الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الاهواز -عربستان -منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن، الفصل الثامن ، الحلقة السابعة

جابر احمد

2010 / 11 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تاليف : موسىى سيادة
اتفاقية شركة النفط الايرانية - البريطانية مع الشيخ خزعل و عواقبها .
وقعت شركة النفط الايرانية- البريطانية عام 1909 معاهدة مع الشيخ خزعل امير عربستان تعهدت بموجبها ان تدفع له سلفا ولمدة 10 سنوات مبلغ قدره 65 جنيه استرليني عن كل عام وذلك ازاء تأجير ما يقارب الميل من اراضي عبادان لغرض تأسيس مصفاة للبترول عليها .
و تضمنت احدى بنود هذه الاتفاقية انه في حال اي تمديد لها مستقبلا فان تأجير الاراضي المذكورة سوف يرتفع الى 1500 جنيه استرليني سنويا ، كما حصل الشيخ بموجبها على قرض بلغت قيمته 10آلآف جنيه ، وقد اتفق ايضا ان يكون حراس الشركة من بين قبيلة الشيخ خزعل . وفي عام 1913 اعطي الشيخ وعدا بأن يدفع له 2% من الارباح الصافية للشركات المرتبطة بشركة النفط البريطانية - الايرانية .
من جهة اخرى سعى الشيخ خزعل وفي سبيل الوصول الى اهدافه الاستفادة من الالمان ايضا . لذلك عندما امتنع البريطانيين من منحه قرضا في مايو- ايار من عام 1909 بمبلغ 5000 الى 6000 جنيه استرليني ، دخل في مباحثات مع شركة المانية تدعى " ونك هاويس وشركاءه " حول منحه مثل هذا القرض وقد توصل الى ما يريد .
ومن خلال الاساليب الانفة الذكر تمكن الشيخ خزعل وخلال 5 سنوات اي من عام 1909 الى 1914 ان يجبر بريطانيا وفي اربعة امور منفصلة عن بعضها لاجراء تعديلات على الضمانات الممنوحة له من قبلهم . وقد دخل في مارس من عام 1909 في مباحثات مع البريطانيين واعرب له ان ضماناتهم سوف يحافظ عليها طالما بقيت ايران بلد ملكيا ،ولكن عندما اندلعت ثورة الدستور طلب منه كل قادتها الوقوف الى جانبهم وفي الوقت نفسه طلب منه حماة الملك القاجاري الوقوف الى جانبهم ولكن ما كان يخشاه هو في حال وقوع حرب بين موالي ثورة الدستور وموالي الملكية هل بامكانه ان يقف في المستقبل الى جانب المنتصر ؟ وفي مثل هذه الحالة هل يقوم البريطانيين بالايفاء بتعهداتهم عبر تأمين الحماية له من قبل تجاوزات الحكومة المركزية غض النظرعن طابعها السياسي ؟ في الوهلة الاولى لم ترغب وزارة الخارجية البريطانية ان تعطي اي تعهدات للشيخ خزعل ، و لكن وزير الخارجية البريطاني " السير ادوارد جري " امر المفوض السامي السياسي البريطاني " كاكس " ان يبذل قصارى جهده لتبديد مخاوف خزعل وان يجعله متفائل بالمستقبل لان بريطانيا ستكون ملتزمة بتعهداتها السابقة ازاءه مهما جرت من تطورات في ايران .
في الوقت نفسه رأى " جري " ان ايصال مثل هذه الرسالة الى الشيخ خزعل مهمة تبدو صعبة ، لذلك اوصى وفي سبيل كسب وده واثبات حسن نية بريطانيا تجاهه ان ترفع طلقات مدفع تحية الشيخ خزعل من 5 طلقات الى 12 طلقة ، ورغم ان العمل بتنفيذ هذه الوصية قد تأخر الى ما يقارب العام الا انها في نهاية المطاف نفذت .
اما فيما يخص الضمانات المستقبلية فقد ابلغ" كاكس " في 16 من مايو من عام 1909 الشيخ خزعل بانه سمح له اكثر لكي يطلعه على ان اي تغيير سوف يحدث في ايران فان الحكومة البريطانية على استعداد للدفاع عنه في مواجهة اي تجاوز او اعتداء على حقوقه من قبل الدولة المركزية وذلك بموجب الوعود التي قطعتها له بريطانيا عام 1902 ، وبما ان بريطانيا تسعى الى ادخال تعديلات على قواتها البحرية بحيث تتحول اساطيلها من الاعتماد على الفحم الحجري الى الاستفادة من البترول ، من هنا فان اكتشاف البترول في اقليم عربستان في مايو من عام 1908 وبناء مصفاة لتكريره في مدينة عبادان وربط هذه المصفاة عبر انبوب بحقول النفط في مسجد سليمان، دفعت بريطانيا الى الاعتماد اكثر فاكثر على خزعل وذلك من اجل الحفاظ على مصالحها في هذه المنطقة المضطربة والحيوية من العالم . وعلى هذا الاساس فان مجموعة المصالح التي كان يسعى اليها الشيخ خزعل والمجمدة منذ عام 1904 من بينها الحصول على قروض وتنفيذ بعض المشاريع الزراعية قد تحققت ، وعلى الرغم من الضمانات التي اعطيت له عام 1909 من قبل بريطانيا الا ان الشيخ لم يكن راضيا تماما ، وكان يشير الى ان القبائل العربية الواقعة تحت امرته غير راضية من تطور العلاقات بينه وبين الحكومة البريطانية ، هذا الامر ايضا صرح به الشيخ مبارك امير الكويت الصديق المقرب من البريطانيين ووالد زوجة الشيخ خزعل ، وذلك اثناء المباحثات التي جرت بينه وبين مجموعة الضباط البريطانيين حيث اعرب لهم قائلا : ان العشائر العربية قلقة على مستقبلها ، وان كان من الممكن ان يعقدوا اتفاقا حتى يبعدوا عن تدخل الايرانيين و الاتراك في شؤونهم ، ولكن سوف يبقون عرضة للتدخلات البريطانية التي لا تنتهي بحيث تتدنى حالتهم وشيخهم الى ما هو الحال عليه في البحرين ،اذ لا يمكن لامير البحرين القيام باي عمل هناك دون اذنا من المفوض السامي البريطاني ، انهم لا يستطيعون جني اي فائدة تعوض من هذه المعاهدة في حين انهم في الوقت الحاضر يعلمون ان العشائر العربية اذا نظمت نفسها سوف تجعل الاوضاع مرة على الايرانيين و الاتراك معا ولكن لابد من ايجاد تفاهم بين خزعل والبريطانيين حتى تتمكن المحمرة ان تسير بطريقها موفقة منصورة .
شيخ خزعل يخشى المواقف البريطانية ويطالب بضمانات :
وكان شيخ خزعل يخشى الغاء دوره فيما اذا ضمت بريطانيا امارته اليها، لذلك كان يلح على ان يعطى تعهدا من قبلها يقضي بالمحافظة عليه وقبائله و توضح حقوقه و ان يعوض عما يفقده
من هنا رأى "كاكس " ان افضل السبل لازالة مخاوف العشائر العربية الواقعة تحت امرة خزعل هي ان التعهدات التي تعطى للشيخ مستقبلا يجب تحتوي التاكيد التالي : ان هذه التعهدات تعتبر سارية المفعول طالما يحضى الشيخ بتأييد القبائل العربية . وفي مثل هذه الحالة يمكن عرض وثيقة كهذه على القبائل العربية ، الا انه في المقابل لم يرضخ لمطالب الشيخ وتم حذف اي فقرة تشير الى حقوقه او تعويضه لما يلحق به من اضرار .
وفي خريف عام 1910 اعطت القناصل البريطانية في جنوب ايران وعودا متعددة الى الشيخ خزعل تؤكد من خلالها على ان بريطانيا ستحافظ على مصالحه الموروثة في اقليم عربستان ،ولن تسمح للدولة المركزية الايرانية بأن تلحق بهذه الحقوق اي اضرار . ولكن في اكتوبر من نفس العام رأى الشيخ خزعل ان هذه الوعود غير كافية فضغط مرة ثانية على المفوض السامي البريطاني في الخليج " السير برسي كوكس " بأن يمنحه تعهدات اقوى واكثر وقد اثمرت هذه الضغوط حيث حصل على ضمانات اكثر وضوحا ومضمونها هو ان بريطانيا العظمى تتعهد للشيخ انها ستدافع عنه فيما اذا ظهرت اي بوادر من الدولة المركزية الايرانية ضده او ضد حدود حكمه واملاكه الموروثة ، وان هذا الدفاع سوف يستمر حتى الوصول الى حل مرضي . كما ان الشيخ وازاء التعهدات الآنفة الذكر وعد البريطانيين انه في حال تعيين ولي عهده سوف يتشاور معهم ويطلعهم على ذلك سرا . وانه لن يقدم على تعين ولي للعهد في اقليم عربستان دون التشاور المسبق مع البريطانيين .
شيخ خزعل يقلد وساما بريطانيا :
لقد رأت بريطانيا وتقديرا لمواقف الشيخ خزعل في الدفاع عن مصالحها في المنطقة وخاصة نشاطها التجاري في البحر ان تمنحه وسام تقديريا من نوع (K. C .L.E ) فكلفت المفوض السامي البريطاني في الخليج "كاكس " بالذهاب الى المحمرة لتقليده هذا الوسام وفي 15 من تشرين الاول من عام 1910 وفي حفل جرى في قصر الفيلية ، قلد كوكس الشيخ خزعل هذا الوسام وفي هذا الحفل تحدث " كاكس " قائلا : ان اي تغيير في شكل الحكم في ايران او في دستورها ، فأن بريطانيا لن تسمح ان يؤثر ذلك على امارة الشيخ خزعل واضاف ان هذه التعهدات تشمل خلفائه الذكور من بعده .
انتهت الحلقة السابعة من الفصل الثامن وتليها الحلقة الثامنة .
تمت الترجمة عن اللغة الفارسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و