الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاشوراء .. أنسنة الثورة وعقلنتها !..

محمد قانصو

2010 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قيمة الثورة وآية عظمتها تكمن في منظومة الأهداف التي ترسمها وتسعى إلى تحقيقها, وفي المسار الذي تسلكه في حركتها بحيث يعكس حضاريتها وسلامة فكرها ومنهجها وممارستها.
وهكذا عندما ندرس تاريخ الثورات التي حفل بها التاريخ ونتأمّل في حيثياتها ونهاياتها, وما استطاعت تحقيقه من مبتغيات أو أحدثته من تغييرات, فإنّنا نخلص إلى إصدار الأحكام وإبداء المواقف المؤيّدة أو المعترضة انطلاقاً من الواقعية والتجرّد الموضوعيّ المحايد لكلّ غرائزيّة عمياء أو انقياديّة بكماء.
عندما نلتقي بثورة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) لنحاكم هذه الثورة أو الانتفاضة أو ما شئت فعبّر من التسميات والتوصيفات والتي تختلف في الشكل وتلتقي في المضمون, فإنّ الإنصاف يقودنا إلى حقيقة لا مجال لإنكارها أو تمويهها, وإلى خلاصة مفادها أنَّ هذه الثورة هي إنسانية بكلِّ دقائقها وتفاصيلها ومجرياتها, وأنّها كانت صرخة عدالة في وجه الظلم, وانتصاراً للحقّ في مواجهة الباطل, وهي في وضوحها وعظمة تضحياتها ومأساوية أحداثها ترتفع لتتحوّل إلى منارة وقبلة لكلّ الثوار, ومرجعاَ مهمّاً لكلّ الحركات التحرّرية التي تنشد العدل وتناهض القهر.
أمام هذه التوصيف تتحدّد طبيعة الموقف, وتتحدّد أشكال التعبير عن الانتماء والتبنيّ لهذه النهضة العظيمة بما يحفظها ويحسن إليها, وبما يبتعد بها عن كلّ ما يشوبها ويسيء إليها من مواقف وممارسات .
إنّ الوفاء لهذه الثورة الخالدة يتجسّد في حمايتها من كلّ الحشو والإسقاط والتجيير, وبعدم تحويلها إلى بوق من أبواق التحريض الفئويّ والمذهبيّ, وعدم الاستعانة بها لاستعداء الآخر المختلف في الرأي الموافق في الهويّة ..
الوفاء لعاشوراء وقائدها يكون بتحويلها إلى مدرسة للعقلنة والإبداع, و بتشذيبها من العادات والتقاليد الملصقة بها, التي تسجنها في دائرة الجمود والمأساوية ولا تنطلق بها إلى أفق الفعل والتغيير والبناء .
ولعلّه من الواجب الاعتراف بأنّ هناك خطأ يرتكب ولا بدّ من تداركه ومعالجته, وهو يكمن في محاولة البعض اختصار الحسين (ع) وثورته في شخصه أو عنوانه أو منطقته متناسياً أنّ العظماء والقادة هم ملك البشرية جمعاء, وأنّ تجاربهم وإنجازاتهم لا تخضع لموازين الإرث والحصرية, ولا يصح تحجيرها تحت أيّ إدعاء أو مبرّر من المبرّرات .
إننا نحتاج للتاريخ الذي عندما نستعيده ونستحضره نغتني به ونستعينه على معالجة أدوائنا, ونتعلّم من دروسه وعبره ونستفيد من تجاربه بما ينفعنا ويعزّز من قوتنا ومنعتنا, أما أن يكون استحضار التاريخ لتأجيج خلافاتنا وتعميق هواتنا ومضاعفة منسوب الجهل المتراكم في بيئتنا فهذا ما لا نريده ولا نتمناه لأنّه لا يزيدنا إلا ضعفاً ووهناً وانهزاما .

بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت ايها الاخ النبيل
فهد لعنزي بلاد الحرمين الشريفين ( 2010 / 12 / 8 - 06:01 )
هذا هو الواجب ولكن خطباء المانبر بصورون للعامة حتى للمثقفين بان الحسين عليه السلام قتل لانقاذ امة جده وبالاخص الشيعة من النار والدليل هو اهذار المال على اشباء لا تمت للثورة الحسينية باي صلة كما ان الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الشيعة باسم نعظيم الشعائر كالضرب المبرح على الصدور او ايذاء النفس بالسلاسل والسيوف اعطت انطباعا خاطئا عن الثورة العظيمة التي كان هدفها هو تحرير المسلمين من نير الاستعباد والديكتاتورية وليس بمجرد البكاء لدخول الجنة كما يتوهمون. نحن بامس الحاجة الى رجال متنورين ياخذون من ثورة الحسين منبرا اصلاحيا لجميع المسلمين لا لغرس الطائفية وتصوير اهل البيت عليهم السلام بانهم خاصين للشيعة فقط علما بان الحسين عليه السلام قالها علنا -خرجت لاجل الاصلاح في امة جدي - ولم يقل للشيعة.كما لا يعني ان من يقيم المآتم واخد القضية الحسينية للاسترزاق باسمه كما هو ظاهر الآن هو المحب الوحيد لآل البيت لان ما يثبته الدليل والوجدان بان الحسين لا يستفيد من هذه الشعائر اذا لم تكن مشفوعة بعمل وهو تزكية النفس والبذل والعطاء ونصرة المظلومين ايا كانوا ومن اي جنس لا لبث الفرقه بين المسلمين.شكرا لك.


2 - اشد على يديك يا فهد شكرا لك
سمير ال طوق البحراني ( 2010 / 12 / 8 - 10:20 )
قلت الحقيقة التي يجب اتباعها واؤويك في كل ما كتبت مع اني مسلم شيعي الا اني اعترف بان قضية الحسين عليه السلام اصبحت تجارة رابحة والتزييف في الحديث الذي يوهم به العامةمة وحتى المثفقفين منا بان دمعة واحدة تدخلك الجنة والله يقول في مجكم كتابه المجيد -كل نفس بما كسبت رهينة- والرسول الكريم يقول -آتوني باعمالكم ولا تاتوني يانسابكم- وغيره الكثير الكثير.ان ثورة الحسين عليه السلام هي ثورة المسيضعفين من اي جنس كانو وليس حكرا على المسلمين وللمناضل الكبير - المهاتاما غاندي- مقولته المشهورة -تعلمت من الحسين (ع) كيف اكون مظلوما فانتصر-. ان العاطفة وحدها وادرار الدموع بدون عمل ثوري ينصر المظلومين من كل البشر لا فائدة فيه لان ادرار الموع بل عمل لا يجدي نفعا . عاش الحسين وعاشت ثورته المباركة وعاش السائرون على نهجه من اي ملة او جنس كانو

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah