الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملحدون أكثر تطرفا ً من المتدينين !

صادق العلي

2010 / 11 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تاريخ من النقاشات العقيمة مع الملحدين تارة ومع المتدينين تارة اخرى ! مئات او ربما آلاف من الاسئلة والتي يكون جوابها بالنسبة للملحدين ( الصدفة ) وبالنسبة للمتدينين ( قدرة الله ) !. تناقضات في الرؤى !. صداقات لا نعرف متى تجف جذورها بالنسبة للفريقين لان حساباتهم تحتم عليهم ان يخرجوك من عالمهم الذي تختلف القيم فيه بما فيها قيمة الصداقة طبعا اذا ما تعارض وما يعتقدوه .
وهنا يجب ان اُعّرف بعض المصطلحات في مقالي هذا :
الملحد : هو كل من رفض وجود الله .
المتدين : هو كل يسوق نفسه على انه متدين سواء كان ملتزم حقا ام مدعي .
طالما شعرت وانا اتحدث للملحدين على اختلاف خلفياتهم وتوجهاتهم ... فمنهم الماركسي ( على الرغم من ان كارل ماركس كان يعلن بأنه ليس ماركسياً ) ,ومنهم
من اقتنع بموت الاله على طريقة نيتشة , ومنهم كان عقلانيا على طريقته صديقنا أيمانويل كانت حينما رجح كفة العقل اذا ما دخل في اي صراع مع الدين ... طالما شعرت بان المهم لديهم هو أثبات بان الله غير موجود ! وان اي شخص يمكن ان يتقبلوه ويكون صديقاً لطيفاً اذا لم يكن الله في حديثهم ... اما اذا اختلف معهم في النقاش فانه يتحول الى شخص متدين متعصب .
وكما هو معروف للجميع فان المتدين يرى الاخرين من خلال ما يعتقده وعليه فان مناقشة المتدين لا تفضي الى اي نتائج ايجابية في اغلب الاحيان على الرغم من ان المؤسسة الدينية مطالبة في هذا الوقت بالكثير مثلا على سبيل المثال لا الحصر ما قام به بعض المتطرفين المسلمين بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك وما تبعها من انقسام العالم الى عالمين ! .
وبالنسبة لي فلقد وضعت ميزان لاكتشف من خلاله من هو المتطرف ومن هو المعتدل ... وميزاني هذا عبارة عن سؤال واحد فقط وهو :
لو أستطعنا ان نوجد مجتمعا انسانيا يعيش فيه الجميع برفاهية وبعدالة بعيدا عما تعتقده ... هل تترك ما تعتقده وتأتي الى الدين الجديد في هذا المجتمع الراقي الذي حاول الجميع ايجاده ولم يفلحوا وها هو قد تحقق؟
تخيلوا هل من الممكن ان يقول اي شخص نعم انا وسوف اترك ما اعتقده وسوف التحق بالدين الجديد او المجتمع الجديد ؟! .
قد يكون سؤالي جدليا بعض الشيء ولكني اريد ان اقول بان الجميع متفق على ان الانسان هو اهم من كل الاديان واهم من كل الفلسفات وهذه قاعدة يجب علينا ان نتذكرها ... هناك بعض علماء الدين او الخطباء يقولون (بان دولة كافرة وعادلة افضل من دولة مسلمة وظالمة ) ... وهذا خطاب فيه الكثير من العقلانية والتي لن تتناقض مع ما طرحه صديقنا ( أيمانويل كانت ) فالعقل لم يدخل في صراع مع الدين في هذا المقولة .
بالرجوع الى قاعدتنا الاساسية بان الانسان هو الاهم فان الملحدين لن يعطوك اي فرصة ولو على سبيل الافتراض بأيجاد مجتمع مثالي لان قناعتهم تؤكد بان هكذا مجتمعات مثالية والتي تتوفر فيها العدالة والرقي الانساني لن تتحقق الا بوجود ماركس او على اقل تقدير لن يتحقق بوجود الله !
وانا هنا لست بصدد الدفاع هذا الفريق او مهاجمة ذاك الفريق ولكني لا اصدق ما اشاهده من قبل البعض مع انها ليست افعال شخصية ولا هي ردود افعال فردية وانما هي توجهات كل ذاك الفريق ... فمثلا الملحد الذي لا يؤمن بالله يتقبل المتدين المسيحي واليهودي ولا يتقبل المتدين المسلم ! وهذه من اكبر التناقضات التي يبررها بعض الملحدين على انها حالة طبيعية كون هؤلاء اناس ......!!! لا استطيع ان اقولها لاسباب خاصة .
لهذا كله ولغيره الكثير فاني اعتقد جازما بان الملحد اكثر تطرفا من المتدين خصوصا مع وجود بعض الاعمال الارهابية او المتطرفة والتي يقوم بها البعض ويتم اسقاطها على دين باكمله والتي اسهمت في تراجع اسهم المتدين ! .
صادق العلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل الوحيد مو العلمانية
الرناتي علال ( 2010 / 11 / 21 - 07:31 )
قد يكون الملحد اكثر تطرفا من المتدين وقد يكون المتدين اكثر تطرفا من الملحد ..ووو..الخ ولهدى, وكما تتمناه, الحل الوحيد لخلق مجتمع انساني يعيش فيه الجميع برفاهية وبعدالة بعيدا عما تعتقده هو العلمانية التي تقبل معايشة الجميع(متدين, غير متدين, ماركسي, متطرف, غير متطرف...) تحت ظل المواطنة. تحياتي


2 - شخصيات
احمد عمر ( 2010 / 11 / 21 - 08:50 )
التطرف والغلو لا علاقة له بالاديان او المعتقد وانما هو له علاقة بشخصية الفرد
ومكنوناته النفسية لاغير
فتجد احيانابعض مشجعى الفرق الكروية يتعصبون ويتطرفون فى تشجيعهم لفريقهم
عكس مشجعي الفريق الاخرين
وتجده احيانا بين الاخوة اما اسقاطه على الاديان فقط فهذا مجاف للحق


3 - العدالة ليست تطرفا
أحمد التاوتي ( 2010 / 11 / 21 - 12:47 )
الملحد لا يرفض وجود الله و لكنه ينتظر اثبات الدعوى الذي لم يورده المتدينون على طول تاريخ كلامهم و فلسفاتهم.

الملحد أيضا لا يميز بين المسلم و المسيحي و لكن له الحق في تقييم سلوك كل منهما فاذا وجد بأن الاسلام أكثر تدخلا في شؤون غيره جاز له الحيطة منه، و هذا ليس تطرفا و لكنه حكمة

تحياتي سيد صادق .


4 - لغط
مازن البلداوي ( 2010 / 11 / 21 - 15:54 )
الأخ صادق المحترم
مما قرأت وجدت ان هنالك بعض اللغط الوصفي او الصفة الجمعية من منظور مفرد،وكما اعتقد ..ان هنالك مناطق وسطى يلتقي فيها الجميع اذا ما اتفقوا على توحيد نظرهم لمرتكز جديد يتفق عليه الجميع بينما يعيش الجميع كما يحلو لهم مع ما يعتقدون به بلا ادخال قسري لمفاهيم تتعلق بمعتقدات هذا الطرف او ذاك
يعني....ان المجتمع الذي تصفه وان لم يكن مثاليا بالكامل ولكن يضمن حريات الجميع وحرية المشاركة في الأدارة العامة لشؤونه، فأننا نستطيع القول بأن الراديكالية الفئوية ستنتهي تدريجيا.
هذا رأيي
تحياتي


5 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 11 / 21 - 15:59 )
الأخ الكاتب المحترم ، تحية لك ، وشكراً لك موضوع يستحق القراءة . ، وارجو أن تسمح لي بإبداء ملاحظة صغيرة . المتطرف ليس فقط - ملحد أم - ديني - في الحياة عامة تجد العديد من المواقف التي توحي بالخطأ بيد أنها صاحبها ليس مستعداً لقبول وجهة النظر المخالفة . التمسك بالموقف هو نوع من التطرف . لكن الأهم في وصف التطرف فهو يتمثل في حالة الإعتداء على الحياة سواء معنوياً أو جسدياً .والتطرف هو الوجه الأخر للتعصب . وكما أشار الزميل أحمد عمر في تعليق رقم 2 في مباريات كرة القدم خير مثال وأتفق معه حول هذه النقطة .أخيراً أويد وجهة نظرك لنعمل معاً على إرساء ثقافة السلام والمحبة لأن الإنسان أثمن ما في الوجود . وأهلاً بك


6 - رد الى الاستاذ الرناتي علال
صادق العلي ( 2010 / 11 / 21 - 16:31 )
اشكرك من المرور والتعليق

العلمانية هي الحل ولكن يجب ان نتفق على مجموعة القيم التي يرتكز عليها بناء الوطن فكما تعلم يا اخي ان القيم الحديثة في التربية الاطفال مثلا والحقوق الحيوان وغيرها في احيان كثير تتعارض مع قيم موجودة في مجتمعانتا وحتى لا نسقط في متاهات جديدة ... هذا على سبيل المثال يا استاذي العزيز واشكرك للمرة الثانية


7 - رد الى الاستاذ احمد عمر
صادق العلي ( 2010 / 11 / 21 - 16:37 )
اشكرك على مرورك والتعليق

يقول باسكال وهو فيلسوف ولاهوتي فرنسي( لا يقوم الانسان بالاعمال الشريرة وهو في غاية السعادة مثلما يعملها للدين ) على هذا الاساس فان القسوة الموجودة في النفس البشرية تظهر بافضل حالاتها باسم الدين وانا هنا لا اقصد دين بعينه ... قد تظهر في مبارة كرة القدم ولكن لا يمكن مقارنتها بالتطرف الديني
اشكرك استاذي


8 - رد الى الاستاذ مازن البلداوي
صادق العلي ( 2010 / 11 / 21 - 16:50 )
اشكرك على مرورك والتعليق
كما تعلم يا استاذي العزيز ان المطلق هو الانسان وما حديثي عن المجتمع المثالي ما هم مثالاً أسوقه للتقريب هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان الاتفاق على المناطق الوسط والتي يتمنى الجميع والوصول اليها لبناء الانسان الوطن يجب ان تكون على المستوى الفكري او العقائدي ولا يجب ان يكون على مستوى الافراد كما هو موجود ... وهل تقبل الاخر يخضع لموازين ثابتة ام انها متغيرة بتغير المكان والزمان ؟ ... كما حدث من قتل للمسلمين في غرناطة طبعا انا لا اقصد المؤسسة العسكرية ولكني اقصد الاناس البسطاء كذلك في تحطيم تماثيل بوذا مثلا او استهداف بعض الاقليات في العراق
اشكرك للمرة الثانية


9 - رد الى الاستاذ احمد التاوتي
صادق العلي ( 2010 / 11 / 21 - 16:58 )
اشكرك استاذي على المرور والتعليق
الملحد هو من يرفض وجود الله وهذا معروف يا اخي انا لا اناقش وجود الاله ان لا هذا اولا اما كون الملحد يميز بين المتدين المسيحي والمتدين المسلم فهو يميز بالتاكيد حتى ان خطابه وساكتب مقال خاص وساسرد امثلة كثير انتظرني استاذي العزيز مختلف هذا ثانيا
اشكرك مرة ثانية


10 - رد الى الاستاذ سيمون خوري
صادق العلي ( 2010 / 11 / 21 - 17:02 )
اشكرك على مرورك والتعليق
اتفق معك وارجو ان تطلع على ردي للاستاذ عمر
اشكرك للمرة الثانية


11 - تعقيب
مازن البلداوي ( 2010 / 11 / 21 - 17:15 )
عزيزي أستاذ صادق
ارجو مراجعة مقال الأخ صادق الأزرقي حول التيار الليبرالي على صفحة الحوار المتمدن،لو سمحت
تحياتي مع الشكر


12 - أهلا بك
شامل عبد العزيز ( 2010 / 11 / 21 - 19:09 )
تحياتي لك ولجميع المساهمين - هناك رأي مخالف لما جاء في مقالتك و لا اعتقد أنك تُصر على الحقيقة المطلقة وإلا خرجنا لمفاهيم أخرى من ضمنها التطرف - الملحدين لا يوجد لديهم دوافع لإقصاء الآخر . في العصور الوثنية الأديان هي التي حاربتهم جميع الأديان بدون استثناء - المتدين لديه نصوص تحثه على الإقصاء وهذا ما فاتك سيدي الملحد لا يوجد لديه نص يؤمن به حتى يكون متطرفاً مع اهل الأديان - العكس صحيح والواقع يؤيد ذلك أهل الأديان هم الذين يصرون على انهم على حق ولا يقبلون بالآخر الديانات الثلاثة لا تعترف ببعضها وكل متدين يفكر بأنه على حق وهنا ندخل في الإقصاء والتطرف - اليهودية لديها إلهها والمسيحية كذلك ونفس الشيء الإسلام فعن عن إله يتحدثون
هل تستطيع ان تقول لنّا وكيف - الغرب لا يعترض على المتدّين أقصد الملحدين ولكنهم يطالبون بعدم التمسك بأقوالهم وفرضها على الآخرين - ما جاء في مقالك مع احترامي أعطى صورة معكوسة للمفاهيم بالنسبة للملحدين -
هل وجدت تفجيرات وقتل وإقصاء وتشويه من قبل الماحدين وأين وأي حرب شنها الملحدين وهل قتلوا احداً وأين وكيف ومع مَنْ كانت حروبهم ؟
شكري وتقديري لك / مجرد رأي /
مع الاحتر

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah