الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محورية الإنسان في المسيحية

إبراهيم عرفات

2010 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يروق الفكر اللاديني لكثير من الشباب العربي هذه الأيام إذ يتهم نصوص المسيحية بأنها نصوص عتيقة مقدسة (ومكدسة على سبيل السخرية) وتغفل دور الإنسان وحقوق الإنسان ولصدمة الكثيرين في المؤسسات الدينية وما قد يعتريها من ضعف وأنانية وسائر أسقام الأنا الإنسانية. قالت إحدى العزيزات وقد فاض بها الكيل: فلنخرج من عباءة رجال المؤسسات الدينية ولنتركهم يتحدثون ويفعلون ويقيمون كما يريدوا لشغل أوقات فراغهم،سنتغير ونتطور ونلحق بركب حضارة اليوم متى انطلقنا دون نظر لرضاء نصوص نحو أفق الإنسانية التي تحترم الإنسان وتقدر إيجابيته وحقه في العيش بكرامة أكثر من أي تفسيرات أخري لنصوص احتكرتها مؤسسات تحتاج للإصلاح قبل أن تقود آخرين.

نطرح نحن بدورنا السؤال: هل من الإنصاف اختزال المسيحية في كبوة رجال المؤسسات الدينية؟ هل نتربص بهم فإن سقطوا ندعوا الناس لترك الإيمان وأن يصبح الإنسان إلهًا لنفسه؟ ومن قال إن تعاليم المسيح لا تحترم الإنسان؟

نعم، هي نصوص عتيقة كما تقولين وليست نصوص حديثة قد يطويها الدهر طي النسيان كما طوى غيرها فلا نعرف منها سوى الإسم.

نعم، هي نصوص عتقية ولكن هل النصوص هدفها النصوص أم أن النصوص غايتها ما هو أهم من النص نفسه؟ هذه النصوص العتيقة غايتها وهدفها الإنسان والإنسان فقط لا غير. جميع نصوص الكتاب المقدس هي قصة طويلة مديدة عبر التاريخ يحكي فيها الله الخالق بواسطة الإنسان قصته مع الإنسان: إنها قصة الحب بين الله والإنسان. إنسان كإشعيا النبي يعرف مدى شعور الله العاشق لشعبه فينشد أنشودته مصورًا هذا الحب بمشاعر جيّاشة:

لأنشدن لحبيبي نشيد محبوبي لكرمه. كان لحبيبي كرم في رابية خصيبة.
(إشعياء 5/ 1)

أليس الله هو القائل بمحورية الإنسان عندما قال إنّ السبت جُعل للإنسان لا العكس. لا أظن أن سارتر كان أول من قال بذلك! الإنسان ليس مسخرًا في المسيحية ليكون "عبدًا" ينفذ بشكل آلي ما يُملى عليه بل هو في نظر الله "ابن" يتجاوب بالحب مع بادرة الحب التي يبادر بها الله. إنه مدعو للعيش بكامل الحرية وفي ملء الحرية.

نصوص الإنجيل لدينا أفقها واسع رحب إذ الإنسان في المسيحية هو هدف الله وغايته. ما من هدف آخر لدى الله في المسيحية سوى الإنسان، وهذا ما فطن إليه كثير من رسل المسيح وفلاسفته. بولس يقول عن إلهه إنه قد أحبه وبذل نفسه من أجله. في غلاطية 2/ 20 يصف موقف الله فيقول: ابن الله الذي أحبني وجاد بنفسه من أجلي. في أي دين من أديان العالم، يا سيدتي، يجعل الله هدفه الإنسان لا نفسه، ولأجل هذا الإنسان يجود بنفسه؟ في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا اليوم، الإنسان يريد به الله أن يحتل مركزًا هامًا في الكون وهو أنه يصبح ابن الله/ ابنة لله. يرفض المسيح موقعه كـ "عبد" ويقولها صراحة تفاديًا لأي سوء فهم حاضر أو مستقبلي: "لا أعود وأسميكم عبيدًا بل أنتم أبناء." العبودية فيها إذلال العبيد ويسلكون بذهنية القهر والمقهور يذيق الآخرين كؤوس القهر المريرة أما البنون فينعمون بالأمان والثقة والحرية، وهذا ينعكس إيجابًا على من حولهم من دون شك. الإنسان في المسيحية مدعو إلى أن يكون الإبن الوارث المشارك في الطبيعة الإلهية (رومية 8: 17، رؤيا 21: 7، متى 5: 4) وهذه كلها مفردات تصيب المسلم بالاقشعرار لأن الله في الإسلام له عبيد وليس له أبناء، والمشاركة في الطبيعة الإلهية مرفوضة رفضًا باتًا لمن هو عبد قابع في عبوديته المطلقة للعزة الإلهية.

وبما أن الإنسان في المسيحية هو الابن الوارث/ الابنة الوارثة، فهذا ينطوي على قدر كبير جدًا من الحرية تليق بوضعه كـ ابن/ ابنة. والحرية (أو المحبة) إنْ تقوقعت في ذاتها وطلبت ما لذاتها تصبح سجنًا بل الحرية تطلب في ما هو لخير الآخرين من حيث أنها حرية أبناء الله المتفجرة من أحشاء المسيح والذي ما جاء أبدًا ليكبل الإنسان ويقول له افعل هذا ولا تفعل ذلك وكأننا في حضانة أو روضة أطفال. بولس رسول المسيح يقول: كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء توافق (1كورنثوس 6: 12- 20).

في البيوت السليمة ووسط الأسر السوية الناضجة، للابن صلاحيات كثيرة هي للأب حيث يقول الأب السماوي لابنه: أنت ابني. أنت هدفي. كل شيء حولك هو لك والأشياء لك دون أن تصبح أنت واحدًا من هذه الأشياء. بالحب لك كل شيء. بل كل شيء لكم وأنتم للمسيح والمسيح لله (1كورنثوس 3: 22). في دين الحب، حيث توجهت ركائبه كما يقول ابن عربي، الحب يحتوي كل شيء ويكلّل كل شيء ويملأ النفس من النعم والنور ويضيئها بالشفافية. إنْ كان هذا هو الحال، فماذا عسانا أن نضيف للمسيحية؟ ماذا ينقص؟ تدارك بولس هذا الأمر الذي تحار أمامه العقول من فرط الحب الإلهي وصار حاله ما نقول بالعامية (بقى مش لاقي حاجة يقولها) حيث يقول: فماذا نقول لهذا؟ وماذا نضيف إلى ذلك؟ إن كان الله معنا فمن علينا! إن الذي لم يضن بابنه نفسه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء؟ (رومية 8: 31، 32). ونحن بدورنا نرد على بولس قائلين: معك حق يا بولس؛ لقد غنمنا إنسانيتنا كاملة في المسيح وقد غنمنا ما هو أكثر منها. يفيض قلبنا فرحًا ونحن نرى أننا معك لنا كل شيء. نحن لا نُمني أنفسنا بجنة أخروية بها أنهار من عسل وخمر وقصور من ذهب وعاج ولكننا نرى بأم أعيننا ما قد غنمناه في الحاضر الآن وما أسعدنا في حياة فاض بها في قلبنا منه تعالى فصار لنا كل شيء! كثيرون كانوا يسمعون ما أقصه عليهم من ظروف اضطهادات قد تعرضت لها بسبب اعتناقي المسيحية وكانوا يقولون لي الآية الشهيرة بأن الرب سوف يعوضني ويعطيني مائة ضعف لأني تركت بيت ووطن وأهل إلخ (مرقس 10: 28-30). من جانبي كنت أشكرهم على حسن نواياهم ولكني كنت أود لو أن أصيح فيهم: يا قوم، ألا ترون ما أنا فيه الآن؟ ما وعد به المسيح ليس شيء سوف يتحقق في زمن من الأزمنة اللاحقة بل قد أعطاني إياه المسيح الآن. الآن أنا إبراهيم عرفات لي كل شيء! أنا سيد الموقف. أنا فوق الظروف. لا يعوزني شيء بل أنا في حياة الفيض إذ أعكس صورة مجد الرب شخصيًا (2 كورنثوس 3: 18). غيري يرى أن الخروج من المأزق لما آلت إليه الأمور هو "الشريعة" رافعين شعار الإسلام هو الحل وأما أن فأقول لهم بتصريح الإنجيل صراحة أن المحبة هي كمال الشريعة، ومن أحب غيره فقد أتم الشريعة (رسالة رومية 13: 10). لو توفر الحب الحقيقي الفائض من أحشاء الله شخصيًا، فهذا الحب هو السبيل الأكيد الذي يوصلنا إلى حيث نحن ذاهبون، وهو الوحيد الذي يكفي لانتشالنا من الغابة التي خلقناها بأيدينا عندما صار الإنسان ذئبًا لأخيه الإنسان يريد أن يزهق روحه لأجل حرية تصرفه في جسمه/ جسمها راجمًا إياه حتى الموت. في المسيحية، إلهي يحبني كما أنا وبما أنا عليه الآن لا كما ينبغي أن أكون. إنه لا يتشارط على أحد كي ما يحب أو لا يحب بل لا يملك سوى أن يحب لأن الحب هو، وهو الحب. في المسيحية، لقد أخذنا ملء الله مباشرة ولم يعد ينقصنا شيء وتحقق لنا ما قاله يعقوب قديمًا: لي كل شيء (تكوين 33: 11). هذا الملء الذي قد أخذناه من المسيح هو كمال الشريعة وتمامها وملؤها. هذا الملء يحقق إنسانيتنا تمام التحقيق وهو تمام العقائديات والتشريعات على اختلافها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا يكون التبشير
نورس البغدادي ( 2010 / 12 / 8 - 19:22 )
لو لم تكن يا استاذ ابراهيم قد وضعت اسمك لظن القارئ ان مقالتك هي احدى رسائل من اعمال الرسل ، رائع ما خطه قلمك وقد عملت فعلا بآلآيه التي تقول ليضيئ نوركم امام الناس ليروا اعمالكم الحسنه ويمجدوا اباكم في السماء ، لقد عرضت بضاعتك بأسلوب راقي دون التجريح ببضاعة الآخرين ، هذا هو التبشير الصحيح الذي دعى اليه السيد المسيح ، فأن لم يقتنعوا انفظوا غبارهم العالق بكم ، ولكن يا استاذنا الفاضل في ايامنا هذه وما يمر به الشعب المسيحي من اضطهاد من اخوانهم في الوطن ، نحتاج ونضطر احيانا الى قلب الموائد وضرب اللصوص الذين احتلوا بيت الرب وجعلوه مغارة للصوص ... تحياتي للمعلم المبدع الأستاذ ابراهيم عرفات


2 - هذا الاله خص انسان الشرق الاوسط
سامر السامر ( 2010 / 12 / 9 - 06:07 )
ان هذا الاله خص انسان الشرق الاوسط واهمل الباقين كالهند والصين مثلا. اما كان الاجدر عدم التركيز على جزء من الارض وشمل جميع عباده؟ الانسان خلق الله بصفاته وصفات الله الطيبه جاءت نتيجه صفات المسيح الطيبه وصفاته عند المسلمين واليهود القسوه والتهديد والوعيد بجهنم نتيجه صفات موسى ومحمد. تقول -بولس يقول عن إلهه إنه قد أحبه وبذل نفسه من أجله- ياخي كيف تصدق هذا القول, الاب الانسان يفدي ابنه بعد ان يستنفذ كافة الطرق الممكنه الا اذا كان مجنون والله يقول للشيئ كن فيكون, اهو كملكة بريطانيه تملك السلطه ولاتستعملها, سلطه ملكه بريطانيا حددت من الشعب فمن حدد سلطه هذه الاله ليلجئ الى الدماء لحل المشاكل. اكان صلب المسيح منظر جميل ليمتع النظار الناس به بينما اليوم الدول المتحضره الغت عقوبه الاعدام والصلب. الله لا يستطيع ان يبقى من دون قتل حتى لو قتل ابنه الوحيد


3 - اسئلة اتمنى ان اعثر على اجاباتها
يوسف ابراهيم ( 2010 / 12 / 9 - 18:04 )
فى ظل كل هذا الحب الالهى الذى حدثتنا عنه (وأنا أصدقك تماما) كيف يمكن تفسير الظواهر الكونية البالغة القسوة التى نشاهدها من حولنا ؟ أطفال يحترقون وأبرياء يقتلون وشعوب بأسرها تبتلى بالقهر والظلم والجهل والمرض والغباء لقرون وقرون وأخرى منعمة مرفهة قوية منيعة بيئتها الطبيعية غنية ساحرة الجمال بل والناس فيها ذوى عيون ملونة وبشرة بيضاء فائقى الجمال بينما اخوتهم فى منتصف العالم من السود المقهورين المستعبدين على مر الأزمان .. أين كل هذا من مقالك الرائع الذى هو درة بين المقالات ؟
أريد ان اعرف .. هل معنى ان الشيطان رئيس العالم يعنى انه هو المسئول عن ذلك الظلم وتلك الكوارث ؟ بدليل أنه مثلا المسئول عن الأمراض التى تصيب البشر كما نفهم من الانجيل ... فقد كان المسيح يسمى المرضى - بالمتسلط عليهم ابليس ..! أم ان الله هو الذى يصنع هذا وليس الشيطان ؟

ما يحيرنى هو أن كل من صوتوا لك أعطوك تقدير ممتاز 100 % دليلا على كثرة المسيحيين بين القراء - ومع ذلك لا نراهم يردون على الملحدين العتاة فى هذا الموقع ويتركون المجال للمسلمين ليدافعوا عن المسيحية بدلا منهم !!


4 - أحبوا أعداءكم .. كيف ؟!
يوسف ابراهيم ( 2010 / 12 / 9 - 18:20 )
عندما قال المسيح - أحبوا أعداءكم .. باركوا لاعنيكم .. وصلوا للذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم .. هل كان المقصود من هذا الكلام هو المعنى السطحى الذى نجده عند المبشرين وأيضا نسمعه فى الاختبارات ؟!
الفكرة عمليا غير قابلة للتطبيق - وإلا يكون تطبيقها نوعا من التمثيل وخداع النفس..
أظن أن المسيح كان فى كلامه هذا يتوجه الى المؤمن الذى استحضر ملكوت الرب عى الأرض (كما فى الصلاة الربانية- ليأت ملكوتك) فأصبح يعيش بين الناس ويتحرك ويتعامل كأنه فى عالم الملكوت الذى اليه بالخلاص - وكأنه لم يطرد من الجنة ..
وشخص يعيش فى الملكوت لاشك أنه يمتلك من الحب والسمو ما يليق بأبناء الملك وله من القدرة والإرادة الملكية ما يجعله قادرا على تحريك الجبال وإحياء الموتى .. وشخص كهذا يبصر جيدا ألاعيب ابليس ويدرك حقارته فى التسلط على الناس وجعلهم أشرار أعداء فيقعون صرعى بين يديه وهم لا يعلمون .. ولذلك تراه يحب هؤلاء المغيبين (كأنهم مرضى مساكين) رغم عداوتهم واضطهادهم له ويصلى من أجلهم ...
أما من لم يستحضر ملكوت الله ومشيئته على الأرض (كما فى الصلاة الربانية) - فمن المحال أن يسحب أعداءه ويصلى من أجلهم


5 - يا استاذ عرفات
يوسف ابراهيم ( 2010 / 12 / 10 - 15:32 )
أتمنى أن تجيب على تساؤلاتى فى التعليق رقم 5
اننى أبحث عن وجهة نظر أو نظرية متكاملة - وأنا أظن أنك أهل لذلك لأن لك باعا طويلا فى الدراسة والتأمل.
شكرا


6 - قبلاتي الحارة لكم جميعًا وامتناني لكم
إبراهيم عرفات ( 2010 / 12 / 11 - 17:47 )
ما يمر به الشعب المسيحي يا أخي النورس لا يجوز فيه الرد على العنف بالعنف ولي هنا في غاندي وسياسية اللا عنف مثل أعلى. ما أسهل العنف وما أسهل أن يفتك الإنسان بأخيه الإنسان في المقابل. المحبة لا تفشل أبدًا وهي دائما تنتصر وتغلب.

أخي العزيز سامر السامر: لملكة بريطانيا أيضا الحق أن تضع نفسها تحت تصرف شعبها إن هي أرادت ذلك وإلا بقت في صولجانها وأفضى هذا بها إلى عزلة مؤلمة. السلطة الحقيقية يا أخي العزيز هي سلطة الحب وبذل الذات عن الآخر في حياتنا. والإنسان يا أخي العزيز يقتل الله ويقتل نفسه يوميًا عندما يمارس الإجرام بحق أخيه الإنسان.. نعم، الله يصلبه البشر بأيديهم الآثمة. صُلب الإله ومعه صلب الإنسان نفسه.

أخي يوسف إبراهيم: يا أخي الحبيب الله لم يسلب من الإنسان إرادته فالإنسان يمارس الظلم والدمار ونحن بتصورنا عن الله نريد لله أن ينزل عن عرشه وينزل في مصارعة حرة مع الطغاة. هذا ناتج عن تصورنا نحن عن الله. ربما نحن الذين بحاجة لتطوير مفاهيمنا عن الألوهة وعملها في الكون وأن الإله ليس داخل في كل شاردة وواردة وإلا سلب الإنسان حريته وهذا ما يرتقبه الإنسان بفارغ الصبر حتى ما يجد شماعة يتحجج بها..


7 - تحية مجددة للأخ يوسف إبراهيم
إبراهيم عرفات ( 2010 / 12 / 11 - 17:53 )
أمام معضلة الله والشر والشيطان والكوارث الكونية إلخ الأمور تتشابك يا أخي العزيز ومن السهل جدًا إلصاق الكوارث بالله أو بالشيطان. هذا يُسهّل الأمور وهذا ما يريده الإنسان: أجوبة سريعة ولكن هيهات. هذه أمور معقدة والبت الميتافيزيقي فيها ليس سهل عندي. لا أقدر بسهولة أن أقول أن الشيطان مسئول عن الأمراض ومن أين لي بمعرفة كهذه؟ ولما لا تكون هذه أمور تحصل بشكل طبيعي وربما كانت هناك حكمة أكبر من وراء حدوثها وأنا أول من يجهل هذي الحكمة؟! لا أدري.. من الجيد أن نغوص في كل هذه المسائل ولكن من ال جهل أن نظن أننا نقدم أجوبة قاطعة أو أننا قد أقبضنا على الأمر. تأتي الكوارث إلى دار بيتي وأرفض أن أظلم خالقي فيها. والأمر يا أخي الحبيب ليس صراع بين مسلمين وملحدين ونصارى ولكن نحن هنا نتبادل الأفكار ونتطارحها ونبغي بذلك الوصول للحقيقة.. الحقيقة؟ هل تعرفها؟ لا زلت أبحث عنها.. هي ضالتي كمؤمن وطوبايّ إن وجدتها. أقترح عليك قراءة كتاب كوستي بندلي الله والشر والمصير الإنساني وهو متوفر على النت بالمناسبة وممتع لي في مرة قرأته فيها.


8 - الإنسان هو المفتاح
منتظر بن المبارك ( 2010 / 12 / 11 - 18:51 )
أشكرك على مقالك الذي يميل إلى الأدب الاختباري أكثر من الفكر الديني. سأعلق على بعض تساؤلات التي أثيرت مثل: كيف يمكن تفسير الظواهر الكونية البالغة القسوة التى نشاهدها من حولنا ؟
الله يدير الكون بالقوانين وليس بالمعجزات. السونامي والفيضانات والانهيارات الجليدية هي نتيجة حتمية للاحتباس الحراري الذي تسبب فيه الإنسان. هناك ظواهر طبيعية لا دخل للبشر فيها لكنها نتيجة للتركيبة الكونية مثل ظاهرة المد والجزر الذي يسببها القمر لمياه البحار أو الزلازل أو الرياح. يمكن للإنسان أن يستفيد منها مثل استغلال الرياح في توليد الطاقة، وظاهرة المد والجزر في صيد الأسماك. أما الزلازل فيمكن للإنسان تجنب خطرها كما هو حادث في اليابان أو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. لكن الإنسان الجاهل والمتكاسل فلابد أن يدفع الثمن كما في هاييتي. الله خلق الإنسان حر مريد مبدع وجهزه بكل مقومات العيش. من لا يريد أن يعمل سيدفع الثمن.
تقديري لشخصك الكريم


9 - أحبوا أعداءكم
منتظر بن المبارك ( 2010 / 12 / 11 - 19:23 )
عندما نطق المسيح بهذه العبارة لم يقولها كرفاهية فكرية، لكنها كانت تعبير عملي عما يحدث للأنسان بعد تجديده عندما يرى الله في كل شخص يقابله. هذا لا يعني الاستسلام فالمسيح نفسه لم يقبل الاستسلام واعترض على الظلم: ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا قائلا اهكذا تجاوب رئيس الكهنة اجابه يسوع ان كنت قد تكلمت رديا فاشهد على الردي و ان حسنا فلماذا تضربني (يوحنا 18: 22، 23). وبولس أيضا في (أعمال الرسل 25) دافع عن نفسه دفاعا رائعا وقال: لاني ان كنت اثما او صنعت شيئا يستحق الموت فلست استعفي من الموت و لكن ان لم يكن شيء مما يشتكي علي به هؤلاء فليس احد يستطيع ان يسلمني لهم الى قيصر انا رافع دعواي. فلم يكتف بالدفاع بل ذهب إلى قيصر لعرض مظلمته.
الخلاصة أن محبة الأعداء دليل قوة الشخصية وقوة افرادة والنصرة على الشيطان والذاتية، وليس فيها ضعف او امتهان


10 - تعليق
عبد العزيز كمال ( 2012 / 6 / 27 - 15:06 )
عندما قال المسيح - أحبوا أعداءكم .. باركوا لاعنيكم .. وصلوا للذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم.لاشك أن هذا الكلام يحمل في طياته دلالات على قمة المحبة.ولكن هل يمكن تطبيق هذا الكلام في الحياة.لو دخل أشخاص إلى بيتك وقاموا بإغتصاب أمك وزوجتك وبناتك أمام أعينك؛فماذا سيكون رد فعلك هل ستحبهم أم سوف تدافع على عرضك؟هل يسوع سوف يحب هؤلاء الأشخاص أم لا؟ أجب من فضلك ولا تحاول إقناعي بل حول إقناع نفسك.

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي