الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهية الشخصية

صاحب الربيعي

2010 / 11 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعدّ سمات ظاهرية للذات تكتسب مفرداتها من المحيط الأسري والاجتماعي والمعرفي ويمكن عدّها ذاتاً مزيفة يرتضيها المجتمع تتغير مع الزمن وتباين المجتمعات والمكتسبات المعرفية. على الضد من ذلك الذات تعدّ كينونة ذو طبيعة محددة المعالم في خلقها الأساس تظهر معالمها الفطرية وتشترك بمكوناتها الخلقية والنفسية والمزاجية لتحديد السمات الظاهرية خلال السلوك والممارسة اليومية التي تحكمها ضوابط عقلية واجتماعية لتمنح العضوية للفرد في المجتمع.
لذلك لا يمكن عدّ كل السمات الشخصية للفرد سمات حقيقية متأصلة في الذات، فقد تكون سمات ظاهرية يسبغها الفرد على نفسه ليكسب خلالها الاحترام والعزوة الاجتماعية. لكن على نحو عام يجري الحكم على الفرد إجتماعياً من خلال السمات العامة لشخصيته الظاهرية، ولا يكترث أفراد المجتمع خلال حراكهم اليومي بسبر شخصية الفرد لتحديد سماتها المزيفة من الحقيقية لكن حين يتعلق الأمر بمصالحهم الذاتية يسعون إلى سبر الشخصية لتعيين سماتها الحقيقية.
يُعرف (( فيغوتسكي )) الشخصية قائلاً : " إنها مفهوماً اجتماعياً تمثل ما هو فوق الطبيعي في الإنسان وهي ليست فطرية وإنما تنشأ نتيجة التطور الثقافي بعدّ الشخصية مفهوماً تاريخياً يمثل وحدة السلوك المنضبط ومن ثم فإنها انعكاس للاستجابات البدائية والعليا ".
تتأثر الشخصية على نحو كبير بالمكتسبات العامة للمحيط الاجتماعي، فالمهنة تفرض سماتها على شخصية الفرد فمثلاً شخصية ضابط الجيش مختلفة عن شخصية الجندي، ولكل منها سمات تفرض حضورها على الشخصية فتؤثر سلباً أو إيجاباً في الحالة النفسية والمزاجية. ومهنة العسكر تفرض سماتها على الضابط في فرض الأوامر، والحزم، والانضباط، والتزمت بالرأي، والقسوة. وسمة الجندي الطاعة، وعدم الاعتراض، والخنوع، وتنفيذ الأوامر من دون نقاش لذلك تكتسب شخصية الضابط أو الجندي سمات المهنة، ويمارس كلاهما في اللاوعي نفس الدور مع أسرته ومحيطه الاجتماعي.
ليس سهلاً الفصل بين سمات المهنة المفروضة قسراً على الشخصية والسمات الذاتية فكلما زادت مكتسبات الفرد المعرفية زادت قدرته على صقل شخصيته أو التحكم بسماتها العامة بقسرها الإنصياع إلى الذات الحقيقية لا المزيفة.
تُعرف الشخصية : " إنها تمثل جملة الصفات والسمات الاجتماعية والخلقية والنفسية والمزاجية والدوافع والميول والخصائص الانفعالية المختلفة التي تميز الفرد عن غيره في المجتمع ".
إن الشخصية ليست ذاتاً مزيفة منفصلة عن الذات الحقيقية على نحو كلي وإنما تتشكل مفرداتها من ذات حقيقية وذات مزيفة، فالذات الحقيقية سماتها مرتبطة بالمنظومة العقلية ومكتسباتها المعرفية والذات المزيفة سماتها مرتبطة بمنظومة المحيط الأسري والاجتماعي وما ترتضيها للفرد.
تؤثر المكتسبات المعرفية ايجاباً أو سلباً في تطور المنظومة العقلية أو تخلفها فضلاً عن مساهمة مكتسبات التربية الأسرية والاجتماعية في التطور النفسي أو تدهوره، وبذلك لا يمكن عدّ الشخصية متطابقة مع الذات على الرغم من أنهما ينتميان إلى كينونة واحد لاختلاف سماتهما المكتسبة على نحو عام.
يعتقد (( إ. جوبريكوفا )) " أن التطور النفسي والعقلي لا يتطابقان على نحو خاص مع تطور الشخصية على نحو عام، بعدّها سمة اجتماعية منظمة لعلاقات الفرد مع محيطه الاجتماعي، وتشكل مع تطور الذات وحدة متكاملة لكنها غير متطابقة ".
يرتبط تطور شخصية الفرد بعوامل كثيرة منها عمره، ومهنته، ومحيطه الأسري والاجتماعي، ومكتسباته المعرفية، وقدراته العقلية والنفسية... وغيرها، فكلما كانت القدرات العقلية والنفسية سليمة والمكتسبات المعرفية عالية أمكن التحكم بالسمات العامة للشخصية الظاهرية لتكون متقاربة مع سمات الذات الحقيقية لتعدّ شخصية سوية، على الضد من ذلك لا تعدّ الشخصية، سوية ومستقرة.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال