الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاشيون في إيران ومحرقة كتب التاريخ

محمد حسن فلاحية

2010 / 11 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كثيراً ما سمعنا من الفاشيين الفرس والذين أعماهم الحس الوطني الكاذب الذي يداعبون به مشاعر شعبهم بصناعة مقولة شعب الشعوب في العالم عبر استخدام الشوفينية كمنطلق أعمى للوصول الى همجية إحتقار الأخر وجلّ حقد هؤلاء إنصب وينصبّ طيلة قرن على العرب بإعتبارهم من مزّق الحضارة الفارسية التليدة عبر حوافرخيلهم وأقدام جنود سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد الحفاة العراة الذين لم يتعرفو على مفهوم الحضارة وهم أكلة الجراد والجرابيع يوئدون بناتهم وينامون على حصير النخيل ويمزقزن علم فارس وسجّادة كسرى لعدم معرفتهم بالقيمة التي تحملها ويدمرون مكتبات زاخرة للفرس بعد أن وطأت أقدامهم بلاد فارس ويشربون لبن الجمال النتن ، هذه أوصاف ذكرها الكثير من الذين نصّبوا أنفسهم مؤرخين فرس أمثال"عبد الحسين زرين كوب"وغيره من سار على دربه والمستشرقين الذين هم أول من حقن الحضارة الفارسية التليدة والعداء للعرب لهؤلاء القوم .واليوم نرى عكس هذه الاتهامات تصدق على هؤلاء حيث قام المؤرخ الايراني الشوفيني " فرهاد حکيم زاده" وهو رئيس مؤسسة الترااث الإيراني في لندن بتمزيق 150 كتاباً وفصله لعشرات الصفحات من الكتي القيمة في مكتبة لندن الوطنية بشفرة موسه الحادة بالعداء والحقد لأن هذه الـكتب لم تذكر ما يرغب به أمثال هذا المؤرخ الحاقد حول حضارة فارس والشعوب التي جاورتها منذ القدم وهم العرب والترك والبلوش والأكرد. وجلب إنتباهي تساؤول أحد الأتراك الايرانيين بقوله"ماذا سيفعل إذن هذا المتربي بأحضان الديمقراطية الغربية لو استلم الحكم واليوم هو يشذّب كتب التاريخ لأنها لا تعترف بما يتمناه لابد أنه سيشذب رؤوس معارضيه من العرب والترك والبلوش والتركمان في إيران اذا استلم الحكم؟!" .
في هذا الإطارنقلت صحيفة الـ "غاردين" في تقرير لها أنّ محاكمة الايراني المتهم بتمزيق الكتب التاريخية والتي ألحق بها اضراراً جسيمة عبر فصل أجزاء منها بشفرة الموس في فترة استغرقت سبعة أعوام بدأت في لندن للبتّ في الموضوع .
وتضيف الغاردين أن هذه الكتب تشمل رحلات لرحالة غربيين الى بلاد الرافدين و إيران والامبراطورية المغولية وهي كتب عبارة عن مخطوطات ونسخ خطية لاتقدر بثمن قام الايراني بتمزيقها . وظل الباحثين على حد تعبير الغاردين في المكتبة البريطانيا عاجزين عن معرفة دوافع هذا الباحث الايراني الذي هو يعتبر من المثقفين وخريجي جامعة "هاروارد " . وباءت جميع محاولات الــ "بي بي سي " بالفشل في الاتصال بالفرد المذكور لمعرفة أسبابه ودوافعه وراء هذه الفعلة .ويشير مدير المكتبة الوطنية البريطانية عن دهشته لأن الباحث الايراني لا يمر بظروف مادية تعيسه تدفعه للقيام بهذا العمل الذي لايمكن معالجة مادمره من كتب الى الابد.
حول المتهم حكيم زادة:
من مواليد إيران ـ 60 عاماً – ترك إيران بعد سقوط النظام الملكي عام1979 وهو يحمل الجنسية الامريكية بالاعترف بـ14 فقرة تدمير للكتب التاريخية في المكتبة الوطنية بلندن – بدءاً بعام 1998وتشمل صوراً وخرائط قديمة وصفحات من عشرات الكتب واربعة كتب أخرى في مكتبة بودلين في مدينة أكسفورد إضافة الى المكتبة الوطنية البريطانية – وتمت معرفة الجريمة التي اغترفها عبر عملية تفتيش قامت بها الشرطة البريطانية وحصلت أثناءها على مخطوطات وخرائط لا تقدر بثمن قام بإلصاقها على كتب ليست ذات أهمية تعود للباحث الايراني .
وتضيف الغارديان أن الباحثين تعرفوا على فقدان أجزاء من الكتب عبر معرفة المؤتمنين للكتب التاريخية بنظام الايداع الالكتروني وهي تعود لمنطقة تبدأ من الشرق الاوسط الى بنغلاديش ويقدر سعر البعض من الصفحات التي قام الباحث بإتلافها بـ 32000بوند.من هنا بدأت التحقيقات للشرطة وبالنهاية توصلوا للمجرم الحقيقي وهو الايراني حكيم زادة.
و أمثال هذا المجرم التي أعمته الشوفينية كثر للغاية وهم مستعدون للقيام بالكثير أمام الاحتفاظ بأساطيرهم الاولين ونتساءل هل لأمثال هذا الشخص من الشوفينيين الفرس الذين يريدون حجت الحقيقة عن الشعوب غير الفارسية من خلال تدمير الكتب والمعالم الاثرية والتاريخية في المناطق التي سكنها غير الفرس في نجد إيران ستكون نهاية مجدية لأعملهم الطوباوية التي أكل الدهر عليها وشرب أم أنها باتت خطيرة للغاية بعدما أصبحت مؤسساتية تديرها جهات حكومية في أروقة النظام الايراني وهل هنالك نتيجة يرمي هؤلاء التواصل اليها بهذه الاعمال الشنيعة والى متى ؟وهؤلاء يزاولون هذه المهنة منذ مائة عام ولم يتنازلو عن أفكارهم العوجاء أم حقيقة أنهم استطاعو لحد هذه اللحظة بناء إمبراطوريتهم الدموية على أشلاء الاخرين ؟ والى متى يستمرون بهذا الاسلوب القذر وتقريباً معظم الشوفينيين في العالم تغيرت رؤاهم وأفكارهم الهُلامية بعد فشلها وأصبحو أكثر إنفتاحاً للأخرمهما تكن عاقبة هذا الانفتاح ؟ نتمنى على بقايا من يحمل هذا الفكرأن يراجعو بناءهم الفكري و أن يدرك هؤلاء هذا الواقع بأن شمس الحقيقة ساطعة لايمكن أن تتلبد بغيوم الظلام فلابد أن تظهر مهما حاول البعض تجاهلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |