الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعاتنا وجامعاتهم

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2010 / 11 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي


انقسمت الآراء وتباينت حول حكم المحكمة الإدارية العليا فى مصر الذى بموجبه يرحل الحرس الجامعى إلى خارج أسوار الجامعة ليحل محله وحدات أمنية تشرف عليها إدارة الجامعة. هنالك فريق يرى أن وجود الحرس داخل الجامعة يقيد حرية الطلاب والأساتذة ومن ثم يعرقل كل محاولات النهوض بالعملية التعليمية. وهنالك فريق آخر يرى أن عدد الطلاب فى الجامعات الحكومية (وعددها 18جامعة) كبير حيث يبلغ نحو مليونى طالب وطالبة وهذا العدد لا يمكن السيطرة عليه من دون مساعدة رجال الشرطة. وفى ظنى فإن الأعداد الكبيرة التى تلتحق بجامعاتنا الحكومية لا مثيل لها فى الجامعات العالمية حيث لا يزيد عدد طلاب أكبر جامعاتها على 50 ألف طالب، وهذه الأعداد القليلة نسبيا يمكن السيطرة عليها بسهولة بواسطة وحدات أمنية تابعة للجامعة كما الحال فى جامعاتنا الخاصة.

من المعروف أن الجامعات العالمية لا تعانى من الأزمات التى تعانى منها مثيلاتها فى بلادنا ويرجع ذلك إلى سببين: 1. قلة أعداد الطلاب التى تلتحق بها. 2. هذه الجامعات مقامة على مساحات شاسعة بحيث يضطر الطلاب إلى استقلال حافلة للانتقال من مبنى إلى آخر داخل الحرم الجامعى. فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا تضم مؤسسات تعليمية عليا يبلغ عددها –وفقا لتقرير اليونسكو— نحو 5758 مؤسسة جامعية. وهذه المؤسسات أو الجامعات تستوعب أكثر من 14 مليون طالب، أى75و4% من سكان الدولة. اللافت للنظر أن هذه الجامعات لا تكتظ بالطلاب كما هو الحال فى جامعتنا حيث بلغ عدد طلاب جامعة الأزهر فى 2006-2007 نحو 350236 طالب وطالبة أى بنسبة أكثر من 18% من إجمالى الطلاب فى الجامعات الحكومية وبلغ عدد طلاب جامعة القاهرة فى عام 2009-2010م نحو 188 ألفا. وحسب الإحصائية التى أجريت فى خريف 2009م فإن أكبر جامعة فى أمريكا من حيث عدد الطلاب هى جامعة أريزونا التى تضم 55 ألفا وخمسمائة واثنين وخمسين طالبا وتأتى جامعة ولاية أوهايو فى المرتبة الثانية حيث تضم 55 ألف طالب، تليها جامعة وسط فلوريدا التى تضم 53 ألفا وخمسمائة ثلاثة وسبعين طالبا وتتوزع مبانيها بين 12 حرما جامعيا. أما المرتبة الرابعة فتحتلها جامعة مينسوتا التى تضم نحو 52 ألف طالب وتتوزع مبانيها بين مدينتين مينابوليس وسانت بول. من الواضح أنه لا توجد جامعة أمريكية يزيد عدد طلابها عن 50 ألف طالب.

كما إن مقارنة بسيطة بين مساحة جامعاتنا ومساحة جامعات العالم المتقدم تجعلنا نشعر بالخجل. فمن الملاحظ مثلا إن مؤسسة عريقة كجامعة القاهرة التى يتردد عليها نحو 188 ألف طالب لا تزيد مساحتها عن 320 فدانا. وفى المقابل فإن جامعة ستانفورد التى تقع فى بالو التو فى كاليفورنيا والتى لا يرتادها سوى 15 ألف طالب تعتبر من كبرى الجامعات مساحة فى العالم حيث تتوزع مبانيها على مساحة أكثر من 33 كم وهذه المساحة تعتبر وحدة واحدة. والأغرب من ذلك أن جامعة ديوك التى يلتحق بها نحو 13 ألف طالب تحتل مساحة تبلغ 35 كم غير أن هذه المساحة لا تعتبر قطعة مساحية واحدة. وحتى جامعة نيويورك ببفلو التى تخرجت فيها تبلغ مساحتها حوالى 5447 كم (1346 فدانا) وهى مساحة صغيرة مقارنة بمساحة جامعة ستانفورد أو جامعة ديوك. لقد استطاعت جامعة بفلو التغلب على مشكلة ازدياد أعداد الطلاب (30 ألف طالب فقط) من خلال إنشاء حرم جامعى جديد يبعد عن الحرم القديم بنحو عشرين كيلومترا حيث تم تخصيص الحرم القديم القريب من المدينة للكليات التى تؤدى خدمات مباشرة للمواطنين ككلية الطب وكلية طب الأسنان وكلية الصحة العامة وكلية التمريض وخلافه. أما الحرم الجديد فقد تم تخصيصه للكليات النظرية.

وقد يقول قائل إن الجامعات ذات الأعداد القليلة (مقارنة ببعض جامعاتنا) وذات المساحات الشاسعة لا تساهم فى تنمية مجتمعاتها ولعلها تمثل عبئا على الأجهزة الأمنية التى تحمى سلامة مريديها ومبانيها. لعل العكس هو الصحيح إذ إن هذا العدد الضخم من الجامعات ساهم فى رفع المكانة العلمية لأمريكا حيث تحتل 35 جامعة أمريكية مواقعها ضمن الجامعات الخمس والأربعين الأولى على مستوى العالم فى تصنيف شنغهاى. وحسب ما جاء فى تقرير معهد مساشوسيتش للتكنولوجيا فإن الجامعات الأمريكية فى عام 1995م أصدرت 2142 براءة اختراع فى مجال التكنولوجيا ونتيجة لذلك فقد تأسست 169 شركة فى ذلك العام. كما إن براءات الاختراع التى أصدرتها هذه الجامعات فى الفترة من عام 1980م حتى 1995م قد ساهمت فى تأسيس 1100 شركة. الجدير بالذكر أن هذه البراءات توفر أكثر من 150 ألف فرصة عمل كل عام. وفى نفس الوقت فإن هذه الجامعات تتمتع بالاستقرار وتكاد تخلو من أعمال الشغب التى تعانى منها مؤسساتنا.

وخلاصة القول فإن الاتجاه لتقليل أعداد الطلاب ولإنشاء الجامعات على مساحات كبيرة سوف يساهم فى استقرار الأوضاع داخل الجامعات من دون أن تعتمد على أعداد غفيرة من قوات الأمن التى أدت دورها فى أحلك الأوقات وأصعبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة