الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العشيرة المُصطفاة و وهم القداسة : المبحث 3

رويدة سالم

2010 / 11 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


النص الديني الإبراهيمي بأوجهه الثلاث يحوي كمّاً لا بأس به من الأساطير التي يدعي صحتها بل يعتبرها أكثر من مجرد عبرة، فهي مصدر تشريعي في بعض الأحيان كالذبيحة. يقول النص الديني الإسلامي سورة النحل:

قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)(24).
ويكرر وجهة نظره في سور عديدة " -الأنعــام-الأحقاف-الأنفال-القلـم-المؤمنون-الإسراء-المطففين "
للدلالة على أنها ليست مخلوقة أنتجها العقل البشري كخرافة لا أساس لها من الصحة بل هي مُنَّزلة من رب الجنود.

لكن بتتبع الفكر البشري البدئي نقف مبهورين أمام الكم الهائل من الأساطير التي لا يزال بعضها يتردد في بحوث علم النفس الحديث كما في الحياة الروحية لمعتنقي ما يسمى العقائد الوضعية وفي النصوص الدينية الإبراهيمية و في قصصنا الخيالية للأطفال.

بالعودة لأساطير ما قبل النص الإبراهيمي يجمع كل الدارسين أن نصيب الهلال الخصيب كان الأكثر خصوبة حيث كانت هذه المناطق المحيطة بالأنهار العظمى -- "النيل ، الفرات و دجلة" وأيضا أرض كنعان التي نجد في النص التوراتي وصفا واضحا لها يكشف بجلاء التوجه السياسي للعبرانيين و إلههم "لأن الرب إلهك آت بك إلى أرض جيدة أرض أنهار من عيون و غمار تنبع في البقاع والجبال أرض حنطة و شعير و كروم و تين و رمان أرض زيتون و عسل أرض ليس بالمسكنة تأكل فيها خبزا ولا يعوزك فيها شيء أرض حجارتها حديد و من جبالها تحفر نحاسا" سفر التثنية 8/7-9" -- كانت هذه المناطق قبلة العديد من الجماعات البشرية التي أنشأت أول وأقدم التجمعات السكنية كشتال حيوك قبل عشرة آلاف سنه قبل الميلاد في منطقة الأناضول (تركيا)
و أقدم المدن المأهولة التي ظهرت في منطقة أريحا وأُنشئت حوالي نحو 8000 ق.م
و( جرمو) التي تعتبر من أقدم التجمعات الزراعية في العالم ويرجع تاريخ الاستيطان فيها إلى 7000 سنة قبل الميلاد، كما تعتبر من أقدم قرى العصر الحجري الحديث الذي تم التنقيب عنها
الى جانب قرى عصر أوروك الذي يعود الى حوالي 4000 ق.م إلى 3000 ق.م
و آثار مدينة "منف" (ميت رهينة)، أول عاصمة أسسها موحد مصر العليا والسفلى مينا الأول مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى تعود إلى (3100 قبل الميلاد)

هذه الجماعات البشرية التي قامت ببناء اقدم القرى كونت حضارات متقدمة جدا عقائديا و سياسيا و قانونيا على الحضارات المعاصرة التي نعيشها الآن في ذات المنطقة الجغرافية. معتقداتهم و أديانهم كانت فسيفساء بديعة الصور تتشكل من أدبيات ورموز دينية مختلفة حد التناقض تمتاز بالتسامح والتعايش السلمي مع كل المعتقدات الأخرى بل أيضا كانت تُؤثّر و تتأثر بها فتأخذ عنها و تعبد آلهتها وتقتبس طقوسها كما حدث على سبيل الذكر لا الحصر في عبادة عشتار الرافدية أو آلهة الفراعنة التي أخذها الرومان أو آمن بها اليونانيون و المقدونيون في العهد البطلمي. كما كانت لهم حرية سياسية أكبر و قوانين أعدل في الكثير من جوانب الحياة الاجتماعية. مثلا قوانين حمورابي التي تفصل الدين عن الشرائع التي تنظم الحياة العامة والتي تقوم على مبدأ العدالة والإنصاف والتي أخذت بمبدأ الضرورة وإساءة استعمال الحق للفرد وحماية العمال وتنظيم شؤون المرأة والقصاص في الجزاء تماما كما تميزت قوانين الصلاحيين وشرائع مملكة آشور وامتدت إلى مصر الفرعونية وبلاد الإغريق في حين نغرق في عصرنا الحالي في قوانين بدائية لكن "شرعية دينيا" شرعها الإنسان الأول في عصر لاقطي القوت والحكم الفردي كقانون العين بالعين ونختنق بشرائع الحكم القبلي والعهر السياسي وإساءة استغلال السلطة.

بعد حوالي سبعة ألاف سنة من هذا التطور الروحي في المنطقة ظهر العبرانيون الأوائل. مجموعة قبائل من الرعاة الرحل المشردين في الصحراء. يرى (ويستبرج) أنهم صنفان: صنف نسبه الأرمن و صنف سامي و يقول (نوث) أن اليهود ظاهرة فريدة بين الأمم التاريخية نظرا إلى انه لا يمكن إطلاق معنى امة عليهم و أنهم يرجعون إلى أصول متنوعة و يقول الأستاذ جون برايت أن مصطلح عيبرو مهما كان مصدره لا يرجع الأصل إلى وحدة عرقية و إنما إلى طبقة في المجتمع دون أي مكان في تركيب المجتمع القائم وتقول ( الدكتورة كينون) أن – العيبرو- في رأي معظم العلماء لا يمكن الاعتراف بهم كجماعة تنتسب إلى عرق أو جنس واحد لأنه ليس لهم أسماء خاصة تدل عليهم و لا يحترفون حرفة محددة فأحيانا يكونون جنودا مرتزقة محترفين و أحيانا عمالا عاديين و أحيانا عبيدا مستخدمين و الصفة الوحيدة المشتركة بينهم أنهم أجانب وأغراب وأن أنسب ما يمكن أن ينطبق عليهم من التفاسير أنهم عصابات مغامرة وجنود تسعى وراء الكسب وأنهم يظهرون في الأماكن المضطربة غزاة للمدن غير المحصنة -- تذكر رسالة في عصر العمارنة أرسلها ملك القدس إلى أخناتون "أن الخابيرو يدمرون بلاد الملك .. وانصاعت بلاد الملك للخابيرو" --
كما يُجندون كمرتزقة في جيوش الدول القوية و في أيام السلم يبيعون خدماتهم كعمال و عبيد للحكومات القوية و قد أتوا من مناطق جغرافية مختلفة فمنهم أشخاص لا مأوى لهم و من بينهم عصابات تغزوا الأراضي الخصبة كالحوريين ومن بينهم عصاه خارجين عن القانون وجماعات من البدو الفقراء والمهاجرين من الجزيرة الصحراوية الكبيرة "العربية".
لكن يجمع كل الباحثين في هذا الموضوع على انه وإن تشابه معنى الكلمات " عابيرو وخابيرو وعبيرو وخيبرو وهيبرو" ولقب إبراهيم في التوراة apiru فلا يوجد دليل واحد أركيولوجي أثري علمي على الوجود الفعلي "لإبراهيم" الذي تُنسب إليه الديانات الثلاث والذي يُؤكد العديد من الباحثين أنه شخصية أسطورية بحتة "عصام الدين حنفي ناصف: كتاب اليهودية بين الأسطورة والحقيقة"
تذكر بعض المراجع التاريخية أنهم قد ظهروا بين 1500 و 1200 ق.م...ويقول (الد. سيد القمني) في كتابه الأسطورة و التراث أنهم استقروا في البداية في منطقة بئر السبع التي تحوي مواقع تاريخية تعود إلى العصر الحجري النحاسي بين 4500 و 3300 ق.م لكن علاقتهم بالشعوب المحيطة بهم كانت عدائية و عدوانية. استغلتهم القوى العظمى في صراعاتها العسكرية كجنود مرتزقة أو كعبيد. قضوا في مصر الفرعونية فترة عبودية بلغت 400 سنة انتهت بخروجهم من مصر تحت قيادة موسى التوراتي الشخصية الأسطورية التي لم يوجد دليل واحد علمي على وجودها ولا نجد ذكراً لها إلّا في النصوص الدينية الثلاث، خلفه القائد يوشع "يشوع" بن نون الذي خَلد التاريخ حربه الوحشية في ما يسمى بحروب الرب. حيث حاصر مدينة أريحا أول المدن التي دخلها ثم أحرقها و قتل سكانها و استولى على معظم جنوب فلسطين. تبع حكم يوشع فترات حُكْم ذكرتها التوراة باسم عهد القضاة والذي استمر قرن و نصف ثم عهد الملكية الذي تُمجد فيه النصوص الثلاث الملك داوود و الملك سليمان والذي انتهى بموته حوالي سنة 931 فأدّى الأمر إلى قيام دولتين متناحرتين اندثرت الأولى على يد الآشوريين بعدما تمكن سرجون الثاني من السيطرة عليها وسبي أكثر من 27 ألف من أهلها ونخبة شعبها لتسقط الثانية بعد ذلك بـ 138 سنة في ما يُسمى بالسبي الثاني على يد نبوخذ نصّر الكلداني الذي سبى بدوره الملك وعائلته و7ألاف رجل وألف عامل و أرسلهم إلى العراق ليعود بعد ذلك ويحاصرها من جديد وينقل 50 ألف منهم أسرى إلى بابل.
حتى في فترة حكم القضاة وعصر الملكية لم يكونوا مجتمعين عقائديا بالمعنى الحرفي للكلمة حول إله واحد بل أن الإيمان ذاته كان يتراوح بين التوحيد والتعدد والطقوس الكنعانية الغالبة على أهل الشمال وطقوس الجنوبيين الذين عبدوا يهوه كما كان الخلاف الاقتصادي مؤذنا بالانهيار الوشيك. فأهل الجنوب الممثلين في قبيلتي يهوذا و بنيامين كانوا رعاة على خلاف أهل الشمال الذين عملوا في الزراعة
بالعودة إلى سفر التكوين يبدو جليا أن هذا الكتاب التاريخي وقع تأليفه أثناء وبعد فترة الأسر البابلي و كانت الغاية منه جمع ما تبقى من العشيرة حول قيم واحدة تضمن هويتها و تميزها في عالم معاد و قوي حاول طمس هذه الهوية و نجح إلى حد كبير بداية بالفراعنة ثم البابليين ثم المقدونيين و الرومان في النهاية.
أُلِّفَ النص الديني اليهودي أثناء الأسر البابلي و نُقح بعده وحمل أحلام الكهان و رغبتهم في النهوض من أسفل السلم الاجتماعي و الحضاري و تجاوز القهر الذي عانى منه العبرانيون طويلا وتكوين دولة و بناء أواصر قوية تجمع الجماعات المتشرذمة لتكوين شعب.
قام الكُهّان بجمع الأساطير التي اقتبسوها من الشعوب التي قضوا بينها فترات طويلة و طوعوها لخدمة مشروعهم السياسي فصارت قصة الخلق الرافدية التي تقول ان الانسان الاول خُلق من الطين ونفخت فيه الالهة من روحها نصا مقدسا منزلا من الله يشرح بها عملية خلق البشري الأول الذي يصنعه ويرسله للعيش على الأرض التي لا تمثل أكثر من حبة رمل في كون مترام الأطراف ودائم الاتساع. لكن الرب يميز هذه النقطة التائهة في الفضاء الرحب ومن رحمها يصنع آدم ثم ينفخ فيه من روحه
لم ينتبه مؤلفو النصوص الدينية الإبراهيمية بأوجهها الثلاث في قصة الخلق أنهم أقتبسوا أيضا صورة الأله النقيض "الشيطان" هذا العاصي الذي هو نظير الإله في حد ذاته في الثقافات السابقة و هو لا يقل عنه قدرة فهو اله بدوره ، إنه رب العالم السفلي الذي يتحدى أنليل ألرافدي و لا يسمح لإنكيدو بالعودة إلى الحياة هو رب العالم السفلي الذي يأسر تموز و هو رب العالم السفلي في الحضارة الفرعونية الذي يأسر إيزيس ويملي قوانينه على آلهة الخير بل يتحداها
كما قاموا بتحوير قصة الصراع بين الراعي و المزارع و من المنطقي أن الراعي هو من ينتصر في مشروعهم و رؤيتهم الخاصة للصراع فهم رُعاة و جحود المزارع وكفره و عصيانه للرب يُبرر قتله و الاعتداء عليه فيما بعد في مشروع سياسي يرمي إلى بناء دولة و اغتصاب ارض. و هنا تظهر للوجود قيمة جديدة دخيلة على الأسطورة الأساسية فالمزارع ألرافدي بارك زواج إنانا من الراعي وقدم للعروس الهدايا لكن في الفكر الكهنوتي الديني الإبراهيمي يتحول الاختلاف إلى سبب يُبيح القتل و اللعنة الأبدية وهذا يمرر المشروع العدواني للجماعة التي تحاول إيجاد تبريرات للانتقام و إبادة المختلف ﻷنه ملعون من الإله وعدو خطر قاتل و سفاح في حين أنهم هم كبش الفداء المسكين الذي عانى طويلا و آن له أن ينتقم.
قصة يوسف الفرعونية الأصل عن الشرف و الغواية وزوجة الاب يتحول فيها البطل إلى ضحية إخوته الذين خذلوه بالتخلي عنه لكن الرب يحميه و ينقذه بعد امتحانات متتالية. النص الديني الإبراهيمي لم ينتبه فيها إلى تجاوزات يعتبرها العقل البدائي لمؤلف سفر التكوين كما يعتبرها العقل البدوي بعد ذلك بعدة قرون أمرا غير مخجل أخلاقيا فرغبة يوسف في زوجة العزيز لولا أن الإله تجلى له ليمنع وقوع الخطيئة أمر غير مبرر أخلاقيا كما أن الحيف في الميزان و الكذب و إن ﻷسباب نبيلة في الظاهر هو في منظورنا الإنساني المعاصر أمر مخل بالأخلاق
قصة الطوفان ألرافديه تحافظ على بعض خطوطها العامة و إن كانت تُمرِّر مشروع سياسي واضح المعالم فالإله الذي خلق البشر و خذلوه دوما يقرر فجأة إبادة الحياة تماما من على وجه الأرض قاتلا كل الكائنات الحية حتى التي لا ذنب لها في تجاوزات البشر ككل الحيوانات و الأطفال الأبرياء الذين لم يفقهوا بعد معنى الحياة و الخير و الشر. لكن القتل الظالم و غير المبرر لكل تلك الكائنات الضحية لا يثير أخلاقيات المؤلف كما لا يثيره سلوك الوالد السكير العاري والذي يفقد السيطرة أو( سام )الذي يراه عاريا و يسعى لطلب مساعدة إخوته بقدر ما يثيره ضحك (يافث و حام) اللذان لم يَريا الأب العاري لكنهما يُلعَنان و يحمل لعنتهما كل ذريتهما التي تتحول بالعدل الإلهي المثير للجدل إلى خدم وتابعين مباح دمهم و عرضهم
لا يُنكر أحد أبدا أن العنف صناعة بشرية قديمة قِدَم الصراع الإنساني على موارد الرزق. فالعُنف هو السبيل الوحيد لضمان استمرارية الحياة في كون معادٍ يُمثل فيه الآخر عدواً تماما كما الطبيعة الغامضة و الغير متوقعة و الحيوان الكاسر المترصد و الباحث بدوره عن فريسة. النظم القانونية البشرية كلها حاولت الحد من شراسة الميل الحيواني للعدوان لدى البشر. فأصدرت قوانين و حاولت الالتزام بها في كل الحضارات. في عصر جامعي القوت مكنت الجماعة المُعتَدَى عليه من الانتقام من مغتصب حقه ثم مع ظهور المدن و تطور الحياة الجمعية كانت القوانين الضابطة لسلوك الأفراد و الجماعة و التي تحد من العنف الممارس في داخل العشيرة.
الصراع مع العدو كان قانونا ضروريا لضمان البقاء أو اغتصاب أسباب البقاء ممن يمتلكها. لكن التاريخ البشري يُثبت أنه كان دوما صراعا من أجل البقاء عن جدارة و لم يكن في أي زمن ﻷجل أسباب عقائدية إلا مع ظهور الديانات الإبراهيمية التي ادعت امتلاك الحقائق المطلقة والتميز و الاصطفاء الرباني المقدس المشرع لكل تجاوز.

فكرة الاصطفاء الرباني التي يرددها في مواضع كثيرة النص المقدس الإبراهيمي في أوجهه المختلفة يظهر سادية أهل هذه الديانات وعدوانيتهم فالإله يخاطبهم قائلا: "
: قد ميزتكم عن الشعوب لتكوني لي سفر اللاويين - التوراة
هذا الشعب المختار شعب الله الأكرم تميز بالاصطفاء الرباني الذي خصه من دون كل البشر الذين وُجدوا على وجه المعمورة بالقداسة لكن التاريخ يثبت بالدليل القاطع انه لم يختصه أبدا بثقافة خاصة مميزة له فكل قصصه الدينية مسروقة من الحضارات التي عايشها في الهلال الخصيب في حين وجدت شعوب أخرى بقصص روحية مختلفة و تفسيرات للخلق و الوجود مختلفة كالشعوب الاسكندينافية وشعوب سيبيريا والهنود الحمر وشمالي أمريكا والشعوب الاسترالية. أساطيرهم مختلفة تماما والخلق عندهم له تفسيرات أخرى من السهل جدا التعرف عليها ببحث صغير في كوكل.
فهل أن القصص الديني الحق هو ما وجد في الكتب الدينية الإبراهيمية والذي نجد صداه في حضارات المنطقة فقط؟؟؟
هل أن الإله من شدة إهماله للشعوب الأخرى التي عمرت الأرض منحها بوحيه الإلهي الفطري تفاسير مغلوطة فكانت أساطيرها الروحية ورموزها وتعابيرها الدينية مختلفة حد التناقض عن أساطير الهلال الخصيب؟؟؟
لماذا هو انتقائي بهذا الشكل المخجل حقا؟؟؟
هل لأنه يكره الاختلاف و يُنّظر للفكر الواحد و الرأء الواحد و السلطة الواحدة المطلقة كما حدث دوما مع حضارات الديانات الابراهيمية الثلاث؟؟؟
لماذا لم يمنح الله شعبه المختار من بين كل شعوب الأرض تاريخا حقيقيا ماديا ملموسا بل جعلهم من سقط المتاع يصارعون بشراسة و عدوانية لإثبات وجودهم ؟؟؟
لا أجد سببا منطقيا يجعل هذا الإله يختارهم من بين كل الشعوب و الحضارات التي عمرت اليابسة في أركان الأرض كلها و التي كانت لها أساطيرها الضاربة في القدم و حياة روحية متأصلة في ثقافاتها هذه الشعوب التي وُجدت منذ عصر لاقطي القوت و كانت واضحة المنشأ و الارتباط الجغرافي والتاريخي بالأرض ليمنح تميزه هذا لقبائل مشردة من الرعاة الفقراء الرُحَّل والهمجيين الذين أفسدوا في الأرض بوحشيتهم و عنفهم و دمويتهم أكثر مما قدموا للإنسانية من خير و تقدم.
ترى هل أن الإله قد اصطفاهم كتكفير لحرمانهم من التاريخ و المجد؟؟؟؟
أم أنه اصطفاهم ليثبت للبشرية جمعاء أن قوة الإله يمكن أن تكمن في أضعف خلقه وأقلهم قدرة على الإبداع و فهم كنه الكون فخصهم برسائله التي شرحت للعالم كيف تكونت الأرض و السماوات و ما بينهما؟؟؟؟

أم أن الإله رعوي بدوي صحراوي ميز البشر الذين يماثلونه لأنه عانى ما عانوه من قهر الطبيعة و عنفها و قسوتها على عكس الشعوب الزراعية و النهرية التي خلقت أساطيرها الخاصة بدون الحاجة إلى وحيه الرباني المقدس؟؟؟؟

أنهم الكهنة ( مخترعو النصوص المقدّسة) الذين صارت لهم قوة فاعلة و الذين أرادوا أن يجمعوا شتاتهم حول قيم سلفية تربطهم بأجدادهم و تؤكد تميزهم عن الشعوب المحيطة بهم فلجئوا إلى السرقة من الحضارات التي عاصروها وبدؤوا في تكوين تاريخ مقتبس فصلوه على مقاسهم الإيديولوجي في إطار سعيهم لبناء حدود مادية و روحية للوطن الموعود استنادا على الاصطفاء القدسي الذي نسبوه إلى الإله الذي لا يخطئ في اختيار الأفضل و تسخير الباقين لخدمتهم

التاريخ يثبت أن الأوضاع الاجتماعية تدهورت إلى أن بلغت حالة من التوحش و الحيوانية في مراحل لاحقة مما يجعل قوانين حمو رابي البشرية تسمو على التشريعات التي تدعي المصدر الإلهي.
الاختلاف مع الأخر تجاوز مع الديانات الإبراهيمية السعي لضمان البقاء إلى محاولة التخلص من المختلف عقائديا من داخل الجماعة ذاتها حيث صار قتل الآخر أمراً ربّانيا مقدسا لاغتصاب الأرض ونشر المعتقد والسرقة المادية للآخر جسدا و مالا
[ أخبار الأول 20 : 3 واخرج الشعب الذين بها ونشرهم بمناشير ونوارج حديد وفؤوس.وهكذا صنع داود لكل مدن بني عمون ثم رجع داود وكل الشعب إلى أورشليم.]

(( فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.)) (تثنية 13: 15- 17)

نجد في النصوص المقدسة كمّاً مهولاً من مثل هذه الأوامر و التي لا تجد لها أي تبرير سوى عدوانية ووحشية مؤسس النص الديني /النبي/الرسول السياسي وأتباعه الذين عاشوا في ظروف جغرافية و تاريخية قاسية. وإن تميز المسيح يسوع عن باقي الأنبياء و الرسل بالسلام و التضحية في سبيل إنقاذ البشرية فهذا الاختلاف في الطرح الديني يكشف بوضوح مدى تأثير الجغرافيا على السياسي المؤلف . فعيسى أو يسوع يهودي وُلد و مات يهودياً في مجتمع يهودي تحول من الحياة الرعوية القاسية إلى الحياة الزراعية الساكنة و المُسالمة و الفاقدة بالضرورة للعدوانية. فجاءتالأحكام والوصايا المنسوبة اليه والى حوارييه مشبعة بالحب و الرحمة في مجملها رغم أنها ككل النصوص الأخرى تحمل بعض العدوانية ضد المختلف عقائديا في الجانب السياسي للطرح الفكري. على سبيل الذكر: "
إنجيل لوقا الإصحاح 19 العدد 27
أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي
رسالة بولس إلى العبرانيين 12/29
لان إلهنا نار آكلة
For our God is a consuming fire.
من الإصحاح الثاني من رسالة بطرس الرسول الأولى يقول: "لأَنَّ هكَذَا هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ".



الى مبحث آخر دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالبحث ترقى ألأمم وليس بقطع الرؤوس تتقدم
سرسبيندار السندي ( 2010 / 11 / 21 - 16:33 )
نعم سيدتي الفاضلة فالبحث عن العقيق والألماس والذهب ... بين أكوام التراب في الجبال والوديان والخرب ... يحتاج إلى ذي عقل سليم خبير بالمعادن والقيم والنسب ... وليس إلى مريض عقله في حجره ومصاب بالقروح والجرب .... ليقود خير أمة لم تمتهن غير الذبح والكلام والنفخ في القرب ... !؟


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 11 / 22 - 10:40 )
الأخت الكاتبة المحترمة تحية لك مادة راقية في عرضها . والأهم هو طرح السؤال هل هناك ديانة إبراهيمية ؟؟ وهل فكرة التوحيد بغض النظر عن كون شخصية - أب رام - مشكوك بأمرها تاريخياً ودون سند سوى النص التوراتي لمؤلفية الخمسة وبقية الديانات الفضائية الأخرى . والكتب هذه كما تعلمين ليست سجلاً للتاريخ إنما هي كتب شرعنت عملية القتل بوصفه عملاً إلهياً . والعهد القديم ليس سوى تشريع لحالة الإستيطان لقبائل وافدة أو غازية مثل بقية - الغزوات - الأخرى لبلاد كنعان و لبلاد الشام أو مصر أو الرافدين. المهم الشئ الخطير والأزمة الكبرى أو لنقل الكذبة الكبرى عندما يتحول الكتاب الديني الى دائرة معارف وحيدة . هنا بدأت إعادة صياغة جديدة لمفهوم العالم القديم، وكافة النصوص التالية جاءت لتعيد تشكيل إسطورة - الخلق - بما يخدم توجهاً محدداً حتى الطقوس والأعياد تنتمي الى ذات المبدأ سواء صيام عيد الغفران أو طقوس الحج ..الخ على كل حال موضوع جيد وأهنئك ، لأنه من المهم جداً العمل على تغيير أفكار الناس ومواجهتم بالمنطق والعقل وتغيير البنى الذهنية المستخدمة في قراءة التاريخ .مع التحية لك


3 - أخت رويدة
محمد م ديوب ( 2010 / 11 / 22 - 15:46 )
عندما يجد القارئ أن الكاتب يعبر تماماً عن رأيه في موضوعٍ ما عليه أن يشكره لذا أجد من واجبي أن أشكرك من أعماق قلبي على هذا الجهد المبذول ولك إحترامي ومودتي .


4 - سيدي سيمون خوري
رويدة سالم ( 2010 / 11 / 22 - 18:40 )
ممنونة لمرورك سيدي
فعلا سيدي كل الادلة تؤدي الى ذات النتيجة وهي ان الاله الابراهيمي مخلوق ميكافيلي صنعه خيال الرعاة الجامح في صراعهم ضد الطبيعة القاسية و ضد القوى السياسية العظمى التي استعبتهم واذلتهم
فكان دموي وعدواني الى ابعد حد لا يعرف سوى القتل و الابادات و الاقصاء للمخالف والمختلف وما يحدث في كل مكان لا في العراق فقط بسبب الدين ابلغ دليل على هذا التوجه السياسي الصرف للاله الابراهيمي

دمت بكل ود سيدي الكريم


5 - سيدي س. السندي
رويدة سالم ( 2010 / 11 / 22 - 18:46 )

يشرفني حضورك سيدي

ما حاولت القيام به هو مجرد بحث بسيط في مصداقية ما لقنوه لنا أطفالا
ما هي اسباب تميزنا عن باقي الامم وهل نحن فعلا خير امة اخرجت للناس ؟؟؟
ان كنا فعلا خير امة اخرجت للناس فلماذا لا نزرع الحب والامن والامان بل نزرع الشوك في كل مكان، شوك يدمي قلوبنا و ايدينا فلا نملك بفضل النص المقدس الذي يحكمنا سوى ان نشكر و نحمد ونستسلم لجلادينا ؟؟؟


ممنونة لمرورك


6 - سيدي محمد م ديوب
رويدة سالم ( 2010 / 11 / 22 - 18:59 )
شكرا استاذي على الاطراء

انها محاولة بسيطة للنظر في تاريخنا الديني الذي يظهر بجلاء انه سياسي هو والاهه و نصوصه التي تدعي القدسية و تبح كرامة و انسانية الاخر
ما أثار يوما حيرتي هو ردة فعل البوذيين لما حطم الطالبان الهمج تماثيل بوذا.
لم يسل دم و لم يرتفع عويل و تباكي بل مجرد تنديد ككل العالم لإعتداء لا مبرر على أثر تاريخي انساني بحت في حين تسيل انهار من دم الابرياء في شوارعنا القذرة بسبب الجهل و الفقر لإمرأة غيرت دينها او لإصلاحات في كنيسة او لمثقف نظر في نص مقدس وقال هذا خطأ فادح فما هكذا تورد الابل يا سعد

مع كل ودي و عميق احترامي سيدي


7 - الطبيعة تخلق أخلاقنا وسلوكنا عزيزتى رويدة
سامى لبيب ( 2010 / 11 / 22 - 20:56 )
تحياتى عزيزتى الرائعة رويدة
بالفعل هو بحث رائع يلقى اضواء على الميثولوجيا الدينية ومن خلال رؤية تحليلية ومنطقية
وكما قال الزملاء فالبحث رائع ويصعب الإضاقة فيه مما رشحه أن يكون فى مقدمة المواضيع بالموقع .
ولكن إسمحي لى بتأكيد وجهة نظرك بالنسبة للشعب العبرانى
فى مقال سابق لى ألقيت الضوء على أن الطبيعة الجغرافية تفرض نفسها على الجماعة البشرية لتشكل خريطة منظومتها الأخلاقية والسلوكية وهذا ما يظهر بوضوح فى الجماعات التى تسكن الصحراء وتعيش خارج المدنيات عن تلك الشعوب التى تصنع الحضارة وتعيش فى حالة إنسجام مع الطبيعة كالقاطنين فى السهول والوديان .
بالطبع الذى يعيش حياة آمنة غير مهدد من الطبيعة بل يحظى على خيرات وأمن غذائى سيجد الوقت لينتج حضارة وفنون وسينتج ميثولوجيا غير قاسية ..بينما المهمشون والذين يبحثون عن موطأ قدم ويهفون للعيش فى الوديان فمن المؤكد أن الطبيعة ستفرض عليهم القسوة والفظاظة ..وهو ما شاهدناه فى سلوك القبائل العبرانية فيسطون على قطعة أرض وجدوها أضعف نقطة فى وسط حضارات قوية ليمارسوا همجيتهم وعنفهم الذى لم يجد صعوبة فى أن ينطلق من قبائل تشربت معانى القسوة والغلاظة


8 - أخت ر ويدة
محمد م ديوب ( 2010 / 11 / 23 - 08:46 )
قصدت أنك تعبيرين تماماً عن رأيي في هذه الأمور وأنا أؤيدك تماماً في ما ذهبت إليه فلو لم يكن الإسلام سياسياً من بابه لمحرابه لما كانت حروب الردة التي شنها أبوبكر على الذين لم يدخل الإيمان بالإسلام وبما جاء به إلى قلوبهم ولفعل معاوية ما أراد منه والده أبو سفيان حين قال له بعد أن استتب أمر الخلافة إليه بعد مقتل علي : لنعد إلى ما كنا عليه فأجاب معاوية بذكاء شديدٍ : ويح أبا سفيان أتريد السيوف التي كانت معنا أن تنقلب علينا ؟؟؟؟ نعم الإسلام فكرٌ سياسيٌ غلف بعمامة .مرةً أخرى لك كل الشكر على هذا المقال القيِم وعلى الجهد المبذول


9 - الى الكاتبة
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 1 - 09:38 )
أنت تقولين:
فلا يوجد دليل واحد أركيولوجي أثري علمي على الوجود الفعلي -لإبراهيم- الذي تُنسب إليه الديانات الثلاث والذي يُؤكد العديد من الباحثين أنه شخصية أسطورية.
وكذلك الأمر عن النبي موسي عليه السلام.

كأن علماء الآثار الغربيين -العلمانيين- طبعا والذين هم طلاب دارون مخترع النشوء والتطور، والذين كتبوا هذا الكلام يريدون أن يجدوا بين الآثار جثث محنطة للنبيين إبراهيم وموسي عليهما السلام من قبل حوالى 4 ألف سنة، وفى جيب كل منهما بطاقة تقول:
الإسم: إبراهيم بن آزر
العمل: رسول من رب العالمين.
الحالة الإجتماعية: متزوج من سارة وهاجر.
عدد الأبناء: إثنان إسحق وإسماعيل.
ثم برفقته ورقة أخري عن السيرة الذاتية له، تحوي كل تفاصيل حياته .
وكذلك الأمر لسيدنا موسي.

طبعا السيدة الكاتبة تقول لنا أن الشعوب الأخري الموزعة على الكرة الأرضية لها قصص خلق مختلفة، وهي تصدقها بالطبع، طالما أنها بعيدة عن الديانات الإبراهيمية التى تنكرها ودون أن تطالب الأركيولوجيين بالبحث عن صحة معتقداتهم وإدعاءاتهم.

سأواصل..


10 - الى الكاتبة
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 1 - 10:05 )
أنت تقولين أن الله أراد شيوع القتل عند البشر؟
كلا، البشر بأهوائهم وبتعصبهم يقتلون بعضهم البعض والدليل على ذلك سؤال الملائكة لله تعالى -أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟-
أى أنهم يعلمون أن الله تعالى لا يرضي بسفك الدماء ولا بالفساد، فلما يفعل ذلك؟
ولكنهم لا يعلمون أن الله خلق هذه المرة مخلوقات -البشر- لتعبده بإرادتها وإختيارها الكامل وليسوا مسيرين كبقية مخلوقاته، ووهب لكل نفس من النفوس البشرية فجورها -الذى يصل لحد القتل- وتقواها -التى بها التسامح-،
وأنه سيرسل لهم رسل ونصوص دينية ترشدهم، وسيكون الجزاء والحساب الأخير يوم القيامة.
وأول جريمة قتل كانت علي يد إبن آدم الأول الذى قتل أخيه غيرة وحسدا وليس طاعة، ولو كان الله يبارك القتل لما قال -فأصبح من الخاسرين-.



بماذا تبررين أن كل شعوب الأرض ونصوصها الدينية متشابهة ولا تتعدي الوصايا العشر، عبادة الله الخالق، عدم القتل، عدم الزنا، عدم السرقة، عدم الكذب..؟ إلا أنها مختلفة فى الشرائع من طريقة صوم وطريقة صلاة.

وهو ما يؤيد الآية -رسلا قصصناهم عليك، ورسلا لم نقصصهم عليك؟-..

والآية -لكل جعلنا شرعة ونها


11 - الى الكاتبة-3
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 1 - 10:14 )
ماذا يستفيد الرسول محمد (ص) من أن يقول لليهود أشد أعداءه أن الله يقول لكم فى إحدي الآيات -أني فضلتكم على العالمين-؟ ..
ماذا سيستفيد الرسول غير أن يزيد من أنفة وعزة اليهود أشد كارهيه؟
ثم يسرد لهم أفعالهم ضد نبيهم موسي عليه السلام، والتى تؤيدها كتبهم!

بماذا سيخرج قارئ القرآن -المحايد- الذى لا يريد إلا الحق عند قراءته لهذه الآيات؟،
إلا أن يقول أن هذا الكتاب منصف أشد الإنصاف، كتاب لا يذكر إلا الحقائق حتى ولو كانت لصالح الأعداء.


ثم أنك تقولين أن النصوص الإبراهيمية سرقت نصوصا من الأقوام التى عاشوا بينها، فلماذا يا سيدتي الكاتبة تصدقي أن تلك النصوص هى ملك لشعوب غير الشعوب الإبراهيمية ولا تصدقين نسبها للشعوب الإبراهيمية؟
وما مبررك لهذه التفرقة؟
أليسوا الإبراهيميين بشرا مثل تلك الشعوب؟
يا إما تنكرين كل تلك النصوص جملة وتفصيلا، أصلها ونسبها،
يا إما تنتقدين ما ورد فيها حسب مفاهيمك الخاصة..



12 - الى الكاتبة-4
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 1 - 10:24 )

ثالثا:
أنت تساوين بين قدرة الشيطان وقدرة الله خالقه، أستغفر الله العظيم،
الشيطان لا تعدو قدرته الوسوسة فقط، والنصوص الدينية -القرآن العظيم- تؤكد ذلك، منذ وسوسته لآدم فى الجنة وكان سبب إخراجه منها. حتى وسوسته للبشر اليوم.
لكنه لا خالق، ولا رازق، ولا واهب، ولارحيم، ولا مهيمن إلخ..


عن النبي يوسف يقول القرآن :
-ولقد همت به وهم بها لولا أن رأي برهان ربه، كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا الصالحين-..
ما المخجل هنا لو سمحتي؟

هذه الآية ليس فيها ما يخجل وسأخرج بها كقارئ للقرآن :
1-أن الرسل بشر مثلنا، لهم شهواتهم التى يحاولون جاهدين السيطرة عليها والتعفف منها.
2- أن الله تعالي يجنب الصالحين من عباده ويساعدهم حتى لا يرتكبوا السوء ولو جاءت بهم نزوة طارئة أو شهوة قوية.
3-أن الزنا فعل سئ بالفعل وفاحشة، هذا غير أن يخون الرجل صاحب العمل.


13 - الى الكاتبة-5
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 1 - 10:50 )
تقولين : نجد في النصوص المقدسة كمّاً مهولاً من مثل هذه الأوامر و التي لا تجد لها أي تبرير سوى عدوانية ووحشية مؤسس النص الديني /النبي/الرسول السياسي وأتباعه الذين عاشوا في ظروف جغرافية وتاريخية قاسية ..


كوني فرد مسلم، أقرأ كتابي المقدس القرآن فإني لا أجد أى عدوانية عند الأنبياء والرسل، أجدهم يدعون أقوامهم لعبادة الله خالقهم، وليوفوا الكيل والميزان، وليتركوا الفواحش، ويأتون لهم بآيات تثبت أنهم مرسلون من رب العالمين، كما أنهم ينذرون أقوامهم بالفناء من على الأرض بصاعقة أو صيحة أو ريح صرصر أو طوفان، يأتي به رب العالمين، فإن لم تصدقهم أقوامهم بعد كل تلك التحذيرات والإنذارات يتولي الله تعالى عملية عذابهم أو إفنائهم من على وجه الأرض بنفسه !!

.. أليس كذلك؟..


14 - سيدي سامي لبيب
رويدة سالم ( 2010 / 12 / 2 - 17:06 )
قلت سيدي في أحد مقالاتك -الدين بشري الهوى والهوية- هو فعلا كذلك
صنعه الانسان حسب الضرف الجيوتاريخي الذي وجد فيه لذا نجد تشكيلات مختلفة ورائعة من الادبيات الروحية و الرموز الدينية
وطبعا تلاقحت كل الحضارات الانسانية و آخذت عن بعضها في اطار علاقات التأثير و التأثر لكن المأساة هو في أدلجة فكرة مقتبسة و تسخيرها لخدمة الاغراض السياسية لمجموعة معينة سعيا للسيطرة واغتصاب حق الاخرين باسم الاله
بل ان المصيبة ان الامر تجاوز حد الاقتباسات ليصل الى ممارسة الارهاب الديني لا على المختلف فحسب بل وعلى ابن القبيلة ذاتها لو اختلف في تفسير او تطيبق تفصيل جزئي بسيط من المنظومة الدينية ككل

الاديان الابراهيمية كنموذج سخرت المنظومة الروحية لخدمة مصالح الكهان و الحكام و داست الشعوب واستباحت كرامتهم
واعادة قراءة التاريخ خير دليل

دمت بود


15 - سيدي محمد م ديوب
رويدة سالم ( 2010 / 12 / 2 - 17:21 )
شكرا يا سيدي الكريم
شرف كبير لي ان تتوقف حضرتك للمرة الثانية عند مقالي
اتفق معك في كل ما قلته سيدي الكريم فالاديان سياسية اساسا لكن الشعوب الجاهلة و المقهورة على أمرها بفعل الحاكم و اذنابه من رجال الدين لا تجد مناصا من الهرب من قهرها اليها بحثا عن الامل في تعويض رباني في عالم يعم فيه العدل المفقود
والحلم المكسور

والحروب الدينية على مدى التاريخ كما ذكرت حظرتك عن الردة و ابي سفيان ابلغ دليل

مع عميق ودي و احترامي


16 - سيدي الكريم سامح مصطفى
رويدة سالم ( 2010 / 12 / 2 - 17:57 )
نبدأ بمدى حقيقة وجود الانبياء الذين ذكرتهم
اولا سيدي الكريم كل العالم يعترف رغما عنه بشخصيات تاريخية كحمورابي اوالفراعنة بدء بمؤسس الاسرة الاولى وانتهاء بآخر الفراعنة كما لا ينكر احد الوجود التاريخي الفعلي لأباطرة روما بل وايضا فلاسفة الاغريق وقادة ثورة العبيد والكثيرين ممن سطروا التاريخ
فكيف سيدي الكريم يختفي ذكر ابراهيم ابوالانبياء ويوسف الابراهيمي وموسى وسليمان الذي حكم الانس و الجان وملك العالم المعروف في ذاك الوقت ولا يبقى اي اثر يدل عليهم و على عظمتهم المزعومة؟؟؟؟
اين مدائن سليمان واي اثارمملكته؟؟؟
ربما اندثرت كل اثارهم لحكمة ربانية لا يطالها العقل المشاكسّّّّّّّّّّ!!!!!!!!!

ثانيا انا لم اقل يوما في اي من مقالاتي اني اعترف بأسطورة دون أخرى.. انا ابحث مثل الاغلبية عن الحقيقة و ليس من السهل حسب اعتقادي الوصول اليها.. لكن سؤالي كان ابسط من العتقاد او نفيه
سؤالي هو عن سر الاختلاف بين التصورات البشرية لبداية الكون.
لماذا كانت كل التفسيرات و الرموز والاشكال التعبدية ليست مشابهة للحضارات الهلال الخصيب بل ملائمة للبئة التي نشأت فيها حسب اختلاف المناطق الجغرافية بالعالم؟؟؟

مع ودي


17 - سيدي سامح
رويدة سالم ( 2010 / 12 / 2 - 18:20 )
قلت سيدي الكريم :بماذا تبررين أن كل شعوب الأرض ونصوصها الدينية متشابهة ولا تتعدي الوصايا العشر، عبادة الله الخالق، عدم القتل، عدم الزنا، عدم السرقة، عدم الكذب..؟ إلا أنها مختلفة فى الشرائع من طريقة صوم وطريقة صلاة.

أنا لم اقل ان الله هو من شرع القتل بل قلت ان الكهنة الذين ابتدعوا منظومة الدين الابراهيمي وخلقوا أله لها هم من شرعوا القتل قتل لغاية بسيطة هي اغتصاب ارض الكنعانيين والسيطرة على موارد الرزق التي كانوا في صحرائهم محرومون منها
ثم سيدي كل الشرائع البشرية تشترك كما تقول انت في ما تسميه بالوصايا العشر ببساطة لأن الاخلاق الجمعية سابقة للدين
قبل ضهور الحياة الروحية البدئية في عصر لاقطي القوت كانت هناك قوانين الانتقام الفردي والتي تخول للفرد أخذ حقه ممن اعتدى عليه بدعم الجماعة و موافقتها
لما خرج الانسان من الغابة وانفصل عن الرئيسيات واكتسب الوعي اهتم بتنظيم حياته الجمعية فكانت القوانين التي اقتبستها الديانات الابراهيمية في ما يسمى بالوصايا العشر بكل بساطة .. قوانين بشرية الهوى و الهوية ولا علاقة لها لا بوحي ولا بأديان.

مع ودي


18 - سيدي سامح مرة اخرى
رويدة سالم ( 2010 / 12 / 2 - 18:37 )
حول علاقة محمد ابن عبد الله باليهود يبدو يا سيدي الكريم انك لم تقرأ كتب السير والمغازي وربما ان قرأتها لم تلاحظ بفعل القداسة و التقديس المفرط كيف ان سلوك محمد مع اليهود كان متدرجا من المهادنة الى اعلان العداء الرسمي
تذكر سلوكه و جل اقواله لما دخل المدينة اول مرة ثم لما استتب له الامر و قام يقتل الاطفال و سيبي النساء و يبيعهن في اسواق النخاسة من اجل السلاح
أستغرب ان تأخذ بحديث وتهمل تراكما من الاحاديث العدوانية الاخرى المسرفة في العدائية والعنف!!
قلت لي - فلماذا تصدقي أن تلك النصوص هى ملك لشعوب غير الشعوب الإبراهيمية ولا تصدقين نسبها للشعوب الإبراهيمية؟-
بسيطة سيدي لأنه تاريخيا حضارات الهلال الخصيب صاحبة القصص المذكورة في النص الديني الابراهيمي موجودة قبل قرون عديدة من اول ظهور لإبراهيم التوراتي ثم أن هذه الادبيات الروحية مكتوبة على مسلات تسبق بقرون النص الديني الابراهيمي فخبرني اعزك الله كيف يستقيم الامر ونقول ان تلك الحضارات سرقت اساطير الابراهيمين؟
الابراهيميون بشر طبعا فهم ليس صنف ثالث لكن هم رعاة رحل أتوا من الصحراء الى بلاد كنعان واغتصبوا الارض بعد ان انتجوا نصا مشرعا.
مع ودي


19 - ثنائية الله والشيطان
رويدة سالم ( 2010 / 12 / 2 - 19:16 )
سيدي الكريم
اولا لم يخل فكر ميثولوجي من الثنائية الخير والشر وممثلين لكليهما. وفي الادبيات الدينية كلها وُجدت آلهة تمثل الخير والنماء و أخرى تمثل الشر والفساد والغواية
هذا كله موجود في أساطير سبقت الابراهيمين المؤسسين للأسفار الاولى للنص الديني الابراهيمي ب أكثر من 7 قرون
النص الابراهيمي جاء تتويجا لثراء روحي غمر منطقة الهلال الخصيب والعبرانيين الاوائل الذين عاشوا عبيدا ثم اسرى في القطبين القوين في ساحة الصراع السياسي في ذلك الزمن اخذوا عن الكل ما يخدم منظومتهم ومشروعهم السياسي
فكان الشيطان كما كان الاله وجهين لقوتين متناقضتين
والنص الاسلامي الذي تستشهد به يقدم بوضوح القوة التي يتمتع بها الشيطان في مقابل الله
سورة ص: -قَالَ يَا إِبْلِيسَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ العَالِينَ (38/75)-.
سورة البقرة: وَإِذْ قُلْنَا لِلمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ (2/34)-
أيعقل أن يُحاج الشيطان ربه بهذا الشكل لولم تكن الصورة القديمة للأله النقيض حاظرة في فكر المؤسس للنص الديني؟؟؟


20 - الى الكاتبة-1
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 3 - 11:04 )
السلام عليكم،
شكرا على ردودك على تعليقاتي،
ولنبدأ النقاش بصورة منطقية وأتمنى ألا أطيل الكلام،
أولا أراك تدمجين كل النصوص المقدسة التى تلقبينها بالإبراهيمية، بينما تلك النصوص متناقضة أشد التناقض،
ولو كان محمد (ص) مختلق القرآن لأورد تلك النصوص بحذافيرها وقام بتعريبها وقال أنا نبيكم الأخير أؤيد ما بتلك النصوص، وكل ما يقوله الكهان المسيحيين وأحبار اليهود صحيح.
ولكن النص القرآني مختلف كثيرا عن العهدين القديم والجديد، بداية من قصة الخلق -الثعبان-، وحتى قصص الأنبياء سليمان وداؤود عليهما السلام، ثم قصة مولد المسيح عليه السلام الذى أنصفه قرآن المسلمين ولم ينصفه إنجيل المسيحيين، ويا للعجب!!..
فهل بهذا الفعل -تكذيب معظم ما جاء بالعهدين من قصص- يكسب النبي محمد (ص) اليهود والمسيحيين الى جانبه أم ينفرهم منه؟
ينفرهم بالطبع،
وفى نفس الوقت نجد القرآن يقول لليهود بلسان الله -أذكروا نعمتي التى أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين-.
ويقول ويوجه الكلام فى آيات عديدة الى -أهل الكتاب- الذين أنفرهم منه ولم يكسبهم!..



21 - الي الكاتبة-2
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 3 - 11:07 )
إضافة الى ما أوردتيه من قصص حروب وإغتيالات وغيرها أيام الأنبياء عليهم السلام والتى تقولين فيها بوحشية وسادية الأنبياء، وكلها توجد فى العهدين القديمين، بينما بالقرآن لا نجد أى من تلك الأخبار، فقط أنبياء يدعون الى الله، والله يتولي عذاب الكافرين بنفسه.

ولذا لو كان النبي -محارب متطرف- ضد الكفار واليهود، لأورد تلك الأخبار الوحشية عن الأنبياء السابقين فى القرآن- الذى قام بتأليفه - حتى يبرر للآخرين أن كل الأنبياء ينهجون نفس النهج!، وهو ليس بمختلف عنهم. أليس كذلك؟

ولو كان محمد محارب متطرف بينما القرآن يحكي عن سلمية الأنبياء ألن يسأله مؤيدوه أو المسلمون لما أنت لا تتبع نهج الأنبياء المسالمين الذى ذكرته بالقرآن؟
هناك تناقض كبير بيّن كما ترين،
وكله لا يثبت إلا أن القرآن من الله تعالى، الكتاب المنصف المبين.
ولو كان النبي مشغول بكل تلك الأمور يمحو من هنا ويضيف الى هناك، لما فكر أن يوجه اللوم لنفسه فى سورة -عبس- على لسان الله تعالى أنه يهتم بدعوة الأغنياء أصحاب الجاه وينسي المساكين العميان!..


22 - الى الكاتبة-3
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 3 - 11:10 )
فهل يعقل مثلا أن هتلر بكل فظاظته وعنصريته ووحشيته أن يكتب فى مذكراته أنه متأثر ويلوم نفسه لأنه لم ينصف أعمي فقير وإهتم بغني ذي جاه؟! أو أنه جاءه شاب يود أن يشارك فى الحرب وسأله أن أمه عجوز تحتاجه، فيقول له إبق مع أمك!.
مالكم كيف تحكمون؟!


23 - الى الكاتبة-4
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 3 - 11:13 )
تتكلمين عن إنعدام الآثار، ونجد البحر الميت مقر قوم سيدنا لوط، والتى أثبت علماء الآثار أنها غير طبيعية التكوين وتعود لذلك العذاب الإلهي، ومحنط فرعون -رمسيس الثاني - بالمتحف القومي بمصر، والذى أثبت علماء الآثار موته غرقا بالفعل، وما يؤيد الآية القرآنية -اليوم ننجيك ببدنك لتكون للعالمين آية-، هذا غير مدائن صالح بسلطنة عمان، كهف آل الكهف بالأردن، وقرأت أيضا عن سفينة نوح، ومن السهل بالطبع أن تنكري وجود هذه الآثار وتنسبيها للغير، وما أسهل النكران وهنا ما يخدش البحث العلمي المحايد للباحث الذي لا يريد أن يتبع الهوي ولا يريد إلا الحق.


24 - الى الكاتبة-5
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 3 - 11:14 )
لما لا توجد كتابة عن إبراهيم؟
-ربما كما تصفين لمعيشة الإبراهيميين كقوم رعاة متنقلين لا يملكون جدرانا بل خياما، ولذا لا يحفلون بتسجيل مقدساتهم وتاريخهم بالجدران –التى لا يملكونها- كما الفلاحين المستقرين بمصر والعراق والسودان، ولذا فهم يتناقلون أحداثهم شفهيا أو مكتوبة علي جلود الحيوانات التى كانت متوفرة.
-أو ربما قام المؤمنون بكتابة قصص الأنبياء على –الجدران!-، ولكن كعهد وسنن البشر جاء الملوك العتاة بعد قرون ورأوا هذا التمجيد والتقديس لأناس خلوا فقاموا بإزالتها ليبقي لهم المجد هم فقط ولإنتصاراتهم ولمعاركهم! أليس واردا هذا الأمر؟.
وأوجه السؤال أيضا ما هو تفسيرك لوجود مخطوطات للعهد القديم منذ أكثر من 5 ألف سنة -مع تحفظي لبعض ما جاء فيها، أم أن الآثار بنظرك إلا التى تكون منحوتة على الجدران؟!.



25 - الى الكاتبة-6
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 3 - 11:18 )
وبعد نفور معظم أهل الكتاب عن الرسول (ص) - ومن المفترض حسب نظريتك عن الديانات الإبراهيمية المتقاربة أن نتوقع تأييد كل الشعوب الإبراهيمية لبعضها البعض لتصبح كتلة واحدة، أى أن يصدّق اليهود بعيسي عليه السلام وأن يصدّق النصاري واليهود بما جاء به محمد (ص)، ولكن للغرابة تسقط نظريتك تلك، ونجد أصحاب الديانات الإبراهيمية متعادين متحاربين، بل حاول اليهود أن يقتلوا المسيح والرسول!، ولم يؤمن بالرسول (ص) إلا عبدة الأصنام والأحجار!.
ومع كل ذلك يقول القرآن موجها خطابه الى أهل الكتاب أصحاب الديانات الإبراهيمية قائلا لهم -قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء، ألا نعبد إلا الله وألا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقل فأشهدوا إنا مسلمون-.
الرجاء التأمل فى هذه الآية : هل النبي محمد (ص) يريد أنصارا أكثر له هو شخصيا؟
أم يهدد بضحايا أكثر من كل من يخالفه كما تزعمون؟،
أم أن كل همه وكل مجمل رسالته هي أن يدعو الى عبادة الله تعالى كما توضح الآية؟
وماذا يستفيد أن يمضي جل عمره وينفق جهده فى دعوة الناس إلى عبادة شئ غير موجود؟ ماذا يكسب؟ ألم يكن من الأجدي أن يدعوهم لعبادته هو؟


26 - الى الكاتبة-7
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 3 - 11:22 )
بخصوص الحروب التى تقولين أنه شنها الرسول ضد اليهود، والتى لا أصدقها أنا وأنها مكتوبة بأقلام يهودية كارهة للمسلمين والإسلام، بدليل أن اليهود عاشوا فى الممالك الأموية والعباسية وبالأندلس وتولوا مناصب رفيعة والكتب مليئة بأخبارهم وكان من الإمكان إبادتهم بسهولة فى ظل دولة إسلامية قوية عتيدة، بل ونجد معابدهم العتيقة موزعة بالدول العربية حتى اليوم من العراق واليمن والسودان وحتى المغرب، ولو كان من مبادئ الدين الإسلامي قتل اليهود كما فعل هتلر، لما وجدنا أحدا منهم الى اليوم.
وأحسب أنك لا تصدقين أيضا ما جاء فى الكتب أن الرسول قد مات ودرعه مرهونة ليهودي،
فهل الذى أورد هذه المعلومة بالكتب- لو كان مسلما- يريد أن يقول لنا أن رسول الإسلام فقير وضعيف لدرجة أنه يستدين من يهودي غني؟ وهو ما يفيد إنتصار اليهود على المسلمين؟ وضعف الإسلام؟

أو إذا كان من كتبها يهودي أفلا يؤيد ذلك أن حياة اليهود كانت تمضي بصورة عادية فى ديار الإسلام بإعتبارهم أهل كتاب؟ وأن المعاملات بينهم كانت طبيعية للغاية؟
يا إما الرسول كان يخالف ما جاء من أوامر ونواهي بالقرآن، وفى ذلك حجة عليه من أنصاره ومن اليهود أنفسهم؟


27 - الى الكاتبة--9
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 3 - 11:29 )
تقولين :
حضارات الهلال الخصيب صاحبة القصص المذكورة في النص الديني الابراهيمي موجودة قبل قرون عديدة من اول ظهور لإبراهيم التوراتي ثم أن هذه الادبيات الروحية مكتوبة على مسلات تسبق بقرون النص الديني الابراهيمي فخبرني اعزك الله كيف يستقيم الامر ونقول ان تلك الحضارات سرقت اساطير الابراهيمين؟

وهذا ما يؤيد ما جاء بالقرآن الكريم، من أن رسلا كثر سيجيئون للبشرية لهدايتهم وقد جاء كثيرون قبل إبراهيم عليه السلام، فمن قال لك أن إبراهيم أول الأنبياء والرسل؟!!،
والأدبيات الروحية المكتوبة على المسلات هى من وحي أنبياء بعثهم الله تعالى منذ نزول آدم عليه السلام الى الأرض.


28 - الى الكاتبة-10
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 3 - 11:37 )
تقولين:
كان الشيطان كما كان الاله وجهين لقوتين متناقضتين

الشيطان فى النص القرآني أبدا لم يكن قوة ثانية مواجهة،
هو مخلوق -من نار-، وشتان ما بين الخالق والمخلوق.
هو مخلوق عاص غير مطيع لله رب العالمين،
توعده الله بالنار والعذاب يوم القيامة ومن تبعه من الغاوين،

وكما أن الله تعالى يمنح الكفار والعاصين من البشر –وهم مخلوقاته- فرصتهم فى الحياة والعيش طيلة حياتهم لأجل مسمي، ويدخلهم جهنم بعد الموت.
فهو كذلك يمنح الشياطين –عصاة الجن- فرصتهم للكفر ولغواية البشر، لأجل مسمي،
إن جهنم لموعدهم أجمعين.
صدق الله العظيم


29 - الى الكاتبة-11
سامح مصطفي ( 2010 / 12 / 3 - 11:44 )
تقولين:

لما خرج الانسان من الغابة وانفصل عن الرئيسيات واكتسب الوعي اهتم بتنظيم حياته الجمعية فكانت القوانين التي اقتبستها الديانات الابراهيمية في ما يسمى بالوصايا العشر بكل بساطة .. قوانين بشرية الهوى و الهوية ولا علاقة لها لا بوحي ولا بأديان.

ولكن كل المجتمعات البشرية من الأبورجينز فى أستراليا وحتى حضارات الأنكا ومن تبعها بأمريكا اللاتينية تضع تلك الوصايا العشر، وهي ليست قوانين أرضية فقط، بل تنسبها الى الإله خالقها الذي تعبده بطقوس مختلفة.
فلماذا تشاركت كل مجتمعات الأرض فى فكرة وجود إله خالق؟
وفكرة عذاب أو جزاء ما بعد الموت؟


30 - سيدي الكريم
رويدة سالم ( 2010 / 12 / 24 - 14:41 )
آسفة جدا لتأخري في الرد بسبب كثرة المشاغل.

اولا قلت ان القرآن مختلف حد التناقض. عن اي تناقض تتحدث سيدي ؟؟
ألا يوجد هناك تشابه في الخطوط العامة للديانات الثلاث؟؟
ثم كما تعلم سيدي في الاسلام مذاهب وفرق وشيع.. المسيحية واليوهودية ايضا لا تحتلف نظرا للطبيعة العقل البشري في معالجته للمور الروحية.
في الجزيرة كان هناك عدة تيارات مسيحية ومن بينها التوجه الفكري المسيحي الذي آمن به ورقة ابن نوفل الذي أخذ عنه محمد المبادئ الاساسية للإسلام

فيما يتعلق بخطاب محمد للمسيحين واليهود ارجوك سيدي ان تعود لكتب السير وللأيات المكية والمدينة وسترى بنفسك عمق الاختلاف في الخطاب بسبب تنامي سلطة محمد وجماعته وامتلاكهم للقوة
عن وحشية محمد انظر لما فعله ببني النظير على سبيل المثال او للاغتيالات التي قام بها لبعض الرموز كأم قرفة او لأسى أحد او كيف كان يبيع الاسرى من السبايا للحصول على السلاح

سيدي دوما أقول لك أن المشروع السياسي الغاية منه كسب المؤيدين مهما كانت الوسائل ولا أفظل من تحريك عواطف الناس برمي بعض قطع الحلوى لأطفال جياع في شوارع العراق العفنة ليقول قائلون ان أمريكا أم حنون.. إنها لعبة السياسية سيدي


31 - عفوا سيدي
رويدة سالم ( 2010 / 12 / 24 - 14:58 )
عن أي أثار تتحدث؟
لو كانت هناك جزئية بسيطة تثبت النص التوراتي ما كان اليهود المهوسين بالبحث عن شرعية لأثبات امتلاكهم لفلسطين لينتظروا كل هذا الزمن لتغني بها وتمجيدها.
يا سيدي هناك فرق بين البحث العلمي الفعلي الذي يحدد نوع الاثر وزمنه وكل حيثياته وبين فرضيات تأكد او تنفي حسب التوجه الفكري لا الدليل العلمي صحة راي هذا او ذاك
العهد القديم سيدي وقع تأليفه بعد الاحداث التي يوردها بزمن بعيد والدليل هو الاضافات والتعليقات التي كتبت حتما بعد مرور الاحداث بزمن بعيد. ألف الكتاب اثناء وبعد الاسر البابلي وأي قول بتأليفه قبل 5 الاف سنة هو ضرب من الخيال والتلفيق
لو كان ابراهيم دخل مسرح الاحداث بعد الالف الثاني قبل الميلاد وموسى بعده باربع مائة سنة فكيف يمكن القول بهذه ال5 الاف سنة؟؟؟

من الطبيعي ان يرفض كل فكر قديم اي فكر منشق عنه كما في الحياة السياسية اليوم. اليهود من الطبيعي ان لايعترفوا بالمسيحية والاسلام كما من الطبعي ان لا تعترف المسيحية بالاسلام
لكن الفكر المنشق والذي يسعى للبحث عن شرعية يعترف بماسبقه ويأخذ عنه وتتطور الافكار والاحكام ومن هنا يأتي الاختلاف
اللاحق هو من يعترف بما سبقه منطقي

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة