الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر الحر في العالم العربي الغير الحر

طلال سعيد يادكار

2010 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان الفكر الحر ومايزال المحرك الاول للمجتمعات الانسانية والتي تميز به عالم البشر عن عالم الحيوان . وما تقدمت المجتمعات ولاارتقت في سلم التطور الانساني سواء داروونيا أو دينياً إلا بالأفكار الجديدة المعنوية والمادية! وإن أية فكرة جديدة أو ( ثورة) تظهر في أي مجتمع نراها تحارب وتضطهد في البداية ويتم التنكيل بصاحب الفكرة والمناصرين لها. فاذا نجحت الفكرة فانها تصبح مبدأ للحياة وفكرا متبعا من قبل الكل وربما تصبح دينا وعقيدة ويصبح صاحب الفكرة ( نبيا أو قائدا للثورة)ويصبح الغير المتبعين لها خارجين عن القانون وكفرة!! وإذا ما فشلت فالويل لها ولأصحابها فانهم مجرمون وكذابون كمسيلمة!!
وما أصبح العالم المتقدم متقدما إلا بالفكر الحر بعدما حررت نفسها من الموروث الديني المقدس بعد مواجهتها ونقدها وبالتالي تحررت من سلطة رجال الدين وطبعا ذلك لم يحدث إلا بعد صراع طويل وتقديم ضحايا على مذبح الحرية.
أما في عالمنا فما زلنا تحت سلطة رجال الدين ولم نجابه الدين بمعنى المجابهة والنقد ومازال هناك طوق فكري ديني يحيط بعقولنا ومتى ما كسرنا هذا الطوق أو أحدثنا فيه ثغرة عند ذاك نكون قد بدأنا الخطوة الاولى . وطبعا لاننسى الطوق الاخر غير الطوق الديني, ألا هو طوق الحكام!!
فالمشكلة الكبرى في مجتمعاتنا العربية والاسلامية أن الحكام والرؤساء والملوك أجلهم الله ورعاهم يملكون دولهم ( تملكا شخصيا) أرضا وشعبا ويملكون الانسان جسدا وروحا وفكرا!!والفرد في أوطاننا مملوك والحاكم هو المالك! وفي مجتمعاتنا فقط يطلق على الشعب ( رعية ) والرعية تعني الماشية أجلكم الله ( كما جاء في لسان العرب)وطبعا الحاكم هو الراعي!! وليس للفرد حرية التعبير عن الرأي ولاحتى حرية الحلم لا في المنام ولا في اليقضة. والشعوب في مجتمعاتنا موظفون لدى السلطات الحاكمة وليس العكس كما في المجتمعات المتحضرة!!ففي تلك المجتمعات الحاكم موظف لدى الشعب وللشعب الحق أن يحاسبه إذا ماأساء التصرف وأن يقدمه الى المحاكمة ولاأحد فوق القانون!! أما نحن.. فالحكام فوقنا وفوق رؤسنا وفوق القانون سواء كان قانونا وضعيا أم دينيا لأن القانون الديني أو الشرع يمكن تفسيره بتفاسير مختلفة ولصالح الحكام , وطبعا هذا بسبب الموروث الديني الذي يأمر العباد (جمع عبيد) باتباع أولي الأمر سواء كانوا صالحين أم طالحين وكما أفتى بذلك بعض الفقهاء ووعاظ السلاطين ( على رأي الاستاذ علي الوردي)!
والحكام بما أنهم ظل الله في الأرض ويملكون العباد والبلاد كما أسلفت سابقا فانهم يملكون بالتالي الوسائل والقنواة الاعلامية المقرؤة والمسموعة والمرئية وكنتيجة فان هذه الوسائل تطبل وتزمر لهم وتسبح بحمدهم!! وإذا لم تفعل ذلك فانهم يقومون باغلاق القنواة أو يقومون بحجب المواقع .ومهما قيل ان هناك حرية للصحافة أو حرية اعلامية في أي دولة عربية أو اسلامية فماهي إلا محض افتراء وضحك على الذقون!!ولو كان الهواء الذي يتنفسه الناس في دولنا بيد الحكام لقننوه ومنعوه وقطعوه عن الناس!!
ولهذا تأتي فكرة إنشاء فضائية يسارية علمانية تبث في العالم العربي خطوة بالاتجاه الصحيح لكسر طوق الحكام المفروض على وسائل الاعلام وتعتبر ثغرة تنفذ منها الافكار الحرة عبر الأثير الى عقول وقلوب الناس وخاصة جيل الشباب. ولكن يجب أن لا نتفاءل كثيرا بأن تلك الفضائية سوف تلاقي قبولا واسعا في عالمنا العربي. فمازالت الغالبية العظمى من الشعوب العربية والاسلامية لاتتقبل الافكار الحرة وخاصة فيما يتعلق بالموروث الديني! ولكن الألف ميل تبدأ بخطوة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - !!! إنشاء فضائية يسارية علمانية
حكيم العارف ( 2010 / 11 / 30 - 05:34 )
كلامك جميل جدا عن اطلاق هذه القنوات ....

ولكنى اعتقد ان هذه القنوات لن تنجح الا اذا اصدر الازهر فتوى بانها قنوات حلال ..


عزيزى المستمع ... دقيقه من فضلك

انت تتكلم عن اطلاق قنوات علمانيه وسط هذا الجهل الشامل لعامة الشعب المصرى .... الناس عايزه تتعلم وتعرف حقوقهاو واجباتها اولا .. وبعد كده نقول لهم اى شئ ولهم مطلق الحريه ..

اعتقدانه من الارجح استخدام القنوات المتاحه لوضع بعض التنوير لفئات الشعب عن كل شئ ... لان العلمانيه هى التنوير والمعرفه

العلمانيه هى التنوير والمعرفه فهى لاتحارب اى عقيده تفسح لها المجال بل تفتح الشباك للماء والهواء النقى بدلا من كتم الانفاس والضغط الذى سيسبب الانفجار عاجلا ام اجلا بسبب سيطرة مظاهر التدين على العقول

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah