الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين و الواقع الافتراضي

عمرو اسماعيل

2010 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نتيجة التقدم التكنولوجي بدأت تظهر كثيرا الافلام التي تتحدث عن الواقع الافتراضي كبديل عن احلام اليقظة او موازيا لها .. ولكن هل الواقع الافتراضي هو امر حديث ام هو قديم قدم الانسان نفسه علي الارض ..

ان فكرة وجود اله أو آلهة خلقت هذا الكون وتدير شئونه هي فكرة قديمة تعبر عن الواقع الافتراضي الذي يخلقه الانسان ليحاول به تفسير مالايستطيع تفسيره او احتمال مايبدو ظلما طاغيا للطبيعة في خلق الانسان نفسه .. من تفاوت واضح في الشكل والقدرات .. ومايبدو ظواهر طبيعيا لا يستطيع الانسان مواجهتها من عواصف وبراكين و زلازل وجفاف وفيضانات ..

ان فكرة الدين او فكرة الاله الواحد الذي يوحي الي انبياء هي فكرة ظهرت علي يد مجموعة من الحالمين الذين يرفضون الواقع الأليم ريريدون تغييره الي الافضل عبر خلق واقع افتراضي يتواجد فيه اله وحياة بعد الموت فيها ثواب وعقاب تجبر الناس علي تقليل كمية الشر لصالح الخير داخلهم ..

هؤلاء الحالمين الخيرين لا يختلفون كثيرا عمن يتم اتهام بعضهم الآن انهم يعانون من شيروفرينيا بما تتضمن من هلوسات واوهام .. يستمعون الي كائن لا يراه غيرهم سواء كان الله نفسه او مندوبه جبريل حتي وصل الأمر الي ان تلد امرأة طفلا دون ان يشاركها رجلا ،، اي يتكون جنين من بويضة دون حيوان منوي .. فيلم من أفلام الواقع الافتراضي ..

والسؤال هو عن مساهمة هذا الواقع الافتراضي في تقدم الانسانية بالمقارنة بالواقع الغير الافتراضي عبر العلم والسياسة ..

هل استفادت البشرية اكثر من التقدم العلمي الواقعي في جميع المجالات وخاصة الطبية والبنية التحتية من طرق و مجاري .. وكهرباء واستخدام امثل لمصادر الطاقة.. ام من الواقع الافتراضي الديني ..
هل استفاد الانسان اكثر من قمع الشر داخله عبر القانون المدني الذي يشرعه الانسان نفسه في الواقع الحقيقي وليس قائد الواقع الافتراضي الله او الرب ..

هل استفادت البشرية من كتب الواقع الافتراضي الرئيسية المسماة توراة وانجيل وقرآن التي املاها او اوحي بها قائد الواقع الافتراضي الواحد والذي نطلق عليه الله او الرب او ياهوه .. أم من كتب الواقع الحقيقي الذي وصل اليها الانسان مثل الدساتير الديمقراطية وعلي رأسها الدستور الامريكي او الاعلان العالمي لحقوق الانسان ..

ان الوصايا العشرة التي عرفها الانسان بالفطرة هي في الحقيقة بؤرة كل كتب الواقع الافتراضي والتي اخرج الانبياء فيلم سينمائي حولها ليتقبلها باقي البشر ووضعوا في هذا الفيلم الكثير من المشاهد التي تتناقض تناقضا صارخا مع اساس الفيلم والتي اورثت الانسانية الكثير من المعاناة وجعلت تقدمه يسير بطيئا مثل السلحفاة ،، هي نفسها بؤرة كل وثيقه وصل اليها الانسان في الواقع الحقيقي بعد الثورة الفرنسية التي تمرد فيها الانسان علي الواقع الافتراضي وحوله الي مجرد فيلم سينمائي يلجأ اليه بعض الوقت لينسي الواقع ولكنه لا يجعله يتحكم في حياته ومستقبله ولا يعيش فيه كل الوقت .. بعدها انطلق الانسان بسرعة الصاروخ ليحقق في قرنين من الزمان مالم يستطيع تحقيقه في آلاف بل ملايين السنين ..

البشر وأنا منهم يحتاجون الي الدين مثل حاجتهم الي مشاهدتهم افلام السينما كواقع افتراصي وحاجتهم الي احلام اليقظة احيانا .. ولكن تحول الواقع الافتراضي الي بديل وأساس عن الحياة الواقعية التي يشارك فيها ايجابيا .. هو بداية العودة الي قرون الظلام والتخلف ..
فلنضع حدا فاصلا بين الواقع الحقيقي والافتراضي .. لنستفيد من كلاهما ..
والحد الفاصل هذا هو ماوصلت اليه البشرية في كل مجتمع متقدم حاليا الا مجتمعاتنا المتخلفة.. وهو فصل مجال الدين عن مجال الحياة وقوانينها التي يسنها بشر واقعيين ..
قد يكون ما كتبته تخاريف .. ولكنها في رأيي تخاريف واقعية ليس لها علاقة بهلوسات سمعية وبصرية .. كلنا يعرف ماهو اسمها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
حسن عبد اللطيف ( 2010 / 12 / 3 - 18:02 )
أنا عشت فى الغرب ولمست بنفسى عن قرب الأثر العميق للتعاليم المسيحية فى البنية الأخلاقية للبشر - حتى ولو أعلنوا لك الحادهم !
ومن يقرأ ويتعمق التاريخ الأوروبى منذ العصور المظلمة وحتى العصر الحالى يلمس الأثر الهائل للمسيحية فى السمو بالوجدان الغربى .. (حاول أن تتفهم ما أقصده هنا بالوجدان) فهذا الوجدان كان هو المحرك والدافع الحقيقى وراء انتاج الفن العظيم وحركات التفلسف والتمرد العقلى الجامح ، والسؤال عما وراء الطبيعة وحقيقة الدين وتأويل ابن رشد ومركزية الأرض من الكون وغير ذلك من الأسئلة الكبرى ... أشعل الوجدان الدينى جذوة العقل - سرا - فى عصور الظلام وانتشرت تلك الحرائق المقدسة فى مختلف بقاع أوروبا المظلمة .. اشتعلت فنا وموسيقى وأدبا وظهر العلم فى النهاية كوليد شرعى -حتمى - لكل تلك الحركات ...
ويرى المسيحيون أن هذا هو أثر الروح القدس فى صنع حضارة أوروبا. ولست بحاجة هنا للدفاع عن كنيسة روما المتوحشة - لأنها فى نظر الكثيرين - بل وفى نظر نفسها !- كانت آثمة مجرمة ولا تمثل المسيحية فيما اقترفته من جرائم تاريخية نكراء - فالمسيحية مسكنها القلوب والأرواح وليس جدران كنيسة أو دير تولاه الشيطان


2 - الواقع الافتراضى تغوّل وأصبح ضارا
فاتن واصل ( 2010 / 12 / 4 - 11:42 )
إحترامى د/ عمرو لما طرحته من فكر ولكن أخشى أن هذا الواقع الافتراضى والذى بدأ كحلم لمقاومة واقع أليم ، إلا أنه اليوم تغول وصدق نفسه وبدأ يفرض نفسه بالسلاح والارهاب والقمع ، وكل واقع افتراضى يحاول قمع واقع افتراضى آخر كما لو كان هو الأصح والآخرين أصحاب الواقع الافتراضى الآخر على خطأ .. لدرجة يتوجب معها الوقوف لحظة لتامل ما يجرى .. وإيقاظ أصحاب الوقايع الافتراضية جميعا، ألا أفيقوا هناك عالم كبير أوسع بكثير من احلامكم الساذجة وحلولكم السهلة بإنهاء جميع المشاكل بجنة ونار ، فقد تحولتم بعالمكم الافتراضى الموهوم الى واقع أليم مقزز إجرامى فى حق البشرية جميعا . والوقفة التى أعنيها آتية لا محالة لطبيعة الأمور وإنتهاء زمن الأوهام


3 - نعم الواقع الافتراضى تغوّل وأصبح ضارا
عمرو اسماعيل ( 2010 / 12 / 4 - 13:23 )
والحل ان يتحول هذا الواقع كما قال الاستاذ حسن عبد اللطيف الي أن يكون مكانه القلوب والارواح وليس السياسة والعلم والقانون
الحل فعله الغرب مع المسيحية واليهودية و حتي مع الاسلام لكننا في الشرق ومع الاديان الثلاث وحتي في اسرائيل التي تتحول الي دولة شرقية عندما تعتبر نفسها دولة يهودية سيكون فيها نهايتها فنحتاج الي سياسة تجفيف الينابيع وهذا الحل لن يكون الا حل اتاتوركي يأتي من القمة وليس من القاعدة المغيبة بأفيون الواقع الافتراضي


4 - لسنا أصحاب البيت
حسن عبد اللطيف ( 2010 / 12 / 4 - 15:45 )
تعليقى السابق كتبته للقارىء الكريم لعله يرى الرأى والرأى الآخر .. ولم أقصد بكلامى أبدا الانتصار لفكرة فصل الدين عن السياسة - لأننى بالفعل أؤيد دائما هذا الفصل بين الدين والدولة وأؤكد أهمية الدولة المدنية بشكلها الحديث .. لكننى قصدت بتعليقى أن الدين لم يكن دائما وبالا على الحياة معرقلا لسير البشرية كما يرى الكثيرون بل على العكس (هذا رأيى الخاص وأنا معتز به لأنه خلاصة تجارب العمر الثمينة التى لا أضعها رخيصة تحت أقدام حفنة من الكتبة الهواة من ملحدى الحوار المتمدن وغيره) ..

الدين ظاهرة طبيعية مهمة انحنى أمامها كبار علماء التاريخ توقيرا واحتراما شأنها شأن قوانين الجاذبية والاندماج النووى وقوانين التاريخ الطبيعى وغيرها .. غير أن الدين يتميز بشعبيته الجارفة بين شتى صنوف ومستويات البشر (دليلا على أصالة الظاهرة وعمقها) - فهو فى نفوس الجميع حاجة ملحة أساسية لابد من اشباعها شأنه شأن الطعام والجنس .. ليس فقط بسبب فكرة الموت - (القادم) - ولكن اتضاعا واحتراما للحقيقة أيا كانت ..

اتضاعا واحتراما لصاحب البيت الذى دخلناه كضيوف عابرى سبيل .. ولسنا أبدا أصحابه

اخر الافلام

.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذى الحجة لعام 1445 بعد مغرب غد ا


.. الكويت: تسريب اختبارات التربية الإسلامية ووزارة التربية تعفي




.. اليهود المتشددون -الحريديم- يدعمون -مقترح بايدن- بشأن الحرب


.. مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بالأعلام الإسرائيلية




.. مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى.. ويرقصون على أب