الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( الطائفية وثقافة الاستئصال في عالم الإسلامي )ج1

الاء حامد

2010 / 12 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بداية موضوعنا لابد إن نسلط الضوء على طريقة نشأة الاستئصال الطائفي والفئوي الإسلامي , حيث جعلت النظم الحاكمة من أولى مهامها , مع نشأة طوائف خارجة عن القانون القراقوشي ,, الأساسي الذي ينظم المجتمع وصولا الى محاولة إبادة الجماعات العرقية المغضوب عليها ( الأكراد نموذجا والمسيح مثلا ) وهي طوائف لم تنشأ بقرار من لجنة أحزاب ولم تحتج إلى موافقة وزارة شؤون اجتماعية ولو كان وجود الأكراد والمسيح مثلا متوقفا على قرار من هذا النوع لما سمح النظام العربي المسمى بالإسلامي بخلقهم من الأساس 00
خذ عندك مثلا ما يسمى بلجان منع الأحزاب في مصر لتدرك بسهولة ويسر ان العقل العربي المعاصر يرى الأصل في الكون هو الانفرادية السلطوية الاجتماعية , حيث يتعين حرمان اي كيان غير مطابق للمواصفات من حق الوجود والحياة , حتى ولو كان حزبا فما بالك ان كان طائفة تملك تصورا اعتقاديا او جماعة عرقية يمكنها التكاتف فيما بينهما والاصطفاف من اجل نيل حقوقها 0
الأسوأ من هذا ان دور النظم السياسية كان حاكما وحاسما في ظهور بعض الطوائف ومنحها الأغلبية العددية واستئصال بعض الطوائف الأخرى وإلغاء وجودها كليا فضلا عن ملاحقة كل محاولات الإحياء , والقضاء عليها في مهدها من خلال ترسانة القوانين القمعية0
هذا الدور التي قامت به النظم السياسية ليس مقتصرا على الحاضر وإنما هو دور يمتد عبر التاريخ , كما لو كان وصية يوصي بها حاكم الى حاكم في معظم أنماط الحكم التي عرفتها البشرية , كان ثمة حاكم يعمل على ايجاد جماعة له ثم يقوم بتعزيز وجودها وسيطرتها وهيمنتها متوخيا جميع الوسائل سواء منها المشروع او غير المشروع0
ربما ان الوقوف على هرم السلطة يبعث لدى الحاكم شعورا بالخوف من السقوط كما لو انه رهاب من الأمكنة المرتفعة فيقوم بالتالي برصد الأماكن والجماعات التي يتوقع ان تأتي من خلالها الرياح التي تؤدي به 00ثم بعد ذلك تبدأ عمليات ضرب تلك الأمكنة والجماعات أحيانا كثيرة إبادتها . ولنا في البطون التاريخ شواهد كثيرة تدلل على هذه الحقيقية التي ترفع تاريخ الإنسانية بالظلم والجور والعار احيانا000
لن نتحدث كثيرا كيف ان الكعبة رجمت بالمنجنيق وكيف ان مدينة رسولهم استبيحت لجنود الحاكم الذي كان يحتل منصب خليفة رسول الله والذي كان يفترض به بأعتباره يحتل الموقع ان يحمي لا إن يهاجم وان يدافع عن الأرض والعرض لا ان يستبيحها (1) وكذلك لن نستطرد كثيرا كيف ان الأخ قتل أخاه أيام الدولة العباسية عندما قام المأمون الذي كثيرا ما يفتخر به التاريخ العربي الإسلامي بقتل أخيه الأمين , وهما ابنا هارون الرشيد ز. وما إدراك من هو هارون الرشيد في أدبيات العرب والمسلمون وتراثهم ؟ ومن هما الأمين والمأمون عندما نتحدث عن ازدهار الحياة ورغد العيش وبلوغ قمة العلم أيامهم . (2)
ناهيك عن الإخبار التي يندي لها الجبين , وعن إحداث تصنف في خانة الجرائم المنظمة والمدبرة , جرت في عهد المماليك حيث تنقل كتب التاريخ كيف ان ابن تيمية الذي ينظرون له ألان بأعبتاره علما من إعلام التقى والورع وسعة الصدر قد أوعز قلب السلطان المملوكي قلاوون على بعض الشيعة ممن يتشيعون بمذهب الأمامي الاثنا عشرية ممن يقيمون في جبال لبنان اذا اصدر بفتواه الشهيرة بسفك دمائهم وسبي نسائهم وأطفالهم وإباحة ممتلكاتهم متهما إياهم بالكفر والخروج عن الإسلام .(3)
لم نذهب بعيدا عن ما حصل لشعبنا في صوريا الشهيدة وبدون رحمة وبدون شفقة على الصغير والكبير وُجِّهت الطلقات من بنادق المجرم المعروف وجماعته الى رؤوس وقلوب الأبرياء ليحصدوهم شَرَّ حصاد وكانت الكارثة التي بكت عليهم السماء قبل الأصدقاء ،ناهيك عن الاعمال الوحشية التي تعرض لها شعبنا المسيحي بعد 9-4-2010 0(4)
إذن الطائفية ليست جريمة في حد ذاتها ,والإدانة ينبغي ان تنصرف الى التعصب الأعمى للطائفة الدينية او العرقية أو حتى المهنية كونه يعبر عن ردة الجاهلية , اذ ليس هناك دين او مذهب يمنح صاحبه الحق في إعلان تميزه وأفضليته على بقية العباد من دون ان يقدم الدليل الأخلاقي على هذه الأفضلية0
الإدانة ينبغي إن توجه إلى تلك النظم التي كانت ولا تزال تقدم الولاء الطائفي على الكفاءة والتفرق الأخلاقي . بل تمادت أخيرا في تميز بين أبناء الوطن الواحد فقا لهذا المعايير الجاهلية التي حضتنا منه الديانات السماوية على نبذها والتخلص منها .
الخاتمة؛؛ من خلال بحثنا ننتج ان الولاء للطائفة هو بحد ذاتها منطوي تحت باب التعصب اللاخلاقي والمشكلة الكبرى تبدو في التعاطي الاحمق الذي قام عليها الإسلام في التعصب للطائفه او المذهب او الدين ذاته فضلا عن لا منطقية في البوادر التي تمثل كارثة سياسية تهدد وجود القوميات الأخرى والديانات الأخرى حيث لا غالب في هذا النوع من الصراعات فالكل مغلوب هنا 00
وان كان لابد من الحمية والتعصب فليكن كما قال حكيم المسلمين الإمام علي ابن أبي طالب ,الخليفة الرابع.
’’فأن كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحاميد الأفعال ومحاسن الأمور التي تفاضلت فيها بيوت العرب بالأخلاق الرغيبة والأحلام العظيمة والإخطار الجليلة والآثار المحمودة فتعصبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار والوفاء بالذمام والطاعة للبر والمعصية للكبر والأخذ بالفضل والكف عن البغي والإعظام للقتل والإنصاف للخلق والكظم للغيض واجتناب الفساد في الأرض’’ (5)

الاحالات
1. التاريخ الإسلامي الأموي
2. تاريخ الدولة العباسية
3. الإمامة والسياسة
4. نص الكلام مقتبس من مقال الاخ مسعود هرمز
5. نهج البلاغة خطبة 192فقرة 76 تفسير محمد عبدو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام معقول
سلام هادي ( 2010 / 12 / 6 - 03:47 )
تحية طيبة اوافقك الراي بان التاريخ الاسلامي كان مليء بالكوارث وان تجميل بعض الخلفاء والسلاطين لايمنع المثقفين والباحثين على الحقيقة ان ينقلوا الواقع الحقيقي للتاريخ وكمثال ينقل التاريخ ان عمر ابن الخطاب هو عادل فهل ان باقي الخلفاء هم غير عادلين او ان خالد ابن الوليد هو سيف الله المسلول فماذا تسمي سيوف الباقين الذين هم اعلى منه مرتبة وهو الذي قتل من المسلمين في معركة احد الكثير قهل يعقل ان يكون سيفا لله ان البحث في التاريخ الاسلامي للشخصيات المهمة سيؤدي الى التوصل الى نتائج مخيقة عن هذه الشخصيات تتجاوز ما فعله هتلر بالعالم وخاصة في تاريخ الاموين والعباسيين والحكم العثماني مع التقدير


2 - اصبت فيما قلت
الاء حامد ( 2010 / 12 / 6 - 19:11 )
يسعد مساءك اخ سلام هادي . وشكرا لتعليقك الوافي والرائع وبالطبع ما كان في مقدور الطائفية ان تنتشر بهذا الشكل لولا وجود أئمة ورجال دين وأحزاب سياسية طائفية ولولا وجود قنوات تلفزة عربية وغير عربيه ومحطات وإذاعة وصحافة تروج للطائفية السياسية وتدعو لها وتعبئ الناس حولها , وهي المعاناة التي يواجهها المجتمع العراقي حاليا. ويمكن ان تسود الحالة ذاتها في بلدان أخرى في المنطقة ان تواصلت في العراق طويلا فشكرا مرة اخرى لك على مرورك وتعليقك . مع الود والتحية .


3 - المحترمه آلاء حامد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 12 / 6 - 21:20 )
تحيه طيبه
وعوده محموده بعد فتره
الموضوع حساس ومهم وجيد .ولكن كانت فيه قفزات بعيده قطعت بعض تسلسله..ورأي ان قبلتيه فشكرا وا لم تقبليه فشكرا.وهو ان تكوني محايده واعرف ان هذا صعب والجراح كثيره والأجرام منتشر .ولكن الكاتب حتى يخط لنفسه خط خاص به عليه ان لايثير السهلات..فأنت مشكوره فكرتي وتعبتي واستنتجتي ولكن من تلك الأحياديه وصلتي الى ما قاله الأخرين قبلك..ما تحملين من معرفه ولغه ومحبه وقيم كبيره تجعلك متمكنه من ان تخطي لنفسك خط متميز ولا تتبعي بالقشور مما يطرح لأن من يسيء لشيء من دون ادله يسيء لكل شيء..احترمي مشاعر المقابل حتى يحترم ما تقولين ويتقبله وهنا سر النجاح ..هل عرفت من الكبار من كان متهوراً ويسيء للأخرين طبعاً لا..لذا اتمنى ايتها الذكيه ان تقدمي شيء للجميع لا لمن يصفق ..لأن الكثير من المصفقين لاينفعون ولايقدمون..تقبلي مني ذلك راجياً واتمنى ان اقراء لك دائماً..وانا اتذكر الكثير ولكنها المسوليه الأدبيه
تحيه وتقدير


4 - الاخ عبد الرضا حمد
الاء حامد ( 2010 / 12 / 7 - 05:40 )
يسعد صباحك بكل خير..يسرني ويسعدني حضورك في موضوعي ايما سعادة وانحني اجلالا واحتراما لمقامك الكريم في جل ما تطرح فأعلم سيدي الكريم اني مسيحية بالمقام الاول والاخير ولم اكتب للمسيحية الا القليل القليل واغلب كتاباتي كنت فيها محايدة . وايضا هنا لم انتقد الدين الاسلامي كمعتقد وانما اتنقده كسياسة وبالتالي
أشبه الوضع الحالي للإسلام بالوضع السائد للمسيحية في أوروبا قبل الثورة الفرنسية
المشكلة في الحالتين ليست الدين وانما مطبقيه ومدعيه وكلا الطرفين كانو يشهدون من الكتب المقدسة والمرويات عن احقيتهم في تمثيل الدين بينما نجد الكثير من الافعال التي يدعون لها او يقومون بها تخالف ابسط بديهيات الدين.
كذلك عندما يحكم من يدعي تمثيله للدين فان اول تهمة سيلبسها لمن يعارضه هي انه مهرطق(سابقا) كافر او مرتد في زماننا هذا .فشكرا لك مرة اخرى ولك كل الود والتحية والتقدير .

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah