الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانيه المنافقه

مصطفى الحاج صالح

2010 / 11 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في بلادنا ( سوريا) أم نقول في عالمنا العربي جملة تستخدم المفاهيم والمسميات ؛ الأفكار والمباديء؛ العقائد والمذاهب كأسلحة وليس كأدوات معرفية أو كنظم تفكير تتيح لمستخدمها التعرف على محيطه في الزمان والمكان أو كإسلوب مختار في الحياة والإدارة كالإشتراكية مثلا والعلمانية اللتين تتيحان تنظيم سبل العيش والإدارة، هذا ما آل إليه في الآونة الأخيرة حال هذه الأخيرة ـ العلمانية ـ التي تحولت من إسلوب في الحياة و في الإدارة إلى سلاح لقطع الأعناق وقطع الأرزاق ..إن كان مفهوما لجوء الأنظمة الحاكمة بين حين وآخر إلى استخدام مسميات ومفاهيم بعينها من أجل إدامة حكمها ولتضرب بتلك الأدوات المفاهيمية ( سواء كانت محولة إلى قانون أو من دون نص قانوني ) معارضيها من دون رحمة والأمثلة على ذلك أكثر من أنْ تحصى ( استخدمت القومية و كذلك الاشتراكية لتصفية الخصوم السياسيين على مدى نصف قرن وأكثرِ) لكن ما لا يفهم هو لجوء( مثقفين وكتابا ) إلى مقاربة ما تقوم به السلطات ؛ خاصة في سوريا؛ من خلال العلمانية والعلمانية هذه تبارك أجراءات النظام المختلفة في مواجهة التيار الديني أو بالأحرى وهو الأصح مواجهة ظاهرة التدين وهي ظاهرة عامة وطبيعية وأسبابها كثيرة ليس هنا أوان التوسع فيها .. قرأت وسمعت كثيرون يتحدثون عن فصل معلمات ( منقبات أو محجبات من سلك التعليم) وكأنّ العلمانية لا ترمي إلا إلى شيء واحد نزع المجتمع من دينه في حين يفترض بها انسجاما مع طبيعتها الفردية وعلاقة ذلك بالحرية الشخصية فصل الدولة عن الدين من خلال وضع ضوابط قانونية عامة تمنع الدولة ذاتها من التدخل في الفضاء الديني الخاص للمتدينيين كما تمنع القائمين على الدين من استخدام الدولة لغايات دينية فماذا يتبقى من العلمانية عندما تستخدم كسلاح .. ؟ وهل مطلوب منا كما يرى بعضنا نزع المجتمع من دينه ..؟ ما الغاية من ذلك ..؟

في سوريا تبدو العلمانية كما كانت الإشتراكية قبل ردحا من الزمن ذات بعد طائفي فما تخفيه الدعوات العلمانية وما يقوله علمانيون لا ينبع من قناعة حقيقة بهذا الخيار أوذاك بقدر ما ينبع من أمرين يعاضدان بعضهما ولا يجدان من يجرؤ على الجهر بهما الأمر الأول الامتيازات [ بغض النظر عن مستوى هذه الامتيازات فبعضها قطعا متدن ] امتيازات وفرتها سلطة [ طائفية؛ هذا واقع وليس رأي ] ألأمر الثاني الخوف ؛ الخوف من الغد وهذا أمر يجد تبريره في تجارب الأخرين من جهة وفي طبيعة التيارات الدينية لدينا ؛ هذه التيارات تسعى إلى السلطة من خلال الدين وهي عموما تيارات متعصبة متطرفة غير متسامحة ولا يوجد ما يدل على أنها ستكون مختلفة كثير عن طالبان في إفغانستان أو عن واقع الحال في الجمهورية الإسلامية في إيران وهنا يطرح النفاق العلماني عباءته كي يحجب واقع التدين عن الشيعة بل وعن ظاهرة التشيع على مدى العالم العربي والإسلامي فتراهم إما صامتون لا تحير علمانيتهم شيئا عن واقع المرأة الملفوفة من أعلاها إلى أسفلها في إيران أو عند المتشيعون على الأخص أو يلجئون إلى لوي الأعنة باتجاه آخر .. فليس أمريكا وحدها من تكيل بمكيالين وليس العالم الغربي من يفعل ذلك فحسب بل ونحن نفعل ذلك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النقاب ليس حرية شخصية
إيمان المصرية ( 2010 / 11 / 27 - 07:06 )
على حد علمي أنهم أبعدوا المنقبات فقط وليس المحجبات. ومع أني لست مع الحجاب أو النقاب ,لكن يبقى الحجاب مسألة شخصية أما النقاب فهو مختلف. فحرية الإنسان تقف عند حريات الآخرين. حيث أنه لايمكن أن يكون هناك تواصل بين المعلمة المنقبة وبين تلاميذها. من أين أن يعرف الطالب مثلا أنها مستاءة من تصرفاته السيئة, أو أنها تبتسم له رضاءا على تصرفاته الجيدة.. ثم من أين أن يعرف الطالب أمه من سيدة غريبة من معلمته من زميلته؟ ماهؤلاء الأشباح الآتي يضطر إلى التعامل معهن في كل يوم دراسي؟؟ وإذا كان الدين لم يطلب منهن النقاب, لكنه ذكر أن صوت المرأة عورة, فلماذا يخرجن للعمل وخصوصا للتدريس الذي يتطلب عادة الصوت العالي كي تصل المعلومة لكل الطلبة.. المرأة التي تقتنع بالنقاب عليها أن تقتنع بأن تقر في بيتها أولا.. وأتمنى أن تحذوا باقي الدول حذو سوريا.في كل المؤسسات والأماكن العامة أيضا

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب