الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلي جناب الفاضل الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر

أسعد أسعد

2010 / 11 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أحيي سيادتكم تحية سلام في المسيح الذي و صفته التوراة بأنه رئيس السلام و هو الذي قال سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم و هو أوصانا قائلا – في الأناجيل التي بشّرت به و بتعاليمه - طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون
أرجو أن تسمح لي بأن أتشرف بمخاطبة سيادتكم كرئيس أكبر و أعرق جامعة إسلامية في العالم أجمع حظيت مصر بأن تتشرف بإحتضانها فوق ترابها الغالي , و إن سيادتكم قائد و مرشد و مرجعية علمية و حجة إسلامية تتوجه إليه أنظار العالم الإسلامي في كل ما عصي عليهم من معضلات في أفكارهم و إيمانهم و كل ما شق عليهم من مواقف الحياة في أمور دينهم و دنياهم
و الذي يدفعني إلي الكتابة لسيادتكم هو الإلتجاء إلي حكمتكم و علمكم التي نحتاجها جميعا كمصريين في مواجهة الأزمة و الظروف التي تمر بها مصرنا العزيزة في هذه الأيام التي بلغت فيها الحالة أن إضطربت البلاد بسفك دماء الأبرياء , و لا يمكن في هذه الظروف أن أتعرض لتفاصيل المشاكل و الأحداث و لا لحجم التصادمات و التشاحنات و الضحايا و تهديد الأمن و الأمان
فكتابتي لسيادتكم اليوم ليست شكوي فليس هناك ظالم و مظلوم لأن الكل ظالم في جهله و الكل مظلوم في عدم فهمه و عدم وعيه أنا فقط أريد أن أعرض و أضع أمام حكمتكم و علمكم و فطنة ذهنكم بعضا من المفاهيم و العقائد المسيحية بصور مختلفة عن السياق الذي عشنا فيه طويلا مسلمين و مسيحيين و الذي أدي إلي إتهام العامة من المسلمين لإخوتهم المسيحيين بالكفر مما سبب شقاقا إسلاميا مسيحيا علي مر العصورعسي إن وجدتم فيما أعرضه اليوم عليكم من صواب أن تقولوا قولة لشعب مصر تفصلون فيها بين الحق و بين الباطل و إن رأيتم أنه قد جانبني الصواب فيما أعرضه عليكم فيكون قد اصابني أجر محاولتي أن أبعد شر الفتنة عن إخوتي المصريين جميعا مسيحيين و مسلمين , فالغرض من كتابتي إليكم هو أن أفصل بين العقائد المسيحية السليمة و بين ما إنتقده القرآن من عقائد النصاري الفاسدة بما لم يتطرق إليه أحد من الباحثين في مقارنة الأديان من قبل علي حد علمي
أنا مسيحي و مسيحيتي ليست عقائدية وراثية رغم إنني ولدت في بيت مسيحي من أبوين مسيحيين إلا إنني أشهد و أنادي إن المسيحية ليست ديانة تمارس بطقوس و شعائر و ليست مجرد عقيدة فكرية يعكسها سلوك و فرائض بل هي حياة يختبرها الإنسان في علاقة شخصية مع الله الذي قدّم للبشرية جمعاء فداءا في شخص يسوع المسيح و هو حي يتكلم و ينادي في ضمائر البشر أجمعين بروحه لكل من يقبل هذه العلاقة المؤسسة علي الفداء الذي أعده هو و قدمه لكل الناس أن يتوبوا عن الجهل و الشر في إنتظار مُلكا أبديا يسود فيه الله علي كل من يخضع و يقبل نداء روح الله أن يدخل كيانه فيغير الله قلبه و حياته و يزرع فيه كُره الشر و حُب الصلاح
و لقد كان من الطبيعي و قد وِلدتُ في مصر و هي بلد إنتهي تاريخه الحديث إلي أن يدين معظم أهله بديانة الإسلام أن أحاول الفحص و البحث في ماهية الإختلاف بين عقيدتي كمسيحي و بين عقيدة أهلي و خلاني من أهل مصر الذين يعتنقون الديانة الإسلامية من بين مليار و ربع من مسلمي العالم أجمع لأتبين الفروق و أحاول أن أصل إلي جذورها و أسبابها
و من حيث إني قد درست الكتاب المقدس و العقائد الكنسية لسنين عديدة فقد وجّهت نفسي أيضا لمحاولة دراسة القرآن أو قل الإطلاع علي القرآن و العقائد الإسلامية فقرأت القرآن حوالي ثلاث مرات و إطلعت علي معظم صحيح البخاري و سيرة إبن هشام و بعض الكتب الأخري مثل تيارات الفكر الإسلامي للدكتور محمد عمارة كما إنني أملك في مكتبتي القليل من المراجع الإسلامية الأخري التي ألجأ لقراءة فقرات منها في مجال بحثي و محاولات تفهمي , و رغم إن هذا يعد جهدا هامشيا و سطحيا في دراسة الديانة الإسلامية التي يعجز عن سبر أغوارها و أسرارها حتي معظم علمائها و فقهائها لعواصة علومها و تشعب مناهجها إلا أنني إستطعت أن ألم بحصيلة طيبة و نتائج لا باس بها في شأن تفهُّم و إدراك الإختلافات المسيحية الإسلامية و جذورها و أسبابها التي تؤدي إلي إعتراض المسلمين علي العقائد المسيحية و وجدت أنه لابد من إيضاح الحقيقة عن المسيحية كحياة و كعقيدة لإخوتي المسلمين لدرء تهمة الشرك و الكفر التي يرمي بها بسطاء المسلمين و عامتهم شركاءهم في الوطن و إخوتهم في الإنسانية من المسيحيين الذين لا يدينون بدين الإسلام و لا يسلكون بنفس النمط الذي يمارسه المسلمون , و اسمح لي أن أوضح لسيادتكم بعض ما توصلت إليه و أن أسوقه إليكم حتي إذا ما وجدتم فيه صحة أقوالي و إستنتاجاتي أن تخاطبوا المسلمين كل من تكلم العربية بما لكم من علم و دراية حتي تهدأ النفوس و ترسو العقول علي بر من أن الإختلاف لايفسد للود قضية بل و يفتح طريقا لحوار أوضح يقود لفهم أعمق و تقبّل أبسط.
أولا : لغة القرآن العربية العتيقة و لغة المصريين من الديموطيقية إلي العامية الحديثة
لقد أوحي القرآن إلي النبي محمد بلغة قريش العربية و بلسانها الذي كان يختلف حتي عن ألسنة بعض القبائل العربية الأخري و يقال أنه أنزل علي سبعة أحرف أي ألسنه أو لغات و لهجات عربية أخري, و هذه و إن كانت لاتبدو للباحث للوهلة الأولي أنها معضلة إلا أنها في رأيي تشكل أكبر معضلة علي الإطلاق بالنسبة لكل من كانت لغته الأصلية ليست العربية فتعوق سبيل التواصل و التفاهم بين العرب المسلمين و غير العرب من المسيحيين , فاللغة العربية التي كانت تُستخدم منذ حوالي الف و خمسمائة عام قد تجمدت و ترسخت في وحي القرآن و صار الكثير من ألفاظه و معانيه اللغوية معضلة في العصور الحديثة حتي علي أبناء الجزيرة العربية مهبط الوحي القرآني و مهد الإسلام فكم بالحري أبناء وادي النيل الذين يتكلمون الآن اللغة العامية المصرية الخالية تماما من قواعد و مفردات اللغة العربية بل هي و إن كانت تلبس ثوب العربية التي إستوردت منها الكثير إلا أنها في طبيعتها و قواعدها مختلطة ببقايا الديموطيقية المشتقة من الهيروغليفية المختلطة ببعض من اليونانية المتوسطة أي لغة يونانية العهد الجديد من الكتاب المقدس و ليست القديمة التي هي لغة شعراء اليونان القدماء .
و أصعب ما يمكن أن نتصوره هو ميكانيكية نقل الدين في بداية دخول الإسلام إلي مصر و بدون التطرق إلي موضوع الفتح العربي يبقي أمامنا التساؤل كيف تحاور الجيش العربي بقيادة عمرو إبن العاص مع المصريين إبتداء من المقوقس حاكم مصر و كيف نقل له عبادة إبن الصامت الخيارات الثلاث الإسلام أو الجزية أو السيف , هل قال ذلك باللغة العربية أم باليونانية أم بالديموطيقية و كيف شرح له ما معني كلمة الإسلام و كيف بشّر الجيش العربي جموع الشعب المصري بالنبي محمد كنبي و بالإسلام دينا , كيف تحاور العرب مع القساوسة و الأساقفة و الرهبان وكيف قرأ العرب عليهم سورة الفاتحة و سورة البقرة و سورة مريم و سورة الجن إلي باقي المائة و الأربعة عشر سورة التي يحويها القرآن العربي , بأي لغة قرأ المصريون الأوائل ممن أسلموا شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ... أقرأوها بالعربية أم بالقبطية , بأي لغة تفاهم عمرو إبن العاص مع البابا بنيامين بطريرك مصر في ذلك العصر . القرآن لم يكن قد كُتب أو جُمع في مصحف واحد مرجعي فهل كان العرب يتلون القرآن علي المصريين باللغة العربية أم بالقبطية فالقرآن هو الشاهد الوحيد علي نبوة النبي محمد . ثم أي قراءة من القرآت السبع هي التي حملها أو عرضها جيش عمرو إبن العاص علي المصريين قبل أن يجمع عثمان القراءآت في مصحف واحد و يحرق المصاحف و القرآت الأخري . طبعا كل هذه التساؤلات عن ميكانيكية نقل الدين ستقودنا حتما إلي التساؤل عن كيف تعرّف المصريون علي شخص و حياة و سيرة النبي محمد الذي طلع من بادية العربية و صحرائها و من بين قبائلها ليشهدوا أنه رسول الله . بل و ماذا كان الأقباط يدعون الله و بأي إسم كانوا ينادونه هل الله باللغة العربية أم ثيوس باليونانية أم نيوتي بالقبطية. و هل إذا تعلم المصريون اللغة العربية في فترة و جيزة هل كان هذا كافيا لأن يدركوا أن القرآن حقا معجزة لغوية – و القرآن و معجزته اللغوية العربية يعتبر في الثقافة العربية الإسلامية هو الدلالة و البرهان الوحيد علي نبوة النبي محمد - و هم لا يفهمون معظمه و لا يدركون معضلاته و لا مصطلحات لغة قريش العربية و لا قوة تعبيراتها ليقبلوا القرآن كمعجزة . ثم أنه في بداية الفتوحات العربية إشترط عمر إبن الخطاب الخليفة الثاني للمسلمين علي الشعوب التي ملك عليها بموجب العهدة العمرية التي من بين شروطها شرطان مهمان جدا أولهما ألا يعلموا أولادهم القرآن و ثانيهما ألا يعلموا أولادهم العربية
و دعنا نعبر من الثقافة القبطية الفرعونية إلي تعريب مصر الحديثة عبر الدول الأموية و العباسية و الفاطمية و الأيوبية و المملوكية و العثمانية (وهذه كانت لغتها التركية و ليست العربية) , فتقف مصر اليوم بأمية تصل إلي حوالي السبعين بالمائة بين من لا يقرأون و لا يكتبون أو من توقف تحصيلهم الدراسي لسبب أو لآخر عند السنة السادسة الإبتدائية أو ما قبلها و حتي الذين أنهوا تعليمهم الثانوي بل و معظم خريجي الجامعات المصرية كم هي نسبة من يعرفون و يفهمون لغة القرآن العربية , و لإلقاء مزيد من الضوء علي مشكلة اللغة العربية النحوية أقول إنه حتي ترجمة الكتاب المقدس العربية المتداولة بين أيدينا و التي تمت ترجمتها في بيروت في أواخر القرن التاسع عشر علي أيدي متخصصين في اللغة العربية و راجعها علماء بعضهم مسلمون أزهريون فإنه توجد العديد من المقاطع يصعب علي المسيحيين أنفسهم فهمها لغويا بدون الرجوع إلي المعاجم و قواعد اللغة العربية لفهم تركيب الجمل و معاني بعض المصطلحات العتيقة
ثانيا : الثقافة العربية الإسلامية و الثقافة المسيحية الهيلينية
في إطلاعي علي الكتب الإسلامية و دراستي للعقائد المسيحية وجدت أن جميع الفروق بين الإسلام و المسيحية تكمن في الإجابة علي هذا السؤآل من هو الله؟ و ليس خافيا عليكم إن الإسلام كما نادي به النبي محمد كان بعد سبعة قرون من نشأة المسيحية التي إنتشرت من فلسطين إلي آسيا و إلي روما ثم أغلب العالم المعروف آن ذاك. و واضح أن الأرض التي نبتت فيها المسيحية – أي الثقافة و الفكر و المناخ الإجتماعي – كانت مختلفة تماما عن الأرض التي نبت فيها الإسلام. و اللغة التي بشّر بها تلاميذ المسيح و المسيحيون الأوائل العالم أجمع كانت هي اللغة اليونانية حاملة الثقافة الهيلينية لكن العرب إلتزموا بلغتهم العربية , و لم يطّّلع المسلمون في أول خروجهم من الجزيرة العربية علي ثقافة الأمم الأخري إلا في حوالي منتصف القرن الثاني الهجري بعد أن إمتدت الإمبراطورية العربية من الهند شرقا إلي أسبانيا غربا أي حوالي القرن التاسع الميلادي و كان ذلك لأن معظم الفلاسفة المسلمين لم يخرجوا أصلا من الجزيرة العربية بل من البلاد التي إحتلها العرب و نشروا الإسلام فيها.
و رغم إشتراك الديانتين في العقيدة و الإيمان بأن الخالق الباري لهذا الكون و هو الذي خلق فيه السموات و الأرض و الإنسان هو إله واحد و هو الذي أوحي و تكلم إلي الأنبياء محصورة رسالتهم في لغة الشعب اليهودي – أي بني إسرائيل - الذين هم سلالة النبي إبراهيم وهي العبرية بالرغم من أن إبراهيم كان قد هاجر إلي أرض كنعان – فلسطين الحالية - من بلاد ما بين النهرين و كانت لغته الأصلية الآرامية إلا أن الإختلاف العقائدي الفاصل يرجع إلي معضلة الإجابة علي هذا السؤآل ما هي طبيعة و صفات هذا الإله الواحد الخالق. و علي قدر ما قد يبدو هذا السؤآل بسيطا إلا أن الفرق في إجابته بمعرفة المسلمين و بين إجابته بمعرفة المسيحيين هو الفيصل و البيان لمدي الإختلافات العقائدية بين أتباع الديانتين. و تعتمد الإجابات الإسلامية علي فلسفة الفكر العربي الذي إصطدم بالفلسفة اليونانية و الفلسفات المسيحية التي كانت قد تشعبت و تنوعت بمقدار ما واجهت المسيحية في دفاعها ضد الفلسفة اليونانية الوثنية في عصرها الأول المسمي بعصر الآباء المدافعين التالي لعصر الآباء الرسوليين الذين نشروا الإنجيل و أسسوا الكنائس , ثم تشكلت العقائد و تفارقت حين بزغت الهرطقات و إنقسمت بصددها و شأنها الكنائس و خاصة بعد تدخل السلطة المدنية في الشئون الكنسية و تسرُّب بعض الفلسفة اليونانية إليها و سارت الكنيسة خلال العصور المظلمة في أوروبا و هي الفترة التي ظهر الإسلام في بدايتها و إنكمشت الكنيسة في الشرق تحت سيادة الديانة الإسلامية
و في رأيي أن تناقض الفكر المسيحي مع الفكر الإسلامي يرجع إلي عدة عوامل أهمها إصرار فلاسفة العرب الأولين علي تجنب القول بما يوحي بإتفاق العقيدة الإسلامية مع العقيدة المسيحية و الإصرار علي إتخاذ تفسيرا معارضا للفكر المسيحي لكل ما يمكن أن يقارب النصوص القرآنية مع العقيدة المسيحية حتي لو إقتضي الأمر تعارض فكر الأئمة المسلمين المتأخرين الذين تصادموا مع الفكر المسيحي و مع فكر الأئمة الأولين في القرن الهجري الأول و الثاني بعد أن إطلع العرب المسلمون علي الفلسفة المسيحية ثم من جهة أخري بدأ المسيحيون يكتشفون طبيعة إختلاف الديانتين في عقائدهما و معطياتهما و إيمانهما
و حين أرسل النبي محمد كتابات يدعو فيها إلي الإسلام لم يرسلها إلي القساوسة و آباء الكنيسة في بيظنطة أو الحبشة ولا إلي كهنة ديانة فارس بإعتباره نبيا قائدا دينيا بل أرسلها إلي قيصر و النجاشي و كسري و المقوقس أي إلي الهيئات السياسية بإعتباره قائدا سياسيا عسكريا في المقام الأول فلم يخاطب الهيئات الدينية و لم يعرض عليها ديانته و لم يناظرها , و كان مختصر الرسالة في جملة واحدة من كلمتين مكتوبتين باللغة العربية إسلم تسلم فلا شرح للعقائد التي كان يعرضها علي من يبشره بالإسلام و لا بيان بما يجب أن يتركه و يكفر به من يقبل الإسلام بل الرسالة في شكلها و مضمونها دعوة سياسية للخضوع للأمة العربية بقيادة و تحت لواء النبي محمد أكثر منها دعوة دينية لدين جديد إسمه الإسلام الذي لم يعرض النبي محمد تفاصيله علي من دعاهم إلية اللهم عبارة أن نعبد الله وحده و لا نشرك به أحدا تلك العبارة التي لم تكن تعني شيئا للكنيسة المسيحية التي وضعت لها شعارا أربعمائة سنة قبل ظهور النبي محمد و هو بالحقيقة نؤمن بإله واحد فكانت هذه الدعوة من النبي محمد لعبادة الإله الواحد و عدم الشرك مجرد تحصيل حاصل لأن فكرة فصل المسيح عن الله و إعتبارهما أنهما إلاهين منفصلين لم تكن في الفكر المسيحي الموحِّد و إنما أتي بها النبي محمد من عقائد فرقة النصاري المهرطقين الذين عاشوا في الجزيرة العربية آن ذاك و لم تكن تربطهم بالكنائس المسيحية علاقات تُذكر و لم ينتبه إلي عقائدهم أحد من بطاركة الكنائس القبطية أو البيظنطية الشرقية و هي عقائدهم أو قل هرطقاتهم التي إنتقدها القرآن ذاته ثم نسبها العرب فيما بعد للكنيسة المسيحية في البلاد التي غزوها و بسببها إتهموا المسيحيين بأنهم مشركين بالله
و إسمح لي أن أعرض علي سيادتكم الإتهامات التي يتهم بها المسلمون المسيحيين لأبين لسيادتكم أن المسيحية ليس لها أي علاقة من قريب أو من بعيد بهذه الإتهامات:
أولا : المسيحيون ليسوا نصاري
لم ترد كلمة المسيحيون في القرآن أبدا و لم يطلق العرب علي القبائل التي سكنت شمال الجزيرة و جنوبها سوي كلمة نصاري و المعروف أن النصاري هم القبائل العربية من دون مسيحيي الشام الكلدانيين و مسيحيي العراق الآشوريين و مسيحيي مصر الأقباط و المسيحين الأفارقة بحسب جنسياتهم الذين لم يكونوا نصاري أبدا , فلفظة نصاري نعت بها القرآن أتباع المسيح عيسي إبن مريم بحسب ما جاء عنهم في الآيات القرأنية "نحن أنصار الله و إشهد بأننا مسلمون" و أيضا "الذين قالوا إنا نصاري"
و رغم نسبة المسيح يسوع في الأناجيل إلي البلدة التي ترعرع فيها و هي الناصرة فإن القرآن لم يذكر عنها شيئا بل و يُفهم من قصة ولادة عيسي إبن مريم إن أمه مريم ولدته في القدس بينما المسيح يسوع مذكور عنه أنه ولد في مدينة بيت لحم و هو دُعي ناصريا نسبة إلي مدينة الناصرة التي نشأت فيها أمه مريم و دُعي أتباعه في الكتاب المقدس ناصريون نسبة إلي يسوع الناصري الذي تربي في الناصرة و لا يمكن أن تعني كلمة نصاري أنها نسبة أتباع عيسي إبن مريم إلي مدينة الناصرة من بلاد فلسطين بل كما سبق و أوضحت أنهم العرب الذين وصفهم القرآن بأنهم أتباع و أنصار عيسي إبن مريم . فأهل مكة مثلا يدعون مكيون و ليسوا مكايا و أهل القاهرة يدعون قاهريون و ليسو قهارا و هكذا فكلمة النصاري ليست مشتقة من الناصرة بل المشتقة منها هي ناصريون أما كلمة مسيحيون فقد نُعِت بها أتباع المسيح للتفرقة بينهم و بين اليهود حيث كان يظن أنهم مجرد إنشقاق عن الديانة ليهودية أو طائفة منهم
خلاصة القول إن المسيحيين اليوم و الأمس خاصة الأقباط منهم لم يكونوا أبدا نصاري - ليس فقط من ناحية الجنسية من حيث أن النصاري هم قبائل عربية مختلفة عن الأقباط و الكلدانيين و الآشوريين - بل الأهم و الأثبت أيضا من حيث إختلاف العقائد التي تدين بها قبائل النصاري هذه عن عقائد الكنيسة المسيحية في كل مكان , فكل العقائد النصرانية التي إنتقدها و أدانها القرآن لا شأن للكنيسة المسيحية بها مطلقا و إن المشكلة أن هذه العقائد قد تتشابه في ظاهرها مع العقائد المسيحية الكتابية إلا أنه بفحص ما إنتقده القرآن من عقائد نصرانية و مضاهاتها بنصوص الكتاب المقدس و عقائد الكنيسة المسيحية لوجدنا أنه لا تقارب بينهما مطلقا
ثانيا : عقيدة الكنيسة المسيحية في الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد تختلف تماما عن الثالوث النصراني الذي إنتقده القرآن
يقول القرآن "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسي إبن مريم" و هذا القول لا يعني العقيدة المسيحية في شئ فهذه مشكلة بين الإسلام و بين نصاري الجزيرة العربية لأن الإله الواحد في العقيدة المسيحية هو الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد و ليس هو المسيح عيسي إبن مريم في شخصه بمفرده بمعزل عن الآب و الروح القدس . الله في المسيحية أيضا ليس ثالث ثلاثة – كما جاء في القرآن لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة - فكما هو واضح فإن الإله الواحد في المسيحية ليس هو الله و المسيح و مريم أو الله و المسيح و الروح القدس . فالآب بمفرده ليس هو الله و لا الإبن بمفرده هو الله و لا الروح القدس بمعزل عنهما ليس هو الله فالله هو الآب و الإبن و الروح القدس , الله ليس ثالثا للإبن و الروح القدس و قطعا ليس ثالثا لعيسي و مريم أمه هذا التثليث النصراني ليس له علاقة بالأب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد إله المسيحيين , فالنصاري إذا ليسوا مسيحيين و نعت المسيحيين بانهم نصاري إنما هو قذف و سب لهم و إتهام بالشرك الذي هم منه براء. المسيحيون يقرون و يعترفون و يشهدون بأنه لا إله إلا واحد و هو الإله الذي أعلن إسمه لشعبه و كافة أنبيائه من غير العرب بأنه يهوه إلوهيم خالق الكون و باريه و دعا العرب الإسم الله فإذا كانت وجهة الإختلاف هي في طبيعة الإله الواحد الذي يقول فيه المسيحيون نؤمن بإله واحد فلا يمكن أن يكونوا هم النصاري القائلين بأن الله ثالث ثلاثة و لا يمكن أن يكون المسيحيون الموحدون كفارا أو مشركين
ثالثا : المسيح يسوع إبن الله , البنوة التي يرفضها القرآن العربي و يتهم بها النصاري تختلف عن البنوة التي يقبلها و يؤمن بها اللاهوت المسيحي
عندما بشّر الملاك جبرائيل العذراء مريم بأنها ستحبل و تلد المسيح قال لها "لذلك القدوس المولود منك يدعي إبن الله" و معني الكلمة يُدعي هو إن الله أراد للبشر أن يقبلوا إن علاقة هذه الشخصية المولودة بطريقة معجزية من هذه العذراء هي علاقة بنوية بينه و بين الله تماثلها و تشابهها علاقة الأب البشري بإبنه البشري رغم أن الأولي معجزية و الثانية تناسلية لأن الله لا يتناسل. إلا أن اللغة و الثقافة العربية لا تري في كلمة إبن إلا المولود الناتج عن علاقة جنسية تناسلية بين ذكر و أنثي , فيربأ المسلمون أن يدعون المسيح إبن الله علي إعتبار ما تفهّموه بحكم الثقافة العربية أن يكون لله علاقة جنسية بمريم أم المسيح , فإن كان النصاري يدّعون ذلك فإن المسيحيين لم تكن هذه عقيدتهم و لا يقبلوها أيضا فالإله الخالق منزه في العقيدة المسيحية عن أن يكون له ولد بالتانسل الجنسي مع إمرأة من خليقته.
في المسيحية قد أعلن الإله الخالق ذاته إذ قال "نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا" فنستطيع أن ندرك إن الله له صورة في ذاته أعلن عنها للبشر بأن خلق آدم علي شبهها و بذلك تكون هذه الصورة التي في الله هي أزلية بحسب أزلية الله نفسه خلق آدم عليها ليعكس فيه صفات الله من محبة و طهارة و نقاء و بر ليعيش آدم بموجبها كمتسلط علي الأرض ففي القرآن عندما خلق الله آدم قال إني جاعل في الأرض خليفة و قد وردت في القرآن نفسه تعبيرات عن هذه الصورة كاليد يد الله و العين عين الله و الوجه وجه الله و الساق و الكلام كلام الله و جاء أيضا في أحد أحاديث النبي محمد الصحيحة في وصاياه للمحاربين أن تجنبوا الوجه لأن الله خلق آدم علي صورته و المسيح مكتوب عنه في الكتاب المقدس أنه صورة الله و أنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا و قد تنبأ النبي أشعياء عن ولادة إبن عجيب من عذراء الذي قال عنه و يدعي إسمه مشيرا عجيبا إلاها قديرا أبا أبديا رئيس السلام . و مكتوب عن المسيح أيضا أنه لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولودا من عذراء تحت الناموس . فالمسيح شخصية أزلية مكني عنه بصورة الله و إبن الله و في زمان محدد و معين من الله حل روح الله علي العذراء مريم و ظللها بقوته ليخلق فيها جسدا خاصا ليس من رجل بل من روح الله ليحل فيه كل ملء لاهوت الله و يتجسد فيه صورة الله الأزلي الذي هو المسيح الذي سمّاه الله نفسه يسوع قائلا لأنه يخلص شعبه من خطاياهم فالمسيح بهذا المعني الحلولي التجسدي هو إبن الله – كما دعاه الله نفسه – و هو أيضا إبن الإنسان لحلوله في هذا الجسد الخاص الذي تشارك مع البشر في الدم و اللحم إذ صار في شبه الناس , هذه هي بنوية المسيح يسوع لله لم تأت بالتناسل الجسدي بل بالتجسد الإلهي , و أنا لا أقوا أن يقبل المسلمون هذا مع إنني أرجو ذلك إلا إنني اهيب بإخوتي المسلمين أن يكفوا عن إتهامنا بأننا نقول إتخذ الله ولدا و إن الله كانت له صاحبة فإن الحلول و التجسد الإلهي في المسيح – و إن كان لا يقبله المسلمون إلا أنه ليس تناسلا بفعل فعله الله مع مريم كما إدعي النصاري قديما في أيام النبي محمد
و قبل أن أترك هذه النقطة أرجو أن تسمح لي فضيلتكم و أنا أخاطب كل عقلاء المسلمين في شخصكم الكريم أن أتساءل عما قرأته في القرآن عن ولادة المسيح من مريم فقد جاء في القرآن إن الله نفخ في فرج مريم بعد أن قال مرة أنه نفخ فيها إلا أنه عاد و أكد أنه نفخ في فرجها ... أليس في هذه الحالة يكون المسيح إبن مريم هو إبن النافخ في فرجها ... فكيف يمكن بعد هذا التصوير القرآني أن ينكر الله في القرآن أبوته للمسيح بعد أن أقر أنه هو النافخ في فرج أمه مريم ليخرج منه عيسي المسيح ... و إن لم تكن أبوة تناسلية فهي علي الأقل أبوة بالسببية و فيها يختلف المسيح عن آدم الذي جبله الله من تراب لكن المسيح قد ورث بشريته من أمه مريم و ورث طبيعته و كيانه و روحه من الله فهو و إن كان إبن الإنسان لكنه و بإرادة الله و فعله فهو إبن الله بالتجسد و الحلول و ليس بالتناسل ... فكلمة إبن الله في لاهوت الفكر المسيحي لا تعني إبن التناسل كما في مفهوم اللغة العربية التي إتهم بها القرآن العقيدة النصرانية و هي لا تعني أيضا إبنا بالخليقة كآدم فآدم خلق من تراب من العدم أما المسيح فهو صورة في الله موجود فيه منذ الأزل تجسد في مريم العذراء دون أن ينقطع أو أن ينفصل عن أن يكون في الله الموجود في كل الوجود من حيث كونه من طبيعة الله و ذاته فصار لنا من الله إبنا مع انه صورته التي فيه و بهاء مجده و رسم جوهره فإن كان المسلم لا يقبل هذا الفكر إلا أنه لا يعني إن المسيحية تقول إتخذ الله ولدا حاشا بل المسيحية تقول أعطانا الاله من لدنه ولدا و شتان شتان بين الفكرين
أستاذنا الفاضل و شيخنا الجليل إن المسلم حينما يقرأ القرآن و يجد فيه عقائد النصاري يعتقد خطاء أنها عقائد المسيحيين و مصيبة المصائب إن بعض أو معظم المسيحيين الأقباط قد قبلوا علي أنفسهم لفظ نصاري غير دارين ولا فاحصين إن عقائد النصاري التي إنتقدها القرآن تختلف تماما عن أرثوذكسية العقيدة المسيحية , و أنا إذ أتقدم لسيادتكم بهذا لا أقول بأن يقبل المسلمون العقيدة المسيحية السليمة فقط أنا آمل أنه إذا أدرك المسلمون الفرق بين العقائد النصرانية الواردة في القرآن و بين العقائد المسيحية أن يكون ذلك مدخلا لمرحلتين أولهما عدم تكفير المسيحيين بإعتبار أنهم نصاري و ثانيهما أن يكون ذلك فاتحا لحوارات إسلامية مسيحية تقرب القلوب و الأفكار بين أقباط مصر المسلم منهم و المسيحي
أضع هذا أمام سيادتكم مناشدا حكمتكم أن تحكموا و أن تبلغوا مسلمي مصر إن المسيحيين ليسوا نصاري و إنهم ليسوا مشركين و إن توحيدهم بالله لم ينتقده القرآن و لم يكفره ... أدام الله عليكم الصحة و العافية و أبقاكم ذخرا لمصرنا العزيزة ... سلام الله معكم أدام الله عليكم نعمته و غمركم ببركاته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام منطقى ومعقول ولكن هل سيفهه العـ....ول..
حكيم العارف ( 2010 / 11 / 17 - 01:46 )
الحق اقول لك ... لن يجرواء احدهم على محاولة افهام عامةالمسلمين هذه الحقائق والفروق الهامه ... بل الافيد لهم قيادة الجهلاء بلجام الدين حتى يستغلون الاعداد الضخمه فى ارهاب الفئه المسالمه.. وبالتالى زيادة ثرائهم وسطوتهم ....

انت تخاطب عقول تفهم ولكنهم عقول اخرى


2 - المسلمون يتاقضون انفسهم
فهد لعنزي بلاد الحرمين الشريفين ( 2010 / 11 / 17 - 03:55 )
لا شك بان التشريع الاسلامي يجيز للمسلم بزواج المسيحية واليهودية ولا يجيز له بزواج البوذية او الهندوسية وهذا يعني اعتراف ضمني بانهم غير مشركين اذا اين الخلل؟؟.الخلل يكمن في رجال الدين من كلا الطائفتين وفي ان هذا الاختلاف سباسي اكثر من انه ديني ولو ان الحكم في مصر حكم ديموقراطي لما حدثت اي فتنة ابدا ولنا في الهند مثل يحتدى به.اخي الكريم فاقد الشيء لا يعطيه . كيف تريد للمسلمين ان ينصالحوا مع اخوانهم الاقباط وهم يكفرون بعضهم بعضا وما يجري في العراق وافغانستان وباكستان من تفجير وتفخيخ والسكوت الارعن من علماء الدين لا يحتاج الى تحليل والكتاب يقرا من عنوانه. الا يعلم المسلمون بانا لا نساوي خمس العالم و نحن في قمة الانحطاط فكيف لنا ان نعادي اربعة اخماس العالم ونحن نعتمد عليهم في كل شيء ومن امر بهذا؟؟.ان علاقة الانسان باخيه الانسان يجب ان تبنى على الانسانية وليس هلى الدين. الحكمة تقول- اعبد الحجر ولكن لا تضربني به- وليكن الدين لله والوطن للجميع.


3 - اسئلة لن يجيب عنها أحد
Amir Baky ( 2010 / 11 / 17 - 08:10 )
هل الله عندما كلم موسى على الجبل أخلى ذاته من الكون أم أن الله لامحدود؟ هل المسيح بشر ألهه المسيحيون أم أنه بشر تجلى به الله؟ هل المسيح كلمة الله مجازا أم أنه نطق بكلام وهو فى المهد لأنه كلمة الله عمليا؟ هل المسيح روح الله مجازا أم أن روح المسيح عندما نفخها فى الطين أصبحت طيرا ليخلق بأذن الله؟ هل يوجد خالق غير الله؟ وما هى دلالة وحكمة الله أن يعطى صفة الخلق –التى هى لله فقط- للمسيح؟ ما هى حكمة الله أن يكسر المسيح النظرية البشرية فى ميلاده و فى نهايته حيث أنه حى حتى الآن؟ هل الله له أسلوب واحد فقط ليتواصل مع البشر؟ هل المسيحيين بالسذاجة ليعبدوا ثلاث آلهه؟ اليس الشخص الكامل الأهلية عاقل و قادر على النطق و التواصل مع المجتمع وحى بروحه؟ فلماذا لا ينطبق هذا على الله الواحد؟ فلا يوجد مسيحى يقر بأن المسيح لاهوت فقط ولا يوجد مسيحى يقر بأن العذراء إله فكلام القرآن متوافق مع الفكر المسيحى. وجميع المسيحيون يؤمنون بأن المسيح كلمة الله وروح منه عمليا وليس مجازا متفقين مع نصوص القرآن أيضا فى ذلك


4 - لأ نرمي خنوعنا وضعافاتنا على تعاليم المسيح
أشـورية أفـرام ( 2010 / 11 / 17 - 08:58 )
سؤالي لحضرتك كاتبنا المبارك ؟؟؟لأ أعرف عند دخول هؤلأء مصر ومشرقنا أين كان مسيحيينا ؟؟؟وكم كانت اعدادنا بحيث مجموعة غير مثقفة وأكثريتها جاهلة وأمية قادمة من صحراء قاحلة وجافة وتسلطت بسرعة على مثقفينا وسياسينا ورجال ديننا وبقية النفوس ؟؟؟ولماذا لم يردوهم عند دخولهم بالقوة والسيف ؟؟؟وكم كان عدد هؤلأء عند دخولهم أراضينا وأن كانت مصر والبلدان المشرقية الأخرى؟؟؟ولماذا يستقبلهم رجل دين وما دخله هو ليستقبلهم وأين كان السياسيين أو الحكام عند دخول هؤلأء البدو الذين جاءوا ليس لينشروا ما كان بعقولهم وما ألفوه مسروقا من هذه العقيدة وذاك بل ليتسلطوا؟؟؟أسئلة كثيرة لم نجد الردود عليها ولكن أرجع وأقول المشكلة في رجال ديننا لأنهم لم يستطيعوا الفصل عن ما جاء في الكتاب المقدس وبأن السيد المسيح لم يأمرنا بحمل السيف ...ولكن المسيح لم يقل أمنحوا أرضكم التي هي مساحة حريتكم للأخر ليزيل وجودكم ومعه أيضا أيمانكم... وبهذا نحن عملنا ضد التعاليم لأننا سلمنا للأخر الذي ليس منا وهو أصلأ ضد المسيح والمسيحية...في مشرقنا رجال ديننا هم سبب دمار المسيحية واليوم في الغرب العكس السياسيين والحكام وقوانينهم المطاطية هي السبب


5 - احترام الاديان
سلام هادي ( 2010 / 11 / 17 - 10:12 )
الاخ العزيز ان حترام الاديان شرطا مهما لكي يكون هناك حوار بين الاديان وهذا شيء صعب جدا لانه المسلمين لايرجعون لمرجعية واحدة بل هم طوائف ومذاهب بعذها متناحرة وبعضها الاخر يكفر الا خرين كما انني اقول يا استاذي العزيز ان المشكلة الرئيسية هي في اعتراف المسيحين بنبوة محمد لا اعتقد ان ينجح اي حوار دون هذه النقطة الحساسة التي ربما تشكل بابا مهما لتغير العالم ولكن علينا ان نعترف بانه هذا الامر صعب جذا على المسيحين لانه ليس وليد زمن فريب وانما هو حالة متوارثة لالاف السنوات ربنا يهدي الجميع مع التقدير


6 - المشكلة بين الإسلام والمسيحية
منتظر بن المبارك ( 2010 / 11 / 17 - 10:27 )
الأستاذ أسعد الأسعد
مقال رائع، وفي رأيي المتواضع أن المشكلة بين الإسلام والمسيحية تكمن في عنصرين أساسيين، أولهما أن القرآن حارب بدع نصرانية ولم يكن يعرف المسيحية، فالمسيحية لم تقل بثلاثة آلهة (ثالث ثلاثة) ولم تقل أن مريم إلهة (اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) وحارب الصلب بلا مبرر رغم إقراره بأن اليهود قتلوا الأنبياء.
أما ثانيهما فهو قياس مفاهيم المسيحية بمقياس القرآن، فلابد أن ينزل الإنجيل على عيسى كما نزل القرآن على محمد وبذلك فالآناجيل محرفة وبالمناسبة هذه هي قناعة الدكتور الطيب شخصيا. وتكقير من يقول ان الله ذكر قد انجب المسيح بالتناسل من مريم (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ) وهذا مفهوم مشركي العرب. ومن المستحيل إقناعهم أن الوحي هو شخص نازل من السماء وليس كتابا. أو إقناعهم ببنوة المسيح الطبيعية لله وليست بنوة نسبية (كابن مصر أو ابن السبيل) وليست بنوة تناسلية كالبشر. لأن الإيمان بذلك هو كفر بالقرآن.
تقديري لشخصك الكريم


7 - عجيب أمو غريب قضية
سرسبيندار السندي ( 2010 / 11 / 17 - 18:02 )
تحياتي لك يا كاتبنا العزيز ودعني لو سمحت أن أرد على ألأخ الغالي سلام وأتمنى أن يكون إسمه على مسمي ... وهادي للناس إلي الصراط المستقيم دون سيف بطش أو إرهاب مجاهدين مفخخين ... وهو يريد من الأخرين ليس فقط اليهود والمسيحين بل حتي الجن والشياطين ألإيمان بنبؤة محمد على أنه خاتم المرسلين ... ومحمد نفسه لم يدعي النبؤة بل قال ما أنا إلا بشر مثلكم لما أعتقد مبين ... ونسى العزيز سلام حروب الردة بعد موت محمد ودور الصعاليك في الفتك بالمرتدين على أيدي الخلفاء الآ راشدين ... من الذين قالو ماهذه إلا خرافات وأساطير ألأولين... وسؤالي لكل ذي بصر وبصيرة من الغبي هل هو إله محمد أم جبريله المرسل لنبي ليقول له إقرأ وهو لا يعلم أن هذا النبي لا يقرأ يا مسلمين ... وسؤالي الثاني هل رأيتم فلاحة يا زراع النخيل تهز نخلة ليمطر عليها الرطب شهيا(سورة مريم ) وهل من يتسلقون النخيل سذج أم من يتبعون القرأن هم المغفلين ....!؟


8 - أخشى أن يكون هذا المقال منتهى الصلاحية
يوسف المصرى ( 2010 / 11 / 17 - 19:23 )
أخى أسعد
سامحنى على عنوانى أعتقد أن مقالك الذى يدعو للتعايش بين أتباع الدينين موقعه زمنيا كان ينبغى أن يكون بين 1919 وتاريخ تكوين جماعة الأخوان المسلمين وهو الوقت الذى كان التنوع الدينى فى الشعب المصرى محترما لأن المصريين وقتها كانوا يحترمون زعمائهم التاريخيين الذين تعاملوا مع المواقف والأزمات التى مرت بها الأمة وفق معطيات ما حدث فعلا على أرض الواقع فلقد رأى سعد باشا زغلول المسيحيين يتصلون به وهو الأزهرى طالبين المشاركة فى الوفد الذى كان يعده للتخاطب مع الأحتلال بأسم مصر و4 منهم ينفون مع ستة من المسلمين لهذا الغرض بعد أن رفضت قيادتهم الدينية مبدأ الحماية الذى عرضه عليهم الأحتلال وكان سعد باشا نبيلا أمينا وقاد الأمة للحداثة وكان يرشح المسيحيين فينجحون دون أن يكونوا أغلبية أما اليوم فعندما أعلنت القاعدة أنها تعتبر أى مسيحى عراقى أو مصرى هدفا مشروعا فلم يرد أسلاميا واحدا ألا بأن الأمن فى مصر أفضل من العراق وبعد 40 سنة من الأعلام المتأسلم الأسود ضد المسيحية وظهور تجارة خطف وأغتصاب وأسلمة المسيحيات للحصول على سهم المؤلفة قلوبهم الخليجى فأبونا ذكريا وقناة الحياة ومظاهرات الغرب هى الحل


9 - سنعرف من هو الله الحقيقي بمقارنة المسيح بمحمد
سمعان القيرواني ( 2010 / 11 / 17 - 22:33 )
عزيزي الفاضل اسعد اسعد، احييك على هذا المقال الواقعي، فانت اصبت كبد الحقيقة عندما قلت (أن جميع الفروق بين الإسلام و المسيحية تكمن في الإجابة علي هذا السؤآل من هو الله؟) فقد صدق من قال: قلّي من هو الهك اقول لك من انت... ومقارنة الله في الاسلام بالله في المسيحية استنادا على المقارنة بين تعاليم القرآن والانجيل هو خطوه اولي لكنها غير كاملة، والسبب ان القرآن يقدم مجموعة من الافكار الهلامية المتناقضة عن الله، فمثلا يقول عنه انه يصلى وانه يؤمن وانه شكور، ويأمر بالفساد والضلال وليس مثلة شىء، وهذه صفات لاتليق بالذات الالهية. وذلك عكس الانجيل الذي يقدم صورة ثابتة لا تتغير، فالله هو الآب السماوي المحب لكل البشر، وانا اري ان المقارنة لن تكتمل الا بالصورة التطبيقة لتعاليم الانجيل والقرآن، اي بمقارنة المسيح بمحمد، فالمسيح جاء يعلن صورة الله المحب الذي تنازل ليفدى الانسان ليرجعة اليه، لكن محمد جاء ليعلن ان الله قضى ان يعبده البشر بالاجبار والذي لايخضح بالخوف فالسيف هو الجواب. المسيح اعلن حنان الله و قلبه المحب، لكن محمد اعلن اله آخر يتربص بالناس ويقف لهم بالمرصاد، وهذين الهين مختلفي تماما، مع تحياتي


10 - غياب الحرية والديمقراطية وتمدد الجهل وتربعه
أحمد الشافعي محارب قديم ( 2010 / 11 / 18 - 01:23 )
من أسباب الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين، غياب الحرية والديمقراطية وتمدد الجهل وتربعه بيننا، والبطالة، وهزيمة المشروع العلماني ببزوغ ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين منذ 1927، والإجهاز عليه بقيام ثورة يوليو 1952، و الهزيمة النكراء للمشروع الناصري القومي سنة 1967، وأيضا التدني الاقتصادي والعلمي وانحطاط التعليم وتفشي الجهل بين كثير من المعلمين، والنزوح المهين نحو دول بلاد النفط والعمل بأجور متدنية، وخضوعنا لنظام الكفيل وكأننا قصر في احتياج لمن يكفلنا ويردنا إلى جادة الصواب، وتبعات حرب 1973 وبزوغ زعامات كانت تابعة وعميلة، ومعاهدة اصطبل داوود، والتبعية للنفوذ الصهيوأروأمريكي، وانتشار التعاليم الوهابية مع جحافل القادمين من جزيرة رعاة الضأن، كل هذه الأسباب دفعت الجميع نحو الفهم المتدني للتدين وعلاقة الإنسان بربه وتفرعنا للتدين السلبي، وابتعادنا عن الإنتاج. فقد كنا في الخمسينيات والستينيات نصوم ونصلي ونعمل، فقد كانت الصلاة لا تستغرقنا وخاصة التراويح التي كنا نصليها في ثلث الساعة، أما الآن ولكل الأسباب السابقة تستغرق معظم الوقت لأن معظمنا لا يعمل. أحمد الشافعي بالمعاش، مع احترامي


11 - تعريف المسلمين بالمسيحية هي مسئولية المسيحيين
سمعان القيرواني ( 2010 / 11 / 18 - 02:54 )
عزيزي اسعد
لا اظن ان شيخ الازهر مستعد ان يصحح مفهوم المسلمين الخاطىء للمسيحية، فالاسلام فكر حصري لا يقبل الاخر ولايعترف به، فالدين عند الله الاسلام. الاسلام سيسقط لو اعترف بالمسيح يسوع كالرب والمخلّص، والمسيحيية ستسقط لو اعترفت بمحمد كنبي حقيقي من عند الله! فلا شركة للنور مع الظلمة او للحق مع الباطل. المسيحيين منفتحين ومستعدين ان يقبلوا التعايش مع الاخرين، لان المسيح علمهم المحبة والاحترام والتسامح، لكن المسلم مأمور ان لا يوالى الاخرين، ومأمور ان لايبادئهم بالسلام وان يضطرهم لاضيق الطريق، لانه يكفرهم بدون فهم ايمانهم، فذلك من صلب العقيدة الاسلامية. محمد قدّم صورة مشوه للمسيح وللمسيحية عن قصد وتعمد، فهو يريد ان يهدم ويشوه لكي يبني ويجمل تعاليمة بدون منافسة. .. انا اعتقد مسئولية تعريف المسلمين بالحق المسيحي هي مسئولية المسيحيين وعلينا ان نقوم بها وحدنا، مازال الباب مفتوح، فهذه هي المهمة العظمى التي امرنا بها المسيح لنبشر العالم بمحبة الله وفداء المسيح العجيب، ونصلي ان يفتح الرب قلوب وبصيرة احباؤنا المسلمين لنور المسيح فتتغير حياتهم ويتصالحوا مع الله ومع الاخرين، ونعيش كلنا بسلام


12 - الى احمد الشافعي رقم 10 - اسباب ونتائج
سمعان القيرواني ( 2010 / 11 / 18 - 16:23 )
عزيزي المحارب القديم احمد الشافعي
اسمح لى بان اناقشك فيما قلت، فانت تقول ان غياب الحرية سببه الجهل، وانا اعتقد ان العكس هو الصحيح، فالجهل هو الذي يضيع الحرية ويجعل الانسان مستعبدا! قبول المسلمين للافكار الاسلامية التواكلية هي سبب تخلفهم وقتل ملكة الابداع لديهم، فالبحث ممنوع والسؤال محرّم، وما عليهم الا ان يتمثلوا بمحمد الذي مارس العدوان وقهر الاخرين وسلبهم وتدمير حضارتهم وفرض الجزية عليهم، ثم علّم المسلمين نوع صوري شكلي مظهري للعبادة، ظنا منه ان الله يمكن ان نضحك عليه! وقبل المسلمين هذه العقيدة التواكلية لما فيها من منافع سهله لهم، واله يمكن ان يضحكوا عليه ويخدعوه بسهولة، وجاء الاتراك وقهروا العرب واخضعوهم باسم الاسلام، ثم جاءت الحكومات العربية وقهرت مواطنيها باسم الاسلام ايضا، ولذا فان الحل يكمن في نقد النفس بصراحة وليس لوم الاخرين على مشاكلنا، فلا سبيل للخلاص الا بالتحرر من هذه العقيدة القهرية المتخلفة وترك الحرية للناس ليختاروا طريقهم وعقيدتهم بانفسهم بدون جبر او قهر، وعندها فقط سوف يتحرر الانسان العربي ويعود لركب الحضارة ويعم الخير والسلام بلاد العرب.


13 - حتى ان فهم المفتى فلن ينطق
teta touta ( 2010 / 11 / 18 - 18:14 )
من يعتقد ان الاسلام عقيدة فقط فهو على خطء،الاسلام حكم و سيادة فعندمادخل عمرو ابن العاص مصر لم يكن يحمل قرأن بل كان يحمل سيفآ، فهل الدعوة الى دين سيتلزم سيف؟؟؟ لا يا اخوه الدين الصحيح سلاحه هو الكلمة كما فعل تلاميذ السيد المسيح. الاسلام كان و مازال الستار الذى تختبىء واراءه كل المطامع للوصول الى السلطة و الدليل على ذلك هو الصراع الدائم حتىبين المسلمين انفسهم كجماعة الاخوان المسلمين و السلطة الحاكمة. هل تعتقدوا ان المسلمين يعنيهم فعلآ ان نكون نعبد اله واحد ام ثلاث الهة؟؟؟


14 - محبة الله تقود لحلاوة العيش المشترك
سمعان القيرواني ( 2010 / 11 / 19 - 23:30 )
عزيزي اسعد
سلام المسيح لك
شكرا لطرحك هذه المشكلة الحياتية المزعجة، انا اشترك معك في حاجتنا للبحث عن حل، وانا ارى ان المشكلة سوف تنحل حينما نعمل لتفتيح وتتنوير ذهن الاحباء المسلمين، لكي يتعلموا حلاوة ومعنى التعايش مع الاخرين، وللوصول الى ذلك لابد من تثقيف الاعلامين العرب، ولابد من تغير المناهج الدراسية في العالم العربي والاسلامي، ولابد من تغير خطباء المساجد الذين يزرعون الحقد ويعلّمون المسلمين البغضاء

واخير، وهذا هو المهم، لابد من كشف وتعرية النصوص الدينية الاسلامية التى تتعالى على
الاخر وتحرّض على رفضه ومطاردتها

نعم، الطريق طويل وشاق للوصول الى تلك الاهداف النبيلة، لانه يمر عبر المستفيدين من هذا الوضع الحالي وهم شيوخ الاسلام والحكومات الاسلامية وكلاهما يستخدم النصوص الاسلامية لاستغلال بسطاء المسلمين وقهرهم، ولكن رحلة الالف ميل تبدء بخطوه واحده، واعتقد المشوار قد بدأ لتحرير الذهن الاسلامي من القيود الظلامية التي كبلتهم طوال 14 قرن

وسوف يشرق فجر نهار جديد سينعم فيه اولادنا او احفادنا بحلاوة العيش المشترك مع الجميع وينتشر السلام حينما تسود المحبة الالهية في قلوب الجميع


15 - خلاصة القول في القرآن
سمعان القيرواني ( 2010 / 11 / 20 - 15:10 )
القرآن: جديده ليس بجيد، وجيده ليس بجديد


16 - خلاصة القول في القرآن
سمعان القيرواني ( 2010 / 11 / 20 - 15:11 )
القرآن: جديده ليس بجيد، وجيده ليس بجديد

اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز