الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار ينبغي التراجع عنه

أمير الحلو

2010 / 12 / 2
المجتمع المدني


من المعروف ان مسؤولية اجهزة الدولة هي تنظيم مسارات الحياة العامة في المجتمع من خلال سنّ القوانين والانظمة والالتزام بتطبيقها وتوصيفها لذوي الشأن ليجري الالتزام بها،مع وجود العقوبات على المخالفين،ولكن اللجوء الى مقولة(الباب اللي تجيك منه الريح سدّه واستريح)تتناقض مع تلك المسؤولية للدولة،فالمنع والاغلاق الشامل ليس هو الاسلوب الصحيح لمعالجة الامور لآن البديل عن ذلك زيادة عمليات التهريب والرشوة والبيع بالسر واللجوء الى وسائل غير مشروعة للحصول على الممنوع او استبداله بما هو اخطر منه على الصحة والاخلاق .
أقول ذلك لادلي بدلوي مع زملائي الذين كتبوا عن بعض الظواهر التي تتناقض مع مفهوم الديمقراطية التي نتحدث عنها ليل نهار،ولا أقصد هنا الدعوة الى الانفلات أو فتح الابواب امام تفشي الظواهر السيئة التي تخدش الحياء العام،ولكني لست بالمختص الذي يعطي الذرائع الشرعية والقانونية،ولكني كمواطن اعرف ومنذ ان فتحت عيني في وطني ان هناك اماكن يلجأ اليها البعض لتعاطي المشروبات او التسلية،وشفيعي في حديثي انني لست من مرتادي هذه الاماكن ولا أدافع عنها،ولكني اتحدث عن مبادئ عامة يجب علينا ان ندافع عنها كجزء من حرية المواطنين الذين لا يسيئون للآخرين،فمقر الاتحاد العام للادباء العراقيين عبارة عن مبنى مستور ومغلق على نفسه ولا تطل عليه العوائل ولا يطل عليها،وبالتالي فان نشاطاته الادبية المستمرة يرافقها وجود ناد يرتاده الادباء وهو موجود منذ تأسيس الاتحاد ولم نسمع يوماً باية حالة خدش للحياء او الاعراف صدرت من هذا المبنى،لذلك فان مجيء قوة عسكرية لاغلاقه يعني تدخلاً في حرية الناس الذين لا يسيئون للناس الآخرين ،وبالامكان وضع قوانين وانظمة تنظم مثل هذه الممارسات و(الهوايات)وحتى الاحتراف لدى البعض بدلات من المنع،وقد تكررت بعض الصور التي تعطينا مؤشرات كثيرة تثير القلق في نفوسنا منها منع سيرك من تقديم عروضه البريئة لاطفال البصرة،او الموسيقى والغناء في مهرجان بابل،ثم غلق النوادي الليلية ومنع المشروبات الكحولية.
ومع اعترافي ان بعض النوادي الليلية وخصوصاً غير المجازة قد تقدم عروضاً غير مقبولة وقد يتصرف بعض روادها بشكل يسيء للاخلاق والاعراف العامة،ولكن المطلوب هو تنظيم عملية منح الاجازات ووضع شروط لظروف العمل وما يقدم داخلها،وقد كانت هناك تعليمات صدرت في الثمانينات تضع مسافة تقدر بكيلومترين بين مثل هذه الاماكن والمناطق السكنية او الدينية،ويمكن الرجوع اليه واغلاق أي محل يمكن ان يكون وسط منطقة سكنية بما يجعل المواطنين يتأثرون وينزعجون من وجوده.
أنني لا أريد الدفاع عن(باطل)ولكن عملية المنع ستفتح الابواب امام ممارسات أشد خطورة كاللجوء الى المخدرات التي لم يكن العراق من الدول الموبوءة بانتشارها،او ان يقوم البعض بتصنيع المشروبات المغشوشة والضارة،وهنا أود التأكيد اني لا ارتاد هذه الاماكن ولكن هناك بعض النوادي الاجتماعية التي تحافظ على سمعتها ويرتادها اناس محترمون لا يسيئون الى أحد،وبالتالي ان المواطن محروم بشكل عام من المتعة الحلال والكثير يرابط في داره لاسباب أمنية او اجتماعية ولكنه قد يلبي دعوة للذهاب الى أحد النوادي الاجتماعية ومنها نادي اتحاد الادباء العراقيين.
من المعروف ان السودان الشقيق من البلدان التي تستهلك الكثير من المشروبات الكحولية، وكان الرئيس جعفر النميري من ضمن (المواطنين) الذين يتعاطونها،ولكنه وقع مريضا لسبب أو لآخر فنصحه الاطباء بترك هذا التعاطي،فما كان منه ألا ان اصدر أوامره ليس في غلق محلات البيع فقط وانماً جمع كل ما موجود في الاسواق ومرت عليها عجلات حديدية(حادلات)لتكسيرها امام عدسات التلفزيون،وقد أصبح الموضوع نكتة فكيف يشرب المواطنون في حين ان السيد رئيس الجمهورية محروم طبياً؟
لا أريد ان اربط موضوعناً مع هذا الحدث ولكني أقول اذا كان بعض المسؤولين لهم معتقداتهم الخاصة وهم احرار في ذلك فليس من حقهم فرضها على جميع الناس مادامت لا تسيء الى المجتمع وقيمه واخلاقه...وهنا يبرز دور التنظيم والقوانين والانظمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من هالمال حمل جمال
سرسبيندار السندي ( 2010 / 12 / 2 - 18:10 )
تحياتي لك يا عزيزي أمير الحلو والمثال ( من هالمال حمل جمال) ينطبق على السلوك الغبي والمريض للبعض ممن في الحكومة ... وهذا السلوك ليس بعيدا عن سلوك الشقي عدي عندما غلق صالات البليارد وغيرها من الحماقات ... والسؤال هل سيتعض من يدعون أنفسهم محررين وللشعب مخلصين ويعيدو فتح ما غلقوه من نوادي وبارات وجمعيات المثقفين ... أم سيستمرو في دجلهم منافقين ... حرام على الشعب وحلال على المسؤولين ... تحياتي

اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين