الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محو الأمية من جديد

حسين علي الحمداني

2010 / 11 / 7
التربية والتعليم والبحث العلمي


مجلس الوزراء العراقي وافق على مسودة قرار محو الأمية وبانتظار أن يقدمه لمجلس النواب العراقي بغية مناقشته وإقراره وسن تشريع بذلك ، وعلى الرغم من أن مسودة القرار كان يجب أن تنشر في وسائل الإعلام لغرض التداول بشأنها من قبل ذوي الاختصاص لأهمية هذا المشروع على العراق ليس من الناحية الثقافية فقط بل من الناحية التنموية والسياسية والاقتصادية للبلد لما يشكله تعليم الكبار من أهمية في المستقبل المنظور .
وعندما نقول طرح المسودة ونشرها لأننا لا نريد لهذه العملية أن تكون كما كانت في عقد السبعينيات من القرن الماضي عندما أعلن خلو العراق من الأمية في حينها لأغراض سياسية وإعلامية بحتة .
ومن ضمن الملاحظات التي علينا أن نؤشرها قبل الشروع بمناقشة مسودة هذا القانون في مجلس النواب بأن لا يتم تكليف وزارة التربية ومنتسبيها من المعلمين والمدرسين بهذه المهمة لأنها ستؤثر بشكل أو بآخر على إنتاجيتهم في عملهم الأساسي في مدارس التعليم العام من جهة ومن جهة ثانية لأنهم سيتبعون ذات الآليات التي أدت إلى عودة الأمية وهذا ليس انتقاص من المعلم بقدر ما هو تخفيف عن الأعباء الكثيرة التي يكلف بها في العام الدراسي الواحد خاصة وان اغلب الفعاليات والأنشطة غير التربوية والبعيدة عن طبيعة عملهم تناط بالمعلمين والمدرسين كإدارة المراكز الانتخابية وعملية التعداد العام للسكان وغيرها وبالتالي فان طاقة هؤلاء تستنفذ في مجالات خارج اختصاصهم وتجعلهم بعيدين فكريا عن عملهم من جهة ومن جهة أخرى تجعلهم يتلقون تدريبات مكثفة في مجالات بعيدة جدا عن اختصاصاتهم وتؤثر على أدائهم الأساسي وهو التعليم .
لذا فأنني أجد بأن توكل هذه المهمة لجهاز خاص أو هيئة ترتبط بمجلس الوزراء مباشرة أو بمجلس النواب تأخذ على عاتقها مهمة نجاح هذه العملية ويمكن الاستعانة بعدد كبير جدا من الخريجين العاطلين عن العمل وإدخالهم دورات لهذا الغرض بما لا يؤثر على سير التدريسات في مدارس التعليم العام فيما لو تم الاستعانة بالمعلمين والمدرسين ولا بأس من الاستعانة بالخبرات الإدارية لدى مدراء بعض المدارس .
والاستعانة بالخريجين الجدد عامل مهم جدا من عوامل امتصاص البطالة من جهة ومن جهة ثانية إن مسألة تعليم الكبار (محو الأمية ) تحتاج لطرائق تدريس تختلف جذريا عما هو سائد في المدارس الأخرى وبالتالي فان هذا يتطلب خامات وطاقات قابلة لإدراك مهمتها وعدم وجود ازدواجية عمل ما بين تعليم الصغار والكبار مما يعزز كما قلنا من فرص نجاح الحملة الكبرى للقضاء على الأمية في العراق .
الجانب الآخر والمهم جدا حسب اعتقادي يكمن في إيجاد بنايات من شأنها أن تستوعب هذه الأعداد من الأميين بما لا يؤثر بشكل أو بآخر على طبيعة دوام المدارس الصباحية في البلد ، لأن أي تأثير من شأنه أن يساهم في إفشال التعليم العام على حساب نجاح تعليم الكبار ، خاصة وان الغاية الأساسية كما أشرنا هي القضاء على أمية الكبار دون الإخلال بالموازين العلمية المطلوب توفرها في المدارس الأخرى ، من جهة ثانية السعي لإيجاد مقاعد دراسية تتلاءم مع الكبار وعدم اللجوء للمقاعد الموجودة حاليا في مدارسنا والمصممة أساسا لأعمار صغير كما يعرف ذلك العاملين في الحقل التربوي .
لهذا فأن الخطوة الأولى التي يجب أن تتم هي اختيار قادة هذه الحملة من خارج كادر وزارة التربية من اجل تفرغ هذا الكادر لمهمته الرئيسية ، خاصة وان ما نشر يؤكد بأن وزارة التربية وكادرها سيتولى هذه المهمة وهذا خطأ كبير جدا يمكن تفاديه طالما إن القانون لم يشرع بعد من قبل مجلس النواب العراقي ، والبحث كما أشرنا لحلول أكثر نجاعة وفي مقدمتها خريجي الكليات والمعاهد الذين بإمكانهم نجاح هذه المهمة على أكمل وجه دون أن تكون لديهم ارتباطات إدارية ووظيفية تؤثر بشكل أو بآخر على استمرارية عملهم وديمومته وتفرغهم بشكل تام لهذه المهمة النبيلة والمشروع الوطني المثمر والناجح إذا ما توفرت له مقومات النجاح ، وتوفرها مكفول بالقانون الذي سيشرعه البرلمان العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله