الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز الوطني وسقوط الإخوان

نشأت المصري

2010 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فوز الوطني وسقوط الإخوان

لقد لعبت الحكومة المصرية على أوتار الطائفية الدينية, منذ حرب أكتوبر وحتى الآن وهذا لأسباب اللعب مع الوهابية ضد الغرب وأمريكا, باستخدام البترول كسلاح في المعركة ومن هنا مكمن الخطر, ومع أن الحرب مع إسرائيل لم تنتهي إلا بمعاهدة كمب ديفيد وذهاب الرئيس السادات إلى إسرائيل فقد أتت الزيارة المنشودة بنتائج مرجوة ردت لنا أرضنا وكرامتنا المهدرة على يد الطاغية جمال عبد الناصر في سنة 1967م والذي أراد القومية العربية على حساب القومية الحقيقية وهي مصر, جعنا وتعرينا وشحتنا قوتنا من العرب أعضاء القومية المنشودة.

إلى أن شعر السادات بخطورة الموقف ولكن بعد أن قدم مصر فريسة سهلة لتيار الإسلام السياسي توهما منه أنه سيقضي على الفكر اليساري الذي كاد أن يكشف حقيقة السادات ومساوئ حكومته, فكانت النتيجة موت السادات على يد المارد الذي أعده للقضاء على كل من يخالف الإسلام السياسي في مصر بقيادة السادات في بداية الأمر ثم انقلبوا عليه لان أغراضهم هي مصر.

وفي أثناء حكمه أسس الحزب الوطني الديموقراطي , الذي أصبح حزب الحكومة وباقي الأحزاب كانت عبارة عن شكل بلا حراك, وإلى الآن مصر دولة الحزب الواحد وهذا فرضاً وقهراً على الشعب , ومن خلال مجريات الأمور هذه غيّر الإسلام السياسي من شكله بأن أوضح هويته الحقيقة وهي الإخوان المسلمين في مصر بدلاً من الجماعات الإسلامية في مصر.

ولأن الحزب الوطني حاد عن دوره في القضاء على كل ما هو مخالف للإسلام السياسي التكفيري في مصر,, ومن ضمن هذا الأقباط ,, وهذا راجع إلى الموائمات الدولية والتي تلعب فيها أمريكا والغرب الدور الرئيسي فبات الأقباط هم المحك بين حجري الرحى والذي هو إرضاء الحزب الوطني والدولة للتيار الاسلامي الذي تفشى بصورة مرعبة في مصر بواسطة الإخوان, فكانت انتخابات مجلس الشعب السابقة فترك الحبل على الغارب للإخوان مع احتفاظ الحزب الوطني بقبضته على هذا الحبل, فكانت النتائج بالبلطجة والتزوير ومنع الأقباط من الوصول لصناديق الاقتراع ولأن الإخوان حصدوا 88مقعداً في مجلس الشعب أشاد الجميع بهذه الانتخابات ولكنها كانت من أسوء الانتخابات التي شهدتها مصر.

فعاشت مصر أسيرة الأخوان بتدخلهم في كل كبيرة وصغيرة في شئون مصر سواء على حق أو من غير حق فشهد مجلس الشعب أسوأ دورة برلمانية في عهده تضاربت فيها القوانين العشوائية النابعة من الشريعة الإسلامية,, هذا بالإضافة على , ترهل الحكومة والحزب الحاكم فتفشى الغلاء والوباء والجهل والقتل والسرقة والسطوة والمحسوبية والرشوة.
فأصبح الحزب الوطني في مأزق فقد دنت انتخابات الرياسة!!!, ففي حالة تكرار ما حدث في الدورة السابقة!! قد يحدث في هذه الدورة, فلبث الحزب الوطني ثوب الإسلام السياسي, وأثار عدة قضايا تخص الأقباط , كما في قانون الأحوال الشخصية وقانون دور العبادة الموحد والمادة الثانية في الدستور المصري, وإشكاليات دور العبادة وتلاعب القيادات الحكومية المحلية بالأقباط, وحتى وصل الأمر إلى مداهمة الأمن لكرامة الشعب القبطي جميعاً في أحداث العمرانية, ونجع حمادي في يناير 2010م, وسقوط القتلى والجرحى من جراء الحرب المعلنة ضد الأقباط,,,, ومن خلال هذا استراح ضمير الشارع الإسلامي السياسي والفكر الوهابي ليصبح الحزب الوطني, والإخوان وجهين لعملة واحدة وهي الإسلام السياسي في مصر, والضحايا دائما هم الأقباط .

فأصبح الحزب الوطني بديل فعال للإخوان في الشارع المصري المتأسلم هذا من الجهة الفكرية والمنهجية,, وهو الملاذ المناسب من الفقر والبطالة والخدمات المقدمة من أعضاء البرلمان,,, فكانت المفاجئة العظمى والتي لعبها جيداً الحزب الوطني, وهي فوز ساحق للحزب لأن في أيديهم مفاتيح الحياة ,, وانهيار ساحق للإخوان لأنهم ليس لديهم حل لمشكلات المواطن المصري أو المسلم , فليس عندهم غير الشريعة والإسلام هو الحل فكاد أن يفني اقتصاد مصر في الدورة السابقة.

ومن خلال هذا لا يحتاج الحزب الوطني لتزوير الانتخابات بصورة مطلقة, ولا مانع من وجود بعض من التزوير فهو :
• الوحيد في الملعب السياسي المصري.
• لعب جيداً على أوتار الطائفية فكان هو الفائز.
• كشف فكر الإخوان وحد كثيراً من نشاطهم بكل الوسائل الممكنة.
• لعب أيضاً على الأقباط بوعود لحلول لمشاكلهم والتي لعب هو الدور الرئيسي في هذه المشاكل وجميعها لم تتجاوز الوعود, كما أعطاهم بعض من المقاعد كهبة أو منحة.
• لأنه هو الحكومة وهو الحزب في نفس الوقت.

لعبة الانتخابات للحزب هي بمثابة حياة أو موت فمن خلال الدورة البرلمانية سوف تكون انتخابات الرئاسة والتي يمكن أن تكون بداية للتوريث.

ألف مبروك للحزب الوطني بهذه الدورة وهارد لك للإخوان ولا عزاء للأقباط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علماني مغاربي
محمد بودواهي ( 2010 / 12 / 2 - 13:34 )
الحزب الوطني والإخوان وجهان لعملة واحدة
والغريب أن هناك من الأحزاب التي تعتبر نفسها ليبرالية أو حتى يسارية فنراها تمد يدها للإخوان للتنسيق والتحالف معها متناسية خطورة المتأسلمين السياسيين على مستقبل البلاد بسبب أهدافهم المعلنة وغير المعلنة ، وناسية أن هؤلا ء هم الحليف الاستراتيجي للنظام رغم مسرحية التعارض التي يتم تمثيلها على الشعب
إن الأقباط هم الطرف الوحيد الذي عليه أن يستجمع قواه لتنظيم نفسه سياسيا وبالتالي العمل من أجل تجميع كل القوى اليسارية والديموقراطية التقدمية المتنورة المشتتة للعمل على تخليص الشعب المصري من دعاة التحاق مصر بالوهابية السعودية المتخلفة ومن دعاة التبعية السياسية والاقتصادية لأمركا الإمبريالية
إنه عمل شاق وصعب بالتاكيد لكنه يبقى ضروريا للإنعتاق

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة