الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضارة اللف والدوران ج ٢

محمد أبو هزاع هواش

2010 / 11 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تكلمت سابقاً حول موضوع الأقليات والفتاوى وكيف أن كثير من الفتاوى قد أصدر من أجل غايات إستعمارية. تكلمت أيضاً حول موضوع تحول سكان البلاد الأصليون إلى أقليات مع مرور الزمن. قلت أيضاً أن الشرق الأوسط مثال حي على هذا.

لعبت الفتاوي دوراً كبيراً في رسم علاقة الحاكم مع المحكومين المختلفين بالدين أو بالطائفة في بلاد الشام والعراق في الألف سنة الأخيرة. أصبحت علاقة المفتي مع الحاكم علاقة مصير فالمفتي الفلاني يسجن أو يشرد إذا طرد معلمه الحاكم الفلاني على يد الغازي الجديد ولهذا فدراسة أية فتوى يجب أن لايتم بمعزل عن الفترة السياسية لتلك الفتوى.

عمل كل حاكم من حكام الشرق الأوسط في معظم تاريخه على تشريع حكمه وإصدار القوانين من أجل إغتصاب الأرض والأهل وثروات البلاد الموجودة. لم يحكم أهل البلاد الأصليون تلك البلاد سوى خلال فترات قصيرة هنا وهناك أخرها منذ أكثر من ألفي سنة. بالطبع هذا يضعنا بلا شك في خضم سؤال حول من هم أهل المدن في معظم الشرق الأوسط؟

ماحصل في الشرق الأوسط في الألف وأربعمئة سنة الأخيرة واضح ولاتتناطح فيه عنزتان حيث دفع أهل البلاد الجزية للغزاة وفوق كل ذلك أعتبرهم الغازي الجديد كفرة ومارقين معظم الأحيان. تذكر أن العهدة العمرية قد أتت منذ أول سنوات الغزو الإسلامي لبلاد الشام والعراق وتذكر لغتها العنيفة التي لاتترك مجالاً للشك عن ماذا حصل لأهل البلاد منذ ذلك الوقت وحتى الآن. تذكر أيضاً فتاوى إبن تيمية وماسببته من تشريد لأهل البلاد وكذلك فتاوي بني عثمان. مرة أخرى نذكر بأن معظم هذه الفتاوي قد أصدر وقت حرب معظمها بين غزاة متنازعين على أرض أهل بلاد الشام والعراق.

ماحصل لأهل بلاد الشام والعراق منذ معركتي القادسية واليرموك معروف وحسب تاريخ أهل اللف والدوران فإن ذلك كان نحو الأحسن. هل تريدون كذبة أكبر من هذه؟

يأتي دور المؤرخ الرسمي للحاكم مهما في هذه النقطة . سيحاول هذا المؤرخ الرسمي تجميل وحشاً دموياً وجعله ضرورة عضوية جميلة رائعة. أصبح الغزو فتح في التاريخ الرسمي وتحول الدين إلى أداة بيد الحاكم لتكفير كل من عارضه. إن إستخدام الدين كسلاح وعقيدة في تاريخ الشرق الأوسط لم ينتج سوى المصائب لأهل البلاد الأصليون ومن يقول غير هذا فهو إما كذاب أو كالنعامة يدفن رأسه في رمل الغيب واللامبالاة.

تحول أهل البلاد الأصليون إلى أقليات ومع الزمن إلى سكان ريف وجبال هرباً وبالطبع مع مرور الزمن أصبحوا كفرة.

إن تكفير الأقليات لم يأتي من عبث. الغاية واضحة ألا وهي الأرض التي من أجلها أصدرت تلك الفتاوي. إذا نظرنا إلى ماحصل بسبب هذه الفتاوي فسنرى أرضاً وممتلكات دنيوية تحت النزاع في معظم الأحيان. أصدرت معظم هذه الفتاوي في لحظات قتال بين فئات مستعمرة. هنا تذكر ياسيدي الكريم أن من حكم بلاد الشرق الأوسط للألف سنة الأخيرة كان من فئة محاربة متدربة على الضرب والطعان وليس على تربية أمة وتوحيد شعب والحفاظ على تاريخه وأصله. لم يراعي حكام بلاد الشرق الأوسط من النينجا وتوابعهم تاريخ المنطقة وتركيبتها بل عملوا ككل محتل غازي على تغيير البنية الديموغرافية، الثقافية والتشريعية لتلك البلدان وبالطبع تم كل هذا بمساعدة رجل الدين.

نقد الفتاوي الدينية في الشرق الأوسط يجلبنا إلي علاقة الحاكم بالمفتي من غير شك. هذه العلاقة هي ماأنتج معظم الفتاوي. بالطبع التاريخ والمؤرخ موجودان للكذب وكما قال غوبلز إكذب ثم إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك البعض وخصوصاً إذا كان لديك الماكينة الرسمية لنشر ذلك الكذب.

نقد معظم فتاوي الشرق الأوسط يرينا أن الكذب عمادها لأن غايتها كانت دوما هي السرقة والنصب أخوي الكذب كالعادة. لم تأتي هذه الفتاوي من ورع أو من تعرض دين أو عرق لخطر وإنما أتت في خضم معارك دموية لم تجلب لسكان البلاد الأصليون سوى التشريد والأذى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا