الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نعيش أزمة ثقافة ؟

ايمان محسن جاسم

2010 / 11 / 14
المجتمع المدني


هل نعيش أزمة ثقافة أم أزمة مثقفين ؟ هذا السؤال طرح أكثر من مرة في أكثر من مناسبة دون أن نجد جواب له سواء بمجالسنا الخاصة أو صفحاتنا الثقافية التي يسيطر عليها البعض دون أن يمنحوا الآخر فرصة التعبير والكتابة ، بل إن البعض منهم يستعير أسماء أخرى يكتب من خلالها تحت باب الارتزاق وزيادة الموارد ومواصلة خراب الثقافة العراقية ، والمتتبع لأعلب أولئك الذين يسيطرون الآن على المشهد أو ما يمكن تسميته بالمشهد الثقافي في الصحف العراقية أغلبهم من مداحي النظام البائد الذين لم يتوانوا لحظة واحدة في مدح الطاغية من اجل حفنة دنانير أو كلمة ( عفية ) التي يعرف سعرها كل عراقي ، هؤلاء الذين وردت قصائدهم وكتاباتهم وإرهاصاتهم كما يحلو للبعض تسميتها ، هؤلاء يعيشون الآن في العراق ويتقاضون أجور عالية جدا من صحف يجب أن لا يكتبوا ويعملوا فيها لأن صحف ناطقة بلسان أحزاب وطنية كانوا سباقين في محاربتها حينما كانوا يملؤون صحف الثورة والجمهورية والقادسية وألف باء بكتاباتهم التي لم يجبرهم الطاغية عليها بل هم قدموها عربون ولاء لصنمهم .
ولأن صحفنا لم تغير الآليات التي كانت موجودة في زمن اللاثقافة قبل 2003 ، فبالتأكيد نعيش أزمة ثقافة وليست أزمة مثقفين ؟ لأن المثقف المهمش في زمن الطاغية لازال مهمشا بعد سقوط الطاغية والسبب بأن نفس الأشخاص الذين كانوا يسيطرون على ثقافيات وآراء الصحف أيام زمان جاؤا الآن أنفسهم ومنهم من أضاف لقب ومنهم من حذف هذا اللقب كي يبعدوا الشبهات أو يحاولوا تضليل المتلقي العراقي بأنهم ليسوا هم الذين مدحوا الطاغية عقودا .
لهذا فأننا نعيش أزمة ثقافة ونحتاج لأن نغير الآليات التي أوصلتنا لهذه الأزمة بغية تجاوزها ومحاولة خلق ثقافة عراقية جديدة متنوعة غير قائمة على أدوات مستهلكة أثبتت فشل مشروعها الثقافي القائم على الشخصنة والإنشاء والهوسات .
وعندما أقول تغير فأنني أعني بأننا جيل ما بعد 2003 لا نريد أن نكون امتدادا لجيل مداحي النظام ، لأننا لو أصبحنا امتدادا كما يريدون فأننا بهذا سنؤسس للدكتاتورية من جديد ونصنع أصناما جديدا كي نكتب لها القصائد ونكيل لها عبارات المديح وتراتيل الولاء والطاعة .
كيف يمكن أن نصدق ما يكتبه أحدهم عن ضحايا المقابر الجماعية وهو الذي وصفهم ذات يوم بجريدة الثورة بالغوغاء والخونة ؟ وكيف يمكن أن نصدق شخص آخر من هؤلاء حين يحدثنا عن نضاله في زمن الطاغية وهو الذي لا زال يحتفظ بقصاصات قصائده في ثقافية الثورة والقادسية وبابل ؟ ألسنا قادرين على أن نؤسس ثقافة جديدة بآليات جديدة بعيدا عهن هؤلاء الذين لا يمكن أن نصفهم إلا بالمنافقين ؟
أنا لا اتهم بل هذه حقائق يمكن ملاحظتها من طبيعة أداء الثقافة العراقية في السنوات المنصرمة وعدم قدرته على صناعة وتأصيل ثقافة عراقية بعيدة عما كان سائدا في السنوات التي سبقت السقوط المدوي للثقافة الشمولية بكل مفاصلها والتي يسميها البعض بثقافة الخاكي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أثنينهما
مازن البلداوي ( 2010 / 11 / 15 - 12:46 )
عزيزتي الكاتبة
تحية طيبة
في الحقيقة اننا نعيش ازمة ثقافة منذ صدر الثمانينيات، تبعتها ازمة مثقفين واستمرت الى اليوم الذي ييشهد عملية تغيير نسبي ستظهر نتائجه خلال السنوات الخمس المقبلة

شكرا لك

اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق