الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية وثقافة الاستئصال في الاسلام ج3

الاء حامد

2010 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدا أعقب على كلام احد كتاب موقع الناصريه في مستهل مداخلته حول موضوعنا (الطائفية وثقافة الاستئصال ج2)
من نقطة وصفنا لحكيم الإسلام بالخليفة الرابع والذي استدللنا بقوله في ماهية التعصب للطائفة وأثارها ,, وسبل العمل بها بطرق حضارية أنسائية نابعة من مقام شخص ذلك الحكيم,,وقد بيننا تلك المقامات والاستدلالات في أكثر من مقالة,, وإما بخصوص المنصب الذي اعتلاه ذلك الحكيم فهذا يعود للتسلسل التاريخي الإسلامي في عصر الخلافة ولا دخل لكاتبة مسيحية في استنتاجاته وتبعاته 00 (1

تكلمنا عن الطائفية بشتى إشكالها ودواعي أثارها وأعطينا الدين الإسلامي كنموذجنا للاستدلال في أصل بحثينا السابقين(ج1وج2) . ه
وألان نحاول إن نستدلل بالنموذج العراقي في بحثنا هذا لأننا نرى من ملامح المجتمع العراقي هذا التنوع الديني والمذهبي إضافة للقومي الذي يفترض إن يؤدي إلى حالة من التعايش والألفة وان يكون عامل إثراء ثقافي للمجتمع,, ولكن هذا الواقع أيضا يمكن إن يتحول إلى كارثة بكل ما تحمله الكلمة من إبعاد! إذا تحول إلى احتراب وتباغض بين مكونات المجتمع بفعل السياسة أو الدين إذا اتخذا وجهتين طائفتين!!

وفي العراق هنالك تنوع على أربعة أصعدة,, ثلاثة منها من حيث المبدأ اجتماعية,, وكان ينبغي لها إن تبقى كذلك! وواحدة منها سياسية
فلدينا التنوع القومي المتمثل بوجود القوميات العربية والكردية والتركمانية والأشورية, وربما قوميات أخرى.
هذا من جهة ومن جهة أخرى لدينا التنوع الديني المتمثل من دين الأكثرية الإسلام والمسيحية واليزيدية والصابئة المندائيين,, وربما أديان أخرى. إما التنوع المذهبي فأهمه ما نعرفه بالتقسيم الثنائي لمسلمي العراق من شيعة وسنة مع وجود نوع تعددي مذهبي داخل الوسط السني من أحناف وشافعية..

في الوقت الذي لا يمثل فيه هذا التنوع الديني في العراق مشكلة ذات بعد خطير, لابد الالتفات إلى ما يصيب المكونات الدينية المنتمية إلى غير الدين الأكثرية من اضطهاد إذا ما أحكمت الأصولية الدينية المتطرفة سيطرتها!

ولكن هذا لا يقع في خانة المشكلة الطائفية الدينية بقدر ما يمثل جانبا من مشكلة التطرف الأصولي الإسلامي, ومتى ما عولجت هذه المشكلة , لا تبقى أي مشكلة مع بقية الأديان التي تعايشت داخل المجتمع العراقي دائما بسلام وتحاب00 وهذه النقطة بالتحديد التي ننشدها نحن سائر أبناء الأقليات الأخرى!! (2

ولكن المشكلة الأخطر من غيرها هي المشكلة الطائفية التي تعني بشكل خاص تسييس الطائفية الدينية او المذهبية في دين الأكثرية الإسلام شيعية- سنية على هذا النحو المرعب, الذي يهدد السلام المجتمعي والمشروع الديمقراطي على حد سواء , إلا بوجود طرف سياسي طائفي لا يعترف بغيره ويقصي الأخر.

إذن فالتنوع الطائفي الديني أو قل المذهبي في دين الأكثرية يمثل واقعا اجتماعيا يمكن ان يكون عامل إثراء وتعايش وهو بلا شك لا علاقة له بالطائفية السياسية ولا يجب بالضرورة – بل لا يجوز بأي حال من الأحوال – إن يؤول إلى الطائفية السياسية.

ولكن الذي حدث بالعراق هو تأسيس للطائفية السياسية وإصرار عليها, وتأصيل وتجذير لها , وهذا ما يتحمل مسؤوليته التياران القومي العربي والديني الإسلامي لاسيما التيارات الدينية المتطرفة التكفيرية0

إن الطائفية السياسية تنتمي إلى عالم أخر تماما يختلف اختلافا جذريا من عالم التعددية السياسية, فهي من ملامح المجتمع البدوي او في أحسن الأحوال القبلي, إما التعددية السياسية فهي ملامح المجتمع المدني ومن لوازم النظام الديمقراطي. (3

ثم رغم كل المرارات النابعة من تبني الطائفية السياسية في أبشع صورها إبان النظام العراقي البائد الذي اسقط بالغزو والاحتلال, أصبح نظام المحاصصة الطائفية أساسا للحكم , وحتى بعد ان زادت القاعدة تأزيم الوضع الأمني والاجتماعي والسياسي بعملياتها الوحشية وإيصالها البلاد الى ذرى خطيرة أدت إلى تكريس الطائفية أكثر,, بظهور أنواع عديدة من التنظيمات الطائفية لسنا بصددها ألان!!

ونستنتج من خلال المعطيات الراهنة بعد سقوط النظام السابق حيث بدأت الطائفية تلعب دورها التخريبي حيث شعرت بعض الأوساط الدينية القريبة من النخبة الحاكمة السنية أنها فقدت الحكم,, في حين تصورت بعض إطراف النخبة الشيعية المعارضة أنها انتصرت ووصلت ألان إلى الحكم وعليها قطف ثمار ذلك0
نضطر إن نختم بحثا ولنا عودة في الجزء الرابع الذي سنجعل من الشيعة نموذجا بعد إن استدللنا بالنموذج الإسلامي والعراقي في أصل بحوثنا السابقة.


الإحالات


1- الطائفية وثقافة الاستئصال ج2 منتديات الناصرية / القسم السياسي
2- كيفية الانتقال من دولة الطوائف إلى الدولة الوطنية / ضياء الشكرجي
3- المصدر نفسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخت العزيزة الاء حامد
سالم النجار ( 2010 / 12 / 10 - 22:16 )
يسعد مساك
لاشك أن الفتنة الطائفية تُحرك بحسب المصالح ولعل أبرز المتورطين هم تجار السلطة الذين تتحرك بوصلتهم اينما وجدت مصالحهم السياسة الاقتصادية. واليك هذه القصة
-الاستبصار في منع الاستعانة بالكفار- هو كتاب من تأليف أحد فقهاء الدولة العثمانية، كتبه مطلع القرن العشرين يحذر فيه العثمانيين من الاعتماد على القوى الأوروبية في تحديث دولتهم، لما لتلك القوى من أطماع في أرض الدولة العثمانية وثرواتها .
استحسنَت الهيئات الدينية السعودية الكتاب، وأمرت بطبعه وتوزيعه لدرء المواطنين (وليس السلاطين) عن استجلاب الخدم من الفلبين وغيرها من دول آسيا غير المسلمة.
ولما نشبت الحرب العراقية الإيرانية وتكشَّف أن صدام حسين مدعوم من طرف القوى الغربية طبعت إيران طبعة من الكتاب ووزعتها واستخدمتها ضد صدام، فلما غزا العراق الكويت وتم استجلاب القوات الأميركية لتدميره طبع صدام طبعة جديدة من الكتاب واستخدمه ضد السعودية والكويت. جهات عدة استخدمته في أوقات متباينة لأغراض متباينة


2 - الاخ سالم النجار
الاء حامد ( 2010 / 12 / 11 - 06:59 )
يسعد صباحك .. وطبعا اني اتفق معك فيما عبرت عنه في مداخلتك الكريمة وقد قلنا ووضحنا في جل مقالاتنا بأن الطائفية هي حالة يمكن انشاءها وترسيخها وفق الديكتاتوريات القديمة والمعاصرة لتحقيق غرض سياسي انتهازي ولو ادى هذا الى اشعال بعض الحرائق . لأنضاج بعض الطبخات السياسية الفاسدة ولا يهم بعد ذلك ان تبقى هذه الحرائق وتمتد لتلتهم اجيالا قادمة من البشر فداءا لتحقيق هذا الهدف الانتهازي المرحلي الداعم لتلك الديكتاتوريات . شكرا لك اخي سالم النجار على المشاركة والمرور . تحياتي

اخر الافلام

.. 170-Al-Baqarah


.. 171-Al-Baqarah




.. 172-Al-Baqarah


.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات




.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع