الضريبة للدولة ولكن رجال الدين يشعرونه أن دينه ناقص ما لم يدفع الزكاة إلى أفراد ومؤسسات موازية أخرى. فيضطر إلى التحايل على حق الدولة أو التحايل على حق الدين. يعيش المواطن هذه الأزمة في التعامل مع البنوك العصرية التي سماها الإسلاميون البنوك الربوية ويضطر إلى القيام ببهلوانيات مضحكة بناء على فتاوى حمقاء متضاربة تبرر له ذلك عند الضرورة القصوى. هذه الحالة لمسناها مع الصحوة الإسلامية التي أشعرت الناس أنهم كانوا يعيشون في جاهلية جهلاء، وهو ما يفسر هذه العودة المحمومة نحو صور من التدين مضحكة في اللباس والتهافت على دور العبادات وعلى الحج والعمرة وعلى زرع الزبيبة في الجباه لينطبق عليهم قول الله ((سيماهم في وجوههم من أثر السجود)).
تعيش المرأة المواطنة بوصفها ناقصة عقل ودين حسب صحيح دينها، أزمة حقيقية، فهي مهما تعلمت ومهما ارتقت في السلم الاجتماعي تبقى في نظر الدين، ناقصة أهلية في الزواج وفي الشهادة وفي الخروج للعمل وفي السفر وفي تحمل بعض المسؤوليات السامية في الدولة. ويضطر بعض رجال الدين ممن يوصفون بالمعتدلين إلى القيام بتخريجات غبية للخروج من هذا المأزق والتوفيق بين متطلبات العصر وموجبات الدين سعيا منهم للالتفاف على مطالب العلمانية. الدين ورجاله يفتون مثلا بعدم جواز خروج المرأة من بيتها بدون إذن زوجها أو وليها، فهل يمكن أن نتخيل وقع هذا الخطاب القروسطي في حياتنا العصرية، عندما يقرر زوج اقتنع بهذا الخطاب، ذات صباح، منع زوجته الوزيرة أو القاضية أو الطبيبة أو المعلمة من الخروج للعمل؟ إلا إذا كانت هذه الطائفة قد شبت عن طوق الإسلام.
مجتمعاتنا تعيش انفصاما حقيقيا رغم أن ابتعاد الكثير من الناس، بمن فيهم المتدينون، عن الالتزام بدينهم في كل صغيرة وكبيرة يخفف من احتداد الأزمات.
هذا الفكر تسبب في تخلف مجتمعاتنا، كما تسبب في بقاء الجاليات المسلمة المتمسكة بهذه العقلية الإسلامية في الغرب على هامش تلك المجتمعات وصعّب من اندماجها في حياته الفكرية والثقافية والاجتماعية. لقد حدثتني إحدى القريبات مؤخرا، تعيش في فرنسا، أن الكثير من النساء المتزوجات هناك يلجأن باستمرار إلى تطليق أزواجهن بسبب استمرارهم في الدفاع عن علاقات أسرية جلبوها من أوطانهم المتخلفة تقيّد من حرية المرأة ومواطنتها وحقها في أن يكون لها رأي في حياتها الأسرية والاقتصادية والمالية والسياسية والنقابية وغيرها. كما عرفت الكثير من الآباء هجروا بناتهم نحو أوطانهم وهن طفلات خوفا من مغريات التحرر. ومع ذلك يفضل رجال الدين تفكك الأسرة على الدعوة إلى التخلي عن تعاليم دينية تعود إلى قرون خلت حين كان الدين يشرّع لمجتمع ذكوري يحقق التوسع والانتصارات عن طريق الغلبة والغزو.
بالإضافة إلى كل هذه المستجدات التي فرضها العصر على الناس، جاءت الصحوة الإسلامية وما تمخض عنها من إرهاب لتزيد الطين بلة، وتساهم أكثر في مزيد من عزلة المسلمين ومن احتداد المواقف ضدهم مما دفع بممثلي المسلمين في تلك البلاد الغربية للسعي نحو استدراك الأمر، ولكن بطرق تغلب عليها سوء النوايا والتحايل على الدين وعلى الناس والخداع وتبني أنصاف الحلول الظرفية عدا عن ذلك اللهاث المرضي لاكتشاف الإعجازالعلمي في الكتاب والسنة ابتداء من الطب النبوي إلى الذرة. نقرأ مثلا في البيان الختامي لاجتماع المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، الذي انعقد تحت رئاسة الشيخ القرضاوي:
((كما تعرض في كلمته (يقصد القرضاوي) إلى عموم رسالة الإسلام، وما للحوار مع غير المسلمين من الأثر في بناء علاقات تقوم على التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، خصوصاً أهل الكتاب، الذين يلتقون مع المسلمين في أصل الإيمان بالله، ومبادئ الأخلاق، والعدل. بل دعاهم إلى العمل مع المسلمين في إطار هذه الكليات المشتركة.
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=5123&version=1&template_id=238&parent_id=237

ونقرأ أيضا ((وانتهت خلاصة البحثين إلى أن مواطَنة المسلمين في المجتمع الأوروبي واندماجَهم فيه أمر مشروع من حيث المبدأ، تسعه مقاصد هذا الدين، إذ هذه المواطنة تمثل جسراً بين العالم الأوروبي والعالم الإسلامي مما يعود على العلاقة بين الطرفين بالخير. ولا يتعارض اندماج المسلمين مع مبدأ الولاء والبراء، فهذا إذا ما أعيد إلى معناه الأصلي الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة فإنه لا يكون معارِضاً لمواطنة المسلمين وتفاعلهم مع المجتمع الأوروبي)).
ونقرأ: ((أن يتم من خلال احترام القوانين التي تُنظم المجتمعات الأوروبية. وأُشير في هذا الصدد إلى أن هذه القوانين فيها سعة للاندماج الإيجابي ولكنها غير مستثمرة من قبل المسلمين)).
أما سوء النوايا فيظهر في أقوال مثل هذه: ((تحديد معنى الاندماج المطلوب، وتحديد محتواه، بحيث يتميز عما يُراد منه من قبل بعض الجهات حيث تعني به الذوبان. وقد دعا في هذا الصدد بعض المشاركين إلى أن يسعى المجلس إلى التحاور مع المؤسسات الأوروبية للاتفاق على مفهوم مشترك للاندماج.. أن يكون مُقيّداً بالمحافظة على خصوصية المسلم الممثلة في العقيدة والشعائر والأخلاق والأحكام الشرعية خصوصاً ما كان منها قطعياً، وأن تكون المرونة فيه في سياق ما هو قابل للاجتهاد من أحكام الدين)).
وبهذا لا يريد هذا المجلس أن يدعو المسلمين إلى الاندماج الحقيقي دون الحاجة إلى الذوبان، لأن العلمانية تحفظ للمواطن حرية الاعتقاد، بل يسعى للتفاوض على وضعية قانونية للجالية المسلمة يفصلها أكثر عن بقية الناس، خاصة عندما يدعو إلى التقيد ((بالمحافظة على خصوصية المسلم الممثلة في العقيدة والشعائر والأخلاق والأحكام الشرعية خصوصاً ما كان منها قطعياً، وأن تكون المرونة فيه في سياق ما هو قابل للاجتهاد من أحكام الدين)). وهو ما يعني مزيدا من الانفصال والتقوقع على الذات، عبر دعوة المسلمين إلى التقيد ((بالأحكام الشرعية خصوصا ما كان منها قطعيا)). أي في قضايا الزواج والطلاق والأسرة والمعاملات الاقتصادية والاجتماعية، وكلها قطعية في الإسلام مادام فيها نصوص مقدسة. فلا اجتهاد مع النص.
وبمقارنة أقوال مثل ((أمر مشروع من حيث المبدأ، تسعه مقاصد هذا الدين)). ومثل ((ولا يتعارض اندماج المسلمين مع مبدأ الولاء والبراء، فهذا إذا ما أعيد إلى معناه الأصلي الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة..)). مع المواقف التي جئنا على ذكرها للتو ومع أقوال القرضاوي السابقة مثل: ((العلمانية ترفض ما توجبه العقيدة الإسلامية على أبنائها، من النزول على حكم الله ورسوله، والتسليم لهما، دون تردد أو حرج.. وهذا هو موجب الإيمان، ومقتضى الالتزام بعقد الإسلام، وهو ما نطق به القرآن في بيان محكم صريح، لا لبس فيه ولا تشابه.. يقول الله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة، إذا قضى الله ورسوله أمرا، أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (سورة الأحزاب:36).
ومثل ((فالعقيدة الإسلامية تفرض على المسلم أن يكيف حياته، وفقا للأحكام التي تجسدها "الشريعة")).
بمقارنة هذه الأقوال، وما فيها من تضارب وتناف ورفض متبادل، لا بد أن نقتنع أن رجال الدين غير قابلين للتغير بمحض إرادتهم ما لم تزدهر في ديارنا حركة علمانية حقيقية متجذرة في أوساط الشعب حتى ينال الناس استقلالهم الذاتي عنهم.
أخطر من ذلك هذا القول: ((التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، خصوصاً أهل الكتاب، الذين يلتقون مع المسلمين في أصل الإيمان بالله، ومبادئ الأخلاق، والعدل)).
هل يعني هذا أن البشر من غير أهل الكتاب لا يمكن أن يتعايش المسلمون معهم مثل اللادينيين الذين يشكلون نسبا عالية في المجتمعات الغربية ومثل الهندوس والبوذيين وغيرهم؟
ولا داعي هنا للعودة إلى الموقف الحقيقي للإسلام من أهل الكتاب ومن غيرهم باعتبار الدين عند الله الإسلام كما نص الكتاب.
كل هذا لا بد أن يقود الناس في جميع أصقاع الأرض إلى حتمية تبني العلمانية في حياتهم وإلزام رجال الدين إعادة النظر في أديانهم وتهذيبها وتقليم أظافرها وأنسنتها لكي يكون لها الحق في مشاركة العلمانيين في نضالهم المخلص من أجل بناء مجتمعات يسودها الحب والتفاهم والإخاء والمساواة.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القرضاوي .. معه حق
سهيل حيدر ( 2010 / 11 / 5 - 17:32 )
نعم .. كما يريد الشيخ ويؤمن به ( التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم ، خصوصا من اهل الكتاب ، الذين يلتقون مع المسلمين في اصل الايمان بالله ، ومباديء الاخلاق ، والعدل ) .. وهذا هو الذي دفع بالمؤمنين المخلصين لايمانهم ، بذبح العشرات من المسيحيين في العراق وهدم كنائسهم على رؤوسهم ، وقتل قساوستهم ، وبقر بطون نسائهم الحوامل .. وهذا هو فعلا الدافع الحقيقي لاتهام الغرب الكافر بكونه كافر ، وصليبي حاقد ، حيث لم تظهر فيه معالم الانسجام مع المهاجرين المسلمين ، وقبول تطبيق ما لا يحتمل الاجتهاد في النص ، حتى ولو كان ذلك على هيئة اقتحام عالم اطفالهم بمربية تفزعهم بارتداء النقاب .. القرضاوي معه الحق في ذلك كله ، كونه يتحدث من موقع يؤهله لان يكون ممثلا لطائفة محددة في الاسلام ، لازالت تصدر الموت لبقية شعوب العالم الآمنه ، وبدون مراعاة لمباديء الاخلاق والعدل .. تحياتي للاستاذ أنيس


2 - الوهابية .. إرهابية
رعد الحافظ ( 2010 / 11 / 5 - 17:44 )
الكاتب المحترم / عبد القادر أنيس
أشكركَ على جهودكَ التنويرية وأحسدك على صبرك وسعة بالك لمحاورة الأشياخ والمشايخ
و عزائنا في جهودكَ هذهِ ,أنّها لن تذهب سدىً , بل ستنوّر القرّاء ممن لم يطلعوا على تلك التفاصيل
وسوف تستمر بكشف كتّاب يدعون العلمانية أو اليسارية وهم أصبحوا سيوف مسلطة بيد مشايخ التزمت ومثالهم / وليد مهدي الذي هاجم إستاذنا / د. كامل النجار وكل من يقرأ لهُ ويوافقه , وأطلق علينا مختلف الألقاب المغرضة
***
عزيزي لقد قالها منذ 1400 عام , الإمام علي , جملة مابعدها من بلاغة ومعنى
القرآن حمّال أوجه
ما معنى هذه الجملة لو يفقهون ؟
يعني كل شيء جائز فيه
والدليل استطيع إثباتهِ عملياً بشرط موافقة الطرف الثاني , وهنا هو / القرضاوي
لو صدر قانون دولي يجرّم الوهابية ويعتبرها حركة عنصرية إرهابية للقتل
ستجد بعد 5 دقائق يخرج علينا القرضاوي و نصوصهِ التي تدعو الى الوسطية في الإسلام على حدّ تعبيرهِ وسيقول وقتها , ألم أقل لكم لولا تكذبون ؟
وسيثبت من نفس النصوص ومرادفاتها أنّ الوهابية تهدم الإسلام وتعمل ضدّه وهي ليست منهُ في شيء
صدقني عزيزي هذا الفلم تكرر كثيراً وعلى مدى القرون , تحياتي


3 - إلى حيدر
عبد القادر أنيس ( 2010 / 11 / 5 - 20:19 )
شكرا سيد حيدر، إنها ازدواجية القرضاوي حسب ما تمليه الظروف. هو يرى في الجرائم التي ترتكب في العراق مقاومة مشروعة ضد المحتل الغازي رغم أن ضحاياها غالبيتهم الساحقة من الأبرياء بالإضافة إلى أن الغالبية الساحقة من العراقيين هم أصلا ضد هذه (المقاومة) الدموية. بقاء النصوص المقدسة بالنسبة إليه أهم من بقاء أرواح البشر. ثم هو يحاول أن يظهر أمام الغرب في ثوب (العالم) المعتدل) لكن هيهات.
تحياتي


4 - إلى رعد
عبد القادر أنيس ( 2010 / 11 / 5 - 21:25 )
شكرا أخي رعد. بالنسبة لهجوم وليد على د النجار، فقد حكم قراء الموقع عليه. المحزن أن وليد يعتبر نفسه يساريا ولكنه لا يرى الأثر التنويري لأفكار النجار على القراء ولا يرى أن الدين حاجز منيع أمام انتشار أي فكر عقلاني يساريا كان أم لبراليا. أما الأمر الأغرب فهو ادعاؤه الإحاطة بالتحليل النفسي وفي نفس الوقت يجهل أن الأب الروحي لعلم النفس، فرويد، نفسه رغم لبراليته، كان قد أشاد يوما ما بالاتحاد السوفييتي لأنه، على الأقل، حرر الناس من هيمنة الدين باعتباره وهما وعصابا جماعيا. وبهذا فرجال الدين هم باعة أوهام، مهما زعموا لأنفسهم من فضيلة.
معذرة، لم أشأ التعليق على رسالتك الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة حتى لا يكون تعليقي نشازا، كوني على قناعة راسخة أن لا أحد يحرر أحدا إن لم يكن مؤهلا لذلك. الأفضل توجيه النداءات لهيئات حقوق الإنسان والمحاكم الدولية للفت الانتباه. التدخل الأجنبي فائدته معكوسة مادامت الشعوب تحت هيمنة الظلاميين. أنظر العراق وأفغانستان والصومال. شعوبنا عموما مازالت غير قادرة على انتهاز الفرص التاريخية. أما في الجزائر فقد انتخب الناس حزبا يكفر الديمقراطية والحرية!!!!!!!!!!!!!!!
تحياتي


5 - المراكسة الدرئيين يسوقون بضاعة كاسدة
ابراهيم زيد ( 2010 / 11 / 6 - 03:41 )
الحقيقة اننا ازاء ماركسيين من النوعية الرديئة تخدم اليوم مشروع الهيمنة الامريكي اظن بضاعة العلمانية لا سوق لها في العالم الاسلامي وهي بضاعة كاسدة ولو تم ارفاق هدية مجانية معها فلن يشتريها احد


6 - بائعو الوهم
سناء نعيم ( 2010 / 11 / 6 - 05:46 )
قبل يومين بثّت فضائيّة عربيّة محاضرة لأبي جرّة سلطان،ألقاها في نواكشوط، تحدّث فيها عن سماحة الإسلام وعن إحترام الدّين لحريّة المعتقد وحرّية الفرد في ظلّ حكمه مستشهدا يآيات من شاكلة:لاإكراه في الدّين، لكم دينكم ولي ديني،لست عليهم بمسيطر،من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.....وكم تمنّيت لوذكّره أحدهم بالآيات والأحاديث الّتي تحرّض على كراهيّة الأخر ومحاربته حتّى يُسلم او يعطي الجزية عن يد وهو صاغر.وماذا لو سأله أحدهم عن حكم من نشأ في بيئة إسلاميّة ثمّ ترك الإسلام لمّا كبر لعدم إقتناعه به..هل يحترم إختيّاره أم يصبح منبوذا مطاردا بتهمة الرّدة والكفر؟.
إنّ الإسلاميّين في مأزق بسبب تناقضات القرآن والسنّة وعدم موافقتهما مع روح العصرممّا يدفعهم للإنتقائيّة الواضحةوليّ عنق الآيات في محاولة بائسة لتجميل الدّين.هل يؤمن القرضاوي ،ومعه كل مسلم،بإمكانيّة تطبيق آيات الغزو والسبي والغنائم وملك اليمين والرّجم والجلد وقطع يد السّارق وفقه الولاء والبراء في عصرنا؟إذن لماذا يرفضون العلمانيّة ؟لانّها تنزع عنهم ثوب القداسة والتبجيل وتجرّدهم من كلّ الإمتيّازات.تحيّاتي لك ولكلّ المعلّقين المحترمين


7 - القرضاوي وشلته وماذا فعلوا في هذا الاسبوع
محمد أبو هزاع هواش ( 2010 / 11 / 6 - 10:05 )
تحية ياأستاذ عبد القادر

القرضاوي لم يحدثنا عن رأيه بما حصل في كنيسة النجاة في العراق وماذا حصل في باكستان وفي أسواق الغقراء في العراق؟ هذا هو التسامح والتعايش مع الآخر حسب طريقة هذه الشلة. النصوص والفتاوى جاهزه والطريق إلى الجنة عندهم يبدأ بمذبحة الاخرين.

سلام


8 - الطغمة العلمانية تنهب الجزائر
ناصر محمد ( 2010 / 11 / 6 - 12:27 )
لماذا لا ينشغل الاخ عبدالقادر بشئوون وطنه حيث تقوم الطغمة العسكرية العلمانية بنهب الوطن الجزائري والاستئثار بمقدراته وحيثت تنتشر الجريمةوالفساد حتى ان الاطفال يختطفون لسرقة كلاهم من قبل عصابات محترفه . ان الجزائر وطن مليء بالخيرات ومع ذلك نرى ان الجزائريين في عنت وشقاء وطوابير البطالةوالعطالة


9 - الى ابراهيم زيد
سهيل حيدر ( 2010 / 11 / 6 - 13:01 )
ان كنت تقيس الافكار كقياسك لاية بضاعة تعرض قي السوق من حيث الرواج ، فلديك آلاف مما تريد ، رائجة في اسواقك الاسلامية دون حرج .. فالحشيش والهيروين ومخدر القات هي من بضائع السوق الرائجه هذه الايام في عالمنا الموبوء بالتردي والضياع ، حيث العلمانية والماركسية بعيدتان عن ميادين العرض والطلب .. ولديك ايضا ، ان رغبت بالشراء ، مفخخات واحزمة ناسفه ، تفجر الاطفال والنساء وباعة الخضر في الاسواق الشعبية والحارات الآمنه ، وفي متناول يدك ، وانت تعيش لربما في بلدك المسلم ، يبلغ سمعك الاذان خمس مرات في اليوم ، اطنان من صيغ الاحتيال على المال العام ابطالها مؤمنون تعلو ناصيات وجوههم آثار السجود .. وبهذا فانا معك بان العلمانية والماركسية اصبحتا بضاعتين ليس لهما رواج بين من لازالوا يحتكمون الى غثاء الافكار لحل العقدة عن عقولهم المتعبه .. ارعووا قليلا ، وحاوروا الناس بطريقة تنم عن التحضر .. والا فاسكتوا تحت وطأة الشعور بالعيب


10 - شكراً
شامل عبد العزيز ( 2010 / 11 / 6 - 16:38 )
تحياتي لك ولجميع المشاركين - المزاج العام للشارع العربي هو الأصولية الدينية وهذا لا غبار عليه لو تم إجراء انتخابات سوف يصلون للسلطة وهذه هي الكارثة لأنها سوف تكون لمرة واحدة وكما تصفها أنت - الشعوب مؤمنة بالمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين - الشارع العربي خالي من علمانية تنوير ليبرالية هناك أفراد علمانيين تنويرين ليبراليين أي لا يوجد تيار بل يوجد أفراد . ما هو المطلوب - ؟ المطلوب خلق تيار علماني يواجه التيار الأصولي أي بحلق ثقافة جماهيرية مستنيرة وعند ذلك سوف لن تستطيع السلطات التحكم بالرقاب
هذا رأيي سيدي وسوف انشر مقالة بذلك من جزئين
شكراً معلمنا العزيز


11 - إلى ناصر محمّد
سناء نعيم ( 2010 / 11 / 6 - 17:56 )
العسكر الّذين تشتمهم في تعليقك هم الّذين وقفوا ضدّ التيّارالسّلفي الظّلامي عندما ألغوا الإنتخابات وانقذوا الجزائر من السّقوط في مستنقع الأصوليّة المقيتة والدّخول في صراعات وحروب كأفغانستان او الصّومال. نعم ومليون نعم للعلمانيّة


12 - ردود
عبد القادر أنيس ( 2010 / 11 / 7 - 08:35 )
سناء: صدقت، الدين بالنسبة لهؤلاء مثل العجينة قابل للتشكيل حسب الطلب.
أبو هزاع: نعم يتحمل رجال الدين مثل القرضاوي مسؤولية ما على هذه الجرائم.
ناصر م: الصحف الجزائرية لا تتوقف على مدار العام عن الكتابة حول الفساد وغيره من الآفات، لكنها لا تنور الشعب، ولهذا أخطأ هذا الشعب عندما حانت ساعة الحسم، فاختار أعداء الديمقراطية ومكفريها. الصورة التي رسمتها للجزائر ليست صادقة. فماعدا جرائم الإرهاب فإن مشاكل الجزائر لا تختلف عن غيرها بل أهون. أما قولك (ان الجزائريين في عنت وشقاء وطوابير البطالة والعطالة) فهذا غير صحيح. هناك مجهودات جبارة تبذل وأموال طائلة تصرف، لكن يوجد فساد بسبب غياب ديمقراطية حقيقية ومجتمع مدني فاعل.
شامل: هذا أيضا رأيي، مشكلتنا هي مشكلة شعوب غافلة قبل أن تكون مشكلة حكومات. بل أنا أزعم أن الحكومات أكثر تقدمية من شعوبها التي كلما أتيحت لها فرصة للتقدم سارت وراء أعدائها من الظلاميين.
سناء: كلامك حول العسكر صحيح. لقد أنقذوا البلاد من الأصولية. تخلف الطبقة السياسية والشعب لم يساعدهم. العسكر أيضا لم يكن لديهم رؤية واضحة حول العلمانية.
تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية