الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معمّمون لكن متمردون

واصف شنون

2010 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ اسابيع مضت بدأ اسم السيد أحمد القبانجي بالبروز والظهور ،والسيد هو رجل دين معمم و(شيخ إمامي ) وسليل عائلة دينية نجفية لها الحظوات الثلات الدينية والإجتماعية والمالية ،بل الحظوة السياسية ايضا فشقيقه الأكبر هو السيد صدر الدين القبانجي أمام جمعة مدينة النجف ورئيس المبلغين والدعاة في المجلس الإسلامي الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بزعامة آل الحكيم.
احمد القبانجي يبدو شابا ً حيويا ً ومفكراً غير هياب ،حتى تنسى وأنت تستمع لمحاضراته الدينية الفكرية الثقافية إنه رجل تلفّ رأ سه عمامة سوداء ، التي طالما كانت غمامة سوداء على رؤوس آلاف من الكسالى والإتكاليين ومصاصي الدماء ومغتصبي أقوات الفقراء والذين يرتدونها من أجل الإرتزاق أو الخداع أو التدين الكاذب ،فلم ينصف أحدهم إلا نادرا ،والنادر الأن هو السيد أحمد القبانجي .
يصف أحمد القبانجي عمامته الدينية على انها شيء مفروض إجتماعياً ،إنها – العمامة – لاتعني اي صفة او درجة أو رتبة خارقة ،انها زي ديني فرضه المجتمع والعرف الإجتماعي . وهذا أمر سائر في كل الأديان والعلاقات وتنوع البشر والطبقات .
السيد القبانجي يفضح وعلانية خداع الدين الإسلامي لمعتنقيه المتعصبين السذج والخبثاء ،ويبدأ بكتاب المسلمين المقدس ( القرآن) فيحلله ويحلل نصوصه ،ثم يعلن وبكل جرأة أن هذا الكتاب هو – كلام الله – نعم ، ولكن لاينفع في عصر الفيس بوك والبوي فريند او الكيل فريند والعمل المشترك الذي يعتمد الفضاء المفتوح والثقة التامة . بل هو غير نافع في ادارة اي مجتمع حيوي نشيط ، فالناس تتطور مع الحياة والنصوص جامدة متجذرة بإهلها وتاريخهم ومستنقعاتهم ،والإرتباط بالماضي السعيد أو الكئيب هو هروب من المستقبل ورضوخ للحاضر الآسن المخيف .
هكذا يفكر رجل دين من الشيعة العراقيين الذين لهم تاريخ في الرفض والإجتهاد وتفسير القرآن حسب المنطق وروح الشارع وحاجات البؤساء ،بغض النظر عن الوقائع والتاريخ ، يصف أحمد القبانجي - القرآن الكريم- على أنه كتاب مرصوف بشكل خطابي وموجه بشكل أوامر الى الهمج والرعاع أنذاك (قبل مئات من السنين ) الذين تم بفضلهم وحسب الأوامر والوعود المادية والجنسية بناء دولة الإسلام الإولى والقيام بإحتلال قصبات الدول النهرية غير المسلحة التي كانت تجاورهم ويحلمون بها ، بل وصف السيد القبانجي (جنّة المسلمين الموعودة ) على أنها جنّة فارغة من الحياة والعمل ،وانها "أشبه بحظيرة أغنام وإسطبل للحمير" ، فهو يتسائل وكأنه يعيش في القرن الثامن عشر حينما ثار الناس ضد سلطات الكنيسة ،حيث يقول كيف يجوز لنا أن نصدق بجنّة تفصل النساء عن الرجال ، وهي الحياة الأبدية ، كيف يقضي الزوج فريضته وهو معفى من الفرائض أساساً ،وكيف سوف يرضي زوجته جنسيا ً ولديه الاف من حور العين مجانا ًوليس لديه مهمة سوى الأكل والشرب والنكاح والنوم ، ثم ماهي فائدة الجنة واقعاً ومنطقيا ً ، وأضيف للسيد أحمد القبانجي السؤال التالي :هل يفرق الله مابين هتلر وستالين وغاندي وتشرشيل وخميني وعيدي أمين ، وكيف له أن يفرق وهو ابو هذه الرحمة التي أسمها الحياة والمحبة . طبعا السيد أحمد القبانجي يقول أن الله رحمة وسلام لكن شيوخ الإسلام حولوا الله الى طاغية يعاقب ويؤذي ابنائه بكل قسوة وهمجية .

غالبا ما خرج على الناس في زمانات العراق مفكرون متمردون تم قتلهم بحجة الزندقة وعصيان الدين وإشهار الردّة ، ولا أجد اية ردّة يتم بموجبها مصادرة حياة إنسان بل حياة حيوان أو فراشة عمياء ،السيد القبانجي وافكاره تم رفضها تماما ً وقد وصفوه بالمعتوه وشارب الخمرة ، وكأنهم اطباء نفسانييون يحللون تمتمات الشفاه وحركات الأفواه وعصرات الخدود،أحدهم شتمني من كالفيورنيا لأني نشرت محاضرة للسيد القبانجي على صفحتي في الفيسبوك ،واخرون وبسبب عدم الجرأة قالوا يمعود لايمكن الثقة في – معمّم - ،ولكن والحق كل الحق يبدو ان سيدنا ابو شهاب لا ينوي سوى الصراخ عاليا ً – يمعودين كفى – لقد جعلتم الحسين يتقلب في ضريحه !!!!.

هل سوف يموت القبانجي بعبوة لاصقة ، أم سوف يموت مسموما ً صامتا ً مع وثيقة طبية تقول – لقد مات في السكتة الدماغية -؟؟؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع... ولكن
نيسان عيساوي ( 2010 / 11 / 24 - 01:58 )
تحية محبة واحترام استاذ واصف شنون الحبيب

موضوع رائع حقا، لكن... النهاية غير سعيدة.

تقبل مني فائق الاحترام

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah