الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خروف العيد: حوارات نوال ومنى (٢)

نوال السعداوى

2010 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى طفولتى تصورت أن الخروف ليس له روح أو خيال، اعتقدت أنه يستحق الذبح لأنه ليس إنسانا مثلنا، إنه من جنس آخر، أو من جنسية أخرى، كنت أفرح (مثل الآخرين) بذبحه فى العيد دون أن أفرح حقيقة، كنت أتظاهر فقط بالفرح، أخشى أن أكون مختلفة عن الآخرين، أخشى أن يتهمونى بالشذوذ أو الجنون، أضحك وأغنى مع الراديو بالعيد، ثم أختفى فى غرفتى لأبكى، لم أعرف أبداً سبب بكائى، ربما كنت أضع نفسى مكان الخروف كما كنت أفعل مع «سعدية» الخادمة فى بيتنا، والحمارة «عزيزة» فى بيت الجيران.

كنت أرى «عزيزة» فى بير السلم، تمضغ التبن المعلق فى عنقها بالحبل، والبردعة الكالحة المهترئة فوق ظهرها، لم يشتروا لها بردعة جديدة فى العيد، لم تخرج الحمارة إلى الشارع لتفرح بضرب البمب مثل إخوتى الصبيان، كان ضرب البمب للذكور فقط، حتى ألعاب العيد لا تخلو من العنف وضرب النار، كانت سعدية طفلة من عمرى، تقضى أيام العيد تغسل الصحون التى أكلنا فيها الخروف المشوى، تمسح بلاط الحمام من دمه المراق، تدعك المرحاض مما يفرزه إخوتى بعد هضم الخروف، لم أر أمى تدخل المرحاض فى العيد، أو تتجشأ بصوت مسموع بعد الأكل، كانت أمى من جنس أرقى من الذكور فى نظرى.

كان الولد من إخوتى يأخذ ضعف نصيبى من لحم الخروف وضعف مصروفى فى العيد، ألقى بالقروش واللحم على الأرض، تحاول جدتى تخفيف غضبى، تقول: «ربنا قال البنت نص الولد يا عين أمك» كانت جدتى تخوفنى دائما بكلمة «ربنا»، لكنى كنت محصنة ضد الخوف، لا أدرى كيف، ربما هى حصة الموسيقى فى المدرسة، كان اللحن الجميل يسرى فى جسدى وعقلى وروحى، يشتعل دمى اشتعالا بحب العدل والحرية، حتى موتى، لم يكن مسموحاً للبنات فى العائلات الكريمة بأن يلعبن فى الشارع مثل الصبيان، أقضى أيام العيد مع أمى فى المطبخ، تعلمنى فرم الخروف وعمل الكفتة باللحم والبصل والثوم، الأم المثالية تعلم ابنتها الطبيخ لترضى زوج المستقبل، كنت ألقى شوربة الخروف فى الحوض وأحرق الكفتة عن عمد، ارتبطت فى عقلى رائحة البصل والثوم بالزوج والجنس، أرمق أخى وهو يلعب فى الشارع ويبرطع بحذائه الجديد مثل الحصان، أتطلع إلى السماء بغضب، تصورت أن القضبان خلقها الله على نوافذ بيتنا منعاً للبنات من الخروج وليس منعا للصوص من الدخول.

تسأل منى: هل العنف صفة طبيعية فى البشر يا نوال؟ هل الحروب فى العالم بسبب الهرمون الذكورى «تيستورون»؟ هل الرجال أكثر عنفاً من النساء بالطبيعة؟

قالت نوال: لا علاقة للعنف بالهرمونات فى الجسم، هناك نساء تتعطش للدماء أكثر من رجالهن، كان زوج مارجريت تاتشر أكثر رقة منها، جولدا مائير وهيلارى كلينتون وأنجيلا ميركل أكثر قسوة من رجالهن، يتعلم الإنسان العنف فى الطفولة، يتعود الطفل أو الطفلة مشهد القتل والدم المراق، يشعر بلذة القسوة على غيره المختلفين عنه جنسياً أو عرقياً أو قومياً أو دينياً أو عائلياً أو طبقياً أو غيرها من الاختلافات، لماذا يا منى يصطاد طفل عصفورة ويقتلها دون سبب؟

قالت منى: إنها اللذة النابعة من العنف على الآخر أو الأخرى التى ليست مثلى، يكبر الطفل ليصبح رجلاً فظًّا، يجد لذة فى ضرب زوجته لأنها تنتمى إلى الجنس الآخر، يعضها بأسنانه من شدة الغرام، يشد شعرها فى لعبة الحب، كما كان يشد القطة من شعرها وهو طفل أو السحلية من ذيلها، يعلمون العنف للأطفال منذ الولادة ثم يصرخون ويسألون: لماذا يملأ العالم كل هذا العنف؟

قالت «نوال»: نحن نذبح الحيوانات ونأكلها باعتبارها أشياء ليست لها روح، هذه الفكرة قديمة منذ فلاسفة العبودية، كان عقلهم ناقصاً يتصورون الكائنات الحية كلها أشياء، إلا الرجال من الأسياد، ومنهم أرسطو، الذى قسم الموجودات فى الكون إلى قسمين:

١ - البشر، وهم الرجال من طبقة النبلاء الحكام وملاك الأراضى.

٢ - الأشياء، وهى الماشية والحيوانات والنساء وعبيد الأرض، قالت منى: أرسطو كان من ملاك الأراضى الأسياد، يخرج مع النبلاء للصيد، كان الرجل منهم لا يفرق كثيراً بين صيد الغزلان وصيد النساء، كان أرسطو وفلاسفة العبودية يرون لذة الحروب وقتل الأسرى مثل لذة صيد الحيوانات واغتصاب البنات، نوع من الرياضة اللذيذة ودليل الرجولة والسيادة، هذا المفهوم عن الحرب والصيد والرجولة يعيش حتى اليوم فى العالم كله شرقاً وغرباً، ألا تقترن الحروب حتى اليوم بقتل وتعذيب الأسرى من الرجال واغتصاب النساء؟ ألا ترين ذلك يا نوال؟ قالت نوال: نعم يا «منى» لم تتغير جذريا أخلاق البشر عن ألفى عام مضت، حدث بالطبع تطور فى الأنواع والسلالات والجينات، نشهد اليوم فصائل أرقى فى الشرق والغرب، من الرجال والنساء، يقاومون الحروب والاستعمار ونهب بلادهم أو البلاد الأخرى، يقاومون احتقار النساء وسلبهن حقوقهن الإنسانية، لكن هؤلاء الأرقى نوعا هم الأقلية عدداً فى العالم، هم الذين خرجوا فى مظاهرات ضد نتنياهو وجورج بوش وأدولف هتلر وأمثالهم.

قالت منى: هؤلاء الأقلية الراقية يعاملون الإنسان والحيوان وكل الكائنات الحية، بما فيها الزوجات، برقة وحنان.

قالت نوال: أمام الجنس البشرى يا منى طريق شاق طويل لتصبح الإنسانية هى العدالة والحرية والمساواة بين الجميع، أكثر الناس يخفون الحقيقة فى أعماقهم، تظاهرا بالخير، هذه الجمعيات الخيرية فى الشرق والغرب. يتصدق على الفقراء أصحاب البلايين مثل بيل جيتس وكارتر وبيل كلينتون والأمراء والأميرات والباشوات أيام الملك والسلطان، يشعرون بالفخر والاستعلاء بالإحسان على المساكين المحرومين، اليد العليا التى تعطى تتعطف على اليد السفلى التى تأخذ، مجرد الإحساس بالسمو والفضيلة، مجرد الشفقة على الغلابة.

سألت منى: أليست الشفقة إحساساً إنساناً راقياً؟، قالت نوال: لا أظن أن الشفقة تعنى الإنسانية، أتعرفين تاريخ نشوء الشفقة لدى البشر يا منى؟

قالت منى: أظن أن كلمة الشفقة ظهرت فى التاريخ البشرى بعد أن بدأ العبيد والنساء يسلحون أنفسهم ضد الأسياد، لم يكن الأسياد يخافون من العبيد أو النساء قبل ذلك، الشفقة فى حقيقتها شعور كاذب، يخفى السيد خوفه من العبد بالشفقة عليه، كما يخفى الرجل خوفه من المرأة بالشفقة عليها، لا يشفق الرجل على امرأة لا يخافها، لا يشفق جيش الاحتلال على شعب لا يقاومه بالسلاح، الشعوب المستسلمة مثل الزوجات الخانعات لا يثرن الشفقة بل الازدراء، سألت نوال: أتعنين الكراهية؟

قالت منى: لا، الكراهية شعور أفضل من الازدراء، لا يكره الرجل زوجته المستسلمة، إنه يحتقرها، لم تعد زوجته جديرة بالاحترام، قد يفعل أى شىء بها دون أن تقاوم، يخونها علنا دون أن تعترض، يتزوج عليها نساء أخريات دون أن تتذمر، قد يتوقع منها أن تشكره لأنه لم يطلقها، نعم الاحتقار وليس الكراهية هو شعور هذا الرجل تجاه زوجته الخانعة المعدومة المقاومة، أتوافقين على ذلك يا نوال؟

قالت نوال: أتفق معك تماما يا منى، الكراهية تنتج عن الحب وليس الاحتقار، الإنسان لا يكره الخروف لأنه لا يحبه، الإنسان يحترم الأسد أكثر من الخروف، لأن الأسد قوى الشكيمة والكرامة، لا يمكن لإنسان أن يهزم الأسد دون معركة قد ينتصر فيها الإنسان أو ينهزم، هذا الخوف من الهزيمة وهذه المقاومة الشرسة هما اللتان ترفعان قيمة الأسد أو اللبؤة فى نظر الإنسان، لماذا يقولون عن الرجل الجبان إنه خروف؟.

قالت منى: لأنه لا يقاوم؟، قالت نوال: نعم مقاومة الظلم والكذب والعدوان شىء محترم لك وإن كرهك الناس، قالت منى: أنا أفضل الكراهية مع الاحترام على الحب مع الازدراء، لهذا لا أتفلسف عن خروف العيد مع من يأكلون لحمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما فائدة التعليق؟؟؟
أحمد آدم السرطاوي ( 2010 / 11 / 23 - 12:09 )
ما فائدة التعليق إن كانت نوال السعدواي ترسل ولا تستقبل؟


2 - يا ايها العالم
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 11 / 23 - 12:31 )


الدكتورة المحترمة نوال السعداوى
تحياتى واحترماتى
كنت اتوق الى ان تردى على مداخلتنا .ولو بالرفض.والنقد .فحضرتك فتحتى باب التعليق فى الجزء الاول

فعلا يا دكتورة نوال..
عندك حق
الانسان قاسى جدا لانه يذبح الحيوانات والطيور ليأكلها وهى ذات روح مثله تماما

وبناء على ذلك فانى اوجه الدعوة الى كل العالم
يا مربى الماشية والانعام والطيور..اطلقوا سراحها
واتركوها تسرح فى ارض الله
تنموا وتتنامى حتى تموت من تلقاء نفسها
ويا مصانع العلف والماشية والادوية وكل الصناعات والاقتصاديات القائمة على تربية هذه الحيوانات والطيور
توقفوا عن العمل
واغلقوا مصانعكم ومزارعكم
وسرحوا موظفيكم وعمالكم
وليذهب الجميع الى الجحيم رحمة بالحيوانات وبالطيور
يا جامعات العالم ومعامل ابحاث الحيوان
اصبحتم بلا قيمة
لاداعى لعلومكم وابحاثكم ومعاملكم
تخلوا عن كل هذا وابحثوا عن اعمال اخرى
ترضى الجميع والمثقفين والرحماء بالحيوان

يا كل من له صناعة تعتمد على اى جزء من هذه الحيوانات والطيور
يا مصانع الجلود
والحلويات
والمكرونة
والالبان
ما عدنا فى حاجة اليكم

رحمة بالحيوان
فليذهب الانسان وعالمه الى الجحيم

عندك حق يا دكتورة
عندك حق
وتحياتى


3 - هل نحن ارحم من الله؟؟
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 11 / 23 - 13:12 )
دكتورة نوال
عذرا لو سمحتى

الشفقة بالحيوان لا تعنى يا دكتورة ان احرم ما أحله الله ..
انت بهذا كانك تقولين يارب انا ارحم منك .لانك سمحت لى باكل وذبح الحيوانات .وانا اشفق عليها ولا اريد ان اذبحها
انت بهذا .تتعدين حمى الله؟
لا توجد صفات الهية فى الحيوانات يا دكتورة
الروح الحياتية الموجودة فى الانسان غير روح الله التى نفخها فيه ليكون مكلفا عاقلا
حرا مختارا
من اجل هذا اباح الله ذبح الحيونات واكلها
الحيوان كده كده حيموت
بالسكين حيموت او تركناه ايضا سياتى يوما ويموت
فايهما افضل للبشرية والانسانية بل وللحيوان ذاته

ان نتركه يتعفن ويتحلل ويملؤه الدود وتنبعث منه الروائح الكريهة ويهددنا بالامراض
ام نذبحه ونأكله لتنموا اجسادنا ونحيا ونتخلص من جسده بطريقة مفيدة لنا وللبيئة كلها؟
لن تكونى مع احترامى لحضرتك ولشهاداتك العلمية وكتبك وشهرتك وعقليتك الفذة..اقول لن تكونى ابدا
ارحم من الله
ولا احكم من الله
ولا اخشى وانفع للعباد من الله بتشريعاته واوامره ونواهيه

واشكرك
واعتذر لكثرة مداخلاتى


4 - رد على ألأستاذ شاهر الشرقاوي
محمد زكريا توفيق ( 2010 / 11 / 23 - 18:29 )
يا أخ شاهر، يبدو أن وجهة نظر الدكتورة نوال لم تصلك. الدكتورة لم تقدم حلولا وإنما، بصفتها أديبة ومفكرة كبيرة، قامت مشكورة بوصف مشكلة أخلاقية مغروسة في عقلنا الباطن منذ الطفولة . وربطتها بطريقة بارعة بحالة المرأة وحالة شعوبنا البائسة. أنا مثلا، بكيت كما لم أبك في حياتي وأنا طفل عندما نظرت من النافذة ورأيت الجزار قادما إلى بيتنا صباح يوم عيد الأضحى وهو بملابسه الملطخة بالدماء وتتدلى من وسطه السكاكين والخناجر. قد كان إرتباطنا بخروف العيد كبيرا ونحن أطفال، نركبه ونلعب معه ونسحبه من قرنيه . الأديان أباحت لنا ذبح الحيوانات وأكلها، لكن لم تحرم أن نكون نباتيين. مسألة اختيار. هل ذهبت إلى الأماكن التي تربى فيها الماشية والدواجن ورأيت كيف تعامل هذه المخلوقات المسكينة وكيف تعيش وتتغذى قبل ذبحها؟ أما قولك أن روح الإنسان تختلف عن روح الحيوان، فهذا كلام غير علمي لا أستطيع الرد عليه. بالنسبة لذبح الخراف أفضل من تركها لتموت موتة ربنا فتفسد وتتعفن، فلماذا نترك الإنسان يموت موتة ربنا لكي يفسد ويتعفن؟ لقد كان الفلاسفة الرواقيين يحرمون ذبح الحيوانات وأكلها وكانوا مع ذلك أحكم الناس وأفضلهم خلقا.


5 - هناك من هم أرحم من الله سيد شاهر!
مصطفى أزراد ( 2010 / 11 / 23 - 18:30 )
وأنت تحاول جاهدا سيد شاهر أن تقنعنا(هدايتنا إلى الطريق السوي) وتخشى علينا صادقا من عذاب جهنم وتتمنى لنا النعيم في الجنة..فأنت بهذا الشعور النبيل أرحم علينا بما لا يقاس من الله ! الله الذي قال : ‏وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ!!!!!!!!!!
فالله بإمكانه وبكل سهولة أن يهدي مخلوقاته ويجنبهم يوما كان شره مستطيرا..لكنه ويا للأسف لايريد ذلك!! فهل لو كان بمقدورك سيد شرقاوي هداية الناس، هل كنت لتتأخر ولو لثانية ؟
الله سلط إبليس على مخلوقاته الضعيفة ( وخلق الإنسان ضعيفا )لفتنتهم وإيقاعهم في الفخ ،في حين أنك أنت سيد شرقاوي تحاول جاهدا إبعاد الفتنة عن أبنائك !
عندما يسيء إليك أحدهم مهما بلغت درجة الإساءة فربما قد تصفح عنه أو حتى عندما تقرر معاقبته ، هل يكون ذلك العقاب بحيث تجعله يدفع الثمن طول حياته؟ الله يفعل ذلك!


6 - الى الاخ مصطفى ازراد
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 11 / 23 - 19:06 )
الاخ الفاضل
تحياتى
ابتداءا .عتابك للمولى سبحانه وتعالى جرم كبير ولا منطقى ايضا بالمرة

فانت اما انك تؤمن بوجوده وبكمال صفاته وعدالته ورحمته..فيكون عتابك وتساؤلاتك فى غير محلها من اساسه بل تكون فيها .وسامحنى .اساءة ادب مع الله سبحانه وتعالى
واما انك لا تؤمن بوجوده من اساسه .وبناءا على هذا فانه لا يكون ايضا لاسئلتك اى معنى على الاطلاق..اذ كيف تعاتب وتهاجم وتسخط على وهم ..لا شئ ..من وجهة نظرك؟؟؟!!!!!
عتابك للمولى يا مصطفى ناتج لسوء فهم او فلنقل خلط والتباس وقراءة معكوسة لمعانى الايات والقضاء والقدر ومعانى الهداية والمشيئة الالهية بصفة عامة

استسمحك عذرا حتى لا نشتت موضوع الاستاذة القديرة الدكتورة نوال ان نناقش هذه القضايا فى موضوع مستقل انوى كتابته عن اشكالية القضاء والقدر فى الاسلام
وتقبل تحياتى واحترماتى


7 - الى الاستاذ زكريا توفيق
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 11 / 23 - 19:18 )
تحياتى واحترماتى
انا طبعا فاهم البعد الادبى والانسانى والربط الذى وضحته حضرتك.وفاهم ايضا ان النباتين ليسوا خارجين عن الدين .
لكن انا ضد ان تعتبر سماح المولى بذبح الحيوانات ليس فيه رحمة
ورافض للمساواة بين ذبح الانسان وذبح الحيوان
اما عن قولك فلماذا نترك الانسان يموت حتى يتعفن .فلانه انسان ..انسان فيه روح من روح الله ..ولا نأكله ..بل محرم اكله .ولان مهمته فى الحياة غير مهمة الخرفان
حاجات كتير قوى تخلي هناك فرق بين ذبح الحيوان وذبح الانسان

نحن نترك القطط تحيا حتى تموت وحدها .لانه محرم اكلها
فنحن لسنا ضد الحيوانات
بل على العكس ان تعلم جيدا شفقة ورحمة النبى بالحيوانات .وتعرف احاديث المرأة التى دخلت النار فى قطة حبستها
هل هناك تكريم اكثر من هذا ؟؟؟

اما ان يخرج الموضوع بشكل يوحى بقسوة الاسلام .وعدم الرحمة بالحيوان عموما. فهذا ما دفعنى ان اكتب ما كتبت

وشكرا لك


8 - الى الدكتور زكريا توفيق مرة اخرى
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 11 / 23 - 19:38 )
لد كان الفلاسفة الرواقيين يحرمون ذبح الحيوانات وأكلها وكانوا مع ذلك أحكم الناس وأفضلهم خلقا
**************************************************

عذرا يا دكتور
لم انتبه لكلامك هذا
وهل انا قلت ان من يحرم اكل الحيوانات ليس اخلاقيا؟؟
ما علاقة الدين والايمان بالاخلاق؟؟؟
الاخلاق سلوك انسانى وفطرى يجب ان يتحلى به كل البشر مهما كانت عقيدتهم وافكارهم
فليس كل الغير مؤمنين لا اخلاقيين
وليس كل من يقول انه مؤمن اخلاقى (وان كان حقا يجب ان يكون كذلك لدواعى الانسانية قبل دواعى الايمان)

اما الدين والايمان فله معانى اخرى ايضا
فهو نظرة شاملة لمعنى الوجود وللحياة
ثم هو تشريعات وحقائق تربطك بخالقك وتنظم الحياة بينك وبين الاخر
اخيرا هو شعائر تحدد هويتك زوتربطك بالتزكمات يومية واسبوعية وسنوية بالله كى تظل دائما ذاكرا له .فى معيته .مستحضرا لعظمته .فلا تضل الطريق ولا تنسيك الدنيا واحداث الحياة امانة التكليف ومصيرك الابدى

وشكرا لك


9 - القيم الخلقية يجب أن تكون مدعومة بالعلوم
محمد زكريا توفيق ( 2010 / 11 / 23 - 20:22 )
يا أخ شاهر، تعجبني فيك غيرتك على الدين. عندما قلت أن الرواقيين كانوا يحرمون أكل لحم الحيوان ومع هذا كانوا أحكم الناس وأفضلهم خلقا، لم أعن أن العكس صحيح. أي أن الذين يذبحون الحيوانات للأكل هم أشرس الناس وأسوأهم خلقا. هذا استنتاج خاطئ. أنا قلت أن المسألة مسألة اختيار. مثال ذلك موضوع الرق. فالأديان لم تحرم الرق تحريمها لشرب الخمر مثلا. بالرغم من أنها كانت تشجع تحرير العبيد. لكن الإنسان اختار أن يمنع الرق من العالم المتمدن، وأصدر القوانين التي تحرمه. الدين يجب أن يكون دافعا للتقدم والرقي والحضارة، لا معوق لتقدم البشرة وسببا لانحطاطها. مفاهيم الحق والعدل والمساواة، لماذا تقتصر على الرجل والمسلمين فقط؟ ألا يدعونا هذا إلى العوده لكتبنا المقدسة لإعادة التفسير والتأويل. القيم النبيلة عندما تكون مرهونة بالثواب والعقاب، تكون قيما مؤقتة وغير ثابته. لكن إذا كانت مقرونه بالعلوم الإجتماعية والفلسفية، تصبح مستقرة. وهذا هو السبب في كون العالم الغربي أكثر تقدما بالنسبة لنظم الحكم والأخلاق من أهل الشرق..


10 - الاستاذ زكريا توفيق
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 11 / 24 - 10:45 )
تحياتى
شكرا جزيلا لتجاوبك ورقى حوارك
يا استاذى الفاضل
ليس كل الناس على نفس المستوى الثقافى ولا الاستعداد التربوى ولا القابلية لذات الفهم .بل هم متفاوتون
فما يصلح لانسان قد لا يصلح مع الاخر ..فهناك العامة وهناك الخاصة وهناك خاصة الخاصة
مبدأ الثواب والعقاب مبدأ هام جدا ولا ينصلح امر الدنيا ولا الاخرة الا به مهما ادعينا غير ذلك
فحتى البلاد العلمانية والالحادية .بل عصابات المافيا ذاتها تطبق هذا المبدء كى تنجح وتستمر
الذى يختلف هو شكل الثواب والعقاب ومعناهما عند كل فئة

وكلما ارتقى الانسان كلما كان عقابه حتى المعنوى اشد من العقاب البدنى الذى يناله العامةكما ان مفهوم النجاح وتقييم الافراد يختلف ايضا فقد اعتبر حصول احد البشر على نسبة نجاح 50 فى المائة نجاح منقطع النظير على الرغم من انى اقد اعتبر نجاح انسان اخر بنسبة 99فى المائة جرم لا يغتفر
فالعامة يخافون من النار ويطمعون فى الجنة
اما الخاصة فيطمعون فى رضا الله ويخافون غضبه
اما خاصة الخاصة فكل ما يتمنونه الا يسقطوا من عين الله حياءا وخجلا
وكل ما يطمعون فيه الا يحرمهم المولى سبحانه من حلاوة ذكره والجلوس فى معيته ولذيذ الانس به
وتحياتى


11 - عذرا سيدى الفاضل
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 11 / 24 - 11:02 )
الغرب لم يتقدم يا استاذى لانهم تخلوا عن الدين
الغرب تقدم لانهم طبقوا ما يدعوا اليه الدين الاسلامى دون ان يشعروا
هم محمديون المنهج دون ان يشعروا
من اجل هذا نجحوا وارتقوا
ومنهج محمد الذى حقق به هدفه مبنى كله من اوله الى اخره على الاخذ بالاسباب والى الدعوة الى العمل و الاتقان والاحسان فى كل شئ
ليس الاحسان كما يفهم الكثيرون هو ان اعطى فقيرا حسنة
لا هذا فهم خاطئ
الاحسان ان احسن كل فعل نفعله فى حياتنا حتى الدنيوية منها

قال رسول الله
(ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه)

هذا الحديث وحده ..وحده كافى جدا لاصلاح امة كاملة فما بالك بالقران كله والاحاديث الصحيحة للرسول الكريم؟؟
فهل طبقه المسلمون فى حياتهم حتى نتهم الرسول والاسلام بالتقصير؟؟؟؟

لقد قال الامام محمد عبده قولته الشهيره عندما ذهب الى اوربا لقد رأيت اسلاما ولم ارى مسلمين. وفى بلدى وجدت مسلمين ولم ارى اسلاما ..ولو استمرت حياته الى يومنا هذا فاعتقد انه كان سيغير رأيه ويقول ..(وفى بلدى لم اجد لا اسلام ولا مسلمين )

قل الحق ولو كان مرا

واشكرك


12 - من حق الحضارة أن تعتمد على عناصر أخرى لتقدمها
محمد زكريا توفيق ( 2010 / 11 / 24 - 21:51 )
عزيزي الأستاز شاهر، رجاء إعادة قراءة تعقيبي. أنا أقول أن الأخلاق المبنية عن الثواب والعقاب تكون غير مستقرة. بمعنى أن الطفل إذا امتنع عن الكذب مثلا أو السرقة خوفا من عقاب والده، قد يكذب عندما يأمن غضب الوالد. لكن الطفل الذي ينشأ وهو يكره الكذب والسرقة لأنهما يؤديان إلى فساد المجتمع وإنهياره، شئ آخر. كل الفلاسفة في الغرب لهم نظريات في علم الأخلاق، ليس بينها أي ذكر للثواب أو العقاب. كتاب أالأخلاق لأرسطو، لم يذكر فيه جملة واحدة عن عذاب القبر أو الحور العين. لكنه ببساطة حاول أن يعلمنا معنى الأخلاق ولماذا يجب أن نتمسك بها. الفيلسوف كانط، أيضا حاول أن يثبت لنا بالمنطق فوائد تمسكنا بالأخلاق. موضوع المساواة بين البشر وتحرير العبيد لم يأت بسبب الشفقة أو الخوف من جهنم، إنما جاء بناء على نظريات فلسفية توضح أن هذا هو الطريق الصحيح لسلام المجتمع واستقراره. لدينا قوانين رادعة ترسل القاتل إلى حبل المشنقة، لكن جرائم القتل مستمرة طول الوقت. من حق الحضارة أن تعتمد على عناصر أخرى لتقدمها ورقيها بجانب الدين. والله إيه يا أستاذ شاهر؟


13 - الى الاستاذزكريا توفيق
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 11 / 26 - 22:38 )
تحياتى استاذ زكريا توفيق
الثواب والعقاب يا دكتور يكون على الاداء وليس على الاخلاق بمعناها المجرد
الصفات الانسانية فطرة ..شئ يجب على الانسان ان يكونه اولا كقاعدة اساسية ينبنى عليها سلوكياته وعلاقاته بالاخرين وكيفية تحقيقه لاهدافه وتقيم عمله حسنا او سوءا

فالاخلاق وحدها لا تكفى لتقييم الاداء
فقد يكون هناك انسان صادقا وامينا ومخلصا مع الناس .ويؤدى شعائره على احسن ما يكون مع الله..لكنه فى عمل محدد لم يقدمه على الشكل المفروض لتقصيره فى الاداء سواء كان هذا التقصير رغما عنه او بسبب سوء ادارته
فهل يا ترى احاسبه كمن اتقن وابدع وحقق نتائج افضل منه فى ذات العمل ..حتى لو كان من حقق العمل واحسنه اقل درجة منه اخلاقيا؟؟؟؟
لو اننا فى نهاية الامر ساوينا بين غير المتساويين فى العمل والاداء لكان هذا ظلما ولشجعنا على الفوضى والاهمال والاحباط
مش كده ولا ايه يا استاذ زكريا؟؟
نحن بشر ..ولسنا ملائكة يا عزيزى

وتقبل تحياتى


14 - شكر
نادية عمر ( 2010 / 12 / 20 - 11:15 )
لقد استمتعت جداًجداً بالحوار وأناشاكرة لك أستاذالشرقاوي كلامك الطيب وقبل ذلك المنطقي جدا ، الذي وافق تفكيري تماماً... ألف شكراً


15 - الى نادية عمر
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 12 / 21 - 17:07 )
الاخت الفاضلة
تحياتى وتشكراتى
تعرفى يا نادية انك من ضمن عدد لا يتعدى اصابع اليد الواحدة الذين تلقيت منهم تشجيعا فى هذا الموقع ..
لست حزينا .بل اننى اعتبر هذا علامة رضا من المولى سبحانه وتعالى لاننى اعرف جيدا فكر ومعتقد كل من يقرأ ويمر على مقالاتى وتعليقاتى و وانا دائما ما ادعو ربى اللهم اجعلنى مع القليل
فهو سبحانه يقول فى قرانه الكريم
وقليل من عبادى الشكور
ويقول
وقليل من الاخرين ....وصفا للمقربين من عباده
ويقول
الا المتقين... وقليل ما هم
ويقول لسيد الخلق ...وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين

فالحمد لله
واشكرك شكرا جزيلا

اخر الافلام

.. جد الطفلة -روح الروح- يرزق بحفيدة جديدة


.. فى الجنة يا رفعت .. رسالة وداع حزينة من جمهور الأهلى للاعب ا




.. صاحب مقولة روح الروح جد الطفلة الشــ ـهيدة ريم يُرزق بحفيدة


.. 167-An-Nisa




.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري