الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليبراليون والقوى الديمقراطية خطاب العقل والتنوير في العراق

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عاش العراقيون تفاصيل مروعة أبان الدكتاتورية المهزومة،وقد كنا قاب قوسين أودنى من الهلاك،حوصرنا حتى في أحلامنا،أجهضت معظم آمالنا العريضة،إنتكس الحراك الوطني إثر تعرضه لأقسى وأبشع تقتيل وتصفية وملاحقة،وزج خيرة شبابنا في سجون الفترة القذرة في تاريخ عراقنا الصابر،وفي تلك المرحلة انتشر الفقر والبؤس وزادت الأمية،وتراجع المستوى العلمي لكافة مؤسساتنا التربوية والتعليمية،وأصاب مصانعنا الشلل،وانخفض انتاجنا الزراعي،وأنعدم إصلاح الأراضي الزراعية بل عمد صنم التقبيح إلى إشاعة الفساد في مؤسساتنا حتى القضائية منها.إضافة إلى سيطرة البعث الفاشي على اتحادتنا الثقافية والادبية وكذلك هيمن معتوه العراق على وسائل الاعلام،فكان الرجاء بالليبراليين والقوى الديمقراطية للنيل من شوفينية وفردية تلك الحقبة لفضح توجهات الرزايا والخطايا البشعة المرتكبة بحق شعبنا من قبل حمقى ذلك الزمن الأغبر.
وعلى قلة ومحدودية النشاط لقوى الأمل بالخلاص من الوضع الشاذ والمشين،كون الدكتاتور وأجهزته القمعية تطارد داخل وخارج البلد كل من يحاول التغيير ومناصرة العراقيين وانقاذ العراق من تلك العصبة الحاقدة،التي خربت حتى النفوس،وراحت تبيع وتشتري الأسلحة والمواد الكيمياوية لإبادة شعبنا وقواه الوطنية.
ويأتي نيسان 2003 لندفن سموم البعث الفاشي ونقبر وإلى الأبد رمز الشرور عار الفردية (طاغية شوه عن قصد روح المواطنية في عراقنا الحر).
هنا الدرب صار يسيرا،فالليبراليون والقوى الديمقراطية هم القوى الاجتماعية الجاذبة والحاضنة لفكر المستقبل ،طريقنا يعني تطبيقنا البرامج التنويرية والوطنية،كي يسترجع العراقيون ما فقدوه ويحققوا ما كانوا يصبون إليه،من اعتماد النظام الديمقراطي والبرلماني،وبسط نفوذ الشعب باعتباره مصدر السلطات الثلاث ،وكي ننهض بالقطاعين الصناعي والزراعي ،لنحقق قفزتنا النوعية في تنمية الإنسان والفرد العراقي كونه الهدف الأسمى لمجمل نضالنا،ونرسم معالم البهجة والسرور بتعاضدنا وتماسك لحمتنا الوطنية،ولعلنا نشخص اهداف الليبرالية كونها حراك سياسي واقتصادي تجريبي جديد غير خاضع لمقولات الماضي إنما هو تجديد في نمط وسلوك الفرد والدولة المدنية المنشودة والمعقود عليها الإرتقاء بالأداء والمناهج المعرفية ليزدهر مجتمعنا وتحقق الرفاهية للمواطنيين،كما أن القوى الديمقراطية هي الأخرى تطرح مبادئ تنسجم وروح العصر العلمية ويصب الإثنان في جدلية التاريخ والظرف الموضوعي،حيث توفرت للعراق فرصة تاريخية ليخرج من أتون الوهم ويمزق سلطة سدنة العهد العتيق،كي نحيا في ظلال مرحلة التنوير في كافة مفاصل الحياة والانشطة العامة،فخاضت القوتان نضالا عسيرا أمام تزاحم وتكالب قوى الظلم والردة إلى جحور التأريخ،فتطاول الراديكاليون بمساندة دول الجوار لوئد تجربتنا الفتية والجديدة في محيطنا الاستبدادي،التي أمدتهم بالمال ودربتهم،واحتضنتهم،وما تزال تمسك بهم لينطقوا كفرا بالعملية السياسية برمتها،هذا الاسناد فجر بقية مكتسباتنا الوطنية التي حققناها بالفترة (1958 ــ 1963 )،حيث زاول الحراك الوطني سياسات بناء دولة عراقية ذات سيادة وطنية مستقلة،لكن العراق سرعان ما انتكس في شباط 1963 وبدأنا سلسلة تقويض المنجزات،وعودة رجالات الاقطاع وسادت المحسوبية والمنسوبية وتعثر اقتصادنا وصار ريعيا،أحادي الانتاج (موارد العراق من النفط والضرائب).
يومنا هذا نرى سلة متضخمة من الاعوجاج والانحراف عن النظام الديمقراطي،ولا رادع يمنع هذه التوجهات المخيفة،فقد أطيح بكل ما يمت للديمقراطية(والتي هي حكم الشعب)،وتحيالت الكتل السياسية بمساعدة المحكمة الاتحادية المسيسة لصالح الأحزاب ضد الإرادة الشعبية،إذ أنها رغم اعترافها ببطلان قانون الانتخابات وخرقة لبنود الدستور لكنها أقرت بما هو واقع وأجلت التغيير إلى الدورة الانتخابية القادمة،وأصرت على النفاذ إلى تضعيف صوت الشعب العراقي حين فسرت الكتلة النيابية الأكبر بدلا من إعادتها الانتخابات ،كون أيا من الكتل الفائزة لم تحقق (50 +1 )،وبهذا دخلنا نفق المؤامرة الاقليمية والدولية،وفات محكمتنا المؤقرة أنها تمثل الفيصل في انحيازها لمصدر السلطات(الشعب العراقي وليس الكتل السياسية ذات المصالح الضيقة) وقد أسفر هذا النهج عن تعميق مبدأ المحاصصة والطائفية،والذي أتي منسجما مع مشروع بادين لتقسيم العراق إلى جغرافيات ثلاث هي الأخرى وهمية،فمكاتب المعلومات الجيو سياسية كشفت لنا هذا التمزيق لوحدتنا الوطنية.
ونشير إلى الخطاب السياسي المتشنج والمتشح بظلام اقتسام المناصب التي هي ملك الشعب العراقي،وكذلك التعتيم من قبل ألاقطاب السياسية،فبدلا من الظهور على وسائل الاعلام لشرح آخر المستجدات أمام الرأي العام ،نلاحظ دخول الفرق السياسية دهاليز معتمة غير عابهين بالناخبين،وراحوا يضيفون إلى الترهل الحكومي مناصب ويقترحون مقترحات تبذيرية،ويصرون على هدر المال العام بشتى الوسائل. ولنمضي في تعرية المرحلة شبه الديمقراطية أو لنكن أكثر جرأة ونقول أن الديمقراطية الناشئة في العراق تتعرض لمضايقات واعتراضات،منها عدم تطبيق التداول السلمي للسلطة( وهذا ما كنا نخشاه من أحزاب الاسلام السياسي التي لا تؤمن بذلك)،يضاف إليه صبغة الفردانية التي طغت على نتائج انتخابات آذار المنصرم(لم يحصل أي شخص في بغداد على سبيل المثل في ائتلاف دولة القانون على القاسم الانتخابي عدا رئيس القائمة.وكذلك العراقية لم يحصل أي شخص في بغداد على القاسم الانتخابي سوى علاوي والهاشمي ،ونضيف إليهم جماعة الاصلاح لم يحص أي شخص على القاسم الانتخابي عدا الجعفري)،والسؤال المهم ،لماذا يضيع العمل والفكر الجماعينولمصلحة من خلق دكتاتوريات جديدة؟
ويحدونا الأمل باضطلاع الليبراليين والقوى الديمقراطية بمهامهم المسندة إليهم للدفاع عن العراقيين والعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah