الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الملحدون قساة القلوب ؟

صادق العلي

2010 / 11 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العقلانية المفرطة التي جاء بها فلاسفة الفكر الالحادي ابتداءا من دارون الى ماركس و انجلز وغيرهم من الذين يمتلكون عقلا ً جبارا ً أستطاعوا وضع نظريات لبناء مجتمعات لأنقاذ البشرية المعذبة ولكن دون جدوى .
وعندما نقول بأن هؤلاء يمتلكون عقلا جباراً فانهم بالتاكيد لا يمتلكون قلباً جبارا لانه وهذا معروف للجميع بانه لا يجتمع القلب وما يمثله من رقة ورهافة الاحاسيس مع العقل المشيطن الذي يخطط للقتل والتدمير والحروب ! حتى عندما انتج لنا تكنلوجيا فانها جاءت على حساب الانسان الذي اصبح ارخص من اي آلة في كل مصانع العالم وان الطرد الجماعي للعمال من المصانع والمعامل للعمال البسطاء وادخال الكمبيوتر والماكنة المتطورة السبيل الوحيد لتوفير اموال اكثر بالنسبة لاصحاب الشركات .... وانا هنا لست بصدد المقارنة بين القلب والعقل لاني سوف انحاز الى القلب بالتاكيد هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فاني موضوعي هو لماذا ومع كل يوم اتاكد بان اصدقاءنا القدامى ( الملحدون ) تزداد قساوة قلوبهم ؟ لا اعرف لماذا !
بعدما طرح دارون نظريته ال .... ! قال البعض ( لماذا نؤمن الله بعدما خلقنا وتركنا في هذه الحياة التي تسير على منوالها ) وهؤلاء البعض قد حسبوها وفق منطق خاص بهم وفي ظروف معينة طبعا هذا الفهم عقليا وليس فهماً قلبيا بمعنى عقلنة نتائج الفكرة والتي هي بالاساس فكرة عقلية يلعب فيها الفهم المادي الدور الكبير دون الالتفات الى القلب .
عند البعض ( وبدون تسميات ) فان فكرة الله تداعب المشاعر ! والاعتقاد بالله يتم بالقلب ... مرورا بالخطيئة ومن يغفرها والسلطة العليا التي هي تعطي ما تشاء وتأخذ ما تشاء بغير ... ناهيك عن الامل بالغد وما تحمله هذه الفكرة ( فكرة الله ) من بشائر خير لهؤلاء الفقراء المعذبين الذين لو تحسنت ظروفهم السيئة لما انتظروا من يغفر لهم خطاياهم !
عندما قر أت رسالة ماركس الى زوجته جيني وبعد فراق طويل بينهما لم اصدق بان هذا الشخص الذي يعتقد البعض بأنه الاقدر والاذكى وكل صيغ التفضيل تنطبق عليه ( كما يعتقدون ) لم اصدق ما قرأت ليس لانه غير رومانسي فقط ولا لانه لا يستطيع التعبير عما يشعر به اتجاه زوجته ... ولكني ادركت في حينها بان هذا الشخص قد اغلق قلبه والى الابد وانه موغل في العقلانية والتي اتت على مشاعره فحولتها الى ( الارض اليباب ) ! .
بالرجوع الى اصدقائنا القدامى ( الملحدين ) فانهم ينظرون بعين الشفقة والرأفة الى المتدينين على انهم قد تركوا عقولهم جانبا وانهم مغيبون ولا يدركون حقيقة ما يجري وان البعض يستخدم الدين كوسيلة لبناء امجاد شخصية ابتداءا من ..... الى يومنا هذا !
ومع ذلك اقول لهؤلاء اين العقل الذي اوصلكم للحقيقة المطلقة التي يملكون ! واين المجتمعات التي وضع أسسها ماركس والتي انتظرتها البشرية كمن يرى السراب ماءاً ؟ واين كل النظريات العقلية التي سببت لنا الصداع وضياع الوقت والمال والجهد ؟ واين الكتب وما تحويه من افكار والتي اصبحت تؤوّل مثل الكثير من الفتاوى التي يفهمها البعض من (.... ) ؟
لا شيء من كل هذا طبعا فلا نظرية ماركس انتجت لنا مجتمعا انسانيا ولا الافكار العقلانية التي نادى بها بعض الفلاسفة اوصلتنا الى بر الامان ! فقط تخلص من قلبك ومن مشاعر الخوف والرهبة التي تقيدك ولا تجعلك ترى الامور كما يجب وحكّم عقلك الذي لديه القدرة على اتخاذ الطريق الصحيح عندها ستصل الى الحقيقة المطلقة عندها ستعيش سعيدا ً بدون قيود بدون منغصات وبدون الالتزام المقيت وكذلك ليس هناك من يغفر لك خطاياك ! لا تنسى ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا ليسو قساة القلوب حتما
بشارة خليل ق ( 2010 / 11 / 28 - 03:00 )
صحيح ان هنالك فكرة عند غالب الملحدين ان المؤمن مغيب العقل وخاضع وراثيا لخرافات موغلة في عمق التاريخ ذات اصول اسطورية الا انهم ليسو قساة القلوب بالتعريف رغم الميل الواضح لتغليب الظواهر المادية وانكار الماورائيات.القضية المحورية بعيدة باعتقادي عن ثنائية العقل والقلب القضية الاساسية هي في مجموعة المفاهيم والمعتقدات التي تحدد الخير وتحدد الشر ولنا فيمن يذبح الابرياء العزل ,على اساس انه تنفيذ لامر الهي ,خير دليل ,من قبل الارهابيين المؤمنين جدا , على قسوة القلب
هنالك تطرف عند الملحدين كما عند المؤمنين لا شك في هذا
لكن ما لا استوعبه غياب الرادع الاخلاقي المتمثل ب-احتمالية-وجود عقاب وحساب رباني بعد الموت او عدم وجود هذا -الاحتمال- ,عند المؤمن والملحد على التوالي


2 - علماني مغاربي
محمد بودوهي ( 2010 / 11 / 29 - 01:55 )
تفحص جيدا تاريخ البشرية يا سيدي لترى أن أبشع ما ارتكبته الإنسانية في حق نفسها من مآسي وآلام ومجازر وعذابات كان نتيجة الطغيان والاضطهاد الذي كان يمارس باسم الدين . فباسم الدين كان الحكام بتنسيق مع الفقهاء ورجال الدين يحاربون العقل والعقلانية ويكفرون العقلانيين ويقتلونهم ويرمونهم في السجون ويشنقونهم في الساحات العمومية ليكونوا عبرة لغيرهم . وقع هذا في التاريخ الإسلامي ولا زال يحدث حتى الآن ، ووقع في تاريخ المسيحية وحتى عند اليهود
أما عن ماركس ونظريته وحياته فأرجو أن تطلع على الحد الأدنى منها حتى تصحح كل ادعاءاتك عنها لأنها كلها خاطئة ، بل وفيها الكثير من التحامل المجاني ليس إلا


3 - المشكلة بمن يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة
علي سهيل ( 2010 / 11 / 29 - 03:07 )
مشكلة البشرية الادعاء بامتلاك فئة معينة الحقيقة المطلقة، ومن خلال الاعتقاد بانها مفوضة لانها تمتلك هذه الحقيقة المطلقة التي انزلت او أوحت من السماء قتلت وسبت واستعبد الانسان اخيه الانسان، وبأسم الله تم غزو شعوب وبلاد، والقتل والتشريد، وايضا باسمه تم نهب الشعوب تحت عدة مسميات، لقد جعلوا هذا الاله عاجز ضعيف مستكين وهم الذين ينصرونه، الله القدوس الكلي الطهارة القادر الذي خلق الانسان على صورته ومثاله وعلى أحسن تقويم لا يحتاج مساعدة الانسان لنصرته لانه هو الرزاق الذي يرزق الابرار والاشرار والمؤمنين والكفار ولا يفرق بين احد.
فمن يدعي بانه يمتلك هذه الحقيقة المطلقة الموحى بها هو يكون قاسي القلب بلا رحمة ولا شفقة يقتل ويبطش ويسبي وينهب ويستعبد بأسم هذا الاله، اما العقلانيون الذي يخضعون كل شيئ للتجربة المادية الذي تسميهم انت -الملحدون- اعتدي عليهم وقتلوا وشنقوا وعذبوا واتهموا ذورا وبهتانا وبأسم من؟؟ باسم هذا الاله !!! ولولاهم عبر جميع العصور والاعتماد عليهم، تارة لاستغلالهم وتارة التشنيع عليهم ايضا لزيادة نفوز هذا الاله، لما تطورت البشرية وارتقت الانسانية من حضيض الجهل إلى النور والمعرفة.

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah