الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدخل اسبوعي منظم وفاضح لوكلاء السيستاني

عدنان فارس

2010 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في العصر الحديث يمكن للمؤسسة الدينية ورجالاتها ان تلعب دوراً فعالاً ومؤثراً في دعم نضالات الشعب من اجل الحرية والانعتاق وذلك بالتحريض والتحشيد الجماهيري ضد انظمة الحكم الشمولية الديكتاتورية وهذا ماحدث فعلاً في بولونيا عندما كان الشعب البولوني يرزح تحت نير وجور نظام الحكم الشمولي الموالي للاتحاد السوفييتي. حيث نزلت الكنيسة البولونية برجالها ونساءها وامكانياتها الى الشارع الشعبي تساند الجماهير وتشد من أزرها وتحرضها على التضحية في اسقاط الطغاة والطارئين وفي سبيل الحرية والانعتاق.
وبعد توفر الظروف الموضوعية والذاتية وتم للشعب البولوني مااراد حيث اندحر حكامه الطغاة وانبثقت على انقاض الديكتاتورية الحزبية والعسكرية المؤسسات الدستورية الشرعية نرى ان رجال وطواقم الكنيسة البولونية انسحبوا مشكورين الى اماكنهم الطبيعية في الكنائس لاستئناف مهامهم الدينية دون ان ينبسوا ببنت شفة بأن لهم حصة في غنيمة اسقاط الديكتاتورية!...
بالضبط على عكس ماحدث ويحدث في العراق الجديد حيث انطلقت جموع المعممين من آيات وسماحات وشيوخ من اوكارهم الى الشارع والى مؤسسات الدولة المنهارة ليبنو على انقاض ديكتاتورية صدام وبعثة ديكتاتورية جديدة قوامها التغبية الدينية والتضليل السياسي والتكسب باسم الدين والطائفية ومنذ ذلك الحين ساد الفساد وتمترست جيوش وفيالق الارهاب وانعدمت الخدمات وشاعت الفرقة الطائفية وتناثرت الجثث والرؤوس المقطوعة في جميع انحاء العراق، خارج اقليم كوردستان، وتفاقمت عمليات التهجير القسري وتوافدت جموع الشر والرذيلة والقتل من داخل وخارج العراق، متكالبة ومنظمة، تبطش بالعراقيين دفاعاً عن "اهل البيت" و "السنة".....
حارث الضاري ووكلاؤه اعلنوها صراحة انهم من القاعدة والقاعدة منهم ولكن ماذا فعل علي السيستاني وهو متخفياً تحت عباءات وكلاءه الدينيين منهم والسياسيين؟..
بعد ان استفحلت ردات الفعل الطائفية، بإدارة منظمة من قبل أمراء الشيعة والسنة، إثر سقوط صدام وبعثه وسادت مظاهر الطائفية شوارع ومؤسسات العراق دعا السيد على السيستاني وبإلحاح وضمن هذا الجو المشحون بالكراهية الطائفية دعا وحرض على اجراء انتخابات يناير 2005 أدت بفعل سيادة الدعايات والدعوات الطائفية الى الاستئثار الطائفي بالسطة ومُذاك بدأ العراق الجديد رحلته الطائفية المليئة بالعداء والحقد والتخريب المنظم.. وجاءت انتخابات يناير 2006 بنتائح أسوأ من سابقتها حيث تم اعتماد الطائفية كنهج اساسي في إدارة الدولة والمحتمع وعلى أنها قدر العراق الجديد.
اذا كان السيستاني حريصاً على اجراء انتخابات سياسية تتيح للشعب العراقي اختيار حكامه بحرية ونزاهة وديمقراطية فكيف يدعو بإلحاح واستعجال الى إجراء انتخابات دون وجود قانون للاحزاب ينظم الحياة الحزبية في البلد ودون اجراء تعداد سكاني!؟
ليس من المؤكد ان السيستاني قد دَرَءَ الحرب الطائفية، لأنها وقعت فعلاً، ولكن من المؤكد ان السيستاني قد دفعَ بقوة نحو الانتخابات الطائفية والتخندق السياسي الطائفي وأخيراً من خلال تحريضه على تأسيس مايُسمّى (التحالف الوطني) الشيعي للالتفاف الطائفي على نتائج الانتخابات الاخيرة.
لقد لعب وكلاء السيستاني الدينيون والسياسيون ولم يزالوا يلعبون دوراً يزداد خطورة لصالح تشييع إدارة ومؤسسات إدارة الدولة العراقية وفرض هيمنة ووصاية حوزة النجف الشيعية.
لقد جاء اعلان التحالف الشيعي "الجديد القديم" بين أمراء الطائفية في العراق بتحريض ورعاية السيد علي السيستاني حيث تم الاعلان المفاجيء عن هذا التحالف على لسان السيد عمار الحكيم بعد ساعة واحدة على انتهاء اجتماعه مع السيد على السيستاني.. ان إعلان هذا التحالف الشيعي هو بسمار جديد في نعش الديمقراطية العراقية الهشة أصلاً.. وخوصوصاً بعد ان افرزت الانتخابات الاخير 2010 ورغم التهريج الطائفي نتائجَ قد تقوّض هيمنة النفوذ الطائفي.. مكتب السيستاني يؤكد، في موقعه، ان السيد لايدعم قائمة بعينها في حين أن وكلاءه يدعون، من على المنابر، الى انتخاب القوائم الحسينية!
هل تنص المادة 76 او اي فقرة في الدستور العراقي على ان رئيس الوزراء يجب ان يكون شيعياً ومرتبط بالحوزة الشيعية في النجف؟ ثم متى ولماذا ومن أسس (التحالف الوطني الشيعي) وبرعاية من!!؟؟.. من اين جاءت شعبية المالكي كي يحصل على أكثر من مليوني صوت في الانتخابات و 89 من مقاعد مجلس النواب؟.. ماهي انجازات المالكي وماهي مآثره على مستوى الأمن والخدمات ومحاربة الفساد؟.. نوري المالكي أسس (حزب دولة القانون) من خلال تأسيس عشائر ومجالس إسناد له وتوزيع هبات وتعيينات ومسدسات بأموال الدولة العراقية واستحواذه على وسائل اعلام الدولة.. أليس هذا سرقة واستغلال نفوذ؟ ألا يكفي هذا كمستمسكات لمحاسبة المالكي ومحاكمته بدلاً من تكليفه مجدداً بتشكيل الحكومة الجديدة؟
لنعود الى نشاطات وكلاء السيستاني:
لقد لعب وكلاء السيستاني الدينيون منهم والسياسيون ولم يزالوا يلعبون دوراً يزداد خطورة لصالح تشييع إدارة ومؤسسات إدارة الدولة العراقية وفرض هيمنة ووصاية حوزة النجف الشيعية. وكلاء السيد السيستاني يصولون ويجولون من على منابر صلاة الجمعة في كربلاء والنجف والكاظمية وفي جامع براثا.
هؤلاء الخطباء في القسم الديني من خطبهم يبشرون بأن "الشيعة خير أمةٍ أخرجت للناس" وان "حب الحسين هو سفينة النجاة" وان "بني أمية وحوش وأنجاسٌ مناكيدُ" كما ورد على لسان الوكيل "... الحسني" في خطبة الجمعة 3 ــ 12ــ 2010.. اما في القسم السياسي من خطبهم العصماء وكأن الدولة لا برلمان فيها ولا دستور ولا قضاء ولا اي مؤسسات من هذا النوع فقد اقترح الحسني ان يُصار الى وضع برنامج تربوي يكفل تربية الشباب العراقي على حب الحسين ويقيهم من التهور والفسوق... وعلى اثر ذلك مباشرة صدرت فرمانات المالكي على لسان محافظ بغداد بغلق النوادي الليلية والترفيهية ومنع حتى الزغاريد في الاعراس لأنها من عادات بني أمية.
سؤال الى السيد السيستاني والى كل اعضاء الحوزة الشيعية:
نقول مدينة النجف الأشرف تكريماً لوجود مرقد الامام علي فيها.. وأطلقتم مؤخراً لقب المقدسة على مدينة كربلاء لوجود مرقدي الامام الحسين وسيدنا العباس فيها.. وأطلقتم على جزء من مدينة بغداد وهو الكاظمية المقدسة لوجود مرقد الامام موسى الكاظم فيها.. لابأس في كل ذلك.. ولكن في مدينة سامراء يوجد مرقدين لإمامين من أئمة الشيعة فلماذا سامراء ليست مقدسة!؟ هل لأن غالبية سكانها من السُنة أم ماذا؟

عدنان فارس
[email protected]
7 ــ 12 ــ 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تهريج
سلام هادي ( 2010 / 12 / 7 - 09:50 )
تحية طيبة كنت اتمنى ان يكون حماسك هذا لمحاربة الذين يقتلون العراقين بكل اطيافهم من مسيح وسنة وشيعة بدلا من سب وشتم لاشخاص ربما انا وانت لانفهم لماذا حصل المالكي على ملايين الاصوات هل اعتراضك على هذه الملايين لانك مثلا لاتوافق او لم ترشح توجهات المالكي ثم علينا ان نحترم مايريده الشعب وليس ماتريده انت او انا ثم ان السيستاني عجل بالانتخابات في وضع كان فيه الوضع غير مستقر وانت بهذا قد مدحته فيها علما ان هذه الدعوات هي جائت من الامم المتحدة قبل السيستاني وانه ايد هذه الدعوات ولا فاي تعداد انت تريده في ظل عدم وجود حكومة او سلطة تنفيذية مع احترامي كلامك غير منطقي تماما ان تشكيل حكومة برغم كل سلبياتها من تجاوزات وفساد افضل من وضع لاحكومة تعبث به عصابات العالم والقاعدة وان مسيرة الديمقراطية في اي بلد تحتاج الى عقود من الزمن لكي تستقر في وضع كان العراق محكوم بالدكتاتورية البغيضة لعقود من الزمن مع التقدير


2 - والله سؤآل حكيم !مو بس 2 بل 3 أمة
حميد كركوكي ( 2010 / 12 / 7 - 10:29 )
ليست فقط مرقدالأمامين وأنما مخباء الأمام المنتضر { مهدي} صاحب الزمان الأمان والأمان ، مو المشكلة أولاد شمر بن جوشن مطوقين المرقد والسرداب ، وإلا تشوف شلون الشاب اليافع تگوم من الحفرة و تنقذ جميع البشرية!!! جميع البشر من خوف هذا الأمام يسلم يتشيع وحتى اوباما و شارون وملك سعود و كيم ئيل سونگ و بانكي مون وحتى الهندي والشيوعي ، بس أصبر حتى أحفاد يزيد و شمر تنام في مدينة ساء من رأى ! ( سامرة ) وبقفزة الأسد مثل قفزة أسد الله الغالب وغالب كل غالب ، ومظهر العجائب والغرائب عليّ إبن أبي طالب ، كرم الله وجهه....ومشكلة الدنيا تخلص الأخ أحمقي نژاد في صرّح في الأمم الغير متحدة في نيورك حول قدوم الأمام ليش ماتصدگ يا أخ عدنان مو الرجال رئيس دوله و دكتوراه في علم الجحور !!. هذا و شكرا


3 - سؤال
سلام هادي ( 2010 / 12 / 7 - 11:00 )
ايضا انا اسال صاحب المقال او اي شخص ليس لديه غير الالفاظ البذيئة لماذا سمي ملك السعودية خادم الحرمين الشريفين ولماذا لم يسمي نفسه ايضا خادم البقيع الذي يحتوي على اثار شيعية هل لانه سني وهابي ولماذا لم تسمي امريكا البيت الاسود بدلا من البيت الابيض هل لانه عنصرية الجنس الابيض مازالت موجودة اسئلة غير مجدية وتصيد بالماء العكر وانت تختم مقالك بها زكانك قد اكتشفت براء اختراع ليس له مثيل هل هي هذه الثقافة والتطور لدى الاسلامين مع الشكر


4 - لماذا المغالطة يا سلام هادي؟؟؟
فهد لعنزي بلاد الحرمين الشريفين ( 2010 / 12 / 7 - 15:31 )
ان لقب خادم الحرمين الشريفين يعني خادم مكة المكرمة باسرها كما هو الحال
للمدينة المنورة ولا يخفى عليك ايها الاخ ان البقيع هو مقبرة ة وليس فيها مساجد او فباب بعكس سامراء فان فيه الامامان الجليلان وسرداب الغيبة كما يعتقد الشيعة.اما التدخلات في العراق من قبل ايران والسعودية ليس خافيا على احد وسياتي يوم يقسم فيه العراق الى فدراليات موالية لايران والسعودية ان بقيت الاحزاب الاسلامية في الحكم لان الادعاء باتخاذ الديموقراطية منهج للحكم هو ادعاء فارغ لان الاحزاب الاسلامية لا تومن بالديموقراطيه الا على غرار دبموقراطية ايران اي الحكم للحزب الموالي للولي الفقيه فقط وهو حكم ثيوقراطي بامتياز ومن ظن غير هذا فهو مغالط.لقد قدم الشعب الايراني في خلع الشاه آلاف الشهداء ظنا منه بان الحكم الاسلامي سيفتح له جنات من عسل ولكن وبعد ثلاثين عاما وجد نفسه في وضع لا يحسد علي حتى بدت المعارضة من الحزب الحاكم نفسه وبدت بوادر الانشقاق.وعليه اذا لم ينح الشعب العراقي الاحزاب الاسلامية عن الحكم ويتخذ العلمانية منهجا للحكم والا على العراق السلام والسلام عليكم. هذه هي الحقيقة.


5 - مغاطات البقيع
سلام هادي ( 2010 / 12 / 7 - 17:57 )
شكرا للاخ فهد هذا الكلام الطيف ولكن للعلم فقط ان البقيع ليست مجرد مقبر ة بالنسبة للشيعة وانما هي تحتوي على اضرحة اعظم من الامامين العسكرين وهو قبر فاطمة الزهراء وهي بنت الرسول وايضا قبر الحسن بن علي وقبور عدد من الشخصيات الاسلامية الاخرى التي لها قيمة عند الشيعة ويضا اقول للاخ الكريم لو قارنا ايران مع السعودية في مجال الانتخابات حتى ولو كانت صورية او مزورة او مزيفة هل تعترف السعودية بالانتخابات بل ان كلمة ديمقراطية عندهم حرام وان الملكية في السعودية او ولاية الفقيه في ايران هي حالة سلبية وان سلبيات الاحزاب العراقية افضل من دكتاتوريات الملكية البغيضة لانه الشخص على الاقل يستطيع ان يتكلم بحرية فهل يستطيع احد ان يتكلم بالسعودية بحريته اعتقد ان الجميع يعرف لاجابة مع التقدير

اخر الافلام

.. -تكوين- بمواجهة اتهام -الإلحاد والفوضى- في مصر.. فما هو مركز


.. الباحثة في الحضارة الإسلامية سعاد التميمي: بعض النصوص الفقهي




.. الرجال هم من صنع الحروب


.. مختلف عليه| النسويّة الإسلامية والمسيحية




.. كلمة أخيرة - أسامة الجندي وكيل وزارة الأوقاف: نعيش عصرا ذهبي