الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء بلا أوراق ثبوتية بلاهوية

منى حسين

2010 / 11 / 16
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ماذا يفعلن نساء بلاهوية.. وهن يعشن في مجتمع سجل الأصل والفصل والعرق فيه قبل سجل التاريخ والدين، بل قبل وجود الكرة الأرضية..
كيف يعشن نساء بلاهوية.. في وطن لايسأل عن الأنسانية.. ولايسأل عن عطاء الفرد لهذا المجتمع.. بقدر ما يسأل عن أبنة من هي.. ومن والدها ومن أخوها.. بالأضافة الى ذلك فأنها (أمرأة).
تخيل أمرأة معها أوراقها الثبوتية وتعاني من الأضطهاد والجهل والتخلف، فكيف الحال مع أمرأة بلا أوراق أثبات شخصية وبلا هوية. اي بمعنى محكوم عليها بعدم الوجود.
تعالوا نناشد كل القوانين وكل المنظمات الأنسانية للنظر في قضية الأثباتات الشخصية، لفئة معينة من النساء وجدن أنفسهن في بوق النكرة، ولا ذنب لهن، غير أن المجتمع والشريعة والقانون رفض أن يمطر على صحراءهن ولو بقطرة رحمة واحدة.
نساء بلا هوية.. بلا أسرة.. بلا كيان يحمي ضياعهن.. نساء لم يكن مخيرات.. بل كن مسيرات.. وجدن أنفسهن في زمن البوصلة فيه عاطلة الأتجاهات.. والأعراف بوصلة لا تميز المستقبل ولا تتوقف عن لفظ الألم والأهات.
على من تقع مسؤولية حماية ذاتهن المهدد..
على من تقع مسؤولية رفع الذل عن كرامتهن وحياتهن..
أهو القانون؟؟ أم المجتمع؟؟ أم الشريعة؟؟.. أم هم جميعا..
لتبقى عناوينهن.. نساء بلاهوية.. بلا أوراق رسمية..
خطت آلامهن ضروف مجهولة الأسباب لاذنب لهم في صنعها.. لاذنب لهن في تفاقمها..
فأنهن موجودات بشرية.. بأمكانهن العمل والأنتاج.. بأمكانهن الأبداع والعطاء.. بأمكانهن الحب والحياة..
الرحمة بهن فهن موجودات قررت الأقدار أن تظلمهن.. لنراهن بعيون الأحترام.. لنراهن بثقة الأنسان في الأنسانية لا بأوراق مكتومة الأقدار.. ملطخة الأحبار..
لنساعد في تحقيق العدالة لهن.. لنحطم جدار القبيلة وجدار العرف المتعفن الفصيلة..
ما.. ذنبهن ومطرقة القانون لاتفتت أوجاعهن.. ما.. ذنبهن وتقاليد المجتمع ترفض وجودهن.. ما.. ذنبهن والشريعة تنبذ بقائهن..
لنفتح أحضان أيامنا في أستقبالهن.. لنمنحهن الأمان لنتقبل وجودهن في صفحات ايامنا.. لنرحب بهن في أحلام مستقبلنا.. ولنهتف بوجه القانون والعرف والمجتمع..
لنهتف أن الأرض للأنسان... الأرض للأنسان.. البقاء لنا لا للأوراق وما تحتوي من أوهام..
أمنحوهن أوراق الأثبات لأن الأرض للأنسان لا للأوراق.. فطريق العدالة متحفر لايريد أن يرحم كسيرات الضروف العاتية الأحداث..
لميزان العدالة فلسفة الشريعة وللقوانين قمة من أهرامات الحضارة تفتح بوابات للثقافة والتمدن، من اهمية التكنلوجيا بأشعاعاتها النووية واليورانيوم والقنابل الذكية. من شظايا الحروب الدموية، من كل خرائط دمار الأنسانية، لنستثني أهمية منح هؤلاء النسوة أوراقهن الثبوتية.. لنرحم ونراعي نساء بلا هوية. لايتوقف دوران الكرة الأرضية.. ولا شروق الشمس الأبدية.. على منح هؤلاء النسوة أوراقهن الثبوتية.. هن موجودات بكل الأحوال.. لاتتركوهن تحت الهوامش وبين الأسطر الأجتماعية مبعثرات الحروف.. مبهمات الوجود ضائعات ذليلات..
لتصنع منهن قوانين القبيلة متسولات ومتسكعات غانيات للعشق بائعات..
أسواقهن رخيصة أنسانيتهن ممسوخة. لنصنع منهن صروح للعظمة.. وآلهة من العدالة. لنصنع منهن قوانين الرقي والتطور.. ولسنا أصحاب فضل عليهن فهذا حقهن الطبيعي في الحياة والوجود والمجتمع..
ياقلم الشفافية وياعرش الحكومة.. وتاج المرجعية.. كل الديانات وكل الثقافات تصرخ.. وتصرح بالرحمة أ..تراها أرتدت عن مبادئها.. أم ترها تلعثمت عند صرخة مظلومة لاتريد الأعتراف بها.
أنشعلها شمعة للخوف والجريمة أم نقدمها وليمة على طبق اللذة للمتعة الحقيرة.
يارحم البشرية الأصل والفصل والعقلية العشائرية، أجهضت رحمتك أختام الشرعية الخالية المشاعر والمسؤولية.. اوراق مطوية تحمل عناوين وأسماء للشرف أم للأهانة والخلافات الأنسانية..
ماذنبهن ومحبرة اللألقاب لاتريد حرف واحدا يكتب على عنوان أحترام وجودهن..
بلا آباء.. بلا أنتماءات بلا كيان أو أسر يعشن..
سأمنحهن الأعتراف.. بالوجود وياليتكم معي تحترموهن..
وأسألوا معي.. كيف يتعلمن
كيف يعرفن من هن
كيف يلدن أولادهن
كيف للأنسانية يخلصن
كيف.. وكيف.. وكيف في بناء المجتمع والحضارة يشاركن..
للضلام أنفاق وأنفاق في شوارع تاريخنا.. لنهزم ظلمة تفكيرنا.. بالتعقل والتقبل والحوار.. لنقضي على أدران سلبياتنا.. لنعترف بهن.. لنمنحهن هذا الأعتراف من جذور أعماقنا.. وثقافتنا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عالم ورق
حكيم فارس ( 2013 / 4 / 2 - 10:17 )
الاستاذة الفاضلة منى حسين المحترمة
عالم اليوم معرف بعالم الورق...كل امور الحياة تحتاج الى اوراق....فما بالكم لو كانت اوراق ثبوتية....بدونها لا يستطيع الانسان اثبات وجوده....فحتى صفة الميت الحي لاتنطبق عليه....لانه لابد للميت من الحصول على شهادة الوفاة والتي لا تستخرج الا بالاوراق الثبوتية
ما اصعب ان يبقى الانسان مجهول وبدون اوراق في مجتمع كمجتمعاتنا والتي تهتم بالاصول والانساب اكثر مما تتهم بانسانية الافراد
انا اعتبر اي دولة موجود بها هكذا ظاهرة بانها تنتهك بشكل مخزي حقوق الانسان ولا بد من الضغط عليها لتسوية مشكلة هؤلاء كي يتمكنوا من الاندماج بالمجتمع و الاستمرار بالحياة
دمت ودام قلمك الحر


2 - قلوبهم الصخرية
منى حسين ( 2013 / 4 / 4 - 15:36 )
الزميل والصديق العزيز حكيم فارس
مجتمعاتنا مجتمعات التشجيع على الجريمة والترويج لها والا ماذا نسمي عدم السماح لهؤلاء النسوة بممارسة حقهن الطبيعي في الحياة والعيش بشكل متساوي مع الانسان ان النتيجة الطبيعية لهذه الفئة من المجتمع هو التوجة لبيع الجسد او التسول والتشرد مجتمعات لا تفهم معنى الانسانية والعيش المتساوي بعيدا عن التمييز والاذلال مجتمعات العنف والارهاب لا تريد ان ترحم هذه الفئة المغلوبة على امرها والمنكوبة بحياتهاانها ليس فقط انتهاك لحقوق الانسان بل عامل مساعد وفعال لانتشار البغي والتسول والسرقة وغيرها من الامور التي تجبر الافراد على المسير بطريقها لقد طالبت وعدة مرات الجهات القانونية لمناقشة مشكلة الاوراق الرسمية لهذه الفئة لكن دون فائدة كانني انحت في صخور لا قلوب ادمية اسفه على تاخري بالرد عليك وانت خير من يعذرني
كل الود والتقدير صديقي

اخر الافلام

.. كوباني تحتضن مهرجان زيلان الثالث


.. -الشهيدة زيلان رمز للمرأة الكردية المناضلة-




.. لمناهضة قتل النساء منظمة سارا تطلق حملة توعوية


.. مسرحية غربة




.. دعاء عبد الرحمن طالبة بكلية الصيدلة بجامعة أم درمان