الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانغلاق الفكري الديني

جورج حزبون

2010 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



أصدر مفتي فلسطين دعوة للبدء في صلاة استسقاء كافة أنحاء البلاد، ودعا إلى وقف المعاصي والآثام لأنها سبب عدم هطول الأمطار!؟ وكأن باقي العالم ليس بها معاصي، وإن من تداهمهم كثرة الأمطار أيضا ابتلاء من الله لما فيهم من معاصي؟! أو ليست هذه غيبيات؟ لقد فكرت البشرية أن الأمطار تأتي من قرار إلهي، فقضى العلم إنها عملية موضوعية متكاملة، ومنها التحولات الراهنة في المناخ العالمي، وظاهرة الاحتباس الحراري، ثم الامتداد العمراني واقتلاع الأشجار وبناء المستوطنات مكانها وبناء الجدار وتخريب التربة، كلها أسباب تؤدي إلى تغيير مناخي في البلاد، فالاحتلال أصل البلاء، وظواهر التصحر مسؤولية البشر، وإن المناخ علم وليس تنبئ أو عطف سماوي.
إن الارتهان إلى مثل هذه المفاهيم، لن تفسح مجالا للعلم، وهي مسألة ملموسة فالغالبية من الأجيال الشابة تهاجر بعد أن تجد لها موقعا أو فرصة للعمل في مناخيات الاغتراب الفكري، ولا نجد أي اهتمام بهجرة العقول التي هي وحدها القادرة على مواجه التحديات الوطنية والعلمية المعاصرة والنهوض بالمجتمع، في حين تعقد إسرائيل ورشات عمل ودراسات لحالات ضعيفة من هجرة العقول، ومدى تأثير النووي الإيراني عليها حيث لا يرغب الشباب بالعيش تحت تهديد بالحرب أو النووي، فهذه أصبحت سمة لشباب العالم وهي ( الاستقرار) والتطور في قرية عالمية ضاقت بالاتصالات ووحدت بالانترنت الشباب بحالة (كوزوموبولتية) غير مسبوقة.
إن لغة الخطاب السياسي والديني يجب أن تتغير، فلم يعد ممكنناَ البقاء في حضرة فكر عمره ألف عام، ولم يعد منطقيا التعامل مع الابتكارات العلمية بشعار( سبحان من سخرها لنا...) فالحكم اليوم للعلم فقط وما لا يصمد للتفسير العلمي وهم، كما أن المساحة المعطاة للحركات الدينية الرسمية والمجتهدة دون دعوة إلى مراجعات نقدية، تمثل ظواهر إحباط وضيق على آفاق الأجيال المنفتحة بالعلم والمعرفة، ولا يجوز مواجهة ذلك بقراءة دينية منتزعة من سياقها التاريخي لتبرير هيمنة أنماط وهمية من ماض سحيق غير قادر على فهم الحاضر فأصبح معارضا للمستقبل.
من المعروف أن الاحتلال بطبيعته حالة قمعية ماضوية مستلهمة في روح بربرية عاشتها البشرية وفي بعض المراحل استخدم المقدس في إشعال تلك النزاعات لإخضاع المخالف للرأي أو للتوسع بالأرض ضمن مفهوم الرسالة المقدسة، لم يعد ممكننا استخدام تلك المفاهيم اليوم،فقد أصبحت هجينة ومضحكة، وإن التوجه نحو التعاون الإنساني لمواجه أخطار الطبيعة وتغير أساليب استخدامات البشر للأرض للمحافظة على كون نظيف ومساحات خضراء سمتها الأمم المتحدة (طبعة القدم) كحد أدنى يسمح للأرض بالتنفس وللبشر للعيش بأمان وحرية، وبهذا فإن كل ما يقف معاديا للسلم والحرية ليس من طبيعة العصر ولا من النظام الإنساني المفروض إقامته وإنهاء صيغ الماضي البائد والمستند للعنف والانغلاق والقمع والظلم.
ولعل المبكي أكثر إن يطلب إمام الجمعة من المصلين أمس إن يلبسوا الملابس مقلوبة ، للبدء بصلاة الاستسقاء، ذلك حتى نشعر الخالق بذلنا ؟ ونستجديه لقبوله إسقاط الإمطار ؟ هكذا يتم التعامل في قضايا الناس في القرن الحادي والعشرين ببلادنا ! فهي استخفاف بالخالق ، واستهتار بالمخلوق ، ان هذه الأنماط السائدة لا تمكن المواطن من مواجهة تحديات العصر وهجمات الاحتلال برؤية علمية ، بل تجعل أكثر ارتباطا بالماضوية والانفلاق والقدرية الجبرية ن ثم ماذا تقول لأسباب هجرة العقول وهي لا تجد لها مكانا إمام هذا النهج والتساوق بين القوى المتصارعة على السلطة من اسلاموين نصف علمانيين ، حيث لا خلاف إيديولوجي بينهم بل مصلحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قد أنصفت لو ناديت حيا
جيفري عبده ( 2010 / 11 / 27 - 14:37 )
على من تقرأ زبورك يا داوود؟
هل وصلتك فكرتي؟
انهم مغيبون يا حبيبي فلا تأس على المغيبين
وتقبل تحياتي


2 - يا لضياع صرختك!...
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 11 / 27 - 14:58 )
يا سيد حزبون..آه..ثم آه.. وألف مرة آه ثم آه.. لمن توجه كلامك ـ الصرخة.. رغم صحته.. رغم صوابه وحقيقته ألف مرة..لا من سميع ولا من فهيم. سوف يرد عليك شيخهم الداعية الذي يحثهم على قلب ألبستهم يوم صلاة الجمعة, أنك نصراني كافر زنديق عدو للإسلام.. وتنتهي الحجة. وهكذا يا سيدي الكريم, وكالعادة يضيع كلامك الصحيح كالغبار في وادي الطرشان. كما ضاعت وتضيع الحقائق المنطقية في بلادنا من مئات السنين وتخنق كل موضوعية ويبعد كل صواب.. لا تتعب نفسك.. دعهم يمضغون (قات) الغيبيات, ودعهم ينتظرون.. ينتظرون المطر.. ينتظرون الفقيه.. ينتظرون الوحي.. ينتظرون ليلة القدر.. وتستمر مآسيهم وهم ينتظرون..القبول والانتظار وطاعة أولي الأمر منهم, ولو كانوا أفسد الطغاة...
ولك مني لـجـهـدك الضائع أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


3 - مردود عليك ماافترءات
الاردن/ سياج خالد المجالي ( 2010 / 11 / 27 - 15:27 )
للأسف الشديد انك تتناسى المعتقدات وما انزل على الخلق واعتقد ان العلمانيه بغير ما ذهبت اليه وان اردت ان يحترم ما تفرد عبر المؤسسه المتقدمه فكريآ وتنويريآ فعليك احترام الروحانيات والتي اتت مع الخليقه فنحن بشر ونعتقد بأننا ننبذ العنف وقهر الغير وهضم حقوقهم ولكننا لا نقلل من شأن المعتقد المسالم والذي يدعوك للتقرب لخالقك متذللأ 00بدل التماهي بالخطاء للخطيئه


4 - عتاب خارج السياق
جورج حزبون ( 2010 / 11 / 28 - 13:49 )
ما جاء في التعليق الثاني يذكر بقول المتنبي : وكم من عاتب قولا صحيحا
وافته من الفهم السقيم .
لم اناقش الدين ، انما تعرضت للاسلوب ، والهروب من الواقع الى الغيبي ، وليس التذلل هو ما يقطع نياط قلب الله فيجود بالغيث ، ولست متفردا لدين معين فالجميع يملرس ذلك ، بل عند المسيحين يحملون ادوات لاخراج اصوات متوجهين ( لام الغيث ) وهي هنا العذراء مريم .
انا افتتح حوارا موضوعيا انيا والذي يبدو انه عظم الله اجركم

اخر الافلام

.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني


.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم




.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran