الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين القانتين والقانتون

رمضان عبد الرحمن علي

2010 / 11 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الفرق بين القانتين والقانتون

هناك فرق كبير بين القانتين وبين القانتون، وهو أن القانتون تعني أن كل شيء في هذا الكون من كواكب وغير كواكب من بشر وغير بشر هو عبد لله تعالى الذي خلقهم من لا شيء، فأصبحوا بهذا الشكل الذي أراد به الله الإنسان إنسان والحيوان حيوان، وأن القانتون تعني أن كل شيء في السماوات والأرض خاضع لأمر الله وليس لأي مخلوق أدنى بالقرار متى يأتي أو ينتهي، ولذلك قال تعالى:
((وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ)) سورة البقرة آية 116.

هنا القانتون لا تعني أنهم مخلصين في دينهم لله أو خاشعين أو من الصابرين، إن كان الأمر متعلق بالبشر أو من المتصدقين، ولكن تعني أن كل شيء هو ملك لله، يقول تعالى:
((وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ)) سورة الروم آية 26.

وان الطاعة لله شيء آخر، ونلاحظ أن هاتين الآيتين الكريمتين لم تذكرا غير مرتين في القرآن الكريم، أما عن القانتين أي الذين أخلصوا دينهم لله الذين صدقوا مع الله يقول تعالى عنهم:
((وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)) سورة التحريم آية 12.

أي الذين خشعوا في صلواتهم الذين صبروا في هذه الحياة، يقول تعالى:
((إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) سورة الأحزاب آية 35.

لو أخلص الناس لله تعالى بهذه الآية الكريمة لأصبحوا من المفلحين حقاً، أي يشترط على القانتين الصدق والتصديق، الصدق مع الله، والتصديق بكتاب الله، أي تكون من الذاكرين لله كثيراُ والمذاكرين بكتاب الله، وليس بكتاب البخاري والسلف، وأعتقد أن (قانتون) أي إن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء، ولذلك قال تعالى:
((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ)) سورة الأنعام آية 61.

أي أن الله هو مسير هذا الكون، وكل ما فيه خاضع ومسير من الله في الحياة إلى أن يأتي انتهاء عمره المقدر له من الله سواء كان إنسان أو غير إنسان وأن الإنسان ليس مخير أو له حرية غير حرية الدين والعقيدة، أما العمر والرزق والصحة كل ذلك مقدر من الله لجميع مخلوقاته بما فيها الإنسان، يقول تعالى:
((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)) سورة الأنعام آية 18.

فإذا ذهبت هذه الفرصة من الإنسان ولم يكون من القانتين لله تعالى في الحياة الدنيا يكون بذلك قد حجز لنفسه مقعد دائم في جهنم ومستقبل حافل في النار لا ينتهي، وهنا يتبين أن كلمة قانتون لا تعني طاعة البشر لله ولو كانت تعني طاعة الناس لله لأصبح الناس جميعاً من المطيعين لله، ومن الصادقين والمتصدقين والخاشعين والصائمين والمحافظين على فروجهم، ومن الصابرين كما قال الله تعالى:
((إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) سورة الأحزاب آية 35.

أي أن هناك فرق كبير بين القانتين وبين القانتون، وبرغم أن الله قد جعل كل شيء في هذا الكون من القانتون له سبحانه وتعالى، لم يعطي حرية في العبادة لجميع مخلوقاته كما اخبر ربنا في القرآن غير الجن والأنس، يقول تعالى:
((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) سورة الذاريات آية 56.

ثم يقول تعالى:
((مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ{57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ {58})) سورة الذاريات.

ويقول تعالى:
((وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً)) سورة الكهف آية 29.

مقابل هذه الحرية التي أعطاها الله للجن والإنس لن يحاسب من جميع مخلوقات الله غير الجن والأنس، ولن يدخل الجنة والنار غير الجن والأنس، وهذا الشيء المأساوي بما يخص الجن والأنس مقارنة بعدد مخلوقات الله وهي مثلاً بالمليارات، لا يعلم عددهم غير الله، ولم يفشل من هذه الإعداد في اختبار الله لهم غير صنفان، وسوف تكون أغلبية هؤلاء في النهاية يوم القيامة في جهنم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يفيد ولا يضيف ولا باخر ولا يقدم
سامر عنكاوي ( 2010 / 11 / 18 - 11:29 )
مقال لا استطيع التعليق عليه لان وجوده مثل عدمه وقراءته مضيعة للوقت بل سرقة للوقت وهو في المكان الخطا وللمرة العاشرة نقول ان الله لايقول ولا يتكلم ولا احد يعرف ماهيته وما جاءنا من قول لله هو للبشر عن الله والانبياء لا شهود لهم ولا نعرف صدقيتهم وواقعيتهم وتجردهم من المصالح واعتقد كل ما جاء على لسان الرسل والانبياء لا يعدوا كونه خيالات وتصورات وتمنيات واجابة عن اسئلة لا اجوبة عقلية او منطقية لها

اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل