الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزوف الشباب عن ارتياد المؤسسة الدينية!

مازن فيصل البلداوي

2010 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتحدث الكثيرون من الكتّاب عن مسألة التدين والعلمانية والألحاد ومواضيع تخص عناوين اخرى تدور في فلك هذه المجموعة القوية المترابطة من المواضيع التي يحمل كل واحد منها تاريخا وفلسفة ورؤى وعلوم، يتحدث كل واحد من هذه الجزيئيات عن جانب من جوانب المسمى النهائي لعقيدة الأنسان باختلاف جنسه ومكان اقامته وثقافته وطبيعة حياته.
ومن الطبيعي فأن هذه المواضيع تستحوذ على انتباه الناس وتشد تفكيرهم لما يطرأ يوميا من تجدد تقدمه الأنسانية وعبر طرقها المختلفة الى الأنسان،منها ماهو عن طريق العلم وبحوثه او عن طريق تقديم تفاصيل تاريخية تخص الأنسان او حياته الماضية ونشاته او استنتاج فلسفي جديد يخص احد مقاطع الكتب الدينية المقدسة،وعلى الرغم من حساسية الموضوع بشكل يجعل البعض يخرج عن كل معاني كينونته الأنسانية في التعبيرعن الموافقة او الرفض لأي فكرة مخالفة لما هو مترسخ في مكتبة دماغه المعلوماتية ويحاول التعبير عنها بطريقة تثير الأشمئزاز لدى البعض الآخر الا ان الموضوع لايأخذ بنفس الطريقة التعبيرية العنيفة لدى الكثير من الناس الأخرين عند طرح مثل هذه المواضيع،لا بل على العكس من ذلك فأن الكثيرين يحبذون الدخول في نقاشات علّها ترشدهم الى مخرج جديد مما يدور في خلدهم وتدفعهم باتجاه احد الطرق التي يقفون عند مفترقها.

يقول (هوارد بيس) في مقاله المنشور على صفحات موقع (ألتر نت) يوم 28/11/2010 وبعنوان.....هل سنصبح أمة ملحدة؟ ثلاثة أسباب تدعو الشباب لهجر الدين.
الكاتب هو شخص متقاعد كان يعمل كاهنا للكنيسة المعمدانية في مدينة بالمر/ولاية ألاسكا/الولايات المتحدة الأميركية،وله مقالات عديدة تدور في فلك هذا المحور،لذا فأن شخضا مثل هوارد لن يكتب عن موضوع مثل هذا من نسج الأقاويل او من وحي التصور،وانما يكتب ما قد عايشه فعلا ويعايشه في الوقت الحاضرواعتمادا على اوراق بحثية او احصائية.
وبالطبع فأن هذا الموضوع ومثله مواضيع اخرى تصب في بحر الدين والعلمانية او التدين والألحاد ولا تدخل تحت راية محاربة دين بعينه والوقوف ضده لأن الموضوع يخص الفكرة بحد ذاتها وليس نوع الفكر الديني واتجاهه.
لنرى مايقول هوارد ونستنتج ماسيحصل بعد مرور فترة من الزمن القادم وماهي الأحتمالات التي ستؤول اليها الأمور خاصة في المنطقة العربية لو توفرت ذات الظروف للناس فيها.

يقول....هذه بعض الأسباب التي تجعلك بعيدا عن التردد على الكنيسة اذا كنت في العشرينيات او الثلاثينيات من عمرك!
تمثل عملية القيام بالأستفتاءات صناعة متطورة في الوقت الراهن،وقد تم تزويد المؤسسات الدينية بأرقام لايمكن دحضها عن ماالذي يحدث بين اتباعها،ففي جيل مفرد كان معدل التسرب في نسبة الحضورلدى الكنيسة المسيحية قد ازداد خمسة اضعاف عما كان عليه ،فقد افصحت (مجموعة بارنا) وهي مجموعة بحثية رائدة تركز على موضوع الأيمان والثقافة عن ان 80% من الشباب الذين نشأوا على تعاليم الكنيسة والأيمان بالخالق سوف يفكون ارتباطهم بها قبل بلوغهم الثلاثين من العمر.
ونستطيع ان نرى بوضوح ان عدد الأميركيين الذي قالوا بان ليس لهم دين(لادينيين) في السنوات العشرين الأخيرة قد تضاعف عددهم اليوم وأصبحوا يشكلون مانسبته 15% من تعداد السكان،وهذه الأعداد تتركز في شريحة الفئة العمرية التي تقل عن الثلاثين عاما من السكان،ويستمر الأستفتاء بأظهار ان هنالك مخرجا دراماتيكيا يأخذ موقعه من الكنيسة المسيحية الأميركية.
وخارج هذه الأعداد فأن الطوائف المسيحية عبر البلاد تقدم معلومات واضحة عن فقدانها لعضوية الكثيرين من اتباعها،لكن الأمر في الحقيقة أسوأ مما يتم الأفصاح عنه،فقد بينت عدة كنائس معمدانية حقيقة ان اعداد الحضور لصباح الأحد يكاد لايقارب الأرقام المذكورة في التقارير المقدمة (اي ان كان تقدير عدد الحضور بـ 300 شخص فالحقيقة هي اقل بكثير من هذا الرقم) ويبدو ان النشاط الكنسي المنزلي هو النشاط الفعال الوحيد بين باقي الأتجاهات المنظمة للكنيسة، والذي يمثل مجموعة من الأفراد المؤمنين الذين يؤدون عبادتهم كمجموعة صغيرة داخل المنازل.
وبينما تشير الأستفتاءات الى الأرقام التي أشرنا اليها فأن النقاشات قد بدأت للتو حول الأسباب التي أدت الى هذه الحالة،فعندما يقوم الشخص المكلف بجمع المعلومات للأستفتاء بتوجيه السؤال الى احد الأشخاص فيما اذا ترك ايمانه وترك الكنيسة فأن الأجابة هي نعم او لا، ولاشيء غيرها، بينما عند السؤال حول ماهية الأسباب التي أدت لذلك، فأن الجواب سيأتيك رخوا ومتململا،أذا لماذا يترك الناس الكنيسة بسرعة؟

يقول هارولد...انا لست شخصا مختصا بالأستفتاءات وعملها ولكني مراقبا للمشهد الديني،لذا فأن انطباعاتي هي قصصية وليست ذات طبيعة علمية قطعا،فأني استلم ردود حول أعمدتي الصحفية ومن الأحاديث المتبادلة مع الناس عبر الرسائل الألكترونية او مانتداوله من حديث اثناء تناول طعام الغداء او الشاي.
أنا اعتقد بأننا ككنسيين لمن الواجب علينا ان نراجع انفسنا على الأقل للبحث في سبب عزوف الناس عن الأنضمام الى الكنيسة وعلى هذا الأتجاه فأني أقدم ثلاثة احتمالات:

*الكنيسة لم تعد اليوم تمثل تحديا فكريا، فلقد اصبح الكثير من شبابنا اليوم هم من خريجي الكليات واكثر من هذا العدد مشتقبلا سيتوقف عنده التحدي بالحصول على شهادة الثانوية العامة،وهؤلاء هم مجموعة الناس التي تفكر وتوسع حدود الفضول المعرفي.هؤلاء الشباب غالبا مايستنتجون بأنهم يعرفون اكثر مما يعرف الشخص الموجود على منبر الوعظ ولايرغبون في تقبل التعاليم الجامدة للنهج الكنسي،وهي الطريقة التي تعلمهم الأسئلة الدينية وأجوبتها الصحيحة،وهذا النهج الكنسي باق كما هو بلا تحديث او تطور وبلا اي تحد لأولاءك الطلاب الراغبين بالسؤال والنقاش حول المسائل الدينية.
ويجب على الكهنة ان يعيدوا تأسيس أنفسهم بين قادة المجتمع الفكري.

* لم تعد الكنيسة اليوم تقود التحدي في المناقشات الأخلاقية والمعنوية،فالشباب نشأوا وهم ينظرون بسأم لموقف الكنيسة القديم من مسألة الشذوذ الجنسي ومسألة الأجهاض،فالحصيلة الجديدة من متسربي الكنيسة لازالوا مهتمين جدا في البدائل لمجتمع أناني لايعير أهمية لآلام الأخرين.فالعدالة تمثل مطلبا حيويا على أجندتهم وهم يبحثون عن فرص في مجال الخدمة العامة للمجتمع،فشبابنا يريدون ان يشاركوا بشكل فاعل لحل مشاكل البيئة وصنع السلام .
وعلى النقيض من هذا فان التكتيكات التي استخدمتها الكنيسة لتقريب الشباب اليها مثل اقامة حفلات البيتزا او حضور فرق الروك الموسيقية لاتمثل اهتماما كبيرا لهؤلاء الشباب الذين يركزون على النظر في حلول للمشاكل المتجذرة في المجتمع.
بعبارة اخرى فأن الكثير من الكنائس مهتمة بالحديث حول موضوع الزواج المثلي بينما يجدر بالخطيب على منبر الوعظ ان يتحدث عن عدم تقبل فكرة الحرب لما لها من آثار مدمرة على الشعوب والبلدان!.

*لم تعد الكنيسة اليوم تقدم التنظير والرؤية المستقبلية،فقد ظلوا يركزون على كيفية الحفاظ على سلامة الروح للحياة الأخرى بعد الموت،والثواب والعقاب وتقديم كل ما من شأنه أدامة روابط الطقوس اللاهوتية بين الفرد والخالق والتي يبدو انها بعيدة عن اهتمامات الكثير من الشباب،وحقيقة القول ان الكنيسة لم تعد لاعبا جوهريا في منظومة تشكيل حياة المجتمعات.
فأذا ما لن يقدم الكهنة والكنيسة ماهية مملكة الرب على الأرض فأن الشباب سيستمرون في البحث عن اشكال أخرى لهذه المملكة،وفي هذا الأتجاه فأني مهتم بالكنائس التي يتركها البالغين الشباب اكثر من اهتمامي بالشباب انفسهم.،.......أنتهى

من المقال اعلاه نجد بأن الناس والشباب خاصة قد سأموا مبدأ التدخل الأجباري للمؤسسة الدينية في شؤون حياتهم خصوصا بعد الثورة العلمية المتنوعة والمتعددة الأشكال وفي مجالات عدة،مما أثر على الواقع السابق الذي كان يعيشه المجتمع وأفراده من خلال تنظيرات المؤسسة الدينية التي كانت تضع أسس استمرار بقائها وديمومتها نصب عينيها كهدف رئيسي،ومن هنا كانت نقطة ضعفها التي ادت الى ماآلت اليه الأمور اليوم،والكنيسة في هذا المقال تمثل المؤسسة الدينية كما هو الكنيس وكما هو المسجد للأديان الأخرى،الا ان التشابه الكبير في طريقة العمل لأفراد هذه المؤسسات المختلفة اسما والمتشابهة نوعا يجعلها جميعها تعاني من نفس ردود الفعل هنا وهناك اعتمادا على نوعية المجتمعات التي تعيش بين أحضانها،وبالطبع لاننسى فأن هنالك اختلاف في اداء الوحدات الصغيرة التابعة لكل نوع من انواع المؤسسة الدينية انطلاقا من خلفية الأفراد الذين يديرون شؤون تلك الوحدات في هذا البلد او ذاك.
فالشباب الذي يعيش داخل مجتمعات منفتحة وتؤمن بالديمقراطية والحرية،له الحق في ممارسة جزئيات وتفاصيل حياته بدون تدخل الأخرين وهذا مايضمنه له الدستور والقوانين التي تنظم عمل هذا الدستور،ومن هنا فأن مجال الحرية هذا قد اعطى دافعا لأولاءك الشباب بان يعيدوا تقييم مجريات حياتهم،خاصة مايتعلق منها بمسألة الدين والرؤيا التنظيرية لما بعد الحياة والتي كانت ولازالت تمثل ركنا اساسيا في حياة الكثيرمن الناس حول العالم!
فهل نحن في المنطقة العربية مستعدون لأن تكون مؤسساتنا الدينية منابر للحياة والحرية والتطور والتقدم العلمي والحضاري؟ هل هذه المؤسسات مستعدة لأن تعطي الحرية للناس والشباب لكي يحرروا عقولهم وينعتقوا من استعباد الفكرة الواحدة والنظرية الواحدة؟ هل نحن مستعدون لأعادة تنظيم وصياغة حياة مجتمعاتنا بما يتماشى مع ماوصل اليه العلم وبطريقة سلسة بسيطة نسمو بمجتمعاتنا علوا حضاريا يتناسب مع ماضينا الذي كان يقطر تقدما علميا وحضاريا كما يقول التاريخ وكما يتشدق به الباكون على اطلال ذلك التقدم؟؟هل سنعيد النظر في طبيعة مناهج ابنائنا الدراسية،ونتفاعل معها ونرى مايصلح وما لايصلح لبناء شخصياتهم وعقولهم ونتدخل حتى في اختيار من يعلمهم ويدرسهم في المدارس؟ ام اننا سنترك كل هذا الموضوع للمسيطرين على هذه المفاصل الرئيسية في حياة الشعوب لأنهم المستفيدون الوحيدون من استمرار بقاء المجتمعات في حلقة الجهل والتخلف هذه!
الموضوع يبدأ من الأسرة لأنها لبنة بناء المجتمع،فكيف بنا الى تطوير الأسرة بشكل عام والمرأة بشكل خاص لما لها من دور في تنشئة وبناء هذه اللبنة.
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قرننا الحالي سيكون مقبرة الأديان
الحكيم البابلي ( 2010 / 11 / 30 - 10:12 )
الأخ مازن فيصل البلداوي ... تحية
هي المرة الأولى التي أعلق فيها على مقال لك
المقال حمل افكاراً أغلبها حقيقة واقعة ، وكان بحثاً دقيقاً جداً ، فأنا واحد من المراقبين لأمور كهذه ، لستُ من رواد الكنائس لأسبابي وقناعاتي الخاصة ، لكني أذهب في مناسبات معينة مثل قداديس الزواج والوفاة إحتراماً لمعارفي وأقاربي
وكل ملاحظاتي تؤيد مقالك وما جاء فيه ، فنادراً ما أرى الشباب يرتادون الكنيسة ، ولو وقفت في الصفوف الخلفية ، فسترى الرؤوس المشتعلة شيباً بين الرجال ، لكنها سوداء بفعل الأصباغ عند النساء
ثم أن الشاب ة الذي يدرس علوم اليوم ويعرف بقدر ما يعرف عالم في أمور كثيرة ، لن يقنعه جمود وتحجر القضايا الدينية التي لم تتطور منذ الفي سنة ، وبالنسبة لي لا أرى كبير فرق بين أية طقوس وثنية وبين الطقوس الدينية لأي من الأديان الترهيبية الشرق أوسطية
الديانات تمرعبر قرنها الأخير ، ولهذا تراها تستشرس وتهاجم وتعض ، لأنها تعرف مسبقاً أن النهاية قريبة ، وإن الحياة لا تستطيع التستر على خوائها أكثر
تحياتي


2 - تلاقي
مازن البلداوي ( 2010 / 11 / 30 - 11:51 )
عزيزي الحكيم
شكرا لمرورك اللطيف ولأول مرة على الرغم من اني أطلع على بعض مقالاتك ولي بعض تعليقات على مقالات لك في 2009 كما اتذكر.
اخي العزيز......ماوضحته من ارتياد لمناسبات تفرضها العلاقات الأجتماعية والمناسبات هو امر لااعتراض عليه على الأقل من وجهة نظري،فهي مناسبة للقاء الناس وتجمّعهم،ان مانتكلم عنه هو موضوع التدخل في الشؤون الخاصة ومحاولة التأثير على مجريات الأمور، هذا هو العامل القاتل للحرية والتفكير والأنفتاح والتطور والتقدم،ولافرق بين الطقوس لأنها من اصل واحد،واعتقد ان هذا القرن سيكون كما أسلفت.

تحياتي لك


3 - من حيث
شذى احمد ( 2010 / 11 / 30 - 12:45 )
سابدا من حيث انتهى الحكيم البابلي . والذي سطر بشجاعة ووضوح كعادته ما هي الاسباب التي تدفع الناس للابتعاد عن المسيحية على اقل تقدير لانه يلمسها وان كان المامه بخفايا المسلمين ليست باقل منها. لكن لاسبا واضحة للعيان فان الاديان بالشرق تعني الصورة الشخصية على الهوية المدنية للافراد بدونها لا يستطيع ان يفلت من دورية الانتماء للمجموعة. واكثر ما يتثير السخرية بالامر انه في احيان كثيرة يتعصب للخيارات التي ولد عليها لانها تعني كرامته التي عليه الذود عنها.

في الغرب وامريكا موضوع النقاش في مقالك الامر يختلف لذا فان الاحصائيات والدراسات تأتي اكلها وتعكس واقع الحال. هنا تجده يساريا شاب على الفكر الماركسي ثم ينكفئ طائفي بامتياز كيف ومتى واين ولما هذا من علم الغيب وما اوتينا من العلم الا قليلا. لك اعتزازي


4 - الشرق والغرب
مازن البلداوي ( 2010 / 11 / 30 - 13:56 )
المحترمة شذى
شكرا لمرورك الكريم وكلماتك التي اوضحت باقتضاب احدى مشاكل المنطقة العربية بالذات،يدخل المرء في غيبوبة الأنقياد الأعمى ولن يشعر بعدها بغيابه عن مايدور حوله فتاخذه دوامات الأحداث فلا يأل انفكاكا.

تقبلي تحيتي


5 - بحث قيم
يوسف علي ( 2010 / 11 / 30 - 13:57 )
اتفق تماما مع اكثر ماورد في بحثك القيم وما جاء به فالشباب الذي يعيش داخل مجتمعات منفتحة وتؤمن بالديمقراطية والحرية،له الحق في ممارسة جزئيات وتفاصيل حياته بدون تدخل الأخرين وهذا مايضمنه له الدستور والقوانين التي تنظم عمل هذا الدستور،ومن هنا فأن مجال الحرية هذا قد اعطى دافعا لأولاءك الشباب بان يعيدوا تقييم مجريات حياتهم،خاصة مايتعلق منها بمسألة الدين والرؤيا التنظيرية لما بعد الحياة والتي كانت ولازالت تمثل ركنا اساسيا في حياة الكثيرمن الناس حول العالم لكن لم ارى هذه المعادلة تنطبق على الشباب المسلمين حيث ارى ان دور الاسرة في تنشئة الشباب اقوى من هذه المؤسسات ودليلي على ذلك ان ابناء الجاليات المسلمة من الجيل الثاني والثالث اكثر تعصبا وتشددا من آبائهم واجدادهم دينيا بالرغم من توفركل المتطلبات المتوفرة للمسيحي واليهودي والبوذي وكل معتنقي الاديان في هذه المجتمعات.علما ان مبادئ وقيم الاسلام هي قيم ومبادي وعادات العرب الصحراويين قبل 1400سنة ،قيم تستند على العنف وعدم الاعتراف بالاخر وقتله وانتهاك آدمية المراة وغيرها وهي موثقة بالقران والسنة وتفسير الفقهاء فالسؤال ماذا تفسر لي هذه الظاهرة؟


6 - الظاهرة
مازن البلداوي ( 2010 / 11 / 30 - 15:08 )
المحترم يوسف علي
شكرا لمرورك الجميل واختيارك لكلمات التعبير الدقيقة
الأجابة عن استفسارك قد تتطلب اكثر من مجرد مساحة محددة على هذه الصفحة،الا اني سأحاول جهد الأمكان القتراب من جوهر الظاهرة.
انا وانت وغيرنا لانعرف تفاصيل اصول الجالية المسلمة وخلفياتها الثقافية والأجتماعية الا اننا نتعامل مع ظاهرة موجودة وواضحة يعبر عنها اصحابها بكل وضوح عدم رغبتهم في الأندماج بالمجتمعات التي آمنتهم من خوف وأطعمتهم من جوع،وهذا بتقديري يرجع لأمرين اساسيين
1-الأنغلاق الفكري لعوائل الشباب ولأسباب جلّها ثقافية الأساس
2- أستمرار تعرض هؤلاء الشباب الى التغذية الفكرية المضادة للحياة والتطور والأنفتاح
ان اغلب المهاجرين الى اوروبا قد اتوا من واقع فقير نسبيا وبيئة مقموعة فكريا مشبعة بالموروث القبلي والعشائري،لذا فان الأباء خاصة لن يستطيعوا اكمال تعليمهم بسبب انشغالهم بالعمل وتوفير المال اللازم لمعيشة عوائلهم وبهذا فهم سيبقون بعيدين عن نشأة ابنائهم الذين سيختلطون مع اقرانهم من نفس الجالية ويكونوا تحت سيطرة بعض الذين يقيمون في المساجد والمراكز الدينية ليبثوا بين هؤلاء الشباب سمومهم،لأنهم بعيدين عن الرقابة ...يتبع


7 - الظاهرة-1
مازن البلداوي ( 2010 / 11 / 30 - 15:17 )
تتمة...الرقابة كما موجود في بلدانهم الأصلية،فمساحة الحرية الواسعة التي تمنحها اياهم دول المأوى تصبح حافزا لهم كي يقابلوا الجميل بالقبيح ويبدأوا بممارسة كل حقوقهم التي حرموا من ممارستها هناك على هذه الأرض الجديدة ضاربين عرض الحائط كل القوانين والدستور،فهم باقون على نفس فكرهم الأنتمائي القبلي والذي يستند اليه اولاءك المسؤولون عن المراكز الدينية ليجعلوا هؤلاء الناس تحت خيمة سيطرتهم الفكرية.
كما لاننسى بأن هذه الدول الجديدة لاتراقب ولاتدقق بشكل واضح في تصرفات هؤلاء الا بعد ان تحدث المشاكل وتستفحل وهذا طبعا يعد عاملا مساعدا لأولاءك الذين يريدون ان يحتلوا اوروبا من داخلها.
ارجو ان اكون قد وفقت في الأجابة المقتضبة عن اسباب الظاهرة،وارجو ان تراجع مقالي السابق حول أزمة المناهج التدريسية السعودية في بريطانيا،كما ان الأستاذ علي عجيل منهل كان قد كتب مقالا بهذا الخصوص بعد تصريحات رجل البنك الألماني بهذا الخصوص قبل أشهر.

تقبل تحيتي

اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با