الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكثر من 15 مطبعة أسسها يهود العراق في النصف الأول من القرن العشرين

مازن لطيف علي

2010 / 11 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كان ليهود العراق دور فعال في حراك المجتمع العراقي نحو الانعتاق من قرون الإذلال واللامبالاة والحذر من الحكومات المختلفة، وساهموا في مختلف مجالاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وشكل رعيل معتبر منهم جزءا مهماً من ذروة النخب المتنورة في المجتمع العراقي. وربما كان هذا سببا كافيا لتأليب البعض ضدهم من جراء ضغينة أو غيرة أو طمع في ما يملكون من ثراء متعدد الوجوه، مستغلين أحجية الصراع العربي الإسرائيلي الذي لم يكن لهم فيه باع ولا كراع، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عبد القادر الحسيني الفلسطيني، الذي كان متهماً في تأليب الناس والتآمر على اليهود في العراق لارسالهم الى فلسطين كما تذكر ملفات التحقيقات الجنائية التي أجريت في حينها. وهكذا كان هذا وغيره مطية لمؤامرة عالمية، بعدما سعت جهات عديدة لتفتيت وتهجير هذا اللون العراقي البراق من خلال قانون اسقاط الجنسية العراقية 1950 سيئ الصيت، والذي اصدرته الحكومة العراقية بتأثير وضغط عالمييين وعربي وصهيوني، وتم من خلاله اسقاط جنسية اكثر من 112 الف مواطن يهودي عراقي مثلوا احد مكونات الفسيفساء وأقدم الفرق في التأريخ العراقي.

ومن احد وجوه النشاط المحتدم العاكس للعقلية المتفتحة، هيمنة يهود العراق على مجال الطباعة والنشر، ويتضح ذلك من خلال عدد المطابع التي أسسوها خلال النصف الأول من القرن العشرين، والذي بلغ قرابة خمس عشرة مطبعة، توزعت أنشطتها بين طباعة الكتب والصحف والمجلات وتبنت مختلف الإصدارات العلمية والأدبية إلى جانب الملحقات التجارية وغيرها من المطبوعات. .

ويعد يهود العراق اول من استورد الورق الطباعي وادخل مهنة الطباعة والنشر إلى العراق من خلال نشاط تختلج به الفطنة والطموح والروحية التجارية التي يحملوها، وانتشرت من خلالهم العديد من المطابع في العراق منذ منتصف القرن التاسع عشر فأسست باكورتها في بغداد عام 1884 وهي مطبعة "بيخور"، وكان قد أسسها الحاخام يهوذا بيخور وقد سماها باسمه واحتوت هذه المطبعة حتى على احرف عبرية خاصة لطبع الكتب الدينية اليهودية غير قاعدتها الأساسية بالأحرف العربية لطبع الاوراق التجارية والسجلات الحكومية والدفاتر والظروف والخطابات، واستمر عمل مطبعة بيخور بدون رخصة عمل حتى العام 1908 بعدما انحصر نشاطها بطباعة الكتب الدينية فقط، وبعد الحصول على رخصة اجازة قامت بطبع الكتب العربية كذلك.

ويمكن إجمال أهم المطابع التي شاع اسمها:

*"مطبعة إليشاع" لصاحبها إليشاع شوحيط.

*"المطبعة الوطنية" لصاحبها صيون عزرا.

* "المطبعة التجارية" لصاحبها شلومو ابراهيم صدقة، وقد اجيزت بموافقة مديرية الدعاية العامة بتاريخ 62/4/1928.

*المطبعة الشرقية" لصاحبها ابراهيم هومي، وقد حصلت على اجازة من قبل وزارة الداخلية بتاريخ 20/5/1936.

* مطبعة النهضة وكان صاحبها ابراهيم يوسف وقد اجيزت من قبل وزارة الداخلية بتاريخ 5/1/1935.

* مطبعة الحمراء وكان صاحبها اسحاق رحمين يونا .

* مطبعة المأمون وكان صاحبها مير ابراهيم سلمان .

* مطبعة الهلال وكان صاحبها اهرون مردوخ اهرون شاشا .

*مطبعة الاداب ودنكور لصاحبها الياهور عزرا دنكور، اجيزت من قبل وزارة الداخلية بتاريخ 23/12/1928.

* "المطبعة الخيرية الاسرائيلية (مطبعة سوفير) لصاحبها اسحاق شاؤول سوفير"، و"مطبعة الرشيد" لاصحابها محمد سعيد وشركائه نعيم عزره ونسيم صالح وساسون شالوم وقد اجيزت بموافقة وزارة الداخلية بتاريخ 15/8/1935.

* المطبعة العصرية في مدينة الحلة وهي مشاركة بين المسلم حسين السباك مع شخص يهودي هو معلم هارون عام 1937، وقد باع نصيبه الى شريكه عام 1950 بمبلغ قدره 120 دينارا.

*"المطبعة الملوكية" وكان صاحبها اليهودي عزرا دنكور وقد اجيزت بتاريخ 2/4/1929 لكن هذه المطبعة غيرت اسمها الى مطبعة " النجاح" بتاريخ 16/1/1939.

*مطبعة الفردوس وكان صاحبها حاييم سلمان حاييم وقد اجيزت من قبل وزارة الداخلية بتاريخ 29/10/1947.

* "مطبعة دنكور" التي اشتهرت في العراق واصدرت الكثير من الكتب المهمة.

وتأسست مطبعة دنكور عام 1904 وهي من اقدم المطابع الاهلية في العراق أسسها الحاخام عزرا بن روبين بن موشي بن حاييم دنكور (1848- 1930)، تولى الشؤون الدينية للطائفة الموسوية في رانغون عاصمة برما (ميانمار اليوم) الواقعة في الهند الصينية، وعاد الى بغداد ليمارس خدماته الدينية والتجارية في نفس الوقت، وعائلة دنكور من العوائل اليهودية البغدادية العريقة والمعروفة برجال الدين والتجارة حيث ظهر منها رجال دين ورجال اعمال.. كان الغرض منها في البداية طباعة الكتب الدينية.. وقد قام صاحب المطبعة بتأليف كتاب "تفاسير أسفار التوراة " حيث طبع الكتاب بدون ذكر سنة الطبع. ولعائلة دنكور نشاط تجاري باستيراد الورق من السويد. وكان ممثل العائلة يقطن فيها حينما هجرت العائلة، فمكث في ستوكهولم وكون ثروة وجاها، لكنه فقد الجذور بعد أن اقترن بسيدة نمساوية، وله بنت تقطن حي (فيستر مالم) الراقي في وسط ستوكهولم ومازالت محتفظة باسمها العراقي (مسعودة-حبيبة). وما زال آخر الرعيل القديم من هذه العائلة الذي تولد في بغداد عام 1918 حيا يرزق في لندن، مسهبا في شغفه بالعراق.

ذكر إبراهيم حلمي في مجلة لغة العرب عام 1913 في مقال له بعنوان (الطباعة في دار السلام والنجف وكربلاء) ص308، قائلاً : (مطبعة دنكور)، مطبعة اسرائيلية انشئت سنة 1320 هـ/1902م جلبها من ديار الافرنج الحاخام عزرا دنكور وهي كاملة الأدوات أخذت في الايام الاخيرة تسير نحو الرقي، وكانت ادواتها مقصورة على الوفاء بالمقصود، اما الان فهي في رقي مستمر. وتعنى عناية خاصة بطبع المناشير التجارية واغلب مطبوعاتها كتب ورسائل عبرية اكثرها تخص الصهيونيين والدعوة الى نشر مبادئها. اما مطبوعاتها العربية فقليلة جداً كلها رسائل صغيرة لم نقف على اسمائها، وكانت تطبع بعض الجرائد منها جريدة "تفكر" لسان حال جمعية الاتحاد العثماني الاسرائيلية.."

استلم المطبعة الياهو عزرا دنكور (1883-1976) وهو تاجر معروف وهو شقيق والدة "خال" الاستاذ مير بصري وقام بطبع العديد من الكتب المهمة منها "الدليل الرسمي لسنة 1936" وهو دليل للمملكة العراقية كما يطلق عليه وبطبعتين العربية والانكليزية.

طبع اكثر من 100 كتاب للصلاة والعديد من الكتب الدينية ونشر مئات الكتب العربية وطبع العديد من كتب وزارة المعارف العراقية من كتب مدرسية لمختلف مراحل الدراسة.. وطبعت مطبعة دنكور العديد من الصحف والمجلات منها: صحيفة "تفكر" الناطقة باسم جمعية الاتحاد العثماني الاسرائيلي، وعدد من مجلات "لغة العرب" عام 1912، ومجلة "مكتب" لصاحبها يونس وهبي وغيرها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تمجيد
صلاح الجميلي ( 2010 / 11 / 20 - 16:14 )
الاستاذ مازن
تحيه طيبه
لاحظت من مقالاتك بأن هناك توجها لتمجيد طائفه معينه،وانا متأكد بانه غير مقصود،اليهود هم اصحاب التجارة والمال في كل زمان ومكان ومصالحهم تقتضي بفتح المطابع والمصانع وغيرها من امور المال،طبع انا لاانكر دور بعض الشخصيات منهم لخدمة بلدهم العراق،،هم ذهبوا الى فلسطين ليحلوا مكان اهلهاوعادوا مع المحتل في 2003 لينتقموا من العراقيين وياله من انتقام....تحيه لشخصكم الكريم


2 - شلامو لكل يهوديي العراق
ايار العراقي ( 2010 / 11 / 21 - 01:07 )
تحية للكاتب المبدع وحقا انه درس بسيط في رد الدين لهده الشرية العراقية الاصيلة واللتي خسرها العراق بعد مؤامرة نوري السعيد_بن غوريون واتمنى لو تستطرد في كتابة ماضيع اخرى دات صلة بنشاط الشعب اليهودي العراقي
السيد المعلق قبلي مداخلتك على قصرها فهي تحوي اخطاء عديدة اليهود لم يخرجوا هم بل اخرجوا بقرار حكومي وتم اسقاط الجنسية عنهم ومصادرة الاموال والاعتداء عليهم تماما كما فعلوا مع الاكراد الفيلية في الثمانينات وهم لم يستوطنوا محل العرب بل ان غالبيتهم اشتغلت في المدن والكثير منهم هاجر خارج اسرائيل وهم لم ياتوا مع الاحتلال كما جاء اشقاؤك الكويتيين والسعوديين ولم يقصف العراق من اراضيهم كما قصف من بلدانك العربية المجيدة واخيرا هم لم يتسببوا باحتلال العراق لان المتسبب الاول هم النظام الفاسد لصدام حسين وعصابته
شكرا للسيد مازن


3 - يا ريتك اتهمت واحد غير عبد القادر الحسيني
خالد عبد القادر احمد ( 2010 / 11 / 21 - 15:05 )
اخي الكاتب مازن
تحية طيبة وبعد
مع تاكيدي على ان اليهود ظلموا في تهجيرهم من العراق وغيره , ومع تاكيدي على ان من حقهم العودة لمواقعهم القومية الاصلية واستعادة املاكهم والتعويض عليهم
غير انني لم افهم سبب اختيارك لمثال فلسطيني كطرف عمل على تهجير اليهود من العراق_ وكان الاجدر بك الاتيان بامثلة عراقية استفادت من تهجير اليهود اما ادعائك ان التحقيقات ( الجنائية ) اثبتت ذلك, فلا ادري لماذا الجنائية؟ فهي ليست ذات اختصاص
والمشكلة انك اخترت شخصية من قيادات النضال الفلسطيني من اجل التحرر قبل عام 1948م فكيف كما تقولون في العراق ترهم هذي
هل كان الحسيني يحضرهم لفلسطين ليقاتلهم فيها؟
اما وصفك له بالمطية فسلامة قيمتك المقامات محفوظة, وتشويه الصورة الفلسطينية ليس مهمة الكتابة الا اذا كانت مأجورة وعلى المكشوف


4 - الاخ مازن للتوضيح
خالد عبد القادر احمد ( 2010 / 11 / 21 - 15:17 )
عبد القادر الحسيني استشهد قبل قيام دولة اسرائيل عام 1948 ولم يكن قرار اسقاط الجنسية قد صدر بعد وكما تلاحظ فان السيد ايار العراقي في تعليقه ينسب عملية تهجيرهم الى مؤامرة بين نوري السعيد وبن غوريون, اما اذا كنت تكن عداءا للفلسطينيين فتحلى بما نعرفه عن الشجاعة العراقية وواجه مباشرة ولا حاجة لتزييف المعلومات اعتمادا على جهل كثير من القراء بتاريخ ما تكتب عنه


5 - السيد ايار العراقي
خالد عبد القادر احمد ( 2010 / 11 / 21 - 15:23 )
تحيتي اليك
عرفتني على نفسك كيساري اسرائيلي, والان تقول ان المهاجرون الى اسرائيل لم يستوطنوا محل ( انا استخدم التعريف القومي الفلسطيني) في مقابل انكارك لهويتهم بوصفهم عربا, ملوحا بفكرة ان السكن والعمل في المدن ليس استيطانا فهل اليسار الاسرائيلي يفهم الاستيطان بعلاقته بملكية الارض او بالتواجد العدواني بقوة السلاح والمرور منه للتملك العقاري والوظيفي, وما معنى المستوطنات التي اقيمت في فلسطين قبل عام 1948 وكانت تجمع بين العمل والقوة العسكرية؟


6 - تمييز
محمد خضير عباس ( 2010 / 11 / 22 - 01:22 )
الاخ العزيز صلاح الجميلي ارجو ان تميز بين اليهود العراقيين كجالية اسرائيلية مسالمة وبين سياسة الحكومة الاسرائيلية اتجاه العراق والعرب اما بخصوص اتهامك للسيد مازن كاتب المقال بتمجيد اليهود العراقيين فانهم يستحقون ذلك واكثر لانهم مبدعون عراقيون قبل ان يكونوا اسرائيليين وفي تل ابيب والقدس وحيفا يعلنون علنا حبهم للعراق وشعبه رغم كل الذي جرى لهم بسببنا تحياتي لك ولكاتب المقال


7 - الى السيد خالد عبد القادر
ايار العراقي ( 2010 / 11 / 22 - 08:01 )
اولا لابد من التوضيح انا لست بيساري اسرائيلي كما نوهت حضرتك وانا اتعاطف مع قضية الشعب الفلسطيني المهجر قسرا من اراضيه تماما كما اتعاطف مع اليهود العراقيين المهجرون قسرا والمنهوبون في العراق كما تعلم كما اتعاطف مع ماساة الكرد الفيلية المهجرون من بلادهم قسرا كما اتعاطف اليوم مع ابناء بلدي من المسيحيين المراد تهجيرهم من العراق كان لابد من هدا التوضيح
اللدي هجر الفلسطينيي بداء كان اليهود المهاجرون من اوربا واستمر الامر وربما يكون بعض اليهود العراقيين قد شارك في هدا احيانا تتحول الضحية الى جلاد وهدا امر مفهوم انسانيا وله اسبابه ودوافعه ولكني اراك تركت الجلاد وامسكت بخناق الضحية نعم وكما دكر السيد مازن افكار السيد الحسيني (ولو انه رمز فلسطيني)النازية لعبت دورا كبيرا في تاجيج المشاعر المحلية ضد اليهود العراقيين بل ازيدك في الشعر بيتا افكار الحسيني وتحركاته كانت عاملا اضافيا لضباط حركة مايس المدعومة من النازية وهدا امر معروف لدينا ويدخل في صراعات الحرب العالمية الثانية
اعتراضك على التحقيقات الجنائية ليس في محله لان هدا هو الاسم القديم للامن العراقي ويدخل في اطار مكافحة الاحزاب السياسية


8 - امين الحسيني وليس عبد القادر الحسيني
مازن لطيف ( 2010 / 11 / 23 - 14:57 )
اصدقائي كان المقصود امين الحسيني وليس عبد القادر الحسيني، وقع الاسهم سهواً .


9 - سلام
هاوزين الخياط ( 2011 / 7 / 18 - 11:31 )
بيد اليهود والمسيحيين صنع العراق اما المسلمين فلهم الحاضر في نفيهم من وطنهم الاصلي ولكن لايفيد البكاء ؟؟؟

اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال