الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مقال - بمناسبة الذكرى الخمسين لمجزرة عامودا البربرية- للكاتب د.آلان قادر

بدرخان علي

2010 / 11 / 14
القضية الكردية


نشر السيد د.آلان قادر ( حقوقي، متخصص في القانون الدولي العام،رئيس الجمعية الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان في النمسا) مقالاً بالعنوان المدوّن أعلاه في عدد من المواقع الالكترونيّة الكرديّة عن الذكرى الخمسين لحريق سينما عامودا، البلدة الكرديّة الحدوديّة شمال شرق سوريا، حيث راح ضحيته، إثر حريقٍ نشب في دار السينما، ما يقارب أو يزيد عن 300 طفلٍ في سنّ الابتدائيّة أُجبروا على شراء التذاكر والذهاب للسينما لحضور فيلم يذهب ريعه للثورة الجزائريّة. تضمّن المقال المذكور شيئاً جديداً ملفتاً للغاية وهو كلام على لسان ضابط نازيّ نمساويّ الأصل "اسمه الحقيقي هو ألويس برونر، والمستعار أو المزور هو: جورج فيشر، من أصل نمساويّ خدم في الجيش النازي الالمانيّ ، من مواطني جمهورية النمسا، تولد 08.04.1912 مقاطعة بورغنلاند، خدم في الجيش الألماني ،بصفة مسؤول دائرة تنظيم عمليات تسفير أسرى ومعتقلي الحرب العالمية الثانية ولاسيما اليهود إلى معسكرات الموت"، " يعترف" فيه، بحسب ما يفهم من مقال السيد قادر، بأنّ حريق سينما عامودا مدبّرٌ، مائة بالمائة وبصورة لا لبس فيها، من قبله بالتنسيق مع عبد الحميد السرّاج مسؤول المخابرات إبّان عهد الوحدة بين سوريا ومصر، حسب الرواية التي وضعها كاتب المقال لحريق سينما عامودا. و من المفروض أنّ هذه "المعلومات والحقائق" مستقاة من مقابلة مع الضابط المذكور في دمشق بتاريخ 30.10.1985 ومنشورة في الصحيفة الألمانيّة Bunte Die في العددين: 45 و 46 في بداية شهر تشرين الثاني 1985 . كما يأتي في المقال. وكان النازيّ المذكور مقيماً في سوريا لفترة طويلة بدءاً من عام 1954 ومدلّلاً من قبل السلطات السورية حتّى نهاية الثمانينات، بحسب المقال.
الواقع أنّ المقال أثار لديّ، كما عند قرّاء ومتابعين كثيرين، التباساتٍ وتساؤلات عدّة نظراً للمعلومات بالغة الخطورة والجدّة الواردة فيها، وبسبب إثارة هواجس أخرى تتعلّق بالمصداقية في نقل المقابلة المذكورة من الصحيفة الألمانيّة، بصرف النظر عن أيّ موقف سياسيّ أو أخلاقيّ من الضابط المذكور وثقافته السياسيّة والأخلاقيّة، أو السلطة الحاكمة آنذاك، أو الحاليّة إنْ شئتم، سيما وأنّ كاتب المقال قد كتب على لسان الضابط المذكور بما يشبه الاعتراف بارتكاب حريق سينما عامودا وبصورة تمثيليّة من غير ندم أو شعور بالذنب أو أي شيء آخر...فقمت بطلب توضيحاتٍ من كاتب المقال السيد قادر، المصدر الوحيد لهذه المعلومة. خاصّة أن كاتب المقال لم يقم بترجمة المقابلة بالكامل من الألمانية، وهكذا اختلطت انطباعات الكاتب مع المصدر الأصليّ ما يخلق تشويشاً لدى قارئ المقال الذي قد يوحى له بأنّه بصدد إثبات ملموس على تخطيط رسميّ لافتعال الحريق أو وثيقة ذات مصداقيّة عالية في إدانة مفتعلي الحريق الذي تسببّوا في مقتل ما يزيد عن 300 طفل كردي في سنّ المدرسة الابتدائيّة، وفي فاجعة لسكان بلدة عامودا ، لا تزال ذكراها حيّة في نفوس أهالي البلدة وعموم الأكراد، نظراً لآثارها الكبيرة على أهالي الضحايا والمنطقة بأسرها. و في نظري أنّ معلومة خطيرة كالتي أوردها كاتب المقال كان ينبغي أن توثّق بأعلى درجة ممكنة من الحذر والتروّي والاستقاء من عدة مصادر، إن أمكن، وبلغة موضوعيّة غير تحريضيّة، ودون ترك المجال للتخمينات والتأويلات المتضاربة.
ونظراً لأنّي قمت بنشر مقال الدكتور آلان قادر على صفحتي في موقع الفيسبوك، قبل بضع ساعات فقط، ومن منطلق الشعور بالمسؤوليّة الأخلاقيّة والسياسيّة، و إيماني بحرمة الكلمة، أنوّه إلى ما يلي بعد محادثة ،مع كاتب المقال د.آلان قادر، نقلت له فيها هواجسي إزاء مقاله وتقبّلها برحابة صدر متفهّماً دوافعي على أرضيّة الاختلاف على عدّة صعد:
ما جاء على لسان الضابط النازيّ فيما خصّ حريق سينما عامودا والموقف من الأكراد والتنسيق مع السلطات الحاكمة وقتها، أو بعدها، هي من استنتاجات كاتب المقال آلان قادر، ولم يرد لها أيّ ذكر في مقابلة الضابط المذكور مع الصحيفة الألمانيّة، وبناءً على مواقف سياسيّة وحسب. وتوضيح الالتباس الحاصل يعود إلى الدكتور آلان، إن رغب.
وعليه فإنّ توجيه أصابع الاتهام للسلطة الحاكمة آنذاك في تدبير الحريق مازال قيد الاستنتاجات والتكهنات السياسيّة، التي قد تفّسر بناء على تحليلاتٍ سياسيّة تحمل قسطاً من المشروعيّة لكن دون أيّ دليلٍ ملموس، خاصة في غياب أيّ تحقيق أو استقصاء حينها. والقول بأنّه لا يوجد إثبات حقيقيّ على كون حريق السينما مدبّر على نحوٍ موثوق وأكيد لا يعني، بالطبع، غياب ممارسات جائرة وظالمة كالتي كانت تقوم بها السلطة الحاكمة آنذاك وتحديداً مخابرات المكتب الثاني برئاسة عبد الحميد السرّاج حيال الكرد( و الديمقرطيّة الفتيّة الهشّة) في البلاد. و الحقّ أنّ الممارسات تلك كانت بداية مسلسل الاضطهاد السياسيّ والثقافيّ والاجتماعيّ إزاء الأكراد( والديمقراطيّة) في سوريا المستمرّ حتّى يومنا هذا.
كما أحبّ أن أنوّه أخيراً إلى أنّ واجبنا الإنسانيّ والسياسيّ والقوميّ تجاه الأطفال الأبرياء الذين قضوا بحريق السينما وإحياء ذكراهم لا يتم عبر التهويل والمبالغة، بل هذا ما يضرّ بإحياء الذكرى، كما لا يساهم في صيرورة تكوين ذاكرة وطنيّة وإنسانيّة مضادة للظلم والطغيان والاعتداء على آدميّة البشر، ترفع من شأن الإنسان، دون تمييز، إلى مركز الكون.
والأسلوب ذاته يضرّ بقضيتّنا، الإنسانيّة الديمقراطيّة العادلة، إلى أبعد حدّ في الوقت الذي يعتقد فيه بعضنا أن هذا هو الأسلوب الأجدى لتحصيل حقوقنا... في حين أنّ الأمانة و المصداقيّة في نقل المعلومة والخبر مطلوبتان على الدوام وعلى طول الخط حتّى مع ألدّ الخصوم، سيما في موضوع إنسانيّ كبير كحريق سينما عامودا.....

13-11-2010
الذكرى الخمسون لحريق سينما عامودا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تحمل أسلحة لإسرائيل-.. ناشطون يتظاهرون ضد شركة ميرسيك للشحن


.. -حفاضات وكلاب واحتضان جثث-.. شاب فلسطيني يكشف تعرضه للتعذيب




.. اليمن.. مبادرة نسوية لتعليم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة


.. تظاهرات ضخمة للمستوطنين في -تل أبيب- والقدس وحيفا تطالب برحي




.. فلسطيني من شمال غزة يربط حجراً على بطنه بسبب المجاعة التي تض