الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصية السيكوباتي وصراعها مع المجتمع

صاحب الربيعي

2010 / 12 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعاني السيكوباتي صراعاً مع الذات على نحو مستمر يظهر سلوكاً غير سوي يتعارض مع السلوك العام للمجتمع وقيمه فكلما زاد السلوك اضطراباً زادت حالة العداء للمجتمع ليتحول مع الزمن إلى حالة عداء معلنة يرفض خلالها قيم المجتمع وأعرافه. ويعدّ الشخص السيكوباتي أن شأنه يفوق شأن جميع أفراد المجتمع فيتصرف على نحو متعالٍ ويحتقر محيطه الاجتماعي ويوجه اللوم على نحو دائم إلى الآخرين، وينتقد سلوكهم وتصرفاتهم ليمارس إسقاطاً ذاتياً على الآخرين ويدعم آراؤه بحجج يعتقد مع نفسه أنها مقبولة ومقنعة وغير قابلة للطعن والنقض.
ويستخدم أساليب العنف والقسوة ضد من يكشف زيف ادعاؤه وتسفيه آراؤه من دون أي شعور بالذنب جراء اساءته للآخرين لما يعانيه ضعفاً بالضمير والآنانية المفرطة فيلقي بالمسؤولية على نحو دائم على الآخرين ويعدّهم مقصرين وغير قادرين استيعاب آراؤه وناكرين عليه مكانته وقيمته الثقافية التي تفوق قدرتهم ما يوجب عليهم إبداء الطاعة والقبول من دون نقاش بآرائه السديدة.
يصف (( نيتذل )) سلوك السكوباتي وصراعه مع المجتمع قائلاً : " إنه يخوض صراعاً مستمراً مع المجتمع بسبب سوء نشئته الاجتماعية، وضعف ضميره وعدم شعوره بالذنب وتأنيب الضمير، وينقصه الولاء والانتماء إلى الأفراد والجماعات والقيم العامة للمجتمع، وأناني على نحو كبير ويتسم بالعنف والقسوة، ولا يتحمل المسؤولية ويميل إلى لوم الآخرين ويقدم تبريرات يعدّها مقبولة لتبرير سلوكه وممارسته غير السوية، ومتكبر ومتعجرف على نحو أقرب إلى الغطرسة ".
يعيش الشخص السيكوباتي حالة صراع دائم مع ذاته بسبب حجم رواسبه الشريرة الكامنة التي تظهر سلوكيات وممارسات غير سوية ومتعارضة مع السلوك العام للمجتمع وأدبه، ويمارس فعلاً غير سوي ومتعارض مع القيم العامة للمجتمع على نحو قصدي ومع سبق الإصرار لإلحاق الأذى بالمحيط الاجتماعي فكلما زادت خصوماته واساءته إلى الآخرين يعدّها نصراً عليهم ليقلل وتيرة الصراع الناخر لذاته على نحو دائم. على خلافه فإن ردعه على نحو قاسٍ يصيبه بالاحباط الشديد ويدفعه لممارسة أفعال مخلفة بالشرف والأخلاق العامة ويلجأ إلى أتباع أساليب النصب والاحتيال لاعادة التوازن لذاته المضطربة للهروب من حالة الاحباط التي تفقده التوزان على نحو كبير.
يصف (( محمد ربيع وآخرون )) حالة الشخص السيكوباتي قائلاً : " إنه غير متطبع اجتماعياً ودائم الصراع مع الآخرين ويرفض مجاراة القواعد السلوكية للمجتمع وأعرافه، وعديم الولاء للأصدقاء، ولا يستطيع تحمل الاحباط أو مواجهة مشكلات الحياة اليومية ومتزمت برأيه ويسعى إلى فرضه على نحو قسري على الآخرين، ويعيش حياة لا أخلاقية خلالها يمارس الاحتيال والنصب ومستعد لارتكاب كل أنواع الآثام والجرائم لتحقيق مصالحه الخاصة ".
يكشف الشخص السيكوباتي عن ذاته على نحو صريح خلال سلوكه وتصرفه اليومي غير السوي في المجتمع، وغالباً ما تكون حياته العائلية والشخصية مضطربة لما يسببه من اساءات إلى أقرب الناس في محيطه الاجتماعي، ويزداد احباطاً عند اهماله وعدم الرد عليه لأنه يبحث عن محيط اجتماعي يخوض صراعاً معه.
على الرغم من أن الشخص السيكوباتي يعاني مرضاً وراثياً لشذوذ في سلسلته الجينية فإن للبيئة الاجتماعية والتنشئة دوراً في تفعيل الرواسب الشريرة الكامنة أو تخمديها، وقد حذر الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس من تأثيرات البيئة والتنشئة غير السوية على سلوك الفرد وتصرفه في المجتمع. وحذر ماركس على وجه الخصوص من حثالات البروليتاريا بعدّهم عديمي الولاء ويمكن شراء ذممهم بسهولة، فالتحذير كل التحذير من حثالات الرعاع ليس بعدّهم عديم الولاء والضمير وغير ملتزمين بالقيم العامة للمجتمع وحسب، بل لسهولة شراؤهم بالمال لتغيير ولاؤهم كونهم متقافزين مثل السعادين من كيان حزبي إلى آخر سعياً لتحقيق مكاسب شخصية ومستعدين عرض الوطن بالمزاد الدولي لقاء تحقيق مصالحهم الذاتية.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة قتل مو?لمة والضحية الشاب باتريك.. ???? من القاتل؟ وما ال


.. لا عيد في غزة.. القصف الإسرائيلي يحول القطاع إلى -جحيم على ا




.. أغنام هزيلة في المغرب ومواشي بأسعار خيالية في تونس.. ما علاق


.. رغم تشريعه في هولندا.. الجدل حول الموت الرحيم لا يزال محتدما




.. لحظات مؤلمة.. مستشفيات وسط وجنوب غزة تئن تحت وطأة الغارات ال