الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف ضد الإطار التربوي في تونس : بحث في الظاهرة ومساهمة في طرق مواجهتها

محمد العيادي

2010 / 12 / 10
التربية والتعليم والبحث العلمي


تصاعدت وتيرة الاعتداءات على الإطار التربوي في تونس خلال السنوات الأخيرة وشملت هذه الاعتداءات الإطار التربوي في التعليم الأساسي والثانوي وحتى العالي ويتفق الكثيرون على العنف ضد الإطار التربوي في تونس ظاهرة مركبة تتداخل عوامل كثيرة في تغذيتها وهو ما يفترض توسيع سبل مواجهتها لتشمل أساليب وطرق متعددة . كيف تبرز هذه الظاهرة, ما هي الفئات المستهدفة ومن هم المعتدون ؟ فيما تتمثل أسبابها وطرق مواجهتها ؟

1 – العنف ضد الإطار التربوي :الفئة المستهدفة والإطراف المعتدية

1 – 1 – الفئات المستهدفة :

يستهدف العنف ضد الإطار التربوي في تونس اغلب عناصر الإطار التربوي أي إطار التدريس وإطار التأطير و الإرشاد التربوي والعملة والإطار الإداري

- إطار التدريس : هم المدرسون في المستويات المختلفة سواء الأساسي أو الثانوي

- إطار التأطير الإرشاد التربوي : هم القيمون والمرشدون التربيون .

- العملة : عملة التنظيف والحراسة أساسا

- الإطار الإداري : من إطار إشراف مثل المديرين وكذلك الكتبة وباقي المكلفين بعمل إداري

1 -2 – الأطراف المتسببة في العنف :

- الأولياء : أولياء التلاميذ أي الإباء والأمهات وأحيانا حتى الأقارب

- التلاميذ : اغلب الاعتداءات يقوم بها تلاميذ أساسا من الذكور وهي تفوق في العادة 2000 حالة سنويا يستهدف أكثر من نصفها المدرسين

- غرباء عن المؤسسات التربوية : تقوم أحيانا بعض العناصر الغريبة عن المؤسسة التربوية باعتداءات على الإطار التربوي او التلاميذ سواء داخل المؤسسات التربوية او على مقربة منها .ووصلت بعض الاعتداءات التي نفذها غرباء عن المؤسسة التربة إلى حد القتل مثل حادثة مقتل تلميذ في احد معاهد قفصة في السنة الدراية 2008 – 2009 من طرف غريب عن المؤسسة التربوية

2 – أسباب عديدة لظاهرة مركبة :

2 – 1 - التحولات الاجتماعية : شهدت الأسرة التونسية في العقود الأخيرة تحولات اجتماعية من أهم خصائصها تراجع القيم و ضعف اهتمام الوالدين بالأبناء كما تراجعت مكانة المربي في المجتمع وفقد تلك المكانة التي كانت تحيط بها هالة من الاحترام تقارب أحيانا التقديس " كاد المعلم أن يكون رسولا " وبالتالي أصبح المربي هدف سهل لكل معتدي .

2 – 2 أسباب اقتصادية : أثبتت عديد الدراسات أن ظواهر العنف تزداد انتشارا وخطورة في المدارس والمعاهد الكائنة بالأحياء الفقيرة والشعبية وهو ما يحيلنا على الخلفية الاقتصادية لمرتكبي العنف

2 – 3 –أسباب مرتبطة بالمنظومة التربوية : ذلك أن التلاميذ مرتكبي العنف هم أساسا تلامذة فاشلون في دراستهم وهو ما يحيلنا على ظاهرة الفشل المدرسي كأحد العوامل التي تغذي هذه الظاهرة وتزيد في تفاقمها

2 – 4 –أسباب قانونية – تشريعية :ذلك أن آليات وقوانين الردع الحالية غير كافية وتنقصها الصرامة والنجاعة لإيقاف المعتدين عند حدهم ولهذا يتمادى المعتدون في تجاوزاتهم واعتداءاتهم .

3 – بعض من المقترحات لمواجهة الظاهرة :

بما أن العنف ضد الإطار التربوي ظاهرة متشعبة ومعقدة وتتدخل فيها عدة عوامل وأطراف كثيرة فان البحث عن حلول هو من مشمولات تنسيقية وطنية تضم مختلف الأطراف المتدخلة في العملية التربوية من إطار تدريس ونقابيين وسلطة إشراف وناشطي مجتمع مدني ومختصين ومن الضروري أن تمنح هذه التنسيقية مختلف الإمكانيات والصلاحيات للقيام بالبحوث والدراسات لفهم الأسباب العميقة لهذه الظاهرة ومحاولة البحث عن حلول شاملة و ناجعة لها.ويمكن تقديم بعض المقترحات الأولية في هذا الإطار

3 -1 حلول ذات مستوى توعوي تحسيسي :

من خلال تكثيف عمليات التوعية بمخاطر هذه الظاهرة وانعكاساتها السلبية على العملية التربوية برمتها والتشجيع على نشر ثقافة الحوار وقيم التواصل بين التلامذة والمربين خاصة من خلال تعميم نوادي حقوق الإنسان وقيم المواطنة .

3 – 2 – مستوى تشريعي قانوني :

من خلال البحث عن الثغرات ومواطن القصور الموجودة في القوانين الحالية واقتراح بدائل أكثر فاعلية ونجاعة ضد المعتدين تقدم إلى الجهات التشريعية المختصة ( مجلس النواب والمجلس المستشارين ) حتى يتم إصدارها في اقرب الآجال .

3 – 3 – مزيد الاهتمام بالمؤسسة التربوية :

من خلال مزيد الاهتمام بالمعاهد والمدارس الموجودة في الإحياء الشعبية وتفعيل خلايا الإنصات الموجودة داخلها ومزيد الاهتمام بظاهرة الفشل المدرسي والتلاميذ الفاشلين والبحث عن السبل الكفيلة التي تمكنهم من تجاوز هذه الوضعية كما يجب الاهتمام بالمشاكل النفسية لبقية التلاميذ وتنظيم أشكال دخول الأولياء إلى المؤسسة التربوية ومنع الغرباء منعا باتا من اقتحام حرمة المؤسسة في أي وقت كان حتى خارج أوقات الدرس عبر تنظيم عملية الحراسة وتوفير الإطار الكافي لذلك .



العنف ضد الإطار التربوي في تونس ظاهرة أصبحت حديث الكبار والصغار نظرا لتزايد حالات العنف وارتفاع درجة خطورة بعضها وهو ما يفرض مزيد الاهتمام بها ودراستها والبحث عن حلول لتجاوزها .



محمد العيادي

تونس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة