الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دهوك تقذف الأجسام الغريبة خارج جسدها ( قادر قجاغ ، نيجيرفان أحمد ) نموذجا

ئارام باله ته ي

2010 / 11 / 19
المجتمع المدني


دهوك تقذف الأجسام الغريبة خارج جسدها
( قادر قجاغ , نيجرفان أحمد ) نموذجا

من المعروف طبيا أن لجسم الانسان مناعة تقيه من الأجسام و الكائنات الغريبة عنه ، حيث أن دفاعات الجسم كلها تتعاون في القضاء على كل ما لايتكيف مع جسم الانسان و لاتألوا جهد في ذلك المبتغى .
ان المجتمع الدهوكي بصورة عامة يغلب عليه طابع العشيرة ، و التدين الكلاسيكي الموروث المنكب على الطقوس . ان ثقافة (عقلية العشيرة) بادية على تصرفات أهل المدينة الذين لايستطيعون التحرر من هذه الدائرة الصغرى (العشيرة) نحو الأنتماء النهائي لدائرة (الامة ، الوطن ، الدولة) و يرون في (العشيرة) كيانا مقدسا لايجوز لأحد المساس به . ان هذه الحالة الأجتماعية الرثة دفعت بكل الأحزاب الكوردستانية الى مراعاة التوزيع العشائري لدى التكليف بالوظائف أو وضع القوائم الأنتخابية ، هذا في الوقت الذي توجد في المدينة الالاف من خريجي الجامعات ، الا أنهم أيضا لا يختلفون عن اباءهم و أجدادهم ، وترفع عقيرتهم لمجرد الحديث عن عشيرتهم ، وهذا ما وضع الأحزاب الى التعامل بحساسية مفرطة تجاه هذه العقلية القروسطية . شخص واحد كلما أتذكره أثني عليه و على جرأته ، حاول الخروج من هذا الاطار و أعلن التمرد على العشيرة و أنهال عليها نقدا وعد سلبياتها وموبقاتها ، انه مسؤول الفرع الأول السابق للحزب الديموقراطي الكوردستاني ( قادر قجاغ ) . كان من رأي قجاغ أن سبب فشل الثورات الكوردية ، هو عقلية العشيرة التي سادت تفكير الأنسان الكوردي ، و انه لم يرى مصلحة الوطن فوق مصلحة العشيرة في أي وقت من الأوقات . ان هذه الاراء تجاه العشيرة و بعض اراءه المستفزة لرجال الدين ، خلقت للرجل ( قجاغ ) أعداء كثر داخل المدينة بل أن الحاضن الأجتماعي لم يعد يطيقه ، و ارتفعت الأصوات المناوئة له ، حتى دفع ثمن ذلك ، بابعاده من قبل الحزب خارج المدينة و نقله الى غياهب معهد الكوادر . يحكى ان أهل مدينة شربوا من نهر مجاور يسمى (نهر الجنون) ، باستثناء الحاكم ، فأصاب الجميع بالجنون الاحاكمهم . المشكلة ان هؤلاء المجانين كانوا يهمسون سرا ان الحاكم مجنون ولم يعد يصلح للحكم ، حتى اضطر الحاكم للذهاب الى نهر الجنون ذاك وشرب من الماء . ليصلح لحكم هؤلاء من جديد . كان على ( قجاغ ) أن يشرب من نبع العشائرية و يتحلى بعقليتها لوا أراد البقاء ، لكن الرجل اثتأثر على نفسه ذلك ، دون أن يتخلى عن مبادئه . ورحل منتتصرا بقناعاته ، مهزوم في نظر العشيرة و سدنتها . ان هذا المجتمع العشائري لا يمكن ان يستسيغ قيم التمدن و يفهم المواطنة على أصولها السليمة ، ويرى القانون فوق الجميع . ان أفراد هذا المجتمع يتصرفون بثقافة البدو و منطق (الغلبة) وكل ينظر الى القانون و النظام العام حسب قوته و مكانته الأجتماعية ، انهم لايقدرون البتة مفهوم المساواة , انما للأرستقراطيين شأنهم و للبرجوازيين مكانتهم و لأبناء المسؤولين حصانتهم ، ان هذا بغض النظر من كونه يؤدي الى احداث طبقات في المجتمع و ماله من مخاطر سنتطرق لها في مناسبة قادمة . فأن هذا الوضع يؤدي الى تعطيل القانون تارة ، و عدم مساواة الجميع أمام النظام العام تارة أخرى ، ويؤدي الى المحسوبية والفساد مادام التفكير يدور في اطار ضيق ومصلحي شخصي لا أكثر . في ظل هذا التفكير و هذه الوضعية الأجتماعية النتنة ، ظهر رجل كأنه من كوكب اخر و عالم اخر أولنقل كأنه لم يتأثر اطلاقا بمحيطه الأجتماعي ، و حارب الفساد واللامساواة وحاول تطبيق القانون بيد من حديد وارادة لاتلين دون أن يراعي ( العشيرة أو الأستقراطية أو وجهاء المدينة و أسياد المال) . الأمر يتعلق بمحافظ دهوك السابق ( نيجيرفان أحمد) . لقد كافح و ناضل ليل نهار لتثبيت منطق القانون ، يتعرض للضغط هنا و هناك ، أصر بأخلاصه و عناده على فعل ما يريد دون مراعاة أحد فوق القانون ، الا أن الرجل بقي في أخريات أيامه لا يجد له من حوله مناصرا أو مريد ، ولا أستبعتد أنه كان يقول في قرارة نفسه ما قاله الأمام علي ( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) . انتهت ولاية الرجل و توارى عن الأنظار منذ خمسة سنوات ، دون أن يكلف بمنصب أو وظيفة نتيجة عدم مقبوليته الشعبية في مدينة العشيرة و حاضنة التخلف (دهوك) . لقد ضحوا بكفاءة نزيهة كان لازال عنده الكثير ليقدمه في درب تمدن المجتمع الكوردستاني ، لكنه دفع ثمن العشيرة و عقلية البدو و منطق (الغلبة) . يذكر عالم الأجتماع العراقي (علي الوردي) في كتابه (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ) أن (مدحت بشا) كان من أفضل الولاة العثمانيين الذين تولوا زمام الحكم في العراق ، من حيث قيامه بالمشاريع والأصلاحات . الا أن أهل العراق لم يفهموه ، فنقلته الدولة العثمانية من العراق .
لقد ذهب كل من ( قجاغ ) و ( نيجيرفان أحمد ) في طريقهما ، والمجمتمع الدهوكي يسير في طريقه . ان من يحاول الأصلاح في دهوك يجب أن يكون مؤزرا من السماء ، والا فأن مصيره لن يكون أحسن من مصيرهما . لقد أنتصرت مناعة الجاهلين الماضويين على حسن نية المثابرين ، على امل أن تفعل الصيرورة الأجتماعية فعلتها بمساعدة ثوار جدد ، في قادم المحاولات .

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - i dont a gree
bangeen mizoory ( 2010 / 11 / 20 - 00:56 )
There is allways good in there and bad also . i do a gree about qachag and nichirvan ahmed they both were good for thier position and what they did. but u can ever never gange duhok citys culture same is religon .look how people looking to us today is in muslims , they thik we r bad people and they truth is we r good people.
how ever . i think both qachag and nichirvan ahmed should have a defriend position or job inside of kurdistan not
what they had befor ,

how ever a good leader need a lot of great support from thier own people you cant push tomuch to change thy reality.
Put Thy Right Man to they Right Place.
thank u bangeen Mizoory
Saginaw Mi
USA


2 - ما الداعي؟
سيار عبد الله ( 2010 / 11 / 20 - 05:24 )
أخي الكاتب ما الداعي من نشر هذه المقالة في موقع عربي مفتوح لا يعرف جل قرائه ما هي دهوك ومن هم من تتحدث عنهم؟ ما الذي يمكن أن يجذب الناس إلى مسائل لا يفهمونها بالأساس؟ كان الأولى بك أن تكتب هذا المقال باللغة الكوردية وفي صحيفة محلية لا تتعدى حدود دهوك! ثم هناك فرق بين ما تقول عن نبذ للمحاصصة العشائرية وبين لقبك الدال على إسم قريتك وبالتالي عشيرتك! لماذا لم تسم بإسم أبيك مثل نيجيرفان احمد أو بلقب آخر كقادر قاجاغ مثلا؟


3 - اين هذا من ذاك
صدقي ئاميدي ( 2010 / 11 / 20 - 14:41 )
اولا : اشد عل يديك استاذ ئارام على هذه المقالة الرائعة , لقد اصبت كبد الحقيقة واؤيد بالتمام فيما ذكرت ولي شخصيا تجربة مع هذين الشخصين الكريمين .
ثانيا : اقول للاستاذ سيار عبدالله ومع كامل احترامي ( اين هذا من ذاك ) فالكاتب اشار الى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وليس مسألة الانتماء الى العشيرة وكذلك ليس كل ما يلصق بالعشائرية ردىءولكن وضع مصلحة العائلة او العشيرة فوق كل الاعتبارات هو الداء المستفحل دون النظر الى الكفاءة وكذلك اظن ان الكاتب لم يحصل على ذاك المنبر لنشر مثل هذه المقالة في دهوك ,مع خالص الود


4 - السلفيه قادمه
صلاح الجميلي ( 2010 / 11 / 20 - 16:25 )
استاذ ارام-السلام عليكم
المشكله ليست في العشائريه،المشكله في السلفيه التي اخذت تدب في انحاء المجتمع الكردي،فالمال السعودي فعل فعلته واتوقع ان تصبح كردستان خلال السنوات القادمه اماره اسلاميه وبامتياز......تحياتي


5 - المحاصصة العشائرية
محمد المزوري ( 2010 / 11 / 21 - 10:06 )
ده ست خوش كا ك ارام باله ته تى بو فى بابه تى كرنك وكه رم وسه د ه رسه د دكه ل ته دا مه وئه كه ر ل دهوكى تو جه ند خو دان شهاده وكفا ء ه بى به لى ئه كه ر كريدانه كا خورت بعشيره تى فه نه بى ئا نكو تو كورى ئا غا يى عه شير تى نه بى تو نا كه هيه ج بليت بلند بو زانين ل دهوكى هه مى تشت محاصصه يا عشائرية


6 - دهوك مدينة جميلة في شمال شرق مدينة موصل
صلاح الدين الجاف ( 2011 / 5 / 20 - 21:30 )
الى سيار عبدالله ..انا لا اعرف استاذ ارام باله تاي .. لكن مقالاته جعله معروفا وهوحاصل على ماجستير في القانون ولاضير ان تعرف شيئا عن دهوك ومجتمعه وانها ضمن فيدراية العراق .. وفيه اثار الاشورية وجسر العباسي ( دلال ) من ايام العباسيين ..ولقد شارك الكرد في الحضارة العربية والاسلامية .
وحينما يتكلم عن مجتمع دهوك ... للعلم مجتمعاتنا كلها متشابة في المنطقة ولسنا في سويسرا والان يعيش في في كردستان الاف الاخوة العرب يحتاجون المقالة ان تكون باللغة العربية ... ليفهموها ا ...

اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع