الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق : مجتمع محافظ متدين أم خربان منحطّ ..؟

واصف شنون

2010 / 12 / 5
المجتمع المدني



الجواب على سؤال شمولي عمومي مثل أعلاه يستحق دراسات علمية عميقة ،والدراسات تلك تتطلب أساتذة إجتماعيين مختصين بأساليب الحياة ونزعاتها ، أساتذة لايقدمون العاطفة أمام المنطق ،ولا ينتمون الى العشائرية والقبلية والطائفية،بل يفردون جلّ أوقاتهم وأعمالهم في التركيز على المجتمع المتكون من أفراد وفئات مختلفين في التصورات والإنتماءات والأهواء وانقساماتها المتعددة ،المجتمع الريفي والمديني(الحضري )، المجمعات المدينية العشائرية و إنحدار الزراعة ،المجتمعات المدينية التي تمارس تقاليد البداوة السلطوية الحزبية والقهر الإجتماعي ،المجتمعات العشائرية الإتكالية المنتفعة من السلطات المركزية ، علاقات التآصر العشائري والتحالف العائلي - الديني، التحالفات السياسية والحروب القومية ثم الدينية وتأثيراتها ، حجم الضحايا والخسائر المادية والمعنوية ،ثم مشاعر المواطن الأبله أوالذكي .
***
وبدلا ًعن بذل الجهد والوقت المهدور في الإتيان بأجوبة مقنعة أو حتى نصف مقنعة ومرضية عن أسباب كل هذا التخلف والضياع وعدم المسؤولية ورخص الإنسان ، يتم المباشرة في دعم دراسات جامعية غبية في – المحتوى والمعنى والأساس والسند العلمي وغير مصادق علميا ًعليها من الإساس من خلال إطروحات جامعية مدفوعة الثمن هي : الأئمة والأدوية النبوية او مصّ الثدي والتقوى الآلهية او السيدة زينب وحكمة القرار واقتصاد السيد
الصدر :نموذج عالمي لحل الأزمة العالمية و الهزات الأرضية والإمام المهدي المنتظرواخيرا وليس اخيرا، البروفيسور زغلول النجار وزعامة العلم القرآني !!!. ومن هذا الخريط المنحط على الطلبة والتلاميذ العراقيين الجدد أن يتخرجوا لكي يبنوا ويعمروا بلدهم المهدم! ؟.
***
حين يظهر رئيس دولة مثل العراق ويقول علنا ً – اننا سوف نقضي على نصف اسرائيل – وهو في نفس اللحظة مشتبكاً في حرب طاحنة اخرى ،فأن التفكير المنطقي البسيط سوف يكون ليس بجانب ذلك الرئيس العملاق- الحالم ، لأن مصلحة الشعب تُحتم على القائد أن يفكر برعاياه وشعبه،لكنه يفعل العكس ، لأنه قد تربى في مجتمع يفعل العكس ويخفي المعكوس ويمارس السريّة الفاضحة ويسميها محافظة وأخلاق ،وما حدث في الحرب العراقية – الإيرانية إبان ثمانينات القرن الماضي وكيف تصرف المجتمع مع الحكومة ثم القائد ما يؤكد على أن هناك مايثير القلق حول مصير المجتمع – الشعب العراقي برمته ، فحين يظهر رئيس الدولة وهو يكرم رجل مقعد على كرسي متنقل فان الأمر يستحق الإنتباه ،خاصة ،وأن الرجل المقعد قد قتل إبنه البكر لأنه رفض الذهاب الى العسكرية ، أي الإلتحاق في وحدته المقاتلة ، التي كانت تقاتل ايران ، ايران الخميني المجوسية ،التي أرهبت عرب الخليج ، فتبرع رئيس الدولة بشعبه واتباعه لنجدتهم !!!..،ثم بعد حين زار ضريح جدّه الإمام علي وصلى فيه وطلب نصرته وسط الاف الدعوات من الشعب المتدين المؤمن ، وقد نصره واذلّ اعدائه ....!!.
***
كنت في الحادية عشر من العمر ،حينما شهدت أول جريمة – شرف- ، فقد كانت الشابة ( كاظمية الخبّازة ) ممدة على سطح شاحنة خضراء للشرطة ، بينما كانت الدماء تسيل من رقبتها وعينيها في استغاثة،وقد كانت الضحية في الثامنة عشر من العمر ، والمجتمع مشغول بنقل الحكايات التي تبرر فعل الجريمة ،ولم اسمع من والدي المعلم المتنور كلاماً مختلفاً عن فعل القتل الذي جرى وشرعيته والذي – انا الطفل شهدت ضحيته- ، المجتمع العراقي يتهاون مع الجلادين ولا يتسامح أبدا مع الضحايا ،وهذه مشكلة حقيقية،فكيف ُنعرف عراقيا ً مصطلح – ضحيّة – وكيف ُنعرف المفردة الأخرى التي هي –جلاّد - ؟، كيف لنا كمجتمع عراقي متعدد ومتنوع توصيف – مشهد قتل عراقي - ، طبعا ً غير ممكن ، لأننا وبكل أنواعنا شاهدنا (البيض وهو يُفرخ ُ في مقلاة على نار)!!؟؟.
***
المجتمع العراقي المحافظ الديني العشائري الإسلامي القومي هو: مجتمع قائم على العنف والجدّل الفارغ والسطوة وكبتْ الحريات والنفاق والتملق ،لا مكان فيه للضعيف المسالم الذي ينظر الى السماء ويستغفر او ينتظر، ولم يتم بذل أي جهد ٍ في سبيل صلاحه ، وأن جميع ما جرى خلال الأربعين عاما الماضية هي نتيجة للفوضى العارمة التي تتحكم في ثروة العراق الهائلة ،كما أن ما يجري الأن هو أشد الفترات الزمنية في هدر الثروات وسرقتها ،وانحطاط الإقتصاد والتجارة الوطنية ، فلأول مرة في تاريخ هذا البلد الزراعي منذ آلاف السنين يتم استيراد باذنجان ورقي وطماطم ومياه عذبة.
***
لقد تعلمت جميع الأمم والشعوب من تواريخ مآسيها ، إلا العراق ؟ اقصد مجتمع – شعب العراق او الشعوب والعشائر والأحزاب التي تعيش في العراق ،فالعراق لايمكن تقسيمه جغرافياً ،ولايمكن عزله عن التاريخ ، هذا هو المصير ،مثل بغداد التي يستطيع المرء ان يقول عنها مايشاء القول والّصفات سوى أنها مدينة سنيّة أو شيعيّة او عثمانيّة أو أمريكية أو فارسية ،هي بغداد باقية ، لقد إحتاروا فيما مضى في تغيير اسمها وعوالمها ،لكنها بغداد الى الأبد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الـــجـــواب
عبد الجبار الـيـائـس ( 2010 / 12 / 5 - 13:28 )
ألعراق اليوم مـتـديـن, بجينات تــاخــة مريضة سرطانية, فكريا وسياسيا واجتماعيا.


2 - التخلف الاجتماع في العراق حالة متميزة
عبد العزيز محمد سعيد ( 2010 / 12 / 5 - 18:01 )
سؤال محير ومعقد والاجابة علية تحتاج الي دراسات اجتماعية ونفسية فالانحطاط الفكري والتفكك المجتمعي ترجع اسبابة الي جملة عوامل لعبت فيها السياسة والاحزاب والامتدادات الاديولوجية الصماء ودغموغيات وشعارات اوهام مقارعة الاستعمار وادعاءات بناء التنمية وازالة الفقر والتخلف من دون وضع برامج عملية او التمعن الي حقيقة كيفية تنفيذ هذة الشعارات من الناحية العملية او ما تحتاجة من مستلزمات حيث ظلت هذة القوي في ترويج الاوهام والاكاذبيب واستغلال جهلة الشارع من دون طرح السوال لماذا تخلف الفرد ؟ا هل التخلف مجرد عملية مادية ام ان هناك امور غير واضحة يجب فحصها والتدقيق فيها بامعان .ان استمرار استغلال جهلة المجتمع وتعبئة السكان استمر فقط يدور في تحقيق المصالح الخاصة للحاكم او القوي السياسية كلة من اجل تنفيذ ماربهم الخاصة وهكذا استمرت شعارات الوهم تسيطر بالتالي ضاعت الموارد المادية والبشرية. فماذا انتفع العراق وشعبة من نفطة وخيراتة وارضة وزراعتة جمعيها هدرت تحت شعارات وهمية وظل ياالشعب يرقص لكل حاكم جديد يعيد علية شعارات وهم سابقية انة بلاشك تخلف من مرتبة متميز


3 - ظاهرياً فقط
رياض سبتي ( 2010 / 12 / 6 - 04:28 )
والدليل هو القيادات الدينية التي تحكمه الان وهي بعيدة عن كل ما يسمى التقوى او الحكم باسم الشريعة التي من اولوياتها هو المساواة بين المسلم والمسلم ولا نقول بين المسلم وغيره ,, ولكن حتى هذا لم يحصل عليه العراقيون ,, التدين هو الوسيلة لبلوغ الجاه المزيف او الوصول الى سلطة المال ,, وهذا ما حاصل الان ,, اذن العملية برمتها ما هي الا نفاق ديني تدعمه نصوص دينية وتفاسير يصدقها العامة من الناس المغلوب على امرهم ,, الامر الذي خلق بوناً شاسعاً ما بين النية لتحديث المجتمع وتطوره و ما بين اعتبار تلك النصوص من المحرمات وعدم المساس بها او تجاوزها رغم انها لا تواكب الزمن الحاضر لان ذلك يعني التجاوز على سلطة الله _رجل الدين _ وهذا خط احمر في الايديولوجية الدينية ,,


4 - ليس دين ... قشر دين
الدكتوره ميسون البياتي ( 2010 / 12 / 6 - 05:11 )
تحية لك أستاذ واصف
في الحقيقه إن ما موجود في العراق اليوم هو ليس مجتمع دين .. وإنما مجتمع قشر دين
لأن العمائم بمختلف لفاتها وألوانها تدعي الدين لكنها تمارس الضلال بإسم الدين وتقود المجتمع الى الهاوية التي يخطط لها الأمريكان


5 - عملاق
نيسان عيساوي ( 2010 / 12 / 9 - 08:29 )
اكتفي بالتقييم والتحية لكم
انسان مفكر يحمل هموم وطنه

عملاق دائماً

تقبل مني كل الاحترام

اخر الافلام

.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق


.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا




.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي