الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاجراءات القمعية لسلطة 8 شباط ضد رموز العهد القاسمي

وصفي احمد

2010 / 12 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الاجراءات القمعية لسلطة 8 شباط ضد رموز العهد القاسمي
يروي إسماعيل العرف في كتابه أسرار ثورة 14 تموز و تأسيس الجمهورية في العراق أنه في الساعة الثانية و النصف على الأغلب في اليوم التالي ( للانقلاب )أذيع بيان من تلفزيون بغداد يعد بأظهار جثث الضباط الذين أعدموا و على رأسهم عبد الكريم قاسم . و بعد تكرار الإعلان مرارا عرض التلفزيون جثة عبد الكريم قاسم و قد مال رأسه على كتفها الأيسر وقد سالت من بين شفتيه خيوط من الدم القاني .........
و كانت على مقربة من جثة عبد الكريم قاسم جثتا العقيد فاضل عباس المهداوي و الزعيم طه الشيخ أحمد . كما عرضت لقطة لجثة العقيد وصفي طاهر المرافق الأقدم لعبد الكريم قاسم ملقاة على الأرض في مدخل وزارة الدفاع و قد أصيبت بشظايا صاروخ من الطائرات التي هاجمت بناية وزارة الدفاع .
أصدرت السلطات أمرا عسكريا بمنع التجول يومي الجمعة و السبت فلم يذهب الموظفون إلى دوائرهم . وفي يوم الأحد 10 شباط طلب إسماعيل من أخيه صفاء العارف الذهاب إلى دائرته و الاتصال من هناك بوزير الدفاع الجديد صالح مهدي عماش و يخبر بمكان وجوده ففعل . و في مساء ذلك اليوم حضر الرئيس هادي علي السلوم موفدا من قبل السلطة لاسطحابه إلى حيث تجمع غيره في المكان الذي اختارته السلطة.
و قد تم نقله إلى معسكر الرشيد حيث اتخذ رئيس أركان الجيش الجديد طاهر يحيى مقره في بهو اللواء التسع عشر . و عند وصوله إلى هناك وجد العديد من الضباط الموقوفين ينتظرون دورهم للتحقيق معهم . وما أن دخل البهو هو و أخيه حتى تقدم نحوه علي صالح لسعدي أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث يومها و قد عين نائبا لرئيس الوزراء و أنيط به أمر التحقيق الفوري وإصدار الأحكام الآنية على من اشترك من الضباط السياسيين في حكومة قاسم . فأستقبله في هياج وعنف معربدا و قال : ( (وقعت بيدي الآن .. إلى كم قطعة سوف أمزقك ؟ )) .ثم أحاط به مجموعة من العسكريين و المدنيين و هم يشهرون غداراتهم في وجهه حتى ظن أنه هالك لا محالة و لما انتهى السعدي من كلامه سأله العارف إن كان قد انتهى من كلامه ؟ فقال : (( تفضل تكلم ربما إذا تكلمت تنقذ رقبتك من المصير المحتوم )) وكان في وضع متهيج يتحرك يمنة و يسرة بعصبية ظاهرة و قد امتلأ زهوا بمنصبه الجديد .
و بعد أن تحدث العارف , تحول الكلام بينه وبين علي السعدي إلى عتاب شخصي حيث قال : ((لقد كنت لا تهتم بي و لم تحييني عندما كنت تستقبل الناس في فاتحة أخي غالب . تصورت أن الأمور ستبقى بيدكم و اعتقدت أنني لا أصير شخص مهم و لم تعرني اهتماما و لم تحسب حساب الدنيا الدوارة ........)) .
ثم تركه السعدي ليتولى شخص آخر التحقيق معه , ثم عاد بعد حوالي النصف ساعة و قال انه هو أخيه سيذهبان إلى السجن العسكري رقم واحد , وقبل ذهابه إلى السجن المذكور أخبره العارف أنهم ارتكبوا خطأ فادحا لاختيارهم عبد السلام عارف رئيسا للجمهورية لأنه سرعان ما سينقلب عليهم , و بعد صمت بسيط أجاب السعدي بأنهم متفقون و لا يوجد شيء من هذا القبيل .
و كان يجلس في بهو اللواء التاسع عشر العميد عبد المجيد جليل مدير الأمن العام في عهد قاسم , بعد برهة اقترب منه علي صالح السعدي يحاوره ويسأله عن أمر أصر عبد المجيد عدم البوح به , فبصق في وجهه و صفعه على وجهه صفعة قوية. فبادره جليل قائلا : (( لماذا تضربني .. لولاي لما نجحت ثورتكم و لما استوليتم على الحكم ) ) و بعد برهة قصية أقتيد عبد المجيد إلى الساحة الواقعة خلف البهو و نفذ به حكم الأعدام رميا بالرصاص .
ثم جيء بكل من العميد داود الجنابي قائد الفرقة الثانية و الذي عرف بمناصرته للحزب الشيوعي و المقدم حسين خضر الدوري عضو محكمة الشعب و نوقشا لفترة قصيرة و طلب منهما أن يوصيا لذويهما بشيء , كما جرت العادة عندما يتم تنفيذ الإعدام بالأشخاص , و عندما حاول الدوري أن يتكلم انهال أحدهم عليه بالضرب فقال : (( لماذا تهينني ؟ اعمل ما شئت بما تقرره العدالة و القانون و لا تعتد علي ......)) ثم اقتيدا إلى تلك الساحة . ونفذ بهم حكم الإعدام .
مصدر الحلقة : أسرار ثورة 14 تموز و تأسيس الجمهورية العراقي تأليف إسماعيل العارف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو