الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقطة حوارية

مرثا فرنسيس

2010 / 12 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لقطة حوارية
كانت تعبيرات وَجهها تنطق بألمِ عميق. سألتها: ماذا حدث؟ ماذا بكِ؟
رمقتني بعينيها اللتين بدأتا تغرورقان بالدموع وقالت: لماذا يكون الطلاق، والإمساك من حق الزوج وحده دون الزوجة؟
قلتُ لها: ما هذه الألغاز؟ ما الحكاية؟
وكأنها لم تسمعني، بادرتني بالسؤال الثاني: هل من حقي أن أرفض الطلاق؟
أجبتها: لا أعتقد أن هذا ممكن قانوناً، ثم استدركتُ سريعاً قبل أن تُعاجلني بالسؤال التالي: ما هي قصتك؟
أجابت، وهي تقاوم دموعها، وتخفي وجهها بين كفيها: أنا اُحٌبه ولا أتصور الحياة بدونه، أنا لا أريد الطلاق ولم أتَخيل أنني في يوم ما سأحوز لقب مطلقة.
ثم سألتني :هل إصراري على الإحتفاظ بعملي؛ يصلح لأن يكون سبباً للطلاق؟
أجبتها: حسب معرفتي؛ فإن العمل حق من حقوق الإنسان، هذا حقك وهو ليس سبباً منطقياً للطلاق.
انفجرتْ في البكاء وبعد أن حاولت تهدئتها، سألتها: هل يريد أن يُطلِقك بسبب عملك؟
أجابت: نعم، انا أعمل منذ خمس سنوات، وقد تزوجنا منذ عام .
سألتها: هل اتفقتما على أن تستمري في العمل بعد الزواج؟
أجابتني: نعم، كان اتفاقي معه أن أستمر في العمل؛ فانا أحب عملي وناجحة فيه، ولا أتصور ان أترك عملي بعد كل الجهد، والدراسات التي قمت بها لأحقق طموحي فيه.
ثم سألتني بانفعال: كيف يتنكر لاتفاقه معي؟ لقد اتفقنا سوياً على أن اعمل بعد الزواج.
أجبتها: ربما نسي هذا الإتفاق. ثم سألتها: هل تُهملين بعض مسئولياتك كزوجة وربة منزل؟
أجابتني: اطلاقاً، فأنا احبه، ولا أدخر وسعاً في توفير كل مايحتاج اليه رغم إنني حامل في جنيني الأول، أنتِ تعرفين سيدتي ماذا تفعل المرأة عندما تتزوج من تحب.
سألتها: هل تحدثتِ معه؟ هل تناقشتما؟ ماهي اسبابه؟
أجابت: تحدثت، وتناقشت وهو لايجد إجابة متماسكة بل أن أسبابه مضحكة، ولكنه متمسك بها، هو يعرفني، ويعرف سلوكي، وتصرفاتي تمام المعرفة، فأنا اعرف جيداً كيف أضع حدوداً واضحة في علاقاتي مع الآخرين، ولا أسمح لأحد ان يتعدى هذه الحدود، وهذا معروف عني وسط كل زملائي وزميلاتي وأتعامل مع الجميع بحب واحترام وهم كذلك، لماذا لايطيق كلامي مع أي زميل رغم أن ذلك يتم في حدود العمل؟
سألتها: هل تم الطلاق فعلا؟
أجابت وهي تنظر الى بطنها؛ وكأنها تخاطب ابنها -الذي لم يخرج للحياة بعد: إنه يضعني أمام أحد خيارين : إما ان اُقدم استقالتي من عملي؛ وهذا معناه دفن طموحي، ودراساتي التي تعبت فيها سنين، وايام، وليال، لأكون مجرد شئ يمتلكه، أو ينطق بكلمة الطلاق له في الحال، هل هذا عدل؟
سألتها: أليس الطلاق حق له؟ ولكِ أنتِ الحق في الزواج مرة أخرى، ولتبدأي حياتك ثانية من جديد.
أجابتني ونظراتها حادة جادة غير مصدقة ماأقول: أتزوج ثانية؟ هل حقاً تعنين ماتقولين؟
أجبتها: هذا هو منطق الحياة التي تعيشينها، وثقافة مجتمعك.
سألتني: هل بهذه البساطة، يمكن لإمرأة ان تتزوج رجل غير الذي تحبه؟ وكيف بهذه البساطة، تعطيه جسدها، وتهبه نفسها، و تعيش علاقة زوجية مع رجل آخر، من جديد، وتُحرَم من حبيبها.. كيف؟
أجبتها وانا أتحاشى تماماً أن اواجه عينيها، و أنا عاجزة تماماً عن اجابتها: لا أعرف؟
(محبتي للجميع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبارة مفتاحية
منتظر بن المبارك ( 2010 / 12 / 3 - 08:27 )
سيدتي الكريمة،
العبارة التالية هي الجملة المفتاحية في علاقات المرأة أو في احوالها الشخصية: (وكيف بهذه البساطة، تعطيه جسدها، وتهبه نفسها، و تعيش علاقة زوجية مع رجل آخر). نعم هناك بعد نفسي وجسدي لا يدركه الرجل، أوفته وأوضحته وأظهرته صاحبة المشكلة. إن الزواج والطلاق يعني للرجل تغيير الحياة الاجتماعية، لكنه يعني للمرأة تغيير الحياة بأكملها. الزواج والطلاق للرجل مثل تغيير مسكن، أما للمرأة فمثل الهجرة إلى بلد آخر ولغة أخرى وغادات مختلفة.
لكن في النهاية، أصبخت الشهوة مقدمة على الحب في المجتمعات غير المنضبطة
تحية تقدير لقلمك الذي يقطر إنسانية


2 - الطلاق جريمة اخلاقية
زهير دعيم ( 2010 / 12 / 3 - 12:06 )
اختاه يتشدقون بأنهم اعطوا للمرأة حقّها والواقع المرير يقول : لقد سلبوها هذا الحقّ وأضحت في الشرق أمَة ومُتنفّس للشهوات.
حري بنا ان نقول لا للطلاق ولا لهذا الحق الذكوري العنصري.
الاخت والكاتبة مرثا ، شكرا لك لانك تُسلّطين الضوء من خلال قلمك الانساني على اوصاب البشر
الرب يباركك


3 - من المسئول
سفير فريد المصرى ( 2010 / 12 / 3 - 18:52 )
من اى كوكب هذا الانسان . هل من الارض هل هو بشر عادى ياكل ويشرب ويتنفس مثلنا هل يوجد برأسة جزء يسمى بالعقل
ولكن اؤكد لك ان هناك عدة اسباب جوهرية هى من جعلت هذا الكائن ان يتحكم ويقوم بمساومة زوجتة .
السبب الاول : وهو الغيره وتفسيرى للغيره ليس غيرة على زوجتة بل الغيره من عملها ولاسيما انها ناجحة فى عملها وبالتاكيد هو لم يصل لمستواها او درجتها فى العمل وانه يشعر بانها هى صاحبة المجهود فى هذا البيت .
السبب الثانى : وهو الاقوى وهو ما يعانى منه جميع المصريين وهو الطلاق اسهل كلمة يتم استخدامها فى مجتمعنا هذا . ولكن هل هذا معنى
الرجولة الحقيقية هل فرض الرأى هو المتاح ؟ هل الدين له دخل فى نمو بعض السلبيات ؟
اشكرك عزيزتى مرثا على اثارة هذا الموضوع المتميز


4 - لماذا تمتهن المرأة ؟
مرثا فرنسيس ( 2010 / 12 / 3 - 19:27 )
عزيزي الفاضل منتظر
شكرا لك، لمست الوتر الحساس بتعليقك، كيف تطالَب المرأة بأن تشارك جسدها وحياتها مع اكثر من رجل بالتوالي لمجرد ان له الحق في نطق كلمة الطلاق
و سوف اترك الكلام عن الطلاق واضراره ونتائجه واتكلم فقط عن علاقة انسانية، لماذا تمتهن المراة بهذا الشكل على يد الرجل
تقديري واحترامي ،


5 - الفلضل زهير دعيم صباح الخير
مرثا فرنسيس ( 2010 / 12 / 4 - 08:17 )
أخي العزيز
شكرا لك
اين هي كرامة المرأة،وللرجل الحق في ابعادها من حياته بكلمة واحدة ، ولاحق لها لمناقشته ، وفي نفس الوقت لاتملك هي ان تخرج من حياته ولو اذاقها العذاب الوان
تقديري واحترامي


6 - هذه هي ماساة الطلاق الكارثية !؟
مريم نجمه ( 2010 / 12 / 4 - 09:54 )
ولذلك مجتمعاتنا مهزوزة ومخربة ومريضة نفسياً وأخلاقياً وثقافياً نتيحة الطلاق السهل المشرّع دينياً !؟ .. لأتف الأسباب
لقطاتك واقعية مدروسة , وكتابتك للقصة مستقبلاً رائعة يا أختي العزيزة الكاتبة السيدة مرثا .ز
صباحك عملاً مثمراً وعطاء إنسانياً فائضاً بالكلمة لك الهادفة .. أحسنت صديقتي
تحياتي الحارة


7 - اين حق المرأة في القرار
مرثا فرنسيس ( 2010 / 12 / 4 - 13:28 )
الفاضل سفير فريد
شكرا لك
انا اتعجب اين حق المرأة في هذا القرار المصيري، ولماذا يكون للرجل الحق وحده في استمرار او توقف العلاقة ،والمذهل ان هذا يتم مهما كانت درجة نضوج او اتزان الرجل والعكس
محبتي واحترامي


8 - نصف المجتمع مهمش لايملك حق القرار
مرثا فرنسيس ( 2010 / 12 / 4 - 19:52 )
صديقتي العزيزة مريم : هل بهذه البساطة يلغى حق المرأة في تقرير مصير حياتها؟ لماذا يكون الحق في يد الرجل فقط ان يحتفظ بزوجته او يبعدها من حياته
وكما تفضلتِ سيدتي : مجتمعات مخربة هزيلة ، طالما ان نصف المجتمع مهمش حتى في ابسط الحقوق في تحديد المصير
محبتي واحترامي

اخر الافلام

.. رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية في المجلس البلدي لمحافظة ظفار آ


.. لمستشارة بوزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة الموريتانية




.. نائبة رئيس مجلس محافظة معان عايدة آل خطاب


.. أميرة داوود من مكتب ديوان محافظة الجيزة في مصر




.. رئاسة الجمهورية اليمنية فالنتينا عبد الكريم مهدي