الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان

عبد القادر أنيس

2010 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه هي المقالة العشرون من حواري الافتراضي مع الدكتور يوسف القرضاوي من خلال كتابه ((الإسلام والعلمانية، وجها لوجه)). الكتاب في الرابط:
http://www.scribd.com/doc/28242163
نقرأ للدكتور القرضاوي في هذا الفصل تحت عنوان ((صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان)) ص 133: ((إن الأصل في أوامر الله وأحكامه هو الثبات والبقاء، حتى ينسخها الله ذاته بشرع آخر، إذ لا يملك بشر سلطة فوق سلطة الله، حتى يلغي أحكامه. ولا شرع لله بعد محمد صلى الله عليه وسلم. إن شريعة الإسلام عامة خالدة، هذا من القطعيات الضرورية، ولكن الدكتور ـ بذكائه ودهائه ـ (يقصد محاوره الدكتور فؤاد زكريا) كثيرا ما يدفعنا إلى توضيح الواضحات، والتدليل على الضروريات! فلنعد إلى مناقشة ما اتكأ عليه من شبهات، يستدل بها على دعواه العريضة)).
وتحت عنوان جانبي ((استدلالات منقوضة)) يقول د. القرضاوي:
اعتمد د. زكريا في رفضه لصلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، على أمرين أثبتناهما، بعبارته بحروفها، حتى لا نتجنى عليه:
خلاصة الأمر الأول: أن الإنسان جوهره التغير، فلا تصلح له شريعة جوهرها الثبات.
وهنا أقول للكاتب: لقد أخطأت في القضيتين كلتيهما، فلا الإنسان جوهره التغير، ولا الشريعة جوهرها الثبات)). انتهى.
يقول الدكتور القرضاوي هذا الكلام ولم يجف حبر ما كتب قبله بأسطر معدودات: (إن الأصل في أوامر الله وأحكامه هو الثبات والبقاء، حتى ينسخها الله ذاته بشرع آخر، إذ لا يملك بشر سلطة فوق سلطة الله، حتى يلغي أحكامه. ولا شرع لله بعد محمد صلى الله عليه وسلم). !!!!!!!
وتحت عنوان جانبي: "حقيقتان كبيرتان". كتب: ""وقبل أن أبين خطأ الكاتب في دَعْوَيَيْه، أريد أن ألفت النظر هنا إلى حقيقتين كبيرتين:
((الأولى: أن منطق الإيمان يرفض رفضا كليا مناقشة ما أثاره الدكتور من دعاوى. فالمسلم الذي رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وبالقرآن إماما، لا يتصور منه أن يناقش مبدأ صلاحية الأحكام، التي شرعها له ربه وخالقه، لهدايته وتوجيهه إلى التي هي أقوم، لأن معنى هذا أن المخلوق يتعالم على الخالق، وأن العبد يستدرك على ربه، وأنه أعرف بنفسه، وبالكون، وبالحياة من حوله، من صانع الكون، وواهب الحياة، وبارئ الإنسان)).
هذا الكلام يعبر تعبيرا واضحا عن موقف رجال الدين عموما والإسلاميين خاصة من أي رأي آخر مختلف وتكفير صاحبه والدعوة إلى قمعه وترهيبه واغتياله. وأنا هنا أدعو العلمانيين التوفيقيين أن يتأملوا هذا الكلام للقرضاوي وهم الذين لا يتوقفون عن نصحنا بضرورة تجنب مهاجمة الأديان والاقتصار على مهاجمة رجالها بحجة أنهم محرفون لصحيح الدين؟ وأنا أرى أنه لا يجدي أي نقد لا يتحاشى نقد نصوص الدين ذاتها وأن نسبة العيب إلى رجال الدين وليس للدين إنما يزيد في حدة غيبوبة وتبعية الناس لهذه الأديان ولرجالها بعد أن شهد (العلمانيون) أن العيب ليس في الدين بل في فهمه؟ بل حتى الدكتور فؤاد زكريا لم ينج من الوقوع في هذا المطب كما تضمنه نقدي له في المقال السابق رغم أن له في ذلك أسبابا ومآرب يمكن أن نتفهمها.
يقول القرضاوي: ((فالمسلم لا يناقش ـ بحال ـ مبدأ صلاحية الشريعة، أو النصوص الإلهية للتطبيق والعمل في كل زمان ومكان، لأن هذا يعني مراجعته للإسلام ذاته، أهو من عند الله أم لا؟ وهذا أمر قد فرغ منه كل من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، أيقن بها قلبه، ونطق بها لسانه. إنما يناقش المسلم في بعض الأحكام والجزئيات، هل هي من عند الله أم لا؟ هل صحت نسبتها إلى الله، بأن جاءت في محكم كتابه، أو ثبتت على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؟)).
نلاحظ أن المناقشة عند القرضاوي محصورة في المسلم فقط ((الذي رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وبالقرآن إماما). كذلك كان الغزالي يلوم السياسيين الجزائريين عندما يخاطبون الناس بـ (أيها المواطنون) واقترح استخدام (أيها المؤمنون، أيها المسلمون.. يا أيها الذين آمنوا) !!!. يقولون هذا الكلام رغم أن مطلب تطبيق الشريعة يهم جميع المواطنين مهما اختلفت مذاهبهم وأفكارهم ومعتقداتهم لأن نتائجها يتحملها الجميع. ثم بعد ذلك يؤكد أن شريعته تتسع لإدارة شؤون الدولة في كل مكان وزمان وهو ما يعني أنه يقصد الدولة الإسلامية فقط، غير أننا نعرف أن لا مكان في دولته الإسلامية إلا لمواطنين مسلمين درجة أولى أما غيرهم فأشباه مواطنين من درجات متدنية لا مواطنة لهم بالمفهوم العصري، وعليهم أن يقبلوا صاغرين بشريعة هذه الدولة الإسلامية القروسطية التي يجب أن تطبق على الجميع خاصة ما تعلق منها بأهم مسألة وهي السلطة وإدارة شؤون الناس فيها وكيف يجب أن يشارك الجميع في تقرير حاضرها ومستقبلها. دولته إذن دينية بامتياز، رغم أنه وغيره من الإسلاميين ينفون كونهم يدعون إلى دولة دينية ثيوقراطية. ليس من حق غير المسلم، بل حتى المسلم العلماني والمسلم من غير المنتمي للمذهب الغالب، وهو عند القرضاوي المذهب السني، أن يكون له رأي مختلف حول مصير بلاده من حيث التنظيم السياسي والاجتماعي والاقتصادي وأن يناقش بحرية، مثلما فعل فؤاد زكريا بحسن نية، مدى أهلية الشريعة وقدرتها على إدارة شؤون الناس. دولة القرضاوي في النهاية وفي أقصى درجة من تسامحها كما هي دولنا الحالية هي دولة ملية تقسم المواطنين إلى طوائف تحت هيمنة الطائفة السنية الغالبية حسب ما يمليه قانون الغاب الديني.
ولهذا لا يتوقف الشيخ في طول هذا الحوار وعرضه عن التهديد والوعيد مثل قوله هنا: (( وقد أجمع العلماء على أن من أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة، ولم يكن حديث عهد بالإسلام، ولا ناشئا ببادية أو ببلد بعيد عن دار الإسلام، فإنه يكفر بذلك، ويمرق من الدين، وعلى الإمام أن يطلب منه التوبة والإقلاع عن ضلاله، وإلا طبقت عليه أحكام المرتدين)).
ونحن نعرف النتيجة النهائية لهذا الكلام من خلال الاغتيالات التي تعرض لها المثقفون العلمانيون، بل حتى رجال دين يختلفون مع القرضاوي وزبانيته، حتى وصل الأمر في نهاية هذه الصحوة المجنونة إلى تكفير كل الناس الذين لا ينتمون إلى جماعاتهم. بلادي عانت من هذا التطبيق الأهوج للشريعة حين خاض الإسلاميون حربا شرسة ضد الجميع، كما عرفت هجرة عشرات الألوف من الكفاءات نحو الغرب في التسعينات هربا من بعبع شريعة القرضاوي، وهو نزيف لم يتوقف في مختلف البلاد العربية، مثل هجرة المسيحيين واليهود وكل من استطاع إلى ذلك سبيلا.
ومع هذا يخاطب القرضاوي محاوره بتعال وصلف: ((ولهذا كان الأصل ألا أشتغل بالرد على دعاوى الدكتور ف. زكريا، بالتشكيك في المسلمات القطعية عند المسلم، ولكني تنازلت عن موقعي الأصلي، واشتغلت بالرد "تبرعا" كما يقول علماء البحث والمناظرة في تراثنا، ومن باب "إرخاء العنان للخصم" كما في قوله تعالى (قل: إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) (سورة الزخرف:81) وقوله (وإنا أو إياكم لعلى هدى، أو في ضلال مبين) (سورة سبأ:24).)). انتهى.
إن الزعم بإرخاء العنان للخصم ليس تسامحا أو رحابة صدر أو ميلا للحوار المتمدن، بل هو استدراج نحو حوار ظنه العلمانيون مفتوحا وصادقا ونزيها ومتسامحا، بينما كان تلاميذ القرضاوي يشحذون الخناجر ويخططون لاغتيال محاوريهم الذين تحلوا بقدر محترم من الشجاعة الأدبية فعبروا عن آرائهم بصدق.
هل نحتاج مع هذا الكلام إلى دليل آخر على خطر تطبيق الشريعة على حريات الناس العامة والخاصة وعلى السلم الاجتماعي في مجتمعاتنا المتعددة المذاهب والطوائف والملل بالإضافة إلى ما نطمح إليه من حريات لا حدود لها إلا حدود العقل السليم والذوق الرفيق والحس المدني المرهف؟
وتحت عنوان: ((الإنسان بين الثبات والتغير))، يقول: (( بعد هذا البيان الواجب، أعود متبرعا للرد على مقولة محامي العلمانية: "أن الإنسان متغير، والشريعة ثابتة" وهو ما قلت: إنه أخطأ الصواب فيه في القضيتين معا.
أما الإنسان فليس صحيحا أن جوهره التغير، ويؤسفني أن يصدر هذا من أستاذ فلسفة! ولكن بالرغم من هذا التغير الهائل، الذي حدث في دنيا الإنسان، هل تغيرت ماهيته؟ هل تبدلت حقيقته؟ هل استحال جوهر إنسان العصر الذري عن جوهر إنسان العصر الحجري؟ هل يختلف إنسان أواخر القرن العشرين الميلادي عن إنسان ما قبل التاريخ؟ أسأل عن جوهر الإنسان، لا عما يأكله الإنسان، أو عما يلبسه الإنسان، أو عما يسكنه الإنسان، أو عما يركبه الإنسان، أو عما يستخدمه الإنسان، أو عما يعرفه الإنسان من الكون من حوله، أو عما يقدر عليه من تسخير طاقاته لمنفعته. لقد تغير ـ بالفعل ـ أكبر التغير مأكل الإنسان، وملبسه، ومسكنه، ومركبه، وآلاته، وسلاحه، كما تغيرت معرفته للطبيعة، وإمكاناته لتسخيرها، ولكن الواقع أن الإنسان في جوهره وحقيقته بقي هو الإنسان، منذ عهد أبي البشر آدم إلى اليوم، لم تتبدل فطرته، ولم تتغير دوافعه الأصلية، ولم تبطل حاجاته الأساسية، التي كانت مكفولة له في الجنة، وأصبح عليه بعد هبوطه منها أن يسعى لإشباعها، وهي التي أشار إليها القرآن في قصة آدم: (أن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى، وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) (سورة طه:119).
وبما أن الإنسان، في اعتقاده، لم يتغير ولن يتغير، فهو يقول: ((إن إنسان القرن العشرين أو الحادي والعشرين، أو ما بعد ذلك، لا يستغنى عن هداية الله المتمثلة في وصاياه وأحكامه، التي تضبط سيره، وتحفظ عليه خصائصه، وتحميه من نفسه وأهوائها)). انتهى
طبعا، وبغض النظر عن تهافت نظرية الخلق الدينية (آدم) أمام نظرية النشوء والارتقاء الداروينية (القرد) والتي ليس ههنا مجال للإفاضة فيها، فإن مزاعم القرضاوي بأن الإنسان لا يتغير في جوهره و((لا يستغنى عن هداية الله المتمثلة في وصاياه وأحكامه، التي تضبط سيره، وتحفظ عليه خصائصه، وتحميه من نفسه وأهوائها)) لا تستقيم أبدا، وما استقامت عبر تاريخ هذا الإنسان.
هل معنى كلام الشيخ هذا أن إنسان اليابان والصين والهند (بوصفه لم يكرمه الله بدين سماوي، ولم ينتم إلى خير أمة أخرجت للناس أو إلى شعب الله المختار) لا يستحق أن يوصف بالإنسان وهو يعيش منذ قرون مستغنيا عن هداية الله المتمثلة في وصاياه وأحكامه، التي تضبط سيره، وتحفظ عليه خصائصه، وتحميه من نفسه وأهوائها". فكيف عاشت تلك الشعوب كل هذه المدد الزمنية محافظة على خصائصها مهدية بلا هداية ربانية؟
إذا كان الناس في تلك البلاد المترامية الأطراف، المتعددة الأديان والأجناس، قد خلقوا أديانا وتعاليم وفلسفات حياة "ضبطت سيرهم، وحفظت عليهم خصائصهم، وحمتهم من أنفسهم وأهوائهم" شأنهم شأن غيرهم، فكيف لا يستطيع بشر اليوم وهم الأكثر خبرة وتجربة وعلما ومعرفة أن يخلقوا قوانين ومواثيق وأخلاقا قادرة على "ضبط سيرهم، وحفظ خصائصهم، وحمايتهم من أنفسهم وأهوائهم"؟ إلا إذا احتقرنا تلك الأديان الوثنية واعتبرنا معتنقيها دون مستوى البشر مجردين من أية خصائص وقيم تميزهم عن غيرهم، يعيشون في تيه وضياع دائمين، وهذا منتهى الكذب والعنصرية، وهذا ما ينطق به الإسلاميون دائما.
لكن القرضاوي يقول بأن الإنسان، في جوهره، هو الإنسان مهما تباعدت الأزمان والأوطان. ومن كلامه هذا فإنسان الصين واليابان والهند هو إنسان بأتم معنى الكلمة، عاش وبنى وشيد وعمر واخترع دون أن يحتاج إلى هداية الإسلام.
ومع ذلك فحديث القرضاوي عن إنسان جوهره الثبات حديث خرافة. فما هو هذا الجوهر الذي يأبى التغير؟ الإنسان في جوهره الطبيعي، إذا صح الوصف، هو حسب نتائج العلوم الحديثة عبارة عن كتلة من الغرائز والاستعدادات الخام مؤهلة لأي تشكيل، وهي نفسها عرفت تطورا على مدى الحقب الطويلة التي تقدر بمئات الآلاف من السنين، وحتى اليوم، لو تركنا أي فرد معزولا عن محيطه البشري الذي يشرف على تنشئته الاجتماعية والدينية والثقافية فسوف يعود إلى حياة بهيمية لعصر ما قبل اكتشاف النار: لن يرث في جيناته لا لغة، لا معرفة، لا خبرة، ولا حتى قدرة على النطق بحروف متمايزة لأن الحبال الصوتية تتخلق وتتهذب بالتدريب والمحاكاة، ولهذا يصعب تعلم الحروف على الصم البكم مقارنة بسليمي السمع. الإنسان إذن كائن ثقافي والثقافة مكتسبات متغيرة باستمرار وبالتالي فالإنسان كائن متغير باستمرار. أما إنسان القرضاوي المطلق فلا وجود له إلا في صورة بدائية بهيمية، تكذب تكذيبا قاطعا حديث ((كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) على أساس أن الإسلام وحده هو دين الفطرة، بمعنى أن الإنسان يولد على فطرة الإسلام. القرضاوي يقدم لنا هذا الزعم وكأنه حقيقة مسلم بها حتى هو نفسه يكاد يتخلى عنها عندما قال بعد عشرين سنة إجابة عن سؤال:
لنبدأ بالعامل الأول لتغير الفتوى، وهو تغير المكان، ما المقصود بهذا؟
يجيب: "للأسف بعض إخواننا من العلماء المعاصرين يقول إن الفتوى لا تتغير بتغير المكان، وأن الذي انفرد بهذا هو الإمام ابن القيم، وأنا أخالفهم في هذا، وأرى أن التغير المكاني هو من التغيرات الحقيقية للإنسان، فالإنسان في البادية غير الإنسان في الحضر، والإنسان في البلاد الباردة غير الإنسان في البلاد الحارة، والإنسان في الإسكيمو أو عند القطب الشمالي له أحكام تتعلق به، فمثلاً حينما نقول: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً)، فإنه في القطب الشمالي لا يوجد «صعيد»، فهو لديه ثلج، وفي هذه الحالة صعيده هو الشيء المناسب لمكانه.
كذلك لا يوجد عنده أبقار، والكلاب هي التي تجر الأشياء، إذن فاقتناء الكلاب في هذه الحالة جائز وليس فيه حرج، كذلك هناك بلاد الشمس تغيب عنها ستة أشهر، وتطلع ستة أشهر، وهذه البلاد لها أحكامها الخاصة في الصلاة والصيام.
والعلماء من قديم انتبهوا لذلك، فمثلاً راعوا أن البدوي له أحكام خاصة، حتى قالوا لا يصح أن يؤم البدوي الحضري إلا إذا خرج من بداوته وتفقه، وذلك أن الرسول نهى عن عودة الشخص بعد الهجرة إلى البادية وجاء في الحديث: «من بدا جفا»، يعني أصبح عنده جفوة، وإلى ذلك أشار القرآن (الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ)). انتهى

http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=7200&parent_id=16&template_id=211&version=1

وهذا هو ما أراد قوله الدكتور فؤاد زكريا بالضبط. فهل يقبل الشيخ تعميم هذا الحكم التطوري إسلاميا على المرأة بعد أن صارت عالمة ورائدة فضاء ومهندسة وطبيبة ومحامية وأستاذة ونقابية وبرلمانية مختلفة تماما عن تلك المرأة الأمية الغافلة بسبب ما فرض عليها من حصار وتجهيل وظلامية حتى اعتبرها الإسلام ناقصة عقل ودين وناقصة أهلية وكرامة؟ هل يقبل وقف حكم الإسلام القطعي المهين على امرأتنا المعاصرة التي صار بمقدور عقلها أن يستوعب مجلدات من العلوم الطبية والقانونية والآداب والفنون والتقنيات، بينما يمكنها أن تكون شاهدة في قضايا بسيطة من الحياة اليومية مازالت إداراتنا تحرص عليه ((واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممّن ترضون من الشهداء ان تضلَّ إحداهما فتذكّر إحداهما الأخرى))؟ فكيف يمكن التعامل مع نصوص دينية يعتبرها القرضاوي من القطعيات والثوابت التي لا يمكن المساس بها في هذا العصر؟
هل تفتقد جماهير النساء عندنا إلى الفطرة الإسلامية عندما ترفض شريعة تعدد الزوجات والقوامة والحجر والشك في أهليتهن والتمييز العنصري ضدهن باسم هذه الشريعة ولو رفضا مواربا؟ هل يمكن أن نعتبر هذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان بينما يرفضها نصف مجتمعاتنا على الأقل؟ هل من العدل أن نفرض هذه الشريعة أو على الأقل الكثير من نصوصها القطعية على النساء وعلى من لا يريد أن يخضع لها كما بينت ذلك في مقالي السابق؟
كيف نجيب القرضاوي وهو يقول: ((يتجلى هذا الثبات في "المصادر الأصلية النصية القطعية للتشريع" من كتاب الله، وسنة رسوله، فالقرآن هو الأصل والدستور، والسنة هي الشرح النظري، والبيان العملي للقرآن، وكلاهما مصدر إلهي معصوم، ولا يسع مسلما أن يعرض عنه (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) (سورة النور:54) (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله، ليحكم بينهم، أن يقولوا سمعنا وأطعنا) (سورة النور:51).
وفي المحرمات اليقينية، من السحر، وقتل النفس، والزنا، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، والتولي يوم الزحف، والغصب، والسرقة، والغيبة، والنميمة، وغيرها مما يثبت بقطعي القرآن والسنة.
ومن أمهات الفضائل، من الصدق، والأمانة، والعفة، والصبر، والوفاء بالعهد، والحياء، وغيرها من مكارم الأخلاق، التي اعتبرها القرآن والسنة من شعب الإيمان. وفي شرائع الإسلام القطعية، في شئون الزواج، والطلاق، والميراث، والحدود، والقصاص، ونحوها من نظم الإسلام، التي ثبت بنصوص قطعية الثبوت، قطعية الدلالة، فهذه الأمور ثابتة، تزول الجبال ولا تزول"؟ انتهى
ما علاقة مجتمعاتنا اليوم بهكذا خطاب قروسطي ما زال يستخدم مصطلحات مثل (قذف المحصنات الغافلات وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، والغيبة، والنميمة)؟
ولهذا يذكرني مطلب تطبيق الشريعة دائما بشريعة بروكرست اليوناني قاطع الطريق وسريره المشؤوم الذي يأبى أن يكون على قدّ المسافر المسكين الذي تقطع أوصاله بسببه لا محالة مهما كان من الطول أو القصر، مثلما تقطع أوصال مجتمعاتنا المعاصرة فلا هي انسجمت مع المدنية الحديثة ولا هي قادرة على البقاء ضمن مواصفات ذلك المجتمع الذي أنتج الإسلام. يكفي إلقاء نظرة خاطفة إلى مدننا وقرانا لنرى كيف تتجاور أنماط حياة متنافرة يعرقل بعضها بعضا لأنها تجمع بين عصور متباعدة. هذا في المظهر والملبس أما المخبر فما أبعدنا مدننا عن مدن المجتمعات الحديثة التي يسودها التمدن والتعايش السلمي والانسجام والتناغم في الملبس والمأكل والمسكن والمركب والفكر وحتى المعتقد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
عبد القادر أنيس ( 2010 / 11 / 30 - 16:24 )
ورد في النص ((بينما يمكنها أن تكون شاهدة في قضايا بسيطة))، الصحيح ((لا يمكنها))
تحياتي


2 - مهما جمل القبيح لن يتجمل
سرسبيندار السندي ( 2010 / 11 / 30 - 17:11 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي أنيس وتساءلاتي للشيخ القرضاوي ولكل شيخ ... كيف يكون ربا وهو ينسخ كلامه في ليلة وضحايا وفي نفس قرأنه ... وكيف يكون دينا من عند ألله ونصفه قد أخذ من حميراء ... ... وكيف يكون وحيا وما كان يأتي محمد كان على هواء ( قول عائشة ) ... وكيف يكون منزل من جبريل لنبي ليقول له إقرأ وهو لايعلم أن نبيه لايعرف أن يقرأ ... فالسؤال هنا من الغبي هل هو إله جبريل أم جبريل أم يؤمنون بأن هذا وحي من ألله وتنزيل ... تحياتي وللكلام بقية


3 - وجهة نظر
سهيل حيدر ( 2010 / 11 / 30 - 18:43 )
استمعت عصر هذا اليوم ، الى حوار اجرته احدى القنوات العربية مع الدكتور رفعت السعيد ، وكان موضوعه ما أسهمت فيه قوى الاسلام السياسي في صناعة الموت .. ومع ان حديث الدكتور السعيد كان جله من صميم معايشته للواقع المصري ، وما آل اليه هذا الواقع في بعض ملامحه الى التجني على اصحاب الفكر النير في مصر من قبل عتاة الفكر الديني المتطرف ، الا انني استوقفتني خلال ذلك الحوار ، فكرة مفادها أن المثقف الواعي والمتحرر والمؤمن بمعالم التمدن ، هو اليوم في مأزق تضيق عنده سبل التفاعل مع مجتمعه ، وبشكل يضيف الى ذلك المجتمع ما يفيده في محنته ، ويقدم له حلولا تخرجه من نفق التخلف والخراب والتردي ، والسبب هو تعدد منافذ التأثير المسلطة على عقول الناس متمثلة بهذا الكم الكبير من القنوات الفضائية واكداس الكتب الملقاة على ارصفة الشوارع ، كل ذلك مشفوعا باستعداد المتأسلمين لفعل اي شيء مقابل اسكات الصوت الاخر .. نحن امام معادلة مختلة الاطراف لا ينفع فيها كي تعود الى التوازن ، ان ننشر وعيا يفند مزاعم شيوخ موغلين في عقد النية للخراب العام بغية الحصول على منافع السيطرة والمال .. وجهودنا من وجهة نظري تبدو ضئيلة .. يتبع


4 - وجهة نظر - تتمه
سهيل حيدر ( 2010 / 11 / 30 - 18:57 )
جهودنا تبدو ضئيلة امام ما تملكه جبهة التطرف الفكري الديني من تأثير كبير استطاعت من خلاله الحفر في عقول البؤساء ، موهمة اياهم بانهم غير مخيرين في التوجه الى السماء كي تنصفهم من جوع وظلم ، وتهيء لهم حسن العاقبة في جنان تنتظرهم يوم القيامه .. بمعنى محدد ، فان الجماهير البائسه هي التي توقد نيران التصدي لمعالم التمدن ، ولا فائدة البته من مساجلة كتب لا يقرؤها غير اصحابها .. القرضاوي وسواه من شيوخ المنفعه ، غير معنيين بما نحاورهم به من منصة المنطق ، كونهم مطمئنين للنتائج .. والجماهير هي المعنية بكل جهد يسعى الى تغيير مسارها نحو عملية التصحيح ، حينها فقط سيفر القرضاوي وصحبه الى جحورهم مكتفين بجمع النذور وامتهان الشعوذه .. تحياتي للاخ عبد القادر انيس


5 - لايهمهم حالتنا بالطبع
محمد أبو هزاع هواش ( 2010 / 11 / 30 - 21:14 )
لايهم المشايخ حالتنا ولايعرفون ماهو المرض وفوق ذلك يحاولون جلب داء من القرن السابع. يعيش المشايخ في القرن السابع ومن ودهم جلب الجماهير معهم إلى ذلك الكهف. الأمثلة بالعشرات على النجاح البشري من دون الدين. لم يجلب الدين للشرق الأوسط حتى الآن سوى العنف والتفرقة.

تحياتي للأخ عبد القادر


6 - أكبر أكذوبة
سناء نعيم ( 2010 / 12 / 1 - 05:46 )
لولا غباء الجماهير ونفاقها لما كان لكلام القرضاوي وامثاله معنى أو تأثير،لذلك إنتشرت مظاهر التدين الشكلي بين اناس يدعون الإسلام ويرفضون تشريعات أخرى هي من صلب الدين نفسه .أعرف سيدة تستميت في الدفاع عن الحجاب باعتباره فريضة مستشهدة بالقرآن والسنة على مشروعيته.هذه السيدة رفضت ان يتزوج عليها زوجها بعدما فشلت في الإنجاب،مفضلة الطلاق على الضرّة.وهي نفسها من لا تلزم بيتها بل تقضي يومها بين العمل والأسواق ..متجاهلة أياتي التعدد والوقور في البيت.اليستا امرين إلاهيين؟اليس الإيمان ببعض الآيات دون غيرها نفاقا بشهادة القرآن نفسه؟.
أما عن قول القرضاوي والإسلاميين -ان المسلم لا يناقش أوامر الله-،فكيف يتفق هذا مع قولهم بإحترام الإسلام للعقل؟أم على المسلم ان لا يفكر مادام شيوخه يفكرون له.في عام9هجري ،رجم النبي محمد الغامدية حتى الموت بعدما إعترفت بإرتكابها الفاحشة ،في الوقت الذي كان هو نفسه يتسرّى بالجارية مارية،التي انجب منها إبراهيم رغم انه كان يملك جيشا من النساء.كيف لعقلي أن يقبل بإله يأمر بجلد غير المتزوج ويشجع نبيه على الإستزادة من النساء بل يعاتبه في سورة قرآنية على تحريم ماهو حلال.ما هذا المنط


7 - تتمة
سناء نعيم ( 2010 / 12 / 1 - 06:19 )
ماهذا المنطق؟إن المشايخ يريدون منا ان نلغي عقولنا،وهذا ماحدث مع الأسف،عندما أقرأ السيرة النبوية،على حقيقتها لا كما جملوها وحقنونا إياها،أستحضر بيت ابي الأسود الدوؤلي الشهير.لا تنه عن خلق وتات مثله عار عليك إذا فعلت عظيم.إن المفروض في القائد أن يكون مثالا في الأخلاق حتى يكون قدوة.إن المفروض في القرآن ان يكون واضحا لا يحتاج إلى كل هذه التفاسير المتناقضة التي تدخل القارئ في متاهة ولا تحتاج لشيوخ يفتون ويتحكمون في الناس.إن أي قارئ عاقل يدرك ان االشريعة لا تصلح للعصر وهي حقيقة ساطعة يحاول الإسلاميون إخفاءها حفاظا على مصالحهم وحفاظا على الإسلام الهش من الإندثار.شكرا لك دوما على مقالاتك المميزة


8 - الكلام رخيص ولا يكلف الكثير ، فدعهم يتكلمون
الحكيم البابلي ( 2010 / 12 / 1 - 06:50 )
العزيز عبد القادر أنيس
إبتسمتُ حقاً وأنا أقرأ ( وأنا هنا أدعو العلمانيين التوفيقيين أن يتأملوا هذا الكلام للقرضاوي وهم الذين لا يتوقفون عن نصحنا بضرورة تجنب مهاجمة الأديان والإقتصار على مهاجمة رجالها ... الخ ) إنتهى
ولا أدري هل هؤلاء العلمانيين يحاولون الضحك علينا أم على أنفسهم ، فهم كمَّن يحاول قص أغصان شجرة يابسة وترك جذرها !، ولستُ قادراً على تفسير حكمتهم هذه إلا باللعب على الحبال وإنتظار الفرصة المناسبة لإتخاذ القرار المصلحي المناسب
كذلك مللتُ من توصيات (العقلاء) في أن نكون مهذبين ونحاول أن نزن كلماتنا وحروفنا بالميزان لئلا تجرح أحداها (أخوتنا في الإنسانية ،المؤمنين) والذين يسبونا ويشتمونا ويتهددونا ويُبيدونا وعوائلنا كلما سنحت لهم أصغر فرصة
إنقضى العمر ونحنُ نصبرعليهم ونقدم كل ما يمكن أن يقدمه بشر من تضحيات
أخذوا مِنا أعز الناس لدينا ، أخذوا بيوتنا وأوطاننا ونهرنا وعظام أمواتنا ومخلفات حضاراتنا وسعادتنا وحتى إبتساماتنا ، ولا زالوا يفعلون
ولم يبق عند بعضنا غير الكلمة والحرف
ويأتيك الفلاسفة ليقولوا لك : خفف خفف ولا تكن خشن التعبير
يطلبون مِنا أن نقدم لهم الزهور؟ يا للعدالة


9 - تحية للكاتب عبد القادر انيس
مكارم ابراهيم ( 2010 / 12 / 1 - 08:53 )
تحية طيبة سيدي الفاضل عبد القادر انيس
في الواقع لقد اشرت حضرتك الى نقطة هامة جدا وهي -فلا الإنسان جوهره التغير، ولا الشريعة جوهرها الثبات- وبرايي ان هذه النقطة هي جوهر كل النقاشات والسجالات حول الدين الاسلامي بالتاكيد واتصور انه لو اقتنع المسلم بان النصوص هذه ليست مقدسة ويمكن مناقشتها او الجدل فيها لمابقيت اية مشكلة اليوم اذا ان المرء سوف يحكم عقله في القواعد والاحكام التي فرضت عليه خاصة المتشددة منها والتي تؤثر سلبا على حياته.
واتفق معك تماما بان الانسان يمكن ان يتغير ويمكن ان لايتغير اتصور الموضوع يتعلق بشخصية الفرد والخلفيات المتحكمة به او البعض يسميها الافكار التي يؤمن بها الفرد والخبرات التي مر بها في حياته
اعتقد ان هذه النقطة التي ذكرتها هي جوهرالخلافات في موضوع النصوص الدينية او القرانية بالخصوص.
احترامي وتقديري الفائق
مكارم


10 - الحمد لله
أحمد عبد الرحمن عبد الرحمن ( 2010 / 12 / 1 - 10:21 )
الحمد لله الذي أكرمنا وميزنا واختصنا بدين التوحيد .. الحمد لله الذي أنقذنا وخلصنا من غلالات الشرك والمشركين .. الحمد لله ندبنا إلى إيصال الخير الذي أكرمنا به لإخراج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد .. وأشهد أن لا إله إلا الله ندب محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن تبعه إلى استعلاء حقا بحقهم .. وألا يتسرب إلى قلوبهم حرج أو ريب أو ارتياب .. القرآن . -كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين - .. وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله .. مكتوب عنه في التوراة : أنه لن يقبضه الله إليه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح الله بها عيونا عميا وأذانا صما وقلوبا غلف


11 - الثابت والمتحول
سامي صالح ( 2010 / 12 / 1 - 10:50 )
هل حقيقة يعتقد الكاتب أن الاسلام هو نتاج المجتمع العربي الجاهلي ؟

إذا كان الامر كذلك فإنة قرائته للتاريخ والاخلاق تحتاج الى إعادة نظر إذا كان
مخلصا ، وقد يحتاج الى بعض الموضوعية والتجرد في تناوله لمواضيعه مستقبلا

استاذي الكريم تعلم جيدا أن الاسلام وضع قواعد عامة لضبط المجتمعات ومن خلال الاجتهاد فتح المجال لتناول الامور التفصيلية المتغيرة الخاصة بكل مرحلة

وتلبية لحاجات المجتمع الاول تناول القرآن الكريم امورا تقصيلية تتعلق بحياة المسلمين الاولى تظل لها دلالات ومؤشرات للمجتمعات القادمة

كنت اتمنى عدم الخلط بين الامور حتى يكون عرضكم لما تتناولوه علمي دقيق بعيد عن الاهواء
يجب علينا الاعتراف بأن عقدة الخواجة ما تزال تأسر البعض منا وكل ما يأتينا من الاجنبي جميل وفيه كل الحلول ، ونتناسى تاريخنا وما قدمناه كمسلمين للنهوض باوربا من عصور الظلام

القواعد العامة لاتتغير فالانسان لا يتغير ولكن ظروفه المحيطة هي التي تتغير وكذلك الامر مع الشريعة فقواعدها العامة لا تتغير


12 - إلى السند
عبد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 1 - 12:02 )
الأخ السندي، لعلك تقصد حديث عائشة ((مَا أَرَى رَبَّكَ إِلاَّ يُسَارِعُ فِى هَوَاكَ )) بعد أن نزلت آية ((ترجي من تشاء منهن))، عائشة هنا تحتج على الغبن الذي لحق بالنساء بسبب الإسلام الذي أعطى حقوقا للرجال خيالية ومع ذلك كانوا يرجون المزيد. تحياتي


13 - إلى حيدر
عبد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 1 - 12:11 )
طبعا، شخصيا لا أطالب بالمستحيل. أنا أومن أن التغيير تقوم به نخبة من المتعلمين تقود نضالات الناس بعد أن تتحرر. اليوم النخب تساهم في التضليل لأنها تهاب من قول الحقيقة للناس بحجة عدم التصادم مع قناعات الناس وإيمانهم.
يكفينا عزاء أننا نعبر عن قناعاتنا بكل صدق وصراحة، بفضل وسائل الإعلام العصرية عابرة الحدود. تحرر المتعلمين من أوهامهم أولوية الأولويات لأنهم هو العائق قبل الجماهير البسيطة
سررت بالتواصل معك تحياتي


14 - أبو هزاع
عبد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 1 - 12:14 )
ملاحظتك صائبة، أخي. لاحظ مثلا أن رجال الدين يعارضون تحديد النسل ولو على حساب سعادة الأسرة والوطن. المهم بقاء نصوصهم (تناكحوا تناسلوا). خالص مودتي


15 - إلى سناء
عبد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 1 - 12:26 )
سناء، التمعن في خريطة العالم تكشف لنا أن بؤس الناس يتناسب طردا مع تمسكهم بالدين وبعدهم عن تبني أنماط السلوك العصرية، أو على الأقل تمسكهم بفهم لاعقلاني لموروثاتهم الدينية.
البارحة كنت أشاهد حصة عن الهند. عشرات الآلاف من الأسرة تعيش في الشوارع ومع ذلك تنجب أطفالا في هذه الأوضاع البائسة وفي نفس الوقت يزداد تعظيم الناس لرجال الدين الهندوس الدجالين.
عندنا لاحظت الإحصائيات أنه كلما كانت الأسرة أقل تعليما وعصرنة وحجبا للمرأة في البيت كلما زاد عدد أطفالها وازدادت مشاكلهم الحياتية: انحراف، تسرب مدرسي، آفات، جرائم...
أغلب مصائبنا ناتجة عن هذه الثقافة المنحصة.
تحياتي


16 - إلى سامي صالح
سناء نعيم ( 2010 / 12 / 1 - 12:36 )
أوروبا نهضت بعدما أبعدت الدين عن الحياة العامة وألزمته بالبقاء في الكنيسة معززا مكرما وهذا مايريده المتنورون من أبناء امتنا.اما قولك وقول الإسلاميين بفضل النهضة الإسلامية على الغرب فهو كلام غير سليم وذلك لان النخبة التي برعت في الطب والكيمياء وغيرهما لم يكونوا مسلمين حقيقين بل كان اغلبهم ملاحدة أو مسلمين بالإسم فقط. ثم إن ظروف نشاتهم هي التي ساعدتهم على النبوغ.فعهد المأمون وعصر الدولة الاندلسية شهد إنفتاحا وحرية ساهما في بروز طفرة في الإبداع ،حيث إزدهر العلم والادب مع الفن والموسيقى والشعر والمجون...ومع ذلك العصر الذهبي فقد كُفروا وأعتبروا خارجين عن الدين كالرازي وابن سيناء والفارابي وغيرهم .أما إبن رشد فلا اخالك تجهل محنته.مع تحياتي وإعتذاري من الأستاذ انيس في هذا التدخل


17 - إلى البابلي
عبد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 1 - 12:42 )
رأيي أخي الحكيم أننا نحن الذين نعبر عن رأينا في الدين ونخاطب ناسنا وأهلنا وشعبنا بصراحة وصدق أكثر احتراما للناس من أشباه العلمانيين وأشباه اليساريين. من حقهم أن يخاطبوا الناس بما يريدون ومن حقنا أن يكون لنا رأيا آخر. أتبنى تعليقك على مقالة نقولا الزهر. نحن نتعامل مع الناس كراشدين وهم يتعاملون مع الناس كقصر أو قوارير خوفا من الانكسار. أنا على قناعة أن هؤلاء لا يقل ضررهم عن رجال الدين الرجعيين. لا أفهم كيف يمكن أن ينخرط الناس في حراك اجتماعي من أجل الاشتراكية والحداثة والعلمانية وهم رهائن الدين ورجاله أعداء هذه المطالب.
خالص مودتي


18 - إلى مكارم
عبد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 1 - 12:46 )
في تعليقي رقم 12 لاحظت أن عائشة منذ 14 قرنا كنت أكثر جرأة في تحدي الغبن المفروض على النساء من علمائنا ودكاترنا اليوم.
تحياتي


19 - إلى عبد الرحمن
عبد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 1 - 12:50 )
تقول في نهاية دعائك: ((فيفتح الله بها عيونا عميا وأذانا صما وقلوبا غلفا)) وأنا أقول: ((اللهم آمين))
تحياتي


20 - إلى سامح
عبد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 1 - 13:04 )
سيد سامح، بالإضافة إلى رأي سناء في تعقيبك، أنا أرى أنك تحلق في الفضاء. تعال ننزل إلى الأرض. تقول: ((أن الاسلام وضع قواعد عامة لضبط المجتمعات ومن خلال الاجتهاد فتح المجال لتناول الامور التفصيلية المتغيرة الخاصة بكل مرحلة))
هل اجتهد المجتهدون فتغير وضع المرأة عما كانت عليه في فجر الإسلام؟ كلا. هل تغير وضع العبيد؟ كلا، حتى حررتهم العلمانية. هل تحسن النظام السياسي الإسلامي بالاجتهاد؟ كلا. هل ازداد انقسام المسلمين وتناحرهم على مر العصور حتى اليوم أم العكس؟ السبب لأن الإسلام تقدم إلى الناس في ثوب مقدس منزه لا يقبل الشك أو المعارضة -وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً-.
باب الاجتهاد أغلق بمثل هذه الآيات . ألم تكف 14 قرنا لتجريب هذا الدين؟
آن الأوان ليشب عمرو عن الطوق ولنحلق بأجنحتنا لا بأجنحة محمد أو عمر أو علي
تحياتي


21 - شكرا للتصحيح
سرسبيندار السندي ( 2010 / 12 / 1 - 13:26 )
شكرا أخي عبد القادر أنيس للتصحيح ... ولكننا نحن قوم نقرأها وهى طائرة ( حسب قول العراقيين ) ... تحياتي


22 - إغتيال السور المدنية...!!!؟
عدلي جندي ( 2010 / 12 / 1 - 15:34 )
ونحن نعرف النتيجة النهائية لهذا الكلام من خلال الاغتيالات التي تعرض لها المثقفون العلمانيون، بل حتى رجال دين يختلفون مع القرضاوي وزبانيته، حتى وصل الأمر في نهاية هذه الصحوة المجنونة إلى تكفير كل الناس الذين لا ينتمون إلى جماعاتهم. هذا قولك وعموما طريقتهم معروفة في الإغتيالات واليوم كنت وبالمصادفة أتناقش مع إبنتي في موضوع غسيل المخ الإسلامي ونبهتني إبنتي إلي نقطة مهمة عرفتها بطريق زميلة لها بالجامعة في إيطاليا وزميلتها هذة صرحت لها أن كتاب القرآن المترجم أإلي اللغة الإيطالية والذي قرأت بعضه وجدت فقط السور والآيات المكية وبالبحث والنقاش مع دارس للقرآن عرفت أن بكتاب القرآن سور تدعو للعنف والقتل وهكذا سيدي حتي القرآن يغتالوه في سبيل أن ينشروا إيدولوجيتهم حتي لو كذبوا وإغتالوا سور قرآنهم المدني ...!!!المهم أن تلك الفتاة عرفت أيضا معني من بدل دينه يقتل وغيره من سخافات وهراء المدافعين عن قاتلوهم يعذبهم الله بإيديكم ويشف صدور قوم مؤمنيين ؟ وشكرا أيها المعلم علي مجهوداتك


23 - تعقيب بسيط
سامي صالح ( 2010 / 12 / 1 - 16:08 )
من ردك نفهم أنك تنتقد حال المسلمين وعجزهم عن الاجتهاد ولهذا اصبح حالهم على ما هو عليه ، وانا اوافقك في ذلك ولكن هذا العيب لا يجب أن نحمله الاسلام الواضح الرسالة ، بل هو نقد لنا ولعجزنا وضعفنا ، كنت اتمنى أن تكون فكرتك واضحة ومحددة وهدفها الوصول الى الحقيقة

وبالنسبة لما جاء في تعقيب اختي سناء فإن ما ذكرته ما هو إلا قول مرسل لا يعتد به في إثبات شئ ، وأنا على يقين من انها تدرك ذلك جيدا ،

اعتقد أن الهدف من مثل هذه الحوارات هو محاولة الوصول الى حقائق بعيدة عن أية مصلحة شخصية او قناعات مسبقة وهذا لن يتأتى إلا عندما يتنازل بعض المهاجمين على الاسلام على تشنجهم الغير المبرر مستندين في ذلك الى فشلهم وهم ابناء وبنات مسلمين في اداء دورهم الانساني

للوصول الى الحقيقة لا يجوز أن نجعل من الاسلام شماعة نعلق عليها عجزنا وفشلنا

لو كان كلام الكاتب من أن الاسلام قدم في ثوب نهائي لا يقبل الشك او المعارضة فما معنى الاجتهاد الذي هو احد مصادر التشريع ؟


24 - خرافة الاجتهاد: لا اجتهاد مع النص
عبد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 1 - 21:01 )
سيد سامي، كتبت: (لو كان كلام الكاتب من أن الاسلام قدم في ثوب نهائي لا يقبل الشك او المعارضة فما معنى الاجتهاد الذي هو احد مصادر التشريع؟ ))
أنت تعرف فتوى ((لا اجتهاد مع النص)). النص المقصود هو الكتاب والسنة. الاجتهاد عبارة عن خرافة أو بالأحرى كذبة كبيرة لا غير.
الآية تقول: ((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ))
والحديث يقول: ((النساء ناقصات عقل ودين)). هذا غيض من فيض
أي اجتهاد في هذا الحكم القطعي. إما قبوله أو رفضه لافكاك لنا من هذا الموروث إلا بالعلمانية. حينها سوف ينحصر الدين في ضمائر الناس ودور العبادة أما شؤون الدنيا فلا يجب إقحام النصوص المقدسة في الفصل فيها. الخروج على النص كفر بواح.
تحياتي


25 - إلى عبد القادر
أحمد عبد الرحمن عبد الرحمن ( 2010 / 12 / 3 - 14:59 )
في التعليق رقم 19 قولت اللهم آمين
إذاً تؤمن أن الله مطلع علين ويستجيب الدعاء

وهذا وضح في قوله تعالى: { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [1]، دلت علي علمه بالأشياء من وجوه تضمنت البراهين المذكورة لأهل النظر العقلي:

أحدها: أنه خالق لها، والخلق هو الإبداع بتقدير، فتضمن تقديرها في العلم قبل تكوينها.

الثاني: أنه مستلزم للإرادة والمشيئة؛ فيلزم تصور المراد. وهذه الطريقة المشهورة عند أكثر أهل الكلام.

الثالث: أنها صادرة عنه، وهو سببها التام، والعلم بالأصل يوجب العلم بالفرع، فعلمه بنفسه، يستلزم علم كل ما يصدر عنه.

الرابع: أنه لطيف يدرك الدقيق، خبير يدرك الخفي، وهذا هو المقتضي للعلم بالأشياء، فيجب وجود المقتضي لوجود السبب التام.
أوليس الخالق العليم المتحكم في الكون و التسبيح المتناسق و النظام المحكم الذي يسير النجوم و المجرات،قادر على تشريع لصلاح حياة البشرية عبر كل زمان ومكان

بلى وربي هو الحق


26 - ولكن أين فكرتك التي تثبت عدم ملائمة الشريعة ؟
أحمد حسني ( 2010 / 12 / 4 - 22:00 )
تحية أخي الفاضل النقطة1التي تكلمت عنها تكلمت عن مقدمة القرضاوي وان المؤمن عليه ان يسلم بما جاء الله به وينصاع له و النقطة2ان من أنكر معلوما من الدين بالضرورة فهو مرتد, خرجت من النقطتين باستحالة النقاش مع الدينيين، ولكن الست معي ان كلام القرضاوي وافق المنطق السليم واعتراضك عليه هو المخالف للمنطق؟ نحن نتكلم عن المؤمن الذي فرغ من الايمان بان هذا الدين هو وحي الهي من عند الله ولهذا فطبيعي أنه لن يناقش حكمة هذا الامر او ذاك فهو قد قبل الدين ككل وقبل انه من عند الله ولهذا فهو يناقش هل هذا الامر فعلا في الدين وهل هذا تأويله الوحيد و الوجه الوحيد لفهمه ولكنه لا يناقش هل الامر يصلح ام لا، اعتقد انه امر منطقي تماما للمؤمن ، فهل تريد ان تنقض الاسلام واوامره والملعوم منه ضرورة كأن تقول ان القرآن كتاب بشري موضوع مثلا، ثم تتحسس وتعتبر ارهاب ان نطرح عنك صفة الاسلام؟ (لا اتكلم عن الشطط في التطبيق اتكلم عن المبدأ) من يرفض قدسية الدين ليس له الحق ان يتكلم عن اسلامه.
النقطة3عن ثبات الحقيقة الانسانية انت لم توفهيا حقها رغم انه منطلق البحث ، وهنا أكتفي بالسؤال انسان القرون الوسطى أقل انسانية منا؟ أم مساو؟


27 - أحمد حسني
علد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 5 - 11:13 )
تقول ((ألست معي ان كلام القرضاوي وافق المنطق السليم واعتراضك عليه هو المخالف للمنطق؟)). لست معك بتاتا. قد يصح أن نقول بأن كلام القرضاوي وافق المنطق الديني الإسلامي، إذا صح التعبير، أما أن يكون هذا المنطق سليما، فأنا لا أعتبره كذلك. الدين بالنسبة لي ضد المنطق من طقطق إلى سلام عليكم. أما اعتراضي عليه فليس مرده معارضتي للدين كدين بين دفات الكتب (المقدسة)، بل كممارسة الناس له ومواقفهم من غيرهم بناء عليه ومختلف السياسات التي تتخذ من الدين متراسا للوقوف ضد الحرية والديمقراطية والعلمانية وغيرها. القرضاوي ومن ورائه حكامنا يفرضون استبدادا مقيتا ضد الشعوب باسم الدين. المرأة ناقصة أهلية وكرامة باسم الدين، الرعية عليها الطاعة باسم الدين، الفقر والظلم والمرض قدر من الله، تكفير الديمقراطية باسم الدين، تكفير الحريات باسم الدين وباسم الدين ارتكبت ولا تزال كل الجرائم. وعندما يتحول الدين إلى ممارسة حرة لا دخل لها بالسياسة وبحريات الناس فسيكون لهذا الحوار عبثا.


28 - إلى أحمد حسني
علد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 5 - 11:43 )
بالنسبة للنقطة الثالثة التي تقول فيها: ((عن ثبات الحقيقة الانسانية، انت لم توفها حقها رغم انه منطلق البحث، وهنا أكتفي بالسؤال انسان القرون الوسطى أقل انسانية منا؟ أم مساو؟)). بالنسبة لي الإنسان كائن ثقافي والثقافة تراكم وتغير مستمران. إنسان روما كان يحضر من على مدرحات الكوليزي مشاهد المتصارعين حتى الموت ويستمتع بها بل ويطالب المنتصر بالإجهاز على المغلوب. إنسان القرون الوسطى كان يحضر ويتلذذ بمشاهد حرق الساحرات. فهل تستطيع أنت اليوم أن تفعل ذلك؟ أنت كمسلم هل تستطيع تلبية دعوة إمامك لرجم الزاني مثلما هو في الرابط:
http://www.fekaa.com/vb/showthread.php?t=48410
إجابتك تحدد فهمك للإنسان وعلاقته بالثقافة.
تحياتي


29 - تعقيب على التعقيب 1
أحمد حسني ( 2010 / 12 / 5 - 13:02 )
تحية مرة اخرى أخي الفاضل يبدو أني لم أوضح النقطة الأولى جيدا وذلك لحد الألف كلمة ولم أرد ان أكون ضيفاً ثقيلا في اول مشاركة لي ، ولكن أحاول أن أزيدها توضيحا
أنت رددت وشرحت موقفك من الدين، وهو موفهوم وأقبله تماماً ، وهو نفس موقفي لأتباع أي دين آخر أو من لا يتبع دين ، هذه حرية شخثية روحية وعقلية لكل إنسان ، وليس الدين فقط بل الإيدلوجية أيا كانت دينية ، اقتصادية او سياسية .. نعم عندما تسلط على مصر الضباط الأحرار باسم الاشتراكية ومحاربة الاستعمار دمروا اكثر ما كان جميل في مصر عندها طبيعي ان يكون لي موقف منهم ، رغم اني ليس لي موقف من الاشتراكية كنظرية اجتماعية واقتصادية وطالما كانت تنظيرا عقليا في عقول او قلوب الصفوة او الجماهير ، فقط عندما تنزل للتطبيق العملي وتمس الحياة بعمومها عندها يكون لي موقف الرفض او القبول ، بنفس المنطق افهم موقف اي شخص تجاه الدين عموما ، لا اعتقد أن أحد يهمه كثيرا ان سهرت الليل اصلي او سهرته ادرس كتاب او سهرته في خمارة او قضيته نائما اشخر ، طالما اني في بيتي اغلقت علي الباب وفي الصباح اديت ما علي من واجبات بكفأة وبدون تقصير ، يتبع


30 - تعقيب على التعقيب 2
أحمد حسني ( 2010 / 12 / 5 - 13:09 )
تنبع الشكلة مع الدين عندما تحاكم الكنيسة جاليلو لانه اكتشف ان الارض تدور حول الشمس وليس العكش بينما سفر ما يقول بان الله اوقف الشمس ليوشع حتى يكمل حربه ، كذلك عندما يتحكم فقهاء- علماء - ملالي في حياة الشعوب ويبصمون على كل شأن من شؤون حياتنا صغيرا او كبيرا تطرق له الدين او لم يتطرق وويعلقون مشانق الخروج على الدين لكل معارض حتى لو كان من داخل المؤسسة الدينية فقط هو معارض لانه -ليس بعد الحق إلا الضلالة- ، وبالتأكيد عندما تستخدم جماعة ما أيدلوجيتها الدينية في حرب حكومة تراها ظالمة في تفجيرات هنا وهناك في قلب الشارع تطال أي انسان يمر بحجة الدين ، هنا تكون المشكلة ، وبالطبع عندما يأتي اليهود من بقاع الأرض ويغتصبوا أرض شعب ويطردوه ويقتلو فيه ويشردوا عبر عقود بحجة ان الإله وعده جدهم الأكبر هذه الارض لنسله ، عندها تكون المشاكل مع الدين ... هذا أفهمه ولكنه لم يتعرض لمقولة القرضاوي وسأتابعها في مشاركة ثالثة


31 - التعقيبب 3
أحمد حسني ( 2010 / 12 / 5 - 13:17 )
أتكلم هنا عما قاله القرضاوي تحت عنوان حقيقتين كبيرتين ، هنا يا أخي القرضاوي يتكلم عن المسلم الذي رضى بالله ربا ... الخ ، اي يتحاور مع شخص من داخل المنظومة الايمانية ان صح التعبير ، وهذا هو ما ينطبق عليه الحكم ، هذا هو الذي ان انكر معلوما من الدين بالضرورة فهو مرتد من وجهة النظر الاسلامية ، هو الذي عليه ان يسلم بما جاء به الله تسليما ويرضى بحكمه ولن يناقش صلاحيته ، لانه تجاوز هذا النقاش عندما امن بأن محمد رسول من عند رب كبير وعليم وخبير ، يعني النقاش حول هذا الامر يكون من خارج المنظومة قبل ان تقبلها ، فاين الارهاي وحجر الحوار هنا؟ المؤمن يؤمن اصلا بأمور بعيدة عن مجال العقل كالمشي على الماء واحياء الموتي وشق البحر بعصى .. الخ فلا يستقيم المنطق ان يناقش صلاحية الاحكام وهو داخل الحيز الايماني .. هو لو ناقش انتقل من الايمان للشك ، وعليه الادى ان يناقش الرسالة ككل اهي رسالة سماوية ام موضوع بشري؟ أما غير المسلم فبالطبع الحوار معه يختلف حيث هو لم يسلم بإلهية النص ليسلم بسموه وعلوه وهيمنته ، هو يتعامل مع النص كنظام اجتماعي سياسي قانوني اقتصادي ، عليه ان يناقشه بالعقل يأخذ ويترك ولكن كغير مؤمن!


32 - تعقيب على التعقيب 4
أحمد حسني ( 2010 / 12 / 5 - 13:24 )
أتمى أن تون فكرتي واضحة الان ، نعم اعرف ما يلاقيه المفكر من عنت في بلادنا ان رفعت ضده دعوى الردة ، واعرف ان ثير من المتحمسين يتوقون لضرب الرقاب ولكن من حيث المبدأ ، وليس من حيث التفصيل على الواقع كلام القرضاوي منطقي انت ما مؤمن تتكلم من داخل حيز الايمان المطلق يكون حوارك كما اسلفت عن صحة النص وعم تأويله وتفسيره ونطاق الزاميته ولكن لن تتكلم من حيث المبدأ عن صلاحية النصوص و الاحكام .. وإما ان تكون من خارج الحيز الايماني وهذا حقك تماما عليه يمكنك ان تناقش المبدأ ككل وتناقش كل حكم ونص كأي نص بشري آخر تعرضه على العقل تقبله او تفرضه .. ووالان الكثير من حركات الاسلام السياسي عدلت كثيرا من افكارها وتطرح البديل الاسلامي لا كنصوص قاطعة علوية بل كاطار عام لنظريات ومبادى وتترك للابداع الانساني الزيادة والنقصان و التفصيل بما يتلائم مع الواقع .. ولا تنس الحديث انتم اعلم بشؤون دنياكم ، كون هذا الحيز ضيق جدا في الوقاع الاصولي ، فهذا مرجعه للبشر وحب التسلط لا إلى الفكرةالاسلامية نفسها .. ولهذا فالقرضاوي لم يمارس ارهاب فكري في حقيقتيه لانها موجهة للمؤمن .. اعتقد اني وضحت فكرتي واسهبت


33 - أخر التعقيب
أحمد حسني ( 2010 / 12 / 5 - 13:36 )
عن صلاحية الشريعة بحجة ثبات الانسان: القرضاوي يتكلم عن ثبات الانسان كحقيقة وليس كتفاصيل، وعن ثباته كمجتمع وليس كفرد، فأخي أنت طرحت تغير الانسان بدليل ان الانسان المعاصر الغير مسلم - هندي او صيني كما ضربت مثلا - ليس اقل انسانية من الانسان المسلم وعاشوا قرون بدون اسلام او دين سماوي وهم في خير حال، واستدلالك سليم تماما فالانسان هو انسان في حقيقته بغض النظر عن دينه او عدمه ونعم يمكن نظريا ان يستغني النسان عن الدين عن طريق الفلسفات المختلفة والتفكير العقلي ، ولكن انسان القرون الوسطى الذي تراه اقل انسانية منا لانه مارس ممارسات وحشية هو نفسه في حقيقته انسان العصر الحالي وهو انسان كل عصر، الذين تقاتلوا في الحرب العالمية الاولى والثانية وضربوا المدنيين بالقنابل الذرية لم يكن للدين علاقة بهم ، ولن اسهب لك في ذكر تفاصيل غوغائية وحشية للممارسات الدولية و الفردية في عالمنا المعاصر لا علاقة للدين بها حتى لا اطيل، واعتقد اني اطلت فعلا، ولكن اشير فقط لان الانسان هو الانسان في اي عصر ومكان يحتاج الى التهذيب والضبط كجماعة وكفرد، ولكن الفكرة الاسلامية للمؤمن انها اطار سماوي جاهز ولغيره هي قابلة للنقاش


34 - إلى أحمد حسني
علد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 5 - 14:38 )
العلمانيون في بلداننا العربية الإسلامية فيهم الملحدون وفيهم المؤمنون وفيهم علمانيون دون أن يدروا أنهم كذلك مثل الكثرة الكثيرة من عامة الناس عندنا الذين ظلوا يعيشون على وفاق مع منجزات وأنظمة الحداثة والسياسية والاقتصادية دون أن يشغلوا بالهم بالحلال والحرام ويكتفون بالممنوع والمسموح حسب القوانين الوضعية التي تسهر عليها الدولة.
المشكل مع الإسلام المسيس أنه يقمع المختلفين معه باسم الدين ويحرض العامة والحكومات ضد المفكرين الأحرار باسم المساس بالمقدسات. لعلك قرأت في مقالي الحالي والسابق كيف حكم القرضاوي على محاوره بالردة التي تعني الفتوى بالاغتيال لأنه اختلف معه حول تطبيق الشريعة بحجة رفض معلوم من الدين. أليس من حق المواطن العلماني وحتى الملحد أن يكون له رأي في تطبيق الشريعة لأن التطبيق يعنيه كمواطن. المسألة هنا تتجاوز مجرد الإيمان الشخصي الحر. هي مسألة تتعلق بإدارة شؤون البلاد والموقف من الحريات الدينية والفكرية والسياسية والاجتماعية، وهي كلها حريات يكفرها الإسلاميون بحجة أنها تتعارض مع الإسلام. وقد أدى ذلك إلى الإرهاب. لا حياة بدون حرية.
تحياتي


35 - أتفقنا أخي عبد القادر
أحمد حسني ( 2010 / 12 / 5 - 15:45 )
متفق تماما معك اخي عبد القادر الآن ولكنك الآن تتحدث عن الردة كحكم وكمفهوم ، وليس عن مبدأ مناقشة الشريعة ، نعم انا معك تماما في القمع الفكري و التسلطي الذي يمارسة الاسلاميون ضد معارضيهم ، وضد الردة كعقوبة بدنية ، ولابد انك تعلم ما بين الفقهاء من خلاف حول حكم قتل المرتد ، ولكني بالطبع مع الردة كحكم شرعي ، باختصار شخص لا يريد ان يؤمن بالاسلام من حقه تماما كما من حق المسلم الا يؤمن بالمسيح وفداؤه على الصليب ، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، ولكن من حق المجتمع أن يعلن عن عدم انتساب هذا الشخص للاسلام ، دون عقوبة مادية عليه ، فمثلا من حق اي امرأة ان تكون لها الخيرة عند الزواج ان تلتزم بتعاليم الاسلام بالزواج من مسلم ، الست معي ان ياتيها رجل يحمل هوية مسلم وهو غير مسلم ، هو تعد على حريتها؟ عموما هذا سياق نظري بعيد عن شطط الواقع من الطرفين ، المهم اذا الا تتفق معي في حق الاسلاميين في تقديم اطروحتهم كنظرية - الاسلام هو الحل - بالنسبة للمؤمن عليه ان يناقش في فرضيتها وبالنسبة لغيره عليهم ان يناقشوها عقليا ويروا هل تصلح ام لا! وإلا تكون قابلت حجر بعض فقهاء الاسلام بحجر مقابل!


36 - إلى أحمد حسني
علد القادر أنيس ( 2010 / 12 / 5 - 19:55 )
سيدي، سألت: ((ألا تتفق معي في حق الاسلاميين في تقديم اطروحتهم كنظرية - الاسلام هو الحل))
سبب رفضي من وجهة نظر علمانية ليس فقط قناعتي بخواء هذا الشعار، إذ ليس في الإسلام نظريات سياسية أو اقتصادية أو علمية يمكن أن تكون بديلا وحلا. فما ابتكره الإنسان من نظريات ومواثيق وقوانين حديثة لا قداسة لها ولا عصمة وقابلة للتحسين الدائم أفضل من تعاليم الأديان وأثبتت جدارتها. ليس هذا فقط، فشعار ((الإسلام هو الحل)) يحمل في مضمونه سبب تخوف العلمانيين منه والعمل على إقصائه: برنامج مختلف الحركات الإسلامية فضفاض لا قيمة علمية له. بالإضافة إلى خلوه من أي تسامح أو اعتراف بالآخر المختلف مذهبا أو دينا. واعتبارهم الديمقراطية والحريات من الأفكار المستوردة، واعتقادهم الساذج أن في الإسلام كل الحلول لمشاكل العصر والأكثر سذاجة أنهم يؤسلمون النظريات والعلوم الغربية ويدعون أنها كانت موجودة في دينهم أو أن الإسلام أشار إليها.
أهم ميزة في التنظيم العصري للبلدان هو المواطنة التامة أي المساواة في الحقوق والواجبات للجميع وهذا ما لا نجده في الإسلام بين المسلم والذمي وبين الحاكم والمحكوم وبين الرجل والمرأة.
مودتي وتحياتي

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية